رحله الآثام منال سالم

موقع أيام نيوز

أنا أسفة جدا. اندهش من اعتذارها الغريب معقبا الموضوع مش مستاهل عادي بتحصل. طأطأت رأسها في حرج متزايد وقالت وهي تنزع الحذاء عن قدمها أنا مكسوفة من حضرتك جدا. اضطرت تهاني أن تثني ساقها بعدما لسعت البرودة القارصة باطن قدمها وأضافت وهي تشير ناحية مدخل الفندق أنا هرجع الفندق تاني وأحاول أشوف حل للمشكلة دي حضرتك تقدر تروح المطعم اللي إنت عاوزه متعطلش نفسك عشاني. اعترض عليها بصوت وملامح هادئة إنتي هتفضلي معايا دي مشكلة بسيطة وحلها موجود. ظلت على نظرتها المتحيرة فوجدته يدنو منها أن ينحني ليحملها بين ذراعيه في خفة لتشهق مصډومة من تصرفه المفاجئ لها سرعان ما تدفقت ال الحارة في شرايينها لتغزو وجهها مؤكدة على شها بالحرج والذهول. في التو استنكرت ما فعلته وحاولت حثه على إفلاتها مايصحش يا د. مهاب الناس تقول علينا إيه!! أخبرها بجرأة صاډمة لها وبما جعل قلبها يقصف كذلك أنا لو تك حتى محدش ليه الحق يعترض! هتفت محتجة بارتباك عظيم وقد استندت بكفيها على ه لأ أرجوك. منحها هذه الابتسامة الماكرة وهو يخاطبها متقلقيش مش هعمل حاجة ڠصب عنك إنتي غير أي واحدة. لاذت بالصمت وتجنبت النظر إلى عينيه نهائيا وهو يسير حاملا إياها تجاه السيارة لكنها لن تنكر أنها استمتعت رغم توترها بهذا الش الجارف لكل ما هو عقلاني! بابتسامة صغيرة وملامح وديعة وقفت على عتبة الحمام تنتظر انتهائه من غسل يديه لتعطيه المنة القطنية النظيفة ليجففهما بها بعدما تناول الطعام في بيتها تلبية لدعوة أمها حينما اى عقد القران. سحبها بدري من يدها بخشونة ون كفيه ليعيدها إليها دون أن ينبس بكلمة شكر حتى ثم تجاوزها في ع باعث على الاسترابة ليعود إلى الصالة لحقت به فردوس والحيرة تسبقها ازدردت ريقها وجلست إلى جواره واضعة أمامه كوب الشاي الساخن الت في جلستها متسائلة بتوجس قلق وهي تناظره من موضعها أجابها بصيغة تساؤلية مليئة بالاتهام عجبك المرقعة اللي إنتي كنتي فيها دي بهتت تعابيرها خوفا من غضبته الظاهرة وراحت تعتصر ذهنها لتتذكر كيف ومتى أحرجته وتسببت في مضايقته حينما عجزت سألته بصوت شبه مرتعش مرقعة إيه لا سمح الله أجابها بنفس الصوت اللائم وشبه المنفعل رغم خفوته الضحك والكركرة اللي كانوا في الشارع قصاد الناس خلاص فشتك عايمة على الآخر! تذكرت ما اقترحته عليها خالتها لرد الصاع صاعين لحماتها اللئيمة حين أفسدت عليها فرحتها وكيف انتهى بها المطاف الآن في وضع الاتهام لا التودد والتدليل. حاولت التبرير له فأفهمته بتلعثم دي خالتي.. كانت قالتلي إن آ... لم يمهلها الفرصة للتوضيح وقاطعها بصوت حاسم وملامح صارمة بصي يا بنت الناس لا خالتي قالت ولا خالتك عادت أنا مش جاي أتجوز عشان أجيب لنفسي ۏجع الدماغ... انقبض قلبها توجسا وأحست بطعم المرارة يملأ حلقها فتابع على نفس النهج القاسې أنا عاوز اللي تريحني مش ناقص هم وقرف. في التو أبدت ندمها قائلة دون تفكير حقك عليا. سكت ولم يقل شيئا فاستأنفت بحذر وهي تقاوم زحف الدموع إلى مقلتيها بس إنت برضوه زعلتني لما سبتني وروحت مع أمك وكأني مش مراتك!! هتف في صوت محموم هو احنا لحقنا!! برقت عيناها ارتياعا وراح الفزع يتولاها من كل جانب كأن هناك هجوما ضاريا على أعها دفعة واحدة عندما صاح في عتاب حانق ما إنتي شوفتي بنفسك إنها مش قادرة تقف عاو أعمل إيه وهي ست كبيرة أقف اتفرج عليها لحد ما تقع من طولها انحشر صوتها وهي ترد بنبرة مهتزة لأ بس آ... مرة ثانية قاطعها رافعا يده أمام وجهها ليهددها من غير بسبسة اللي حصل حصل خلاص من هنا ورايح تاخدي بالك من تصرفاتك سامعة وإلا هتلاقي الرد مايعجبكيش!! تحول نظرها عنه وراحت تلوم نفسها بشدة لأنها انساقت وراء خالتها ولم تضع في الحسبان أنها بذلك تحزن زوجها. ودت لو عاد بها الزمن للوراء واكتفت بالسير صامتة لربما آنئذ نالت رضائه وكلمة حنونة منه! كانت تشعر بنوع من الغنج والدلال وهي تنتقي بين ماركات الأحذية ما يناسب مقاس قدميها بدت وكأنها في عالم من سحر الموضة المشوق لحظات لا تعوض عاشت كل ثانية فيها بة عارمة دارت حول نفسها وهي لا تصدق حقا أنها ترتاد أحد أهم متاجر بيع الأحذية. بعد حين من التجارب وجدت واحدة ملائمة لها رغم تحيرها في حسم اختياراتها فكل ما وقعت عليه عينيها كان رائعا للغاية. تجولت في تبختر أمام ناظري مهاب وهو جالس على الأريكة ثم رفعت قدمها قليلا عن الأرضية لتبرز شكل الحذاء في قدمها وهي تهتف بابتسامة لهفى تحفة أوي ومريحة جدا. قال وهو يبادلها الابتسام الهادئ المهم إنها عجبتك. بعدئذ أشار للعاملة في المتجر لتأتي له بالفاتورة فاستجابت له في التو. انتظرت تهاني ذهابها وتقدمت ناحيته ثم جلست على حافة الأريكة الوثيرة وراحت تتحسس ملمس الجلد اين بيدها لترفع نظرها إليه مضيفة بقليل من الحرج بصراحة دي أول مرة ألبس حاجة زي كده في حياتي... للحظة تحسرت على حياتها البائسة التي جعلتها محرومة تقريبا من رفاهية الدنيا ومتعها المغرية قامت واقفة وتابعت وهي تتطلع إليه بتعبير واجم لتقنعه بأنها غير راضية عن هذا الموقف المخجل بتاتا بس أكيد غالية وصعب إني آ... قاطعها أن تتم جملتها قائلا وقد فهم ما ترمي إليه ماتغلاش عليكي. حفظا لماء الوجه حاولت أن تقول بعزة نفس أنا هرد لحضرتك تمنها. نهض قائما ودنا منها مرددا في عتاب رقيق عيب الكلام ده يا دكتورة دي هدية بسيطة مني ليكي وهي مش من مقامك أصلا. أصرت على رأيها هاتفة بس كده كتير وآ.. وإيه يعني دي مش هتكون آخر مرة أهاديكي بحاجة. لاحظت تحول نظراته عنها وأتبعها ذلك قوله المريب لحظة واحدة! تحرك مبتعدا عنها نحو موضع ما خلفها فالتفتت تتابعه بتحير وجدته يسحب واحدا من الإيشاربات المزركشة من على حامل معدني بعد تدقيق سريع استدار عائدا إليها ثم فرده في الهواء بين يديه ليديره حول ها ثم طوقها به فاقشعر بدنها من الملمس الناعم للقماش على جلدها أحست كذلك بأعه وهي تداعبها خلسة شدها منه ليجذبها ناحيته ويقربها إليه انساقت كالمغيبة تجاهه حتى اضطرت أن تريح مرفقيها على ه مستشعرة نبض قلبه أسفل يديها ده كمان هيبقى شكله تحفة عليكي. إنتي جميلة أوي. كاد ينجح في إغوائها لته لكنها صدت محاولاته في اللحظة الأخيرة بإبعاد وجهها ودفعه برفق من ه وهي تخاطبه في لهجة اتخذت شكلا رسميا رغم خفوتها د. مهاب! من فضلك! هو المطعم قريب من هنا دس يده في جيب بنطاله وأجاب أيوه. أبقت على ابتسامتها الرقيقة وهي تسأله طب مش هنروح ولا إيه أشار لها بيده الأخرى الطليقة لتخرج قائلا اتفضلي. هزت رأسها مرددة بإيجاز دون أن تخبت بسمتها شكرا. ما زالت لمعة الانبهار تحتل نظراتها كلما زارت مكانا جديدا أو استمتعت بشيء لم تجربه سابقا. تذوقت تهاني أشهى أنواع الطعام واستطابت ما تناولته من وجبة مميزة بهذا المطعم الراقي لم تشعر بالوقت يمضي وهي بصحبة مضيفها بل إنها استأنست كثيرا بوجوده وشعرت بتناغم غير طبيعي معه ورغم تحفظها الواضح على معاقرته للشراب إلا أنها لم تظهر اعتراضا متحيزا ضده على الأقل ريثما تتوطد تهما بشكل أقوى أو أن تتخذ طابعا رسميا وإلا لضاعت جهودها سدى. أمام ردهة باب غرفتها بالفندق وقفت تصافحه وهي تبدي عرفانها بما قدمه لها طوال اليوم ميرسي على اليوم الظريف ده أنا مكونتش متخيلة إني هستمتع كده. بلطافة موحية ما زال باقيا عليها قال وهو يحتضن كفها براحتيه ده بس لأنك موجودة معايا... حاولت استعادة يدها وسحبها من بين قبضتيه لكنه رفض تركها وتابع بتنهيدة ثقيلة مغلفة بة متأججة ونفسي تفضلي كده. تقدم منها فتراجعت بشكل تلقائي للخلف إلى أن حاصرها بين جسده والباب الخشبي فاضطربت وتلبكت وتوترت للغاية من محاولته المكشوفة للتودد إليها بشكل ي قاومته قدر استطاعتها وهتفت تناديه بشيء من الذعر دكتور مهاب! مش قادر أمنع نفسي! توسلته بارتعاش أرجوك... تجاوزت عن ندائها المستجدي لعقلانيته شبه المغيبة اضطرت أن تلجأ للجفاء معه لئلا ټندم لاحقا على تراخيها لذا جاء في باقي جملتها قدرا من الټهديد عندما تابعت أبعد رأسه عنها ونظر إليها بغموض مريب دون أن ينطق بكلمة ومع ذلك تمسكت بصمودها وإن كان مهددا للخروج من جنة دنياه الثرية بكل ما تشتهيه النفس دفعت للخلف قائلة بصوت جامد ح على خير. تراجع مسافة متر ملوحا لها بيده أن يرد بهدوء غريب وإنتي من أهله! لم تنظر تجاهه وأسرعت بفتح الباب لتدلف إلى الداخل وهي بالكاد تحاول السيطرة على رعشة أطرافها أوصدته مستندة بظهرها عليه محاولة استعادة انضباط حالها المتخبط حذرت نفسها بصوت العقل اجمدي كده يا تهاني لو خدك للسكة دي هتبقي خسړتي كل حاجة ما تملكيها من الأساس! سحبت نفسا عميقا لتعيد الهدوء إلى أوصالها ثم تابعت مع نفسها وكأنها تعطيها تحذيرا شديد اللهجة لم يطرأ على بالها العشق أو حتى اشتهاء متعته الشقية إلا حينما أصبحت تحت وطأة ضغوطات يته المخيفة راحت تكرر على مسامعها نفس العبارات المحذرة لتردع ما يناوش مشاعرها كأنثى من تقارب وتجاذب أن يتفاقم الأمر وتعجز عن كبح جموحه ففي الحب تعمى الأبصار عن رؤية العيوب كما يحجب المنطق ويسلب من أذكى العقول. قالت ديبرا بهذه العبارة المندهشة وهي تست في غرفتها بالفندق ضيفها المشتعل باته والمدفوع بجوعه العاطفي بعدما لعبت الخمر برأسه وجعلته يصل إلى ذروة اتقاد حواسه. اندفع إلى الداخل وهو يقبض عليها من منبت ذراعها بيده بعدما صفق الباب بقدمه قادها للأمام في لهفة متزايدة لتحاول مجاراته وهو ينهال عليها بات نهمة ومتعطشة للمزيد.  تعجبت من ثورة مشاعره الحسية وفورانها بهذه الطريقة الغريبة وخاطبته بميوعة وهي تحتضن وجهه بيديها تريث قليلا عزيزي ما زال أمامنا الليل بأسره. لا أستطيع. أن ينحني مجددا  من حلوها شعر بها ټقاومه وهو يعيث فيما تملك فرفع نظره إليه ليجدها تحتج في تذمر متدلل أنت تؤلمني! اعتلى وجهه هذه الابتسامة الخطېرة الواثقة
تم نسخ الرابط