رحله الآثام منال سالم
المحتويات
مريض! انحنى عليها لي كتفها قائلا بنبرة معاتبة وهذا الع الزائف يملأ محياه كده أزعل منك بعد الحب اللي اديتهولك أها الغثيان والتقزز من تودده إليها صړخت به رافضة طريقته تماما ماتلمسنيش! سرعان ما سقط قناع البرود من على ملامحه ليعود إلى شراسته هادرا بها وقد قبض بيده على فكها ضاغطا عليه بقسۏة مش واحدة زيك هتديني أوامر! انخرطت في بكاء جديد أشد حړقة وأعلى صوتا فأرخى أعه قليلا وشملها بهذه النظرة الغريبة وكأنه يظهر تعاطفا غير محسوس لها ليضيف في هدوء بما استفزها بس تعرفي شكلك وإنتي متعصبة تحفة ومغري. حدجته بهذه النظرة المقيتة الكارهة فاستها بترحاب غريب وراح يتلمس الندوب الملتهبة التي تركها على ظهرها بأطراف أعه في رقة مناقضة لوحشيته وهو يخاطبها يشجع الواحد إنه آ... زاد من وتيرة إيقاظ هلعها ببتر عبارته ليجعل الخواطر المخيفة تدور في رأسها فيتضاعف استمتاعه بمشاهدتها تعاني هكذا ظل تأثيره طاغيا يصيبها بكل ما هو منفر وهو لا يزال يست طاقاتها بأساليبه الملتوية والمراوغة إلى أن رن الهاتف الأرضي حينئذ توقف عن اللعب معها قائلا في ضيق طفيف حظك التليفون هيعطلني شوية عنك بس راجعلك تاني!. ضم تيه ليرسل لها ة في الهواء أن ينهض متجها إليه رفع السماعة من موضعها وألصقها بأذنه متسائلا بصوت جاد ما الأمر أتاه الرد في صوت متوتر سيدي نعتذر عن إزعاجك في هذا التوقيت لكن تم استدعائك لعملية جراحة عاجلة في مى ... والطبيب بيدرو أصر على حضورك. سلط مهاب نظراته الغامضة على زوجته وقال على مضض رغم عدم رضائه حسنا سأحضر في الحال. أغلق الخط واتجه إليها ليحررها من قيدها قائلا دون أن يمنحها أدنى تفسير لينا أعدة تانية سوا! احتضن وجهها الغارق بدموعها براحتيه أبعد خصلات شعرها الملتصقة به للجانبين وخاطبها بلهجة لا تمزح نصيحتي ما تزعلنيش تاني وخلينا حلوين سوا. ودت لو بصقت في وجهه لتشعره بمدى وضاعته واحتقارها الشديد له لكنها كانت تعلم أن ذلك سيزيد الأمر سوءا ولن تنال إلا ما يؤلمها فقط لذا اكتفت بكظم ڠضبها وحدجه بهذه النظرة الساخطة فربت على وجنتها بخفة أن يتركها لحال سبيلها ويمضي بعيدا عنها مكملا ارتداء ملابسه. ما إن تمكنت تهاني من التحرر من حصاره حتى سحبت الغطاء على جسدها لتغطيته انتابتها رجفة عظيمة واصطكت أسنانها ببعضها البعض. همهمت بصوت خاڤت للغاية وهي تراقبه بعينين مشبعتين بحمرة واضحة ناتجة من شدة حنقها حيوان قذر! غادر مهاب وهو يدندن بصافرة خفيضة فتضاعفت رجفتها أكثر وراحت تلطم على صدغيها متسائلة في حسرة وۏجع أنا إيه اللي عملته في نفسي ده! طاحت أحلامها بمست باهر وذهبت أدراج الرياح وتحولت أمانيها إلى هباء منثور. احتل مخيلتها في هذه اللحظة طيفا باهتا لوجه والدتها الحزين تألم قلبها وت لبعدها عنها كم رجت لو كانت معها فارتمت في حضنها لتحس بش الأمان المسلوب منها! لكن كيف لها أن تخابرها وتخبرها بما صار معها وهي المذنبة من الأساس ألم تتجاهل حتى الاتصال بها لتعلمها بما انتوت على فعله أليست هي من أصرت على ذلك الارتباط مهما كانت العواقب طمعا وراء زهوة المال وة السلطة كلما تذكرت كيف صدقت أكاذيب هذا المخادع المحنك في اصطياد ضحاياه لعنت سذاجتها وسطحيتها! فواحدة مثلها كان من المفترض أن تنتبه أكثر إليه لكنها سقطت في شباكه كالغبية وها هي تتجرع الكأس المرير بلا قة! ت أعلى رأسها بكفيها وهي تردد في ندم طب هاقول لأهلي إيه راحت سكرة الحب وجاءت الصحوة الصاډمة فما ظنت أنها أيام السعادة والهناء ات بلا رجعة وحل محلها التعاسة والشقاء. تسترت تهاني بثيابها ومع ذلك شعرت بأنها مجردة من كل شيء وكيف لها ألا تشعر بذلك وكرامتها قد دعست وسحقت بين شقي الرحى انتظرت عودته بصبر شبه فارغ تركها لهواجسها فتنهش منها. جلست على الأريكة رافضة الاقتراب من ذلك الفراش الذي يذكرها بلحظات تتمنى محوها من عقلها أه لو تملك عصا سحرية لأعادت الزمن إلى الوراء وتجنبت الصدفة التي جمعتها به! جاء مهاب متأخرا شبه مرهق من تمضية ليلة مشحونة بالعمل ورغم هذا لم يكن في مزاج متكدر بل بدا مستمتعا للغاية وتضاعف استمتاعه حين رأى زوجته جالسة في موضعها بجمود وهذه النظرة الڼارية تنتفض في عينيها. ابتسم في استفزاز وسألها ساخرا وهو يطوف بناظريه عليها مش معقولة تكوني مستنياني لحد دلوقتي هتفت في تصميم ظاهر بقوة في صوتها وقد قامت وافقة لتواجهه أنا عاوزة أطلق! بخطوات متمهلة دار حولها وحدجها بهذه النظرة المستخفة أن يخبرها وهي يجلس مكانها وقت لما أزهق منك. الټفت إليه تصرخ في وجهه بتعصب دون أن تقترب منه وأعها تشتد وتلتف معا لتشكل قبضة متشنجة خلي عندك كرامة وطلقني. نظر لها مليا بعينين حادتين كالصقر لا يظهر فيما سوى البرود تام داعب طرف ذقنه بإصبعيه وسألها مستنكرا بلهجة مالت أيضا للاستهزاء بها شهر العسل ما يخلص ده حتى عيب! ازداد صړاخها به كادت ت عليه لتفرغ فيه شحنة ڠضبها المستعرة بداخلها تجاهه لكنها تمالكت نفسها في اللحظة الأخيرة وكبحت ثورتها ومع ذلك خرج صوتها محتجا إنت مصدق كدبك ده وسد ذراعيه خلف رأسه وهو يغوص في المقعد أكثر ليقول بجمود ونظراته مسلطة عليها طالما مبسوط فمش فارق معايا. تقدمت ناحيته حتى أصبح ما يفصلها عنه مسافة خطوة نظرت له باحتقار كبير وصاحت في اعتراض ناقم وهي تلوح بيدها في الهواء إنت مش خدت اللي عاوزه مني سيبني لحال سبيلي. ال في جلسته ثم أمسك بها بغتة من معصمها فارتعدت فرائصها وقاومت شده لها ارتسمت على تيه هذه البسمة وهو يخاطبها بتلذذ ده احنا لسه في الأول يا حلوة. ارتفع صوتها وهي تجاهد لانتشال يدها من قبضته المحكمة عليها ابعد إيدك. عن عمد وبخشونة كذلك سحبها بقوة أكبر ليسقطها في حجره ثم أحاطها بذراعيه فعجزت عن الفكاك من قبضتيه المقيدتين لحريتها ظلت تتلوى بجسدها في عجز يائس فضحك بتسلية وهو يراها كالفأر الذي وقع في المصيدة اقترب بفمه نحو منحنى ها وهمس لها بأنفاس شعرت بحرارتها تلفح بشرتها المرتجفة ينفع كده نبوظ ليلتنا واحنا لسه عرسان جداد أظهرت اشمئزازها العارم منه قاومت تودده الكريه إليها وحاولت إبعاد وجهها عنه وهي ترد بانفعال أنا مش طيقاك. تشبث أكثر بها وقال بفحيح جعل قلبها يهوى في قدميها وأنا عاوزك لسه! لم ي في القيام بهذا الأمر سرا ودون علمها اتبع أسلوب البر معها وأخبرها بالحسنى عن نيته في الزواج ب فردوس عبر مكالمة دولية طارئة فما كان من والدته إلا أن اعترضت عليه بشدة معتبرة إياها زيجة مشؤومة وغير موفقة بالمرة أبدت رفضها القاطع لإتمام ما يريده ابنها البكري بقولها الصريح يعني أخوك مصدق يخلص منها وإنت رايح تورط نفسك معاها برر لها إصراره على إكمال هذه الزيجة بصلح اللي عمله. جاء صوتها كالصړاخ وهي ترد عليه هو لحق يعمل حاجة ده كتب كتاب بس! اختطف نظرة سريعة نحو من هم بالقرب منه معتقدا أنهم سمعوا ما قالته لكن لم يكن أحد منتبها لما يدور بينهما فالكل مشغول بهمومه وأثقاله. أخبرها بعد زفير سريع أهي اتحسبت جوازة على الغلبانة دي. أتاه صوتها مهددا طب قسما بالله يا عوض لو اتجوزتها لا إنت ابني ولا أعرفك. رغم الصخب والضوضاء المين به إلا أنه حاول صم أذنيه عما حوله ليركز معها احتج على تعنتها غير المقبول قائلا بضيق حرام عليكي يامه بلاش كده. أكدت عليه بتصميمها المتزمت هو ده اللي عندي. ثم أنهت المكالمة دون سماع المزيد منه فتمتم بغير رضا وهو يضع السماعة في مكانها وقد باتت ملامحه متجهمة للغاية لا حول ولا قوة إلا بالله! أنهكها بمتطلباته النهمة لما يرضيه هو فلم تتمكن من منعه أو إيقاف جوعه العاطفي تألمت أكثر وتأذت وأصبح ما ظنت أنه الحب العاصف مجرد وصمة عار تذكرها دوما بجريمتها في حق نفسها. كانت تبكي في الحمام بلا صوت رفضت أن تظهر بمظهر الضعف قبالته فخنوعها يمتعه وانكسارها يسليه. تصلبت يديها على حافة الحوض عندما سمعته من الخارج يأمرها جهزي نفسك عشان هنرجع النهاردة... لم تنبس بكلمة فتابع من وراء الباب الفاصل بينهما أنا نازل وراجع كمان شوية تكوني وضبتي نفسك سلام. ظلت على صمتها ودموعها الحاړقة تنساب بغزارة. سرت بها رجفات متواترة من الخۏف فور سماعها لصوت غلق الباب الخارجي رفعت رأسها ببطء وتأملت ملامحها الذابلة في المرآة تذكرت كيف كان وجهها يشرق بالأمل والإصرار أن ترتبط به إذا ما الذي حدث لتعمى بصيرتها عن رؤية قبحه المنفر أهو حمق الحب الذي دفعها للهاوية أم أنها بسبب أطماعها ألقت بنفسها في بئر الچحيم نكست رأسها في خزي وتركت العنان لصوت بكائها ليخرج ممزوجا باعترافها النادم يا ريتني ما وافقت يا ريتني! حين كان غافيا بجوارها في الطائرة تأملت قسماته عن كثب كيف لها ألا ترى جانبه المړيض انزاح الساتر الذي غطى على صوت العقل وأصبحت ترى حقيقته البشعة بوضوح بدا في عينيها وكأنه انجذب ناحيتها لا لتوق مشاعره أدركت وقتئذ أنها أساءت الاختيار ويا له من اختيار ممېت! قضى عليها في ريعان شبابها ولم يترأف بها. أبعدت مقلتيها عنه وهما تلمعان بالدموع. لم يعد هناك فائدة من البكاء والتحسر على الحال عليها فقط أن تبذل ما في وسعها للتخلص منه بأقل الخسائر الممكنة. لاذت بالصمت غالبية الوقت وتحركت كإنسان آلي ليوجهها حتى استقل كلاهما السيارة للعودة إلى منزله إلى حد كبير فاق ما كانت تتخيله كانت موقنة أنه ثري لكن ليس بمثل هذه الدرجة فقد كان بيته المتواضع كما يسميه أشبه بفيلا صغيرة مستأجرة لها حديقتها الخاصة ومحاطة بأسوار عالية مفروشة بالجديد والفاخر من الأثاث ومملوءة بالكثير من التحف والأنتيكات. أحست بانقباض ها وهي تطأ البهو بقدميها بهجة العروس الفرحة ببيتها كانت مفقودة هي جاءت إلى هنا تنفيذا لته لا عن طواعية منها. لم تنظر تجاهه وهو يخاطبها بأسلوبه الجاف المستعرض لثرائه الفاحش البيت زي ما إنتي شايفة مليان أوض كتير نقي واحدة فيهم وخليها ليكي. همت بالتحرك بحثا عن غرفة ملائمة وبعيدة عنه كل البعد لكنه استوقفها بقوله الفج والموحي بما أشعرها بالاحتقار ووقت لما أعوزك هتيجي عندي. استنفرت حواسها واستدارت
متابعة القراءة