قصه جديده
المحتويات
تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال
_ متنسانيش وسط اهتمامك بزين . متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني . اديني و لو جزء بسيط من وقتك .. عشان أنا محتجالك اوووي .
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن
_ وقتي كله ليك يا حبيبتي . حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي . اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليك تحتاجيلي تاني و متلاقينيش . هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميك من كل حاجه وحشه و أولهم أمك .
_ ياريت يا بابا تحميني منها . ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي .
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام
_ ليه يا نيفين حصل منها ايه عشان تقولي كدا
_ م . مفيش . مفيش حاجه .
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
_ نيفين . بصيلي هنا و قوليلي في ايه
التفتت إليه نيفين قائله باڼهيار
_ مفيش حاجه . ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا .
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم
كانت تلك
الكلمات لهند التي أخذها رائد في رحلة غامضة و الذي جعل الړعب يدق في قلبها خوفا من أن يعيد فعلته الدنيئة معها مرة آخرة فأجابها هو بلهجة حانية قلما تظهر منه
_ من وقت ما خرجنا من الشركه و انت مش على لسانك غير السؤال دا . ممكن تثقي فيا شويه
تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر الما و مرارة
ذكرته كلماتها بذنب مغروز كالشوك في قلبه و لكنه حاول أن يغير مجرى الحديث و أن يضفي بعض المرح على الأجواء
_ ورد عامله ايه في الدراسة لسه بردو بتعمل بطنها ۏجعاها عشان متروحش المدرسه
توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن ترى هل علم بما تخطط له حاولت أن تسيطر على توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته
_ مش قادر انسى منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه ! تصدقي وحشاني و نفسي اشوفها .
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالړعب يدب في أوصالها من حديثه ونظراته لتلتفت الى الجهة الأخرى خوفا من أن يرى ذلك الخۏف المرتسم على ملامحها وهي تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عينيها قائلا بنبرة مشبعة بالذنب
_ انا عارف اني أذيتك و ظلمتك
معايا . بس اديني فرصه اخلص من كل العك اللي انا فيه دا و اوعدك هعوضك عن كل حاجة وحشة شفتيها . بس خليك جنبي و اصبري عليا شويه .
كانت كلماته أشواك تزرع في قلبها الذي لو أطلقت له العنان لكانت الآن مرتميه بين طيات قلبه تبكي حبها و ألمها و حماقتها فلو كان الأمر يخصها هي فقط لتركت كل شيء و خطت معه نحو المجهول ولكن الأمر يصل إلى من هم اغلى و أنقى منها بكثير فلم يعد لها مفر سوى حمايتهم من تلك اللعڼة التي أصابتها وهي لعنه عشقه
فرت دمعه هاربه من طرف عيناها تلقتها أطراف أصابعه بحنان و
قال بلهجه ناعمه
_ انا جايبك اغلى مكان على قلبي و هكشفلك سر مفيش مخلوق في الدنيا يعرفه..
أضاءت كلماته وميض الفضول داخلها لتنظر حولها و إذا بها ترى لافتة منقوش عليها مشفى الأمراض العقلية
فقطبت جبينها قائلة باندفاع
_ هو انا كنت متأكدة مليون في الميه انك مچنون بس انك تبقى معترف بدا
متابعة القراءة