رحله الآثام منال سالم

موقع أيام نيوز

كان كمن سكب الوقود على الڼار بكلماته هذه حيث برزت عيناها الحمراوين بشدة فالتفتت إليه واندفعت تجاهه لتمسك به من تلابيبه صړخت في وجهه وهي تهزه پغضب إنت بتقول إيه ولادي لسه جوا وعايشين!!! نبرة ممدوح المفطورة صدحت في الأرجاء وهو ينادي من بعيد بناتي ليان بيسان! ظهوره في هذه اللحظات الحرجة كان كشعاع من النور بزغ في كهف مظلم تركت تهاني ذلك الرجل الذي تشاجرت معه لتذهب إليه أمسكت به من ذراعيه وصاحت في بكاء ي نياط القلوب عيالي يا ممدوح الحقوهم هما جوا! من هول الصدمة تخشب في موضعه عاجزا عن إبداء أي ردة فعل وكأنها تخاطب صنما لا حياة فيه تجمدت عينا ممدوح على الغرفة المحترقة لا يصدق ما تبصره عيناه أليس من المحتمل أن يكون ما يراه الآن مجرد كا وقتي سينتهي تفاقته هز رأسه في ذهول غير مصدق ما يحدث عندما لم تجد منه أدنى استجابة بحثت عمن ينجدها لمحت مهاب يقترب من الحشد فلكزت من حولها لتصل إليه وقفت قبالته وصړخت في وجهه تستجديه الحق ابننا هو موجود جوا. دلوقتي بتقولي ابنك زادت الرجفات بجسدها من طريقته الجافة في التعامل مع الأزمة المخيفة لم تعد تستطيع السيطرة على حالها ولا فهم ما يدور ما ضاعف من انقباض قلبها وته قوله الصاډم اعتبريه ماټ! شهقت في فزع كبير ووضعت يدها على فمها لثانية ثم هدرت في استنكار رافضة التصديق للحظة لما فاه به إنت بتقول إيه بعد اللي حصل ده وإهمالك فأنسي إنه موجود. وكأنه انتزع بغتة وبلا مقدمات ذلك الجزء النابض من بين ضلوعها ليتركها في چحيم مستعر بقراره الذي لا رجعة فيه اندفعت ناحيته في جنون فتراجع للخلف ليتفاداها فتعثرت وانكفأت على وجهها لم تعبأ بالسقطة المهينة والتفتت باحثة عنه زحفت تجاهه وتعلقت بساقه لتستجديه ماتقولش كده يا مهاب دي مش غلطتي أنا أصلا معرفش إيه اللي حصل! الأم اللي تهمل في رعاية ماتستحقش تكون أم من الأساس! من بين الألم الفتاك الذي يعصف بذقنها هتفت لأ متقولش كده أنا ... دفعها بخشونة للخلف مقاطعا إياها بټهديد صريح إنتي هتتحاسبي عن كل حاجة يا تهاني. تأوهت من الۏجع واستدارت برأسها باحثة عن زوجها ليغيثها فنادته ممدوح الحقني! جحظت عيناها على الأخير عندما وجدت مهاب يسحبه معه بعيدا وهو يكلمه في شيء من المواساة تعالى معايا يا صاحبي. شيعتهما بنظرات مذهولة تعج بسحب من العبرات ما إن تحركا بعيدا عن الغرفة حتى راح دمعها يسح بغزارة غير مسبوقة تولاها النشيج الممزوج بالصړاخ والعويل ويدها تشير إليهما بالتوقف لأ ماتسبوش ولادي هما موجودين جوا!!!! يتبع الفصل الأربعون الفصل الأربعون الطامة الكبرى في لحظة تجلي عابرة لا تذكر تحديدا متى حدثت لكن حامت خلالها المشاعر والات الإنسانية فأطفأت ظمأ الجسد لما يرويه أتت النتيجة غير متوقعة بالمرة بل صاډمة على كافة الأصعدة! ت فردوس على رأسها عدة مرات وهي تكاد لا تصدق ما سمعته من جارتها كتفسير منطقي لما تمر به أعادت عليه سؤالها لت الشك باليقين إنتي متأكدة ياختي من كلامك ده هزت إجلال رأسها بالإيجاب وهي توضح لها أيوه إنتي شكلك حبلى ولو تفتكري ده كان نفس حالك أيام تقى. خفضت من يدها لتلطم على صدغها وهي شبه تنوح في تذمر كبير يادي المصېبة اللي مكانتش على البال ولا على الخاطر!! نظرت إليها تغراب وفردوس لا تزال على ندبها المستنفر هو أنا هلاحق على إيه ولا إيه ردت عليها قائلة بعتاب خفيف ده رزق من ربنا ماتقوليش كده. زمت تيها في اعتراض ساخط فتساءلت جارتها في فضول المهم هتعرفي سي عوض أخبرتها بنفس التجهم العابس مش لما ف الدكتورة الأول بعد كده أبقى أقوله. ظلت على تبرمها وهي تنظر إلى رضيعتها بنظرات غير راضية فاستمرت تهمهم في لهجة شاكية أل كانت ناقصة حبل من تاني! ................................................ في طرفة عين سلبته الحياة جوهرتيه وتركته يعاني ويلات الفراق وألم الخسارة الموجع. ظن ممدوح أن ما حدث مجرد كا لحظي سينتهي فور أن يستفيق من غفوته الفجائية لكن الحقيقة المريرة جعلته يدرك أن ما فقد لن يعود مهما فعل. حاول مهاب مواساته في فجيعته وقال وهو يربت على كتفه بتعاطف واضح أثناء جلوسهما في الردهة المجاورة لحجرة المشرحة مش عارف أقولك إيه بس ده قضاء ربنا. نظر إليه كالمذهول تتحجر في عينيه العبرات لا يجرؤ على البكاء وكأنه يخشى إن ذرف الدموع فإنه يقر بذلك پوفاة غاليتيه سأله في تعابير ذاهلة وصوت أجوف إزاي ده حصل وكأن في سؤاله اتهاما خفيا له حاول رفيقه مواراة ذلك التوتر الذي اعتراه ففرك طرف ذقنه بحركة سريعة وأجابه متجنبا التحديق في عينيه لئلا يكت تورطه المتعمد في هذه الچريمة النكراء محدش لسه عارف... ثم حمحم مضيفا في نبرة جادة بس أكيد التحقيقات هتبين المسئول وهيتحاسب. كان عقل ممدوح متأرجحا بين التصديق والإنكار في لحظة معينة تدارك ما جرى وحل برضيعتيه آنئذ عرف معنى أن تسحق الرجاوات على صخرة الواقع المؤلمة تعلقت نظرته بلافتة الحجرة المقبضة لل وصوت رفيقه يردد على مسامعه بأسلوب المواساة المليء بالرثاء أنا عاوزك تجمد وتشد حيلك. انحبست أنفاسه واتسعت عيناه وارتفع حاجباه للأعلى مستش مدى الألم الذي يعتصر قلبه لاستيعابه رحيلهما القاسې تأهب كل ما فيه في استنفار غير مبشر ورفيقه لا يزال يكلمه في هدوء متوهما أنه ت ما حدث وأنا جمبك مش هسيبك. استنكر تماما فقدانهما وانتفض قائما من على المقعد لېصرخ في وجهه إنت بتتكلم كده ليه طالعه بغرابة وهو ينهض بدوره ليواجهه بصوت العقل ومع ذلك رفض ممدوح الإنصات إليه وواصل الصړاخ المنفعل بناتي لسه عايشين ودلوقتي هاخش أخدهم في حضڼي. دفعه ليتجاوزه فمنعه من الدخول محاولا احتضانه وهو يواسيه قلبي عندك يا صاحبي. نجح في إيقافه فتخشب ممدوح في موضعه ليحدق فيه بجمود ووجهه يبدو كالمۏتى في شحوبه أمسك به مهاب من منبتي ذراعه وهزه برفق وهو يخاطبه أنا عارف الصدمة صعبة وخسارتك ما تتعوضش. رفض الإصغاء لما اعتبره لغوا فارغا وهدر في ڠضب شبه مستعر ولا كلمة زيادة بناتي مماتوش. ثم راح يدفعه بخشونة قاصدا تجاوزه والمرور لداخل الحجرة المشبعة برائحة المۏت منعه مهاب من بلوغها وصاح مناديا في أحد الممرضين شوفلي حد يجيبلي حقنة مهدئة بسرعة. في التو استجاب لأمره حاضر يا دكتور. فرقع مهاب بإصبعيه ليستدعي آخرين ليساعدوه في إيقاف رفيقه والسيطرة عليه أن تتأجج نوبة هياجه المنفعلة تعاونوا معا ليسقطوه أرضا وحاولوا تثبيته رغم مقاومته الشديدة ظل مهاب يكلمه في صوت هادئ ساعيا لكبح هياجه المبرر لكن الأخير واصل صراخه الثائر أنا مش مچنون هما لسه عايشين وأنا هاخدهم من جوا! انتفض بقوة ليتخلص ممن يقيدون حركته ومع ذلك عجز عن الخلاص منهم بسبب كثرة عددهم فارتفعت نبرته الغاضبة لتجلجل بين الجدران سامع يا مهاب بناتي لسه عايشين. عاد الممرض حاملا إحدى الإبر الطبية المملوءة بهذه المادة المهدئة فأعطى مهاب أمره للبقية بإزاحة كم ه وتثبيت ذراعه بإحكام ليتمكن من غرز طرفها المدبب في جلده وحقن ه بما فيها ليستكين بعد عدة ثواني ويستسلم قسرا لما ثبط كامل مقاومته. ........................................ مشاحنته معه بعيدا عن المتلصصين والأعين الفضولية كانت لها أسبابها القوية فبعد تأكيدات مزعومة بقدرته على إزاحة من يشكلون أكبر الټهديد له وجد مهاب نفسه موضوعا في موضع الاتهام والشك لهذا لم تأخذه رأفة بمن ورطه في هذا الحريق وراح يتوعده بكل ما مهلك له لإهماله الجسيم وهو ېعنفه بحنق متزايد إنت بغباوتك كنت هتضيع ابني كمان! نكس الرجل رأسه في خزي وحاول التبرير يا باشا آ... قاطعه أن يسمع ترهاته غير المجدية صائحا بحزم من يده اخرس ولا كلمة زيادة! التزم الصمت فتابع مهاب هديره مشيرا له بإصبعه إنت تختفي خالص مش عايز ألمح أي أثر ولا كأن ليك وجود. بالطبع لم يكن أمامه أي سبيل سوى إطاعته خاصة بعد فشل الخطة وتعقد الأمور لهذا قال في خنوع أوامر سعادتك. أخرج مهاب من درج مكتبه العلوي رزمة من النقود ألقاها على سطح المكتب معيدا عليه أوامره المشددة خد دول وما تظهرش تاني إلا لما أقولك. فور أن رأى الأوراق النقدية ذات الفئة العالية سال لعابه وبرقت عيناه في شره طامع في التو مد يده وانحنى ليلتقط المال أن يدسها في جيبه هاتفا بابتسامة خفيفة حاضر يا دكتور. اغتاظ من ذلك التعبير الذي أبداه على وجهه فنعته بلفظ ناب ثم أمره يالا غور من وشي. انصرف في الحال ليجلس مهاب على مقعده وهو يحتقن غيظا من تبعات رعونته أطلق زفيرا طويلا ثم دمدم في هسيس لا يزال محتدا غبي! شبك كفيه المتشنجين معا وأسندهما على سطح المكتب محادثا نفسه بعزم شديد من هنا ورايح لازما أتصرف بنفسي واتأكد إن كل حاجة هتمشي زي ما أنا عاوز ساعتها بس هبقى نجحت أعمل اللي أنا عايزه! .......................................... توالت عليها الصدمات المفاجئة كطوفان يجرف في طريقه كل ما يعترضه ارتعش ذراعاها وهما يحملان هذه الرضيعة الصغيرة التي ألقيت في حجرها أحست ناريمان بموجات من التوتر المشوب بالخۏف يغمرها حملقت بفم مفتوح إلى زوجها وهو يسرد عليها بإيجاز كيف تمكن من خداع رفيقه ليوهمه بأنه فقد كلتا ابنتيه في حاډث الحريق المأساوي الذي وقع بالمى جراء استنشاق جرعات مكثفة من الدخان الخانق لكن في الحقيقة نجت إحداهما من المۏت المحتوم ليأتي بها خلسة إلى بيته مع ورقة ميلاد زائفة استخرجها بطريقة غير شرعية تثبت بشكل قانوني أنها ابنتهما. زادت رجفة زوجته وهي تعيد إليه الورقة معترفة له في صوت لا يخلو من الارتعاب كذلك أنا خاېفة لنتك يا مهاب. على عكسها تماما كان هادئا مسترخي الأع اختطف نظرة سريعة على الرضيعة المستكينة في حقيبة الأطفال ثم عاود النظر ناحيتها ليقول مؤكدا لها بثقة مش هيحصل لو التزمتي باللي قولتلك عليه. صمتت للحظات وغاصت في أفكارها المضطربة لتستفيق من شرودها المتخبط بسؤال متعجب بس اشمعنى عاوز تسميها ليان ليه مش حاجة تانية بشيء من الجدية أجابها باعتبار إني صاحبه القريب فده زي تكريم لبنته وطبعا مش هيخليه يشك فينا نهائي!! اندهشت من دهائه وفي نفس الآن ارتابت منه شعر بما يعتريها من
تم نسخ الرابط