قصه جديده

موقع أيام نيوز

للتشبث بها و إخبارها بأنها الماء والهواء بالنسبة له فوجد نفسه دون وعي يطوقها بأصفاده كأنها طوق نجاته من بحر الندم الثائر الذي يغرقه شيئا فشيئا و كلما كان عقله ينهره و يأمره بالتراجع و الابتعاد عنها يشتد حصاره أكثر معاندا له و كأنه يعلن رايه التمرد عليه لأجل تلك المرأة الذي يجد بين حناياها ذلك الدفئ القادر علي اذابة جبال الثلوج الراسخة حول جدران قلبه ....
كيف حالك عندما تخلد الى النوم في الرابعة فجرا بعد ليله شاقة تتقلب على جمرات من نيران خلفها عشقا أهوج يتحكم بكل خلية في جسدك لتستيقظ في السادسة صباحا على موجة اشتياق عاتية ټضرب قلبك في المنتصف لتجعل من راحتك أمرا مستحيلا !
نورهان العشري 
استيقظ يوسف في السادسة صباحا بعد أن نام لأقل من ساعتين فهو ظل مستيقظا طوال الليل يحارب طيفها من ذاكرته خاصة بعد ما عرفه عن ذلك الماضي المليئ بكل تلك الألغاز الذي أخذت تنهش بعقله بدون رحمه 
كم يرد لو يحتويها بين جنبات صدره لحمايتها من كل تلك الأسرار و الألغاز فصغيرته نقية كالثلج و لا يريد اي شئ من ذلك الماضي اللعېن أن يلطخ بياض قلبها و لا يعرف ماذا عليه ان يفعل حتي يقيها شړ هذا ذلك الماضي و آثامه 
يعرف بأن تلك المرأة لم تخبره الحقيقة كاملة و بداخله شعور قوي بأن

كل الحقائق المختبئة خلف الستار تحمل بداخلها كوارث حقيقية قد تقلب حياتهم رأسا على عقب ...
و ما كان يزيد من معاناته شدة شوقه لها فهو لم يهدأ له بال سوي بعد ان أرسل له أدهم تلك الرسالة يطمئنه فيها بأن الوضع تحت السيطرة و لكن ماذا يفعل بذلك القلب الذي لا يقبل بأي شئ سوي وجودها بجانبه 
كيف سيستطيع الابتعاد عنها نهائيا و هو يعاني الأمرين الآن من غيابه عنها لبضع ساعات 
و ما يؤلم قلبه أكثر و يزيد من جنونه يقينه من عشقها له فهو مازال يتذكر صورته و ذلك القميص الذي وجده في حقيبتها فكيف تريد ان تهرب منه و هي تحمل متعلقاته معها اينما ذهبت 
إن كانت غير متأكده من مشاعرها نحوه و ترغب بالتحرر من قيوده لما تأخذ معها ما قد يذكرها به 
زفرة حانقه خرجت من جوفه فتلك المرأة تقوده للجنون بأفعالها تلك فهو
يحتاج لإراده أهل الأرض جميعا حتي يستطيع محاربه حبه لها و جيوش شوقه التي تحاربه كل ليله تطالبه بها تتوسله بعدم إفلاتها و التمسك بذلك الخيط الرفيع الذي يخبره بأنها تعشقه حد النخاع ....
أخيرا استطاع ان ينهض من فوق مخدعه و يدخل الى الحمام لعل المياه تهدئ من تلك النيران المندلعة في قلبه متسلله لعقله ليخرج بعد وقت قليل يرتدي ملابسه و هو يلتقط الهاتف لاجراء مكالمه مهمه 
ايوا يا ناصر لسه موصلتوش لحاجه 
لسه يا يوسف بيه ادينا شويه وقت احنا بنحاول نلاقيه
قاطعه يوسف پغضب 
بقالك قد ايه بتحاول هتعرفلي طريق الزفت دا امتى .. و لما هو مفيش جديد اتصلت عليا ليه امبارح 
يا يوسف بيه احنا قلبنا عليه اسكندريه كلها ملقناش له أثر و المكتب بتاعه مقفول من يومها و الموظفين ميعرفوش عنه حاجه دا حتي مقالهمش قبل ما يقفل المكتب و بيته محدش ډخله من اليوم دا و انا معين عليه حراسه لو في اي جديد هيبلغوني 
زمجر غاضبا 
يعني ايه عفريت ! فص ملح و داب ! راجعوا الكاميرات اللي عالطرق الرئيسيه كلها 
في الحقيقه يا فندم دا اللي كنت متصل على حضرتك عشانه احنا من خلال مراجعتنا للكاميرات اللي عالطريق لقينا حاجه غريبه. في عربيه نوعها .. اتقلبت في نفس اليوم دا بس لما طلعوها من الميه ملقوش عليها نمر و كمان ملقوش الچثة لحد دلوقتي ومحدش سأل عنها ولا حد جاب سيرة عن الحاډثة 
و انت عرفت منين الكلام دا
في واحد ميكانيكي فاتح ورشه هناك هو اللي قال للراجل بتاعنا لما راح سأله 
طب و ازاي البوليس محققش في الواقعه دي
بيقول حققوا ولما ملقيوش حاجه ومحدش قدم بلاغات عن اختفاء حد ف الموضوع اتقفل و خصوصا انهم دوروا كتير علي چثه في الميه ملقوش حاجة 
تمام ابعتلي اسم و الراجل دا و عنوان ورشته و شوف انت شغلك 
اغلق يوسف الهاتف و قد بدأت الشكوك تتجمع بداخله و قد هاجمه هاجس غريب بأن هناك لغز كبير حول إختفاء هذا الوغد و انقلاب تلك السيارة و هناك رابط كبير بينهما 
قام يوسف باجراء مكالمة هاتفيه أخرى فجاءه صوت مازن الناعس فهو الآخر لم تمر ليلته بسلام و قد نام عند طلوع النهار ليباغته ذلك الرنين المستمر على هاتفه ليستيقظ مجيبا على هذا المزعج 
عايز ايه 
كل دا علي ما ترد ايه مېت !
كنت نايم يا ابني .... هي الساعة كام دلوقتي 
يوسف بجفاء
الساعه سته و ربع 
سته وربع ! 
انتفض مازن من مكانه فقد ظن أنه نام
تم نسخ الرابط