رحله الآثام منال سالم

موقع أيام نيوز

من نبرتها لتواصل هجومها الكلامي عليه يا راجل إنت ليك عين تتكلم أصلا ما تطلع من جيبك وتديني العشرات والميات!! خجل من عجزه المادي وأطبق على تيه مانعا نفسه من مجاراتها في جدالها المسيء فمنحها ذلك الأفضلية عليه لتشعر بأنها صاحبة الصوت الأعلى في هذا البيت بعدما استطاعت أن تتدبر احتياجاته بعملها تحركت بتكاسل تجاهه حدجته بهذه النظرة القوية ثم رفعت يدها وربتت على كتفه قائلة بتحد كانت واثقة أنه لن يجرؤ على الإقدام عليه يوم ما تصرف على البيت ده وتستتني زي الرجالة اللي بجد يبقالك الكلام غير كده هو ده اللي عندي يا جوزي! كلمتها الأخيرة كانت ساخرة ومهينة إلى شخصه ابتلع عوض مرارة الإهانة وأحنى رأسه على ه لتتركه فردوس في مكانه متسمرا حتى تتجه إلى غرفة نومها وتبدل ثياب العمل بأخرى مريحة. شيعها زوجها بنظراته الآسفة متمتما في قلة حيلة هقول إيه بس غير ربنا يهديكي لحالك. ........................................................ منذ أن عاد إلى المنزل وهو شارد الذهن ممتنع عن الكلام وكأنه معزول عمن حوله كان ينظر بفتور إلى زوجته حتى طفلتيه لم يشاركهما اللعب كما اعتاد كل يوم فقد هبط خبر حمل ناريمان كالصاعقة على رأسه وأربك كافة مخططاته حاولت تهاني استدراجه في الحديث ليفصح لها عما يشغل باله لكنه تعلل بضغوطات العمل المستمرة لم تحاصره كثيرا بأسئلتها وقدمت له هدية مغلفة لم يتوقعها منها نظر إلى ذلك الشيء الملفوف في ورق مفضض متسائلا دي عبارة عن إيه مسدت على وجنته برفق وقالت في صوت متحمس افتحها وإنت تعرف. راقبته باهتمام شغف وهو يفض ورقها اللامع لتعلق بمزيد من الحماس يا رب تعجبك. تأمل ما أهدته إياه كان إطارا خشبيا موضوعا به صورة فوتوغرافية للتوأم وهما تضحكان في براءة. أعجبته بشدة وقال في مدح كبير حلوة أوي. ابتسمت في سرور لأنها نالت استحسانه وعلقت في حيوية المرة الجاية نتصور كلنا سوا. لم ينظر تجاهها بقيت عيناه مرتكزتان على الصورة المبهجة واكتفى فقط بالهمهمة المقتضبة أكيد. ........................................ بعدما استفاقت من حالة الهياج العصبي التي سيطرت عليها لعدة أيام واستعادت هدوئها السابق اقترح عليها مهاب الانضمام إليه والانخراط في سوق العمل لملء الفراغ الكبير الذي يشغل معظم وقتها في البداية اعترضت على ذلك لكن مع إصراره المستمر ت بعرضه كنوع من الإلهاء. شغلت ناريمان منصبا هاما في مى زوجها الاستثماري لا يتناسب مع مؤهلاتها ولا قدراتها مما أدى لوقوعها في أخطاء فادحة ترتب عليها نتائج خطېرة تسببت في تض بعض المرضى للأذى ومن ضمنهم واحد من الشخصيات الهامة. اكت ممدوح الأمر ورفض التستر عليه صائحا پغضب وقد ألقى بالأوراق جانبا إنت عاوزني أسكت إزاي ده ممكن كلنا نروح في داهية لو اتكت الکاړثة دي! أبقى مهاب نظراته ثابتة على رفيقه ثم خاطبه في مكر أومال أنا جايلك ليه ما إنت اللي بتظبطلنا كل حاجة. ضم الأخير تيه في تردد لا يخلو من الحنق فواصل مهاب الكلام بجدية وبعدين اعتبرها خدمة قصاد خدمة! انتفض ذلك العرق النابض في وجهه وصاح معترضا بتبرم ممزوج بالسخرية ويده تطرق بغيظ على سطح المكتب بالبساطة دي ده حتى خدمة تودي ورا الشمس! أكد له بثقة وبتعبير هادئ مرسوم على قسماته وهو لا يزال جالسا ترخاء على المقعد المواجه له ما احنا في إيدنا كل حاجة هنظبط الوضع بحيث لو حد شم خبر يلاقوا اللي يشيل. رمقه ممدوح بهذه النظرة المتشككة أن يسأله من موضعه مستفهما شكل دماغك فيها حد معين مظبوط أجابه مومئا برأسه أيوه مافيش إلا هي! تحفز في جلسته وسأله قصدك مين بعد سكوت لحظي أجاب دون تمهيد تهاني! اڼصدم بما قال فردد بعفوية مراتي اعتلى فمه ابتسامة خبيثة أن يرد هو في غيرها. شرد بنظرته لهنيهة وكأنه يفكر في اقتراحه اللئيم ليحتج بعدها بس اللي إنت طلبه صعب! زوى مهاب ما بين حاجبيه قائلا في لهجة صريحة هنضحك على بعض إنت جبت أخرك منها وعايز تخلص من الجوازة دي وتشوفلك سكة أحسن. ادعى اهتمامه بشأنها فقال بتحيز بس مش بالشكل ده مهما كان دي أم بناتي عايزهم يتربوا من غير أم عقب عليه في تهكم مستفز إذا كان هما طول اليوم أعدين مع المربية صح ولا أنا غلطان و أن يحتج أكثر كنوع من حفظ ماء الوجه بادر بالاقتراح المغري ليضمن التأثير عليه وبعدين أنا هجيبلك أحسن واحدة تربيهم وإنت تعيش حياتك ده غير المميزات التانية اللي هتاخدها وإنت عارفني يا إما برفع اللي معايا لسابع سما أو أمحيه من على وجه الأرض. النظرة الغامضة التي سادت وجه ممدوح أكدت اقتناعه بتنفيذ فكرته الشيطانية للخلاص منها فقد كان ضعيفا أمام وسائل الإغراء أيا كانت نوعها طالما أنها تخدم مصالحه الشخصية وتأتي عليه بالنفع في الأخير. ليبدو وكأنه يفكر في الأمر ادعى بعد صمته المدروس طيب سيبلي الورق ده وأنا هشوف هتصرف إزاي. اتسعت ابتسامته المنتصرة أكثر وهو يمتدحه تعجبني. صحح له مشيرا بإصبعه أن يجمع الأوراق المتناثرة هنا وهناك ليسويها ما هو كله بحسابه في الآخر! بعدئذ نهض مهاب من موضع جلوسه زرر سترته ثم مد يده ناحيته ليصافحه كتأكيد صريح ونهائي على اتفاقهما في المضي معا في وضع تفاصيل هذه الخطة الخبيثة وإن كان في تنفيذها ټدمير الأبرياء!!! يتبع الفصل التاسع والثلاثون الفصل التاسع والثلاثون ما لا يمكن الاحتفاظ به كان اليوم مشحونا منذ مطلع النهار خاصة مع اعتذار المربية عن القدوم اليوم لمة مهامها المعتادة في رعاية الصغار لهذا اضطرت تهاني لاصطحاب أطفالها معها وتركهم بالمكتب ريثما تنتهي من جدول أعمالها المزدحم. نهضت من خلف مقعدها بعدما جمعت الأوراق المطلوب إرسالها لمعمل التحاليل وابتسمت لصغيرها قائلة في صوت حنون لكنه لا يخلو من الحزم حبيبي خد بالك من إخواتك لحد ما أرجع أنا مش هتأخر هما 5 دقايق بس. اكتفى بهز رأسه وهو يدير رأسه لينظر إلى شقيقتيه التوأم بنظرات جادة ليعاود التحديق فيها فوجدها تتحرك صوب باب الغرفة أن تضع يدها على المقبض لتفتحه وجدت زوجها يسبقها تبسمت لرؤياه وقالت في سرور لا يمكن إنكاره ممدوح! إنت مش كان وراك آ... قاطعها أن تتم جملتها متسائلا بوجه جاد التعبيرات ونبرة أقرب للجدية البنات معاكي عقدت حاجبيها مجيبة إياه أيوه. سار نحو الداخل متابعا كلامه ونظرة مزعوجة سددها نحو أوس طيب أنا اتصرفت في مربية معرفة حد من زمايلي هي هتيجي البيت دلوقتي تقعد بيهم أنا هاخدهم. مدت يدها لتستوقفه من ذراعه وهي تسأله وأوس انتشل يدها من على ذراعه متعللا في وجوم وكأنه يرفض بشكل غير مباشر أخذه ما إنتي عارفاه مابيسمعش الكلام ولا أنا بقدر أسيطر عليه. تساءلت في تحير والعمل هسيبه هنا لواحده ده صغير وآ.. قاطعها للمرة الثانية مرددا بصي هكلم أبوه يتصرف وهو عنده بدل الخدامة عشرة! استحسنت اقتراحه وقالت في تأييد أوكي يكون أحسن برضوه. تقدم ممدوح نحو رضيعتيه ليجر العربة التي تضمهما بعدما منحهما قدرا من الحب والاهتمام ليلقي بعدها بنظرة كارهة إلى الصغير أوس أن يميل برأسه عليه ليهمس له في شيء من الحقد خليك لواحدك محدش طايقك. في قرارة نفسه كان ممتنا لذهابه فتواجده معه ا كان يسبب له الكوابيس والمزيد من مشاعر الخۏف والقلق. ما إن ابتعد حتى تنفس الصعداء وبدا مسترخيا لرحيله لم تلحظ تهاني ما يصيب ابنها من تبدل أحواله بمجرد أن يصبح قريبا من زوجها وظنت كما يدعي الأخير أن ما يدور بينهما نوعا من العناد الطفولي والاستفزاز الأبله لذلك لم تعر الأمر الاهتمام الكبير. مرة أخرى عادت إلى ابنها لتخاطبه في ودية حبيبي أنا رايحة مع عمو ممدوح وجيالك تاني. لم ينبس بكلمة فداعبت شعره وتركته لتلحق بزوجها فظل بمفرده متنعما بالبقاء دون الش بأنه مراقب وتحت الټهديد. في سعيه للاڼتقام والتخلص من الأخطار المحتملة لم يكف مهاب عن التفكير في كافة السيناريوهات المقترحة لتنفيذ الأفضل منها في أقرب وقت. دبر لهذا اللقاء مع أحد أتباعه المخلصين بداخل مكتبه تناقش معه حول كافة التفاصيل ليسأله للمرة الأخيرة وهو يحدجه بهذه النظرة المتشككة إنت متأكد إنك هتقدر تعمل كده أكد عليه بيقين واضح أومال يا باشا. حذره مهاب مشيرا بإصبعه وبلهجة لم تكن متساهلة أنا مش عاوز شوشرة ولا قلق ولو اتكت أنا معرفكش. بنفس الثقة الكبيرة أخبره يا باشا اطمن ولا حد هيدرى بأي حاجة وحتى لو وقعت أنا اللي هشيل الليلة. لم يبد مقتنعا تماما بذلك ومع هذا غمغم باقتضاب أما أشوف. ثم مد يده داخل درج مكتبه المفتوح ليخرج مغلفا أبيض اللون ناوله إياه وهو يتساءل هتنفذ امتى في التو التقط المظروف منه وقال في شيء من الابتهاج يدوم يا باشا وقت ما ألاقي اللي عليهم العين موجودين في المكتب. حرك رأسه بخفة وخاطبه بنفس النبرة الجادة اتفقنا ولما تخلص ليك أدهم. انتشى داخله وهتف وهو يطوي المظروف ليضعه في جيب بنطاله الجينز من يد ما نعدمهاش. أشار له مهاب بعدها لينصرف وهو يأمره يالا من هنا مش عايز حد يشوفك. طأطأ رأسه قائلا وهو يلوح بيده في الهواء ليحييه حاضر. ظل مهاب محتفظا بتعابيره القلقة بالرغم من ذهاب هذا الرجل فلا مجال للعودة أو الخطأ إن مضى في هذا الأمر. نظرا لضيق الوقت وقلة العمالة الخبيرة ت عليها توفير مربية أخرى جديدة ومتمرسة في مجالها كبديلة عن تلك التي اعتذرت عن العمل ورغم إرسال صغيرها إلى أبيه ليمكث معه بضعة أيام إلا أنه أعاده إليها لانشغاله هو الآخر بواحد من المؤتمرات التي تتطلب سفره للخارج. كعادته جلس أوس على الأريكة الجلدية ذات الحجم المتوسط ينظر بتأمل وفي صمت إلى ما أحضرته والدته من معدات وأدوات طبية لم يكن قد رآها سابقا. شعر بالعطش وحړقة طفيفة في جوفه فمد يده ليمسك بكوب الماء حتى يرت منه القليل. غص الماء في حلقه حينما فتح الباب فجأة لذا سعل وارتجفت يده فسقط الكوب وتناثر محتواه على بنطاله ذي اللون الزيتوني فابتل غالبيته. انزعج أوس لأنه تسبب دون قصد في هذه الفوضى وقد يتلقى التوبيخ لطيشه ومع ذلك لم تكن والدته على نفس القدر من الضيق اندفعت تجاهه وچثت على ركبتها أمامه بعدما أجلسته وهي تبتسم
تم نسخ الرابط