قصه جديده
المحتويات
و الحقيقه بأن يوسف كان ذلك الحنون الذي امتص جميع أحزانها و حاول مداواة چروحها و كان دائما الحصن المنيع الذي احتمت به من شرور هذا العالم ..
أخرجها من شرودها تململ الصغير بين يديها تمهيدا لاستيقاظه لترسم ابتسامه عذبه على وجهها قائلة بحنان
_ صباح السكر على أحلى زين في الدنيا .
_ ثباح الخيل .
_ ها بقى يا بطل قولي نمت كويس
_ الحمد لله .
قالها الصغير بحزن ارتجف له قلب كاميليا
_ ايه يا حبيبي مالك زعلان ليه
_ ممتي كانت دايما تثألني الثؤال دا لما اصحى من النوم
شعرت كاميليا بوخزات الحزن تنغز في قلبها و تساقط الحزن من بين عينيها تأثرا و شفقه على ذلك الصغير
زم شفتيه الجميلتين يحاول منع نفسه من البكاء فجاءت كلماته متقطعه حين قال
_ بس . انا. عايزها . وحستني . اوي .
كاميليا بحنو
_ بص هنتفق اتفاق بما ان انا ممتي كمان عند ربنا فهقولك انا بعمل ايه لما توحشني . لما ماما توحشك اوي بص السما و قول ربنا يرحمك يا ماما و بعدين اقعد احكيلها و اتكلم معاها هي سمعاك و شيفاك و حاسه بيك .
_ بجد يا كامي يعني مامي سمعاني و شيفاني دلوقتي
_ بجد يا روح كامي و تقدر تقولها كل اللي نفسك فيه ..
هب الطفل ملهوفا من مخدعه وهو يقول
طب اوعي كدا بقي .
توجه للشرفه و قال ببراءة وهو يلوح بيديه ناظرا نحو السماء
_ مامي ربنا يرحمك . وحستيني . انا عايز اقولك اني جيت مع بابي في قصر كبير اوي و فيه ناس كتير شكلهم يخوف و بيزعقوا و سكلهم مس بيحبوني . بس كامي و روفي بيحبوني و بيلعبوا معايا . متخافيس عليا انا راجل زي ما كنتي بتقوليلي و مس هعيط
_ انت وحستيني اوي يا مامي . و نفسي احضنك مرة واحده بس . عسان انت سافرتي من غير ما اعلف و ملحقتس احضنك .
انفطر قلب كاميليا لمشهد ذلك الطفل و الذي جسد معاناتها عند رحيل والديها فقد كانت تأتي ليالي تتمني لو أنها استطاعت أن تعانق والديها و لو لمرة واحده قبل رحيلهم فأخذت العبرات تنهمر بغزارة على وجنتيها دون أن يكون لها القدرة على إيقافها لتتفاجأ بتلك اليدان التي احتوتها من الخلف فعرفت هوية صاحبهما على الفور فألقت برأسها إلى الخلف ليحتوي كتفه ۏجعها فلطالما كان هو حصنها المنيع الذي تتكئ عليه في كل حروبها و أزماتها .
_ انا حاسه بيه أوي . انا شفت
اللي هو شافه دا و جربت اللي هو جربه .
_ انا وقفت زيه كدا بالظبط و اتمنيت نفس الامنيه دي . كان نفسي بس في حضڼ منهم قبل ما يسبوني و يمشوا . كنت عايزة اشم ريحتهم لآخر مرة
تعانق الألم بالحرمان في قلبها فانسابت الحروف
_ انا عايشه الۏجع دا لحد دلوقتي و لسه نفس الامنيه دي جوايا يا يوسف . مهما عدت السنين هفضل اتمناها . هفضل أتمناها لحد ما اروح لهم .
تعاظم أنينها وهي تنعي أمنية كانت ولازالت مستحيلة
_ عارف لما تبقي أمنيتك الوحيدة في الحياة مستحيله و انت عارف دا بس مش قادر تبطل تتمناها
فما أسوأ الرحيل الذي يأتي بغتة دون أن يترك لك الوقت واخد أخير فتظل واقفا عند هذه اللحظة عمرا بأكمله تردد عبارة ياليت الزمان يعود يوما .
قالت كلمتها الأخيرة تزامنا مع سقوطها بين يديه ليقوم باحتوائها و إدارتها لتكون في مواجهته
و هو هامسا پقهر نابع من قلة حيلته
_ ياريت لو كنت اقدر ارجع الزمن لورا . ياريت لو اقدر احققلك أمنيتك دي .
صمت لثوان قبل لن يضيف بلوعة حاړقة
_ ياريت لو اقدر أشيل الحزن اللي جواك دا كله واحطه في قلبي و متتألميش لحظة واحدة يا كاميليا ..
تمسكت به كاميليا بكل ما أوتيت من ضعف بينما توسلته شفاهها قائلة
_ خليك جنبي . ارجوك خليك جنبي يا يوسف انت الحاجه الوحيده اللي بتخفف ۏجعي و بتهون عليا كل حاجه .
أجابها يوسف بلهجة تقطر عشقا
_ انا جنبك ڠصب عنك . جمبك لآخر يوم في عمري
وعمرك يا كاميليا .مش هسيبك أبدا . مش عمري ما اعرف ابعد عنك عشان أنا معنديش
متابعة القراءة