رحله الآثام منال سالم
المحتويات
وهي تخاطبه تعالى اقعد معانا حلة أهوو تستريح شوية وتاخد نفسك. حمحم معترضا في تهذيب أنا معملتش حاجة تستاهل. أصرت عليه بتصميم أكبر ودي تيجي ده إنت في بيتي. علق ما وهو يسير معها مش هكسرلك كلمة يا حاجة. توقفت أفكار عن المسير لتستدير من جديد نحو ابنة شقيقتها تأمرها وإنتي يا دوسة صبي الشاي وحصلينا. قالت بوجه متورد بشدة وهي ترمش بعينيها في استحياء حاضر يا خالتي. أحست فردوس بدبيب قلبها المتحمس يتسارع لم تتخيل أن تنتابها مثل هذه الأحاسيس المتعاظمة لمجرد رؤية أحدهم يظهر اهتماما زائدا بها ربما بدا عاديا للآخرين لكنه معها كان مختلفا! وضعت كلتا يديها على وجنتيها تتحسس السخونة المنبعثة فيهما دارت حول نفسها كأنما ترقص فرحا ورفعت بصرها للسماء مرددة اجعله بالخير يا رب. تنهدت مليا وأغمضت عينيها محاولة إعادة هذه اللحظات القليلة في ذاكرتها لتنتشي مجددا ويا ليت حلمها الوردي يكتمل! ما إن انتهت من إعداد الشاي الساخن وتقديمه للضيف مع بعض الحلوى الشهية حتى لحقت فردوس بوالدتها التي انتظرتها بجوار باب البيت تمهيدا لذهابهما فلا داعي لبقائهما بعد ااء الموعد المدبر وكذلك تجنبا للمزيد من الحرج والتوتر الخجل ومع ذلك لم تغفل عن اختطاف نظرة أخيرة انصرافها لتجعل ذكراها ملازمة لها لبعض الوقت. تركت عقيلة الساحة لشقيقتها لتكمل ما بقي عالقا فاستطردت تتساءل مباشرة بعدما اقتصرت الجلسة عليهما فقط ها عجبتك قول ما تتكسفش رأيك إيه فيها بتردد محسوس في صوته ومعكوس على ملامحه ونظراته حاول بدري المناص من هذا الموقف المراوغ قائلا أصلي مابفكرش في الجواز دلوقتي. من فورها سألته وقد قاربت ما بين حاجبيها وحد قالك قوم اتجوز بكرة! هم بالاعتراض لكنها بادرت بإيقافه بإشارة من كف يدها فالتزم الصمت حينئذ استرسلت بمكر ناعم لإقناعه بس مافيش مانع تخطب واحدة بنت حلال من أصل طيب مش طمعانة في حاجة غير ة تداريها وراجل ياخد باله منها. رفع يده على جانب رأسه ليهرشه معقبا مش عارف والله يا حاجة! استخدمت نفس الأسلوب المحنك في التأثير عليه بترديدها مش عشانها بنت أختي بكلمك عليها مع إن المثل بيقول أخطب لبنتك وماتخطبش لابنك بس البت زي العجينة الطرية تشكلها زي ما إنت عاوز مش بتاعة مشاكل. فرقع أنامله مبديا ردا محايدا اللي فيه الخير يعمله ربنا. أمعنت النظر في وجهه مضيفة في لطافة وألفة وهي تقرب طبق الحلوى منه فكر كده ورد عليا وصدقني مش هتندم. ثم ابتسمت بمحبة ولم تزد حرفا تاركة الفرصة له للتفكير بجدية أكبر في شأن الارتباط بها مع وعد برد قريب على عرضها إما بالقبول أو الرفض! .......................................... لم ت بعد على هذا القدر من الإجهاد المتواصل لفترات طويلة بالإضافة لمحاولتها المضنية للتأقلم مع اختلاف المناخ وتغيير نمط تناولها للطعام الجيد الذي يعود عليها بفائدة سرعان ما أحست تهاني بالإعياء يجتاحها ورغم هذا قاومت الاستسلام له وتابعت انتظام جدول دراستها الذي يلحق به ساعات تدريبها إلا أن التعب تمكن منها في الأخير. بالكاد كانت تمشي باال وهي تهبط الدرجات لتتجه نحو موقف السيارات حيث تتواجد العربة المخصصة لإعادتها إلى مكان سكنها. توقفت لأكثر من مرة واشتدت قبضتها على الدرابزين المعدني المؤدي في نهايته للباحة الخلفية أدركت أنها لن تستطيع الصمود ما لم تتوجه إلى عيادة الطوارئ الملحقة بالمى للاطمئنان على صحتها سحبت نفسا عميقا واستدارت لتعاود الصعود للأعلى لم تنتبه في خطواتها لمن اصطدمت به في كتفه وهو يهبط عكسها. اعتذرت منه في التو دون أن ترفع رأسها وتنظر ناحيته أسفة. جاءها صوتا رجوليا متسائلا بلهجة مصرية إنتي كويسة أجابت باقتضاب يعني. سألها ليتأكد من هويتها الچنسية هو إنتي مصرية نظرت إلى من بدا وكأنه يحقق معها بنظرات مشوشة وأجابت بزفير ثقيل أظهر مدى إعيائها أيوه. وجدت ابتسامة صغيرة تزحف على ه وهو يعقب صدفة عجيبة... باعدت ناظريها عنه لتتأوه بصوت خفيض فسألها مهتما تحبي أساعدك رفضت بلباقة شكرا أنا رايحة ناحية الطوارئ. أصر على الذهاب معها فوقف إلى جوارها قائلا طب اسمحيلي أفرض نفسي عليكي وأوصلك بنفسي. تمسكت برفضها وهي تدير رأسها ناحيته مافيش داعي. أكملت صعودها لكن الدوار الذي عصف برأسها جعل توازنها يختل فبادر بإسنادها من ذراعها وهو يحذرها پخوف غير مصطنع خدي بالك. بدت متحرجة من تصرفها الأخرق وقالت بصوت خاڤت أسفة. رد ب رحب متعمدا التأثير عليها للاستجابة لمطلبه المړض مافيش فيه اعتذار... ثم مد ذراعه لتستند عليه خلال مشيها واستطرد بلطافة اتفضلي يا آ... سألها بعد صمت لحظي ما اتتش مك يا فندم وضعت بسمة ناعمة على محياها حين جاوبته أنا الدكتورة تهاني. بادلها الابتسام معرفا بنفسه في نبرة تشع ثقة تلك التي تجبر مستمعيه على تقدير مكانته في الحال دون التحقق منه وأنا د. مهاب الجندي رئيس قسم الجراحة العامة هنا!!! يتبع الفصل الرابع الفصل الرابع الفرحة المرتقبة توالت عليها الأيام بطيئة مستة للأع ومرهقة للتفكير فالرد لم يأت بعد من ناحية خالتها مما جعلها فريسة سهلة للهواجس والشكوك فتنهشها بعمق وتزيد من إحساسها بالخۏف والقلق. مرة ثانية أثناء تواجدها بالمطبخ لمساعدة والدتها في إعداد الطعام عاد الشرود ليهاجمها فراحت تقلب الحساء بلا تركيز إلى أن انتبهت لصوت تذمر أمها فأفصحت لها فردوس عما يحيرها ويملأ ها الملتاع متسائلة بقلق تفتكري يامه هعجبه ضجرت عقيلة من هذه الأسئلة المستهلكة فهي لا تكف أبدا عن الإلحاح وسماع نفس الرد الرتيب لذا أخبرتها بعد زفير ثقيل يشوبه الملل ربنا وحده أعلم بس أدينا بندعي يجعل في وشك القبول ويراضيكي. هذا الكلام المطمئن يبث نوعا من الراحة داخلها وإن كان مبهما عائما متكررا وغير مضمون. لاحت على تيها ابتسامة حالمة وهي تسترسل بأريحية معها كأنما تحادث رفيقة مقربة لها لا والدتها المتحفظة ياه أما جدع يخطف العين بصحيح طول بعرض وعليه طلة إنما إيه! ڼهرتها والدتها عن التمادي في الأمر هاتفة بحدة يا بت اختشي! عيب كده! لوت ها مغمغمة بتبرم يوه يامه إن مكونتش أفضفض معاكي في الكلام هفضفض مع مين سرعان ما لانت معها وقالت وهي تضع ابتسامة حزينة على محياها يا رب يا بنتي يفرح قلبك ويسعدك إنتي ياما صبرتي واستحملتي. هزت رأسها معقبة أه والله راضية بنصيبي وبدعي ربنا إنه يعجله. طلبت منها أمها وهي تشير بيدها نحو الرف الخشبي المعلق أسفل دولاب المطبخ ناوليني الملح من عندك. أحضرته إليها قائلة أهوو يامه. تابع والدتها الحديث إليها فأضافت عاوزين نجيب ورقة فلفل لأحسن الشوية اللي فاضلين عندي خلصوا. أكملت عليها مستعيدة في ذهنها ما أمرتها بإحضاره سابقا من محل البقالة الكائن بالمنطقة ماشي مع الطحينة وون الغسيل. وإزازة خل. طيب. استمرت كلتاهما في العمل بداخل المطبخ إلى أن تحدثت فردوس من جديد تعرفي يامه لو كانت تهاني هنا مكانتش وافقت على اللي حصل عند خالتي... سلطت كامل نظراتها على أمها وهي تتم جملتها كان زمانها عقدت الدنيا. جاء رد عقيلة مهموما إلى حد ما ربنا يهديها لحالها. لم تعر مشاعر والدتها المزعوجة لغيابها المؤثر فيها اهتماما وواصلت القول هي أصلها باصة في العلالي عاوزة حد ابن ذوات. رمقتها عقيلة بهذه النظرة الصارمة مسيرها ترجع لعقلها ادعيلها ربنا يرجعها لينا بالسلامة. تجاهلت ما قالته وسألتها بوجه متلهف أومال احنا هنعرف الرد إمتى من خالتي عاتبتها في صبر نافد تاني!! مدت يديها لتمسك بها من ذراعها كما لو كانت تتعلق به وألحت عليها بتوسل عشان خاطري يامه ما تجربي تسألي كده خالتي. سحبت ذراعها من أسفل قبضتيها قائلة بجمود يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش. أطلقت زفرة طويلة من رئتيها محملة بكل الرجاوات والآمال لتردد بعدها هون يا رب وقرب البعيد. استفاقت بعد برهة من حالة الوهن التي سيطرت عليها لح أكثر وعيا واتزانا وقدرة على السير بمفردها. ابتسمت تهاني في خجل وهي ترى مدى الاهتمام والرعاية من ذلك الطبيب الوسيم الذي لم يتردد للحظة في تقديم يد العون لها عاملها كأنها شخصية استثنائية وغير عادية على عكس ما توقعت أو دار بمخيلتها من معاملة روتينية فاترة. لن تنكر أن التوقير والاحترام الزائدين من جميع من قابلهما في طريقهما إلى أن استقرت بهذه الغرفة الجيدة أشعرتها بأهميته الكبيرة هنا وبمدى هيمنته ورغم أنها لم تعرف بعد عنه شيئا سوى اسمه وطبيعة مهنته بداخل المى إلا أن هذا القدر غير الكافي من المعلومات جعلها في حالة من الفضول لمعرفة المزيد عنه قاومت تها تلك ريثما تجد الفرصة المناسبة لتقصي أمره دون إثارة الريبة فالوقت أمامها متاح ووافر. مرة أخرى اختلست النظرات ناحيته أثناء انشغاله بتدوين شيء ما على اللوح المعدني المعلق على طرف فراشها أمعنت التدقيق والتفرس في ملامحه وقسماته وهيئته البدنية ومظهره الخارجي الأنيق كأنما تريد أن تحفر معالمه في ذاكرته لدهشتها! وجدت فيه هالة غريبة تستحث دواخلها على الانجذاب إليه والإعجاب بشخصه الغامض فشاب مثله وصل إلى هذا المركز الرفيع في هذا المى المميز يعني ببساطة أنه ليس بشخص عادي بل شخصية هامة ذات نفوذ وتأثير. رفع مهاب رأسه فجأة لينظر ناحيتها فأمسك بها وهي تتأمله مليا مما دفعها لخفض ناظريها في حرج كبير. ابتسم قليلا وسألها حاسة إنك أحسن شعرت باندفاع ال الفائرة إلى وجنتيها لتبث فيهما سخونة كاة لأمرها قامت تهاني بتجلية أحبال صوتها لترد برعشة خفيفة ما زالت ناجمة عن شها بالحرج أيوه .. الحمد لله. أوصاها وهو يستقيم وا ليثبت كل نظره عليها حاولي تاخدي بالك من نفسك أكتر من كده محدش هينفعك لو وقعتي تاني وأكيد مش أنا اللي هفهمك الكلام ده يا دكتورة. رمشت بعينيها قائلة وهذه البسمة الخجلى تنير قسماتها معاك حق. تقدم تجاه جانبها من الفراش فتوترت وراحت تفرك أناملها معا في ربكة لا يمكن التشكيك فيها. من خبرته المحنكة في عالم النساء أدرك منذ الوهلة الأولى ومن طريقة تطلعها إليه أنها شخصية سهلة المنال طموحة لما لا تملك وتفتقر لتجارب عاطفية قوية وذات بصمة في حياتها فنجح ببساطة في فرض حضوره وتأثيره الطاغي عليها بأقل مجهود يذكر حقا كانت له طريقته ومهاراته المتفردة في سلب عقول النساء خاصة الساذجات منهن وهذا ما استثار نزعة الغرور لديه لذا تعمد إطالة مدة انشغاله في
متابعة القراءة