قصه جديده
المحتويات
للتشبث بها و إخبارها بأنها الماء والهواء بالنسبة له فوجد نفسه دون وعي يطوقها بأصفاده كأنها طوق نجاته من بحر الندم الثائر الذي يغرقه شيئا فشيئا و كلما كان عقله ينهره و يأمره بالتراجع و الابتعاد عنها يشتد حصاره أكثر معاندا له و كأنه يعلن رايه التمرد عليه لأجل تلك المرأة الذي يجد بين حناياها ذلك الدفئ القادر علي اذابة جبال الثلوج الراسخة حول جدران قلبه ....
نورهان العشري
استيقظ يوسف في السادسة صباحا بعد أن نام لأقل من ساعتين فهو ظل مستيقظا طوال الليل يحارب طيفها من ذاكرته خاصة بعد ما عرفه عن ذلك الماضي المليئ بكل تلك الألغاز الذي أخذت تنهش بعقله بدون رحمه
يعرف بأن تلك المرأة لم تخبره الحقيقة كاملة و بداخله شعور قوي بأن
كل الحقائق المختبئة خلف الستار تحمل بداخلها كوارث حقيقية قد تقلب حياتهم رأسا على عقب ...
و ما كان يزيد من معاناته شدة شوقه لها فهو لم يهدأ له بال سوي بعد ان أرسل له أدهم تلك الرسالة يطمئنه فيها بأن الوضع تحت السيطرة و لكن ماذا يفعل بذلك القلب الذي لا يقبل بأي شئ سوي وجودها بجانبه
كيف سيستطيع الابتعاد عنها نهائيا و هو يعاني الأمرين الآن من غيابه عنها لبضع ساعات
إن كانت غير متأكده من مشاعرها نحوه و ترغب بالتحرر من قيوده لما تأخذ معها ما قد يذكرها به
زفرة حانقه خرجت من جوفه فتلك المرأة تقوده للجنون بأفعالها تلك فهو
أخيرا استطاع ان ينهض من فوق مخدعه و يدخل الى الحمام لعل المياه تهدئ من تلك النيران المندلعة في قلبه متسلله لعقله ليخرج بعد وقت قليل يرتدي ملابسه و هو يلتقط الهاتف لاجراء مكالمه مهمه
لسه يا يوسف بيه ادينا شويه وقت احنا بنحاول نلاقيه
قاطعه يوسف پغضب
بقالك قد ايه بتحاول هتعرفلي طريق الزفت دا امتى .. و لما هو مفيش جديد اتصلت عليا ليه امبارح
يا يوسف بيه احنا قلبنا عليه اسكندريه كلها ملقناش له أثر و المكتب بتاعه مقفول من يومها و الموظفين ميعرفوش عنه حاجه دا حتي مقالهمش قبل ما يقفل المكتب و بيته محدش ډخله من اليوم دا و انا معين عليه حراسه لو في اي جديد هيبلغوني
زمجر غاضبا
يعني ايه عفريت ! فص ملح و داب ! راجعوا الكاميرات اللي عالطرق الرئيسيه كلها
في الحقيقه يا فندم دا اللي كنت متصل على حضرتك عشانه احنا من خلال مراجعتنا للكاميرات اللي عالطريق لقينا حاجه غريبه. في عربيه نوعها .. اتقلبت في نفس اليوم دا بس لما طلعوها من الميه ملقوش عليها نمر و كمان ملقوش الچثة لحد دلوقتي ومحدش سأل عنها ولا حد جاب سيرة عن الحاډثة
و انت عرفت منين الكلام دا
في واحد ميكانيكي فاتح ورشه هناك هو اللي قال للراجل بتاعنا لما راح سأله
طب و ازاي البوليس محققش في الواقعه دي
بيقول حققوا ولما ملقيوش حاجه ومحدش قدم بلاغات عن اختفاء حد ف الموضوع اتقفل و خصوصا انهم دوروا كتير علي چثه في الميه ملقوش حاجة
تمام ابعتلي اسم و الراجل دا و عنوان ورشته و شوف انت شغلك
اغلق يوسف الهاتف و قد بدأت الشكوك تتجمع بداخله و قد هاجمه هاجس غريب بأن هناك لغز كبير حول إختفاء هذا الوغد و انقلاب تلك السيارة و هناك رابط كبير بينهما
قام يوسف باجراء مكالمة هاتفيه أخرى فجاءه صوت مازن الناعس فهو الآخر لم تمر ليلته بسلام و قد نام عند طلوع النهار ليباغته ذلك الرنين المستمر على هاتفه ليستيقظ مجيبا على هذا المزعج
عايز ايه
كل دا علي ما ترد ايه مېت !
كنت نايم يا ابني .... هي الساعة كام دلوقتي
يوسف بجفاء
الساعه سته و ربع
سته وربع !
انتفض مازن من مكانه فقد ظن أنه نام
متابعة القراءة