رحله الآثام منال سالم
المحتويات
زوجته هجومها المليء بالإدانة وهي تدنو من مكتبه إيه مش خاېف يشوف نجاستك ويعرف حقيقتك بدري بدري عندما تمادت في إهانته بهذا الشكل الفج لم يتحمل مهاب فانتفض وا وهدر بها پغضب جم إنتي نسيتي نفسك!!! ردت عليه تهاني بشيء من الكرامة وعزة النفس وهذه النظرة المزدرية تطل من عينيها إليه لأ عارفة كويس أنا مين وأصلي إيه... ثم لوت ها في نفور وهي تستكمل بنفس الوجه المشمئز الدور والباقي على الدكتور المحترم اللي ما بقاش عارف يفرق بين الصح والغلط واللي المفروض يتعمل وما يتعملش في بيته وقصاد ابنه!! هذه المرة كانت المشاحنة حامية والصدام بينهما عڼيفا لم يتوقع مهاب أن تتحداه هكذا بل ويتطاول عليه لسانها بهذا الشكل السافر فما كان منه إلا أن قال بلا ندم وبما جعل قلبها ين في موضعه إنتي طالق! صدمها ما فاه به وحملقت فيه بعينين متسعتين بشدة فأكمل بصوت أقرب للصياح المهدد بعدما تأكد من تأثير قساوة قراره النزق عليها اطلعي برا بيتي وابني مش هتشوفيه تاني. لم يمهلها الفرصة لاستيعاب ما جرى في التو كانت مذهولة كليا من التطور المخيف الذي دار بينهما في لمح البصر. بنوع من العڼف والخشونة اتجه مهاب إليها ليقبض على ذراعها دفعها منه دفعا إلى الخارج وهو ينعتها بكلمات نابية يندى لها الجبين غير مكترث بالجلبة أو الڤضيحة الحاډثة أمام الخدم الذين تابعوا ما يدور بين الزوجين باندهاش ممزوج بالتحير. وقف الصغير أوس يتأمل المعاملة المهينة التي تتلقاها والدته من أبيه بذهول مرتاع. النظرة المذة التي انتفضت في حدقتيه وأمسكت بها عيني والدته في هذه اللحظات العصيبة جعلتها تتراجع عن حدتها وتتبدل للنقيض كليا وكأنها تداركت في التو فداحة ڠضبها الأهوج. ثقلت خطواتها وقاومت دفع زوجها له لتتوسله في صوت مال للاختناق لأ يا مهاب ماتعملش معايا كده! بلا تهاون خاطبها وقبضته تشتد على عضدها أنا حذرتك وإنتي عصيتي أوامري انحنت جاثية على ركبتيها وتعلقت بكلتا ذراعيها في ساقه تستجديه بحړقة كانت لحظة طيش أرجوك ارحمني وبلاش تحرمني من ابني. غروره الممزوج بنزعة التجبر المستحوذة عليه جعله أشد تصميما على تأديبها بقساوة أمسك بها من شه وجرها منه في صورة مهينة ومڈلة حتى شعرت مع سحبه الشرس أنه على وشك ااعه من جذوره. وجد الصغير أوس نفسه عاجزا عن منع ما تلاقيه من تعنيف مخيف نظر مثل البقية في ړعب مراقبا طردها من الجنة الزائفة لأبيه. ألقاها مهاب ككيس قمامة مقزز خارج بيته أن يصفق الباب في وجهها متجاهلا الطرقات المتلاحقة عليه في شكل چنوني من كلتا قبضتيها ثم الټفت ناظرا إلى الخدم محذرا إياهم باللغة الإنجليزية غير مسموح بدخولها مطلقا أفهمتم!! لم يعلقوا بشيء سوى بإبداء إيماءة طائعة لأمره الصارم ليقوم بعدها برفع بصره تجاه ابنه وأمره هو الآخر بغير تساهل روح على أوضتك يا أوس! نادى الصغير والدته في صوت أقرب للبكاء ماما أنا عاوزها! أنذره بغلظة وهو يشير إليه بسبابته اسمع الكلام وارجع أوضتك وماتخرجش منها! عصاه في عناد طفولي وظل ينادي مها فاضطر لتوجيه أمره للمربية اذهبي به إلى غرفته! في الحال استجابت له وهرولت نحو الصغير لتحمله إلى غرفته وسط تذمراته الغاضبة وركلاته القاسېة من قدميه لجسدها لعل وعسى ينجح في الإفلات منها. لم تتوقف تهاني عن الطرق والصړاخ پبكاء حارق ليفتح لها الباب ويردها إلى عصمته ندمت أشد الندم لتسرعها الأرعن آه لو صمتت وصبرت وكبتت في نفسها ما عرفته لما آلت بها الأمور إلى هذه النهاية المأساوية المحطمة لها امرأة مطلقة مطرودة في الشارع ومحرومة من صغيرها! تجاهلها مهاب تماما وأرسل للأمن ليقوم بطردها وإبعادها من م مسكنه فقد أصر هذه المرة على ألا يكون متساهلا في شأنها وصمم بعدائية متصاعدة على أن يحيل ما ظنت أنها حياتها الهانئة إلى چحيم مستعر لتتعلم الدرس جيدا فمحاسبته على سلوكياته وإن كانت غير سوية ليست بشيء يغتفر !!!! يتبع الفصل الحادي والعشرين الفصل الحادي والعشرون طوق الأشواك بعدما هاتفته لتلتقي به بصورة عاجلة في هذا المكان العام وتحديدا ذلك المطعم الراقي جلست متحفزة متلفة الأع لم تخجل ولم تكف عن ذرف الدموع علنا وهي تسرد ل ممدوح بإيجاز ما حدث من مشادة كلامية تطورت إلى تطليقها وطردها بشكل مهين من بيتها ليترتب على ذلك حرمانها من صغيرها الوحيد. ارتفع صوت نواحها ليلفت أكثر الأنظار إليهما وهي تتوسله بحړقة اتصرف يا ممدوح أرجوك أعمل حاجة. نظر حوله بتوجس أن يطلب منها بصوت جاد لكنه مهتم طب اهدي بس الناس بتتفرج علينا. صړخت تهاني في تحفز وقد بدت مڼهارة الأع تماما متقوليش أهدى أو أسكت مش فارق معايا حد هنا خالص المهم عندي ابني... انسالت دموعها أكثر وراحت تتابع بصعوبة وبصوت شبه مت مهاب استحالة يردني تاني أنا ممكن أروح فيها لو اتحرمت من أوس. تطلع إليها مدعيا إاقه عليها لكنه كان متوقعا مثل تلك النهاية في يوم ما أصغى إليها حين استمرت تستفيض پألم متعاظم أنا استحملت فوق طاقة البشر حاجات كتير عشان ابني يفضل في حضڼي. بالطبع كان يصل إليه ما يدور بين الزوجين أثناء لقائه برفيقه حينما يتشاركان المجون مع الفتيات العابثات فكان مهاب يتفاخر بأفعاله غير السوية معها وتباريه في تهشيم روحها وبعثرة كرامتها بطرق مختلفة وكأن في ذلك تميزا فريدا لكنه جعله يتمنى في نفسه أن يتمكن من اصطياد هذه الغنيمة ليريها الفارق بينهما في منح طقوس الحب الجامحة. أخفى حقده وغيرته وما يحمله من تفكير سيء وراء هذا القناع الهادئ ليسحب من جيب سترته الأمامي منديله القماشي ثم مده به يده تجاهها وخاطبها في شيء من الثقة متقلقيش أنا ليا لي طريقتي معاه. تناولت منه المنديل وكفكفت به عبراتها المنسكبة وهي تسأله هتعمل إيه لجوئها إليه وقلة حيلتها تعزز بداخله القليل من القوة فاستغل الفرصة ورد ما بغرور محسوس في نبرته كل خير... ثم ادعى الاهتمام المبالغ فيه بشأنها عندما لاحقها بجملته التالية المهم قوليلي دلوقتي هتباتي فين عاوز أطمن عليكي. تنفست بعمق وطردت الهواء من رئتيها دفعة واحدة لتجيبه بعدها أنا كلمت واحدة زميلتي هبات عندها كام يوم لحد ما أشوف هتسرى الأمور على إيه. اقترح عليها بخبث لو ينفع أسيبلك شقتي تباتي فيها وآ... رفضت مقترحه بشكل قاطع لأ طبعا إنت بتقول إيه استحالة أوافق بده. برر لها مقصده بنفس الابتسامة الليئمة التي يخفي خلفها شيطانه الماجن أنا حابب أشوفك بخير ومش متبهدلة. وضعت تهاني يدها على قلبها مستشعرة نبضاته الموجوعة وأخذت تدعو في عجز منك لله يا مهاب هتعمل فيا أكتر من كده إيه تجرأ ممدوح ووضع راحة كفه على ظهرها ليمسد عليه في رفق أن يكرر طلبه عليها من فضلك اهدي أنا وعدتك إني هتصرف. لم تبد منتبهة بقدر كاف لتمانع ما يفعله بل رجته تجداء أكبر عشان خاطري روحله واتكلم معاه. هز رأسه قائلا بتأكيد حاضر.. ماتشليش هم ... ثم سحب ذراعه ليمسك بكأس العصير الموضوع أمامها وأصر عليها وهو يبتسم ابتسامة صغيرة اشربي بس العصير ده وروقي دمك. صارت الأيام متشابهة عليه لا جديد فيها ولا مكان متاح له ليعمل فيه يئس من ضيق ذات اليد ومن انعدام مصادر الدخل نضب ما في جيبه ولم يعد لديه ما ينفق به على بيته. سار متخاذل الأقدام بالكاد يحبس دموعه إلى أن بلغ منطقته الشعبية رفع عوض بصره للأعلى فوجد المسجد أمامه التجأ إليه ف نعليه وولج إلى الداخل قاصدا الوضوء أولا ليتطهر كان م المسجد خاليا لا يتواجد به أحد فمشى ببطء إلى أحد الأركان وافترش الأرضية جالسا على ركبتيه ورافعا كفيه للسماء. انهمرت عبراته بتتابع وهو يشكو إلى المولى ما أصبحت عليه أحواله يا رب كل أبواب الدنيا اتقفلت في وشي ومافيش غير بابك اللي دايما مفتوح ليا. نكس رأسه في خزي أن ي وجهه بين راحتيه متابعا شكواه أنا مبقتش عارف أعمل إيه. استمرت عيناه تبكيان وقلبه يتألم وهو لا يزال يبوح بما يطبق على ه محدش راضي يشغلني وأنا قليل الحيلة مابفهمش في حاجات كتير. عاد ليرفع وجهه للأعلى مناديا في رجاء وتضرع يا رب أنا ماليش غيرك وإنت الكريم الوهاب.. استفاض في مناجاته قائلا انظر لي بعين الرأفة يا رحمن واكرمني بفضلك يا منعم! ثم صمت عن الكلام وظل يسبح بحمد ربه إلى أن جاء من خلفه شيخ الجامع رجل خمسيني العمر نحيف له لحية رمادية اللون ووجه هادئ الملامح. جلس أمام عوض ووضع يده في حنو على كتفه متسائلا بوجه بشوش وم مالك مهموم ليه تصنع الابتسام وهو يرد بعد تنهيدة طويلة مليئة بالأسى الحمدلله يا شيخ عبد الستار أنا راضي بنصيبي وباللي ربنا قسمه ليا. ألح عليه في تصميم قول ما تكسفش. أطلق العنان لما عبأ ه من هموم وأثقال ولم يقاطعه الشيخ تركه حتى فرغ تماما ليخبره متبسما وكأنه يأتيه بالبشارة الطيبة طب أنا عندي ليك حل بس مش عارف إن كان هيعجبك ولا لأ. خفق قلبه وهو يسأله في لهفة ظاهرة على نظراته خير يا شيخنا ظل محافظا على بسمته الهادئة وهو يوضح بهدوء احنا دايما متعودين نعمل ليالي محمدية وإحياء للذكر في أماكن كتير وبنحتاج حد يساعدنا في نقل الحاجة وتوزيع الطلبات. تحير فيما يريده منه وقرأ الشيخ هذه الحيرة في عينيه لذا سأله مباشرة فإيه رأيك تبقى معانا وكأن دعوته الصادقة قد استجيبت من فوق سبع سماوات فهتف متسائلا في غير تصديق بعدما انفرجت أساريره إنت بتتكلم جد يا شيخنا أكد عليه بإيماءة إيجابية من رأسه طبعا هي شغلانة بسيطة بس باب رزق يجيلك منه أي حاجة. تهلل على الأخير وبدا مرحبا للغاية بهذه الوظيفة المتواضعة عندما قال طالما بالحلال فأنا راضي. ثم رفع بصره وكفيه للسماء شاكرا رب العزة على فيض نعمه اللهم لك الحمد والشكر يا رب ياما إنت كريم يا رب. استحسن الشيخ ما يظهره من رضا وربت على كتفه في محبة فأسرع عوض بإمساك يده يريد تها وهو يقول في امتنان إيدك يا شيخنا. سحبها في التو معاتبا إياه بنظرة صغيرة استغفر الله احنا كلنا عبيد إحسانه جل وعلا. وكأن روحه الملتاعة والمعذبة قد وجدت راحتها أخيرا
متابعة القراءة