رحله الآثام منال سالم
المحتويات
تنهي عبارتها المنقوصة أنا .. حامل! انفلتت منها شهقة أقرب إلى الصړاخ عندما التف بغتة حول ها ذراعا قوية أحاطتها بتملك وألصقتها في التو ب أحدهم استدارت كالملسوعة للجانب بوجهها لتنظر إلى من ضمھا هكذا فوجدته مهاب بوجهه المبتسم في شړ صريح اجتاحتها موجات من الخۏف والهلع أحست بقدميها تتحولان لهلام وكأنها على وشك فقدان وعيها برزت عيناها أكثر في محجريهما وداهمها الفزع حينما أراح رأسه على كتفها ليخاطبها في صوت شديد الهدوء لكنه باعث على الش بالهلاك الحتمي طب مش كنتي تقوليلي يا دكتورة عشان أبقى معاكي في اللحظة دي!!! يتبع الفصل الرابع عشر حاولت إخفاء النتائج خلف ظهرها وهي تواصل الكذب المكشوف دي تحاليل واحدة زميلتي. رفع حاجبه للأعلى متسائلا باقتضاب مريب بجد أكدت له بهزات متتالية من رأسها وهي تطوي الورق لئلا يقرأ ما دون فيه أيوه. زم فمه للحظة ثم دنا منها متسائلا بهذه النبرة الغريبة وإنتي بنفسك جاية تشوفيها ابتلعت ريقا غير موجود في حلقها وأخبرته برجفة بائنة في صوتها دي خدمة ليها. تقوست تاه عن ابتسامة ساخرة أتبعها قوله الهازئ فعلا قلبك حنين. جاهدت لتبدو مقنعة وهي تظهر ضيقها من تهكمه لو سمحت مافيش داعي للتريقة أنا بشوف شغلي. أولته ظهرها واتجهت للطاولة الموضوعة لتسحب بضعة ملفات وضعتها فوق ورقة النتائج التي تخصها لعل وعسى تنجح في إخفائها وسطهم ثم خاطبته دون أن تنظر ناحيته وبعدين أنا خلصت اللي ورايا والوقت اتأخر مش المفروض نمشي أنهت عبارتها وهي تلتفت ناظرة إليه فوجدته يرمقها بهذه النظرات الغامضة ثم أومأ قائلا باقتضاب أكيد. ومع ذلك ظل ش الخۏف مظللا عليها يشعرها بأنه يضمر لها شيئا ضدها. أشار لها لتتبعه مكملا في أدب مريب اتفضلي. تحركت أمامه وهي شبه ترتجف فنظرته التي صحبتها لم تكن مريحة بالمرة لكنها توارت خلف قناع الجمود الذي وضعته على وجهها محاولة ألا تظهر اضطرابها فيستغل هذه النقطة لصالحه ويتحرى أكثر عما ظنت أنها نجحت في تخبئته. تقمص روح الوداعة الممزوجة بالحماقة لتعتقد أن حيلتها الساذجة قد انطلت عليه وأنه بالفعل صدق ما قالته بشأن نتائج تحاليل الحمل الخاصة بإحدى رفيقاتها في العمل لم يكن على هذا القدر من الغباء لينخدع بسهولة حافظ على صمته المشحون بالكثير طوال طريق عودتهما لكن ما إن ولج الاثنان إلى داخل بيته حتى استوقفها بسؤاله الذي جعل كلها يرتج تاركا الباب مواربا رايحة فين تجمدت في مكانها ثم رفعت عينيها إلى وجهه خائڤة وهي تسأله بت مشوب بالارتباك عاوز مني حاجة ببطء أهلك أعها تقدم في خطواته ناحيتها حتى أصبح ما يفصل بينهما مسافة خطوة دس يديه في جيبي بنطاله وحدجها بنظرة قاسېة لا تنوي خيرا شعرت بها تنفذ داخلها تماما. بهتت ملامحها عندما سألها في استعتاب حاد مش عيب يا دكتورة لما تكدبي على جوزك وتستهوني بذكائه اهتزت نظراتها وهي تردد في صيغة متسائلة أنا ارتفعت نبرته فجأة فبدا صوته كالهدير وهو يستطرد إنتي مفكرة إن الكدبة الهبلة اللي قولتيها دي دخلت عليا وصدقتها انتفضت مرتعشة أمامه فأمسك بها من منبتي ذراعيها يهزها پعنف صائحا بها بتخبي عليا حملك تلعثمت وهي تحاول تبرير موقفها أنا آ... قاطعها أن تسترسل في كڈبة جديدة بصوته العالي والمخيف مواصلا هزها بعصبية إنتي موجودة معايا في المستي دي بالذات عشان تكوني تحت عيني طول الوقت. برزت عيناها في اتساع شديد فأكمل تهزاء وهو يسدد لها نظرة احتقارية مهينة فحاجة عبيطة زي دي مش هتعدي بالساهل! المواجهة كان الشيء الوحيد المتاح لها لمقاومته انتفضت مبعدة قبضتيه عنها وتراجعت للخلف مسافة خطوتين لتهدر به في انفعال وده هيفرق معاك في حاجة يا دكتور مهاب إني أكون حامل ولا لأ نظر لها بعينين تشتعلان بشدة فتابعت ما بدا بالھجوم اللفظي عليه ماظنش إن حد بمستوى عيلتك الغنية يفكر إنه يخلف من واحدة زيي فقيرة من حي شعبي فمافيش داعي تكبر الحكاية وتعمله موضوع مهم. استشاطت نظراته أكثر ومع ذلك لم تكف عن إفراغ ما في جعبتها صاحت معترفة له بلا احتراز وأهو حصل وحملت منك... لكن ما لبث أن غلف نبرتها القليل من الندم وهي تقول وكانت غلطة ومش غلطة سهلة نهائي! حملق فيها بتحفز فاستمرت تضيف بعزم مناقض لما كانت عليه لحظة من ش بالأسف وهصلحها وأنزله. أشار لها بسبابته مرددا في نزعة تملكية متعنتة برضوه القرار ده مش بمزاجك. اندهشت من معارضته للأمر رغم يقينها أنه ضد مسألة الحمل برمتها فكيف لشخص مثله أن ينجب طفلا يصبح فيما بعد نسخة منه ومنها هي تحديدا أهو يسخر منها أم يتعمد استفزازها لتخرج أسوأ ما فيها تحيرت في أمره وسألته بتشنج إنت عاوز مني إيه بالظبط رؤيتها تثور تستحث فيه هذه النزعة المتأصلة في أعماقه بضبط تمردها بإخماد مقاومتها بفرض طغيانه عليها نظر لها مليا وهي تصيح أكثر قولتلك طلقني وسبني لحال سبيلي. امتدت يده فجأة لتقبض على فكها أسره بين أعه قائلا تمتاع مغيظ لها لسه مزهقتش منك! ت قبضته پعنف لتتمكن من تخليص فكها ثم منحته هذه النظرة الاحتقارية وهي تخاطبه في حدة متزايدة تصدق إنت لو آخر راجل في الكون فأنا مش هخلف منك مهما حصل. ثم هرولت مبتعدة عنه وراحت تكور قبضتيها لتلكم بها أسفل معدتها بلكمات متعاقبة في عڼف مختلط بالعصبية وصړاخها يتضاعف أهوو .. أهوو مش عاوزة أفضل معاك. تفاجأ بما تفعله واندفع تجاهها دون لتفكير ليمسك بها من معصميها صائحا في استنكار جلي إنتي اټجننتي ردت عليه بهدير صارخ وهي تتلوى بكامل جسدها لتتخلص منه الجنان هو إني أفضل عايشة مع واحد زيك. استحقرته بنظرتها أن تواصل إخباره بما أطبق على ها وفاض من قلبها عملت إيه في دنيتي عشان ربنا يبتليني بحد زيك اشټعل وجهه من اعترافاتها المتوالية على رأسه ومع ذلك تعامل معها بهدوء واستمر في تقييده لها مانعا إياها من إيذاء ما تحمله في أحشائها. استاءت من تحجيمه لها من وأده لأي مقاومة تبديها فلم يبق لها إلا الصړاخ اليائس لذا أخذت تنعته بالوصف الملائم له إنت شيطان. أدارها في لمح البصر وألصقها بظهره ثم لف ذراعيها حولها وأحكم تشديد قبضتيه القويتين عليها لح أكثر عجزا عن التحرر منه مما استثار أعها على الأخير وجعلها في أوج ثورتها الانفعالية. لم يكن بحاجة إلى دعوة شخصية للقدوم إلى بيته في أي وقت لطالما اعتبر مكان إقامته هو منزله لذا وفر على نفسه عناء الاتصال به على الهاتف الأرضي وإخباره بمجيئه خاصة بعد زواجه فقد أراد رؤية الوضع على حقيقته بين الزوجين فمن منظوره لا تزال اللعبة قائمة ولم تحسم بعد. عليه فقط أن يتحين اللحظة المناسبة للااض عليها واقتناصها. ما إن صف سيارته بالخارج حتى وصل إليه ضجيج متداخل لشجار ناشب بين الاثنين أسرع في خطاه دافعا الباب الذي كان لا يزال مفتوحا بيده اقتحم البهو متسائلا في استنكار في إيه يا مهاب صوتكم جايب لبرا. أبصره وهو مقيد لزوجته بكلتا يديه فخطا تجاهه مسلطا نظره بالكامل على تهاني التي لم تكف عن الصړاخ الهائج ابعد عني بقى. اهتاجت وخرجت عن السيطرة بارتفاع نبرتها المتشنجة حرام عليك أنا تعبت عاوز إيه مني كما بلغت ثورة ڠضبها العنان راحت تخمد مرة واحدة بشكل يدعو للقلق والخۏف غشيت فجأة وفقدت وعيها ودموعها لا تزال مسالة على وجهها شعر مهاب بتراخي جسدها وثقلها عليه للحظة شعر بالتعاطف معها وهتف يناديها تهاني! بحذر وحرص قام بحملها بين ذراعيه متجها بها إلى غرفته ومن ورائه ممدوح يسأله مستفهما إنت عملت فيها إيه أجاب بوجه مكفهر ولا حاجة. علق عليه بجدية أظن إنك وصلتها لاڼهيار عصبي. لم يبد مستعدا لسماع سخافاته وزوجته تعاني من تبعات نوبة انفعال عڼيفة مددها على فراشه بتريث فسحب ممدوح الغطاء ليساعده في تغطيتها بعدما ضبط لها الوسادة لتسند رأسها عليه. وقف كلاهما يتطلعان إليها بنظرات جمعت بين الحيرة والتوتر. مرر ممدوح يده بين خصلات شعره مقترحا الأفضل إننا نحاول فلها حاجة مهدئة. اعترض عليه في تجهم مش هينفع. سأله بابتسامة ساخطة مستخسر فيها العلاج مش للدرجادي يا دكتور. رمقه بهذه النظرة المستهجنة أن يقول بتردد ملحوظ لأ .. بس آ.. أبدى ممدوح اهتمامه الكامل لسماعه فصدمه بما لم يطرأ على باله تهاني طلعت حامل. بهتت ملامحه تماما وهو يعلق في ذهول شديد بتقول إيه كان بحاجة للخروج من البيت بعدما أزعجه هذا الش باحتمالية خسارة شيء يخصه رغم عدم امتلاكه فعليا له لكنه يعود إليه أصله منسوب منه. ترك مهاب زوجته الغافلة في رعاية ممرضة مسئولة عنها بالإضافة إلى خادمة لتولي شئونها جلس كعادته في واحد من المطاعم الراقية بصحبة رفيقه الذي لم يكف عن معرفة تفاصيل ما غاب عنه فمنحه ما يريد وأفضى له بكل شيء وكأنه يزيح بذلك هذا الثقل الجاثم على ه. طالعه ممدوح بنظرات عادية أن يجود عليه بما اعتبرها نصيحته اينة وإيه المشكلة إنها تكون حامل سهل جدا تنزله. غامت ملامحه وأظلمت نظراته في احتجاج صامت على اقتراحه غير المبالي بينما استمر ممدوح في كلامه وهو يتفرس بتدقيق معني في أدنى تغيير يطرأ على صديقه كأنما يتأكد من شيء بعينه جعل الشكوك تبزغ بداخله مش حاجة مهمة تخاف منها. هتف ضاربا بيده السطح الزجاجي للطاولة معترضا عليه أنا اللي أقرر! استغرب من تحيزه معقبا بتشكيك متزايد ما إنت ياما نمت مع ستات كتير. رد عليه في صوت أجش بس دي مراتي. جاء تعليقه باردا للغاية ورقة سهل تتلغى في أي لحظة. ازدادت تعابيره سوادا فأيقن أنه على وشك التأكد مما يشك فيه لهذا لم يطل في المماطلة وسأله مباشرة ليعرف نواياه ناحيتها ولا إنت عاوزها تكمل حمل راوغه في الرد وقال بتشديد وهو يشير له بإصبعه بعدين هشوف بس دلوقتي أنا عاوزك تاخد بالك منها وتراقبها الفترة اللي أنا مسافر فيها اعرفي دماغها فيها إيه. بالرغم من المساوئ المشتركة لكليهما إلا أن رابط صداقتهما لم يتزعزع فوثق فيه مهاب دونا عن غيره ليكلفه بهذا الأمر العجيب الذي يلغي أي حدود في الات الأسرية ذات الطابع الخصوصي وكأنه أمر متاح وعادي. قطب ممدوح جبينه متسائلا بفضول قليل رايح فين بعد
متابعة القراءة