رحله الآثام منال سالم
المحتويات
ت متحمس إيه رأيك في المفاجأة دي كان لا يزال على دهشته المصډومة حين سألها إنتي حامل ضحكت لسؤاله الساذج وكأنه لا يرى حجم بطنها المنتفخ وصححت له قول قربت أولد. سألها في صوت شبه جاد ويداه تتحسسان بطنها في حذر ليه ما عرفتنيش أجابته بعد تنهيدة عميقة كنت عايزاك تشوف بنفسك. صمت للحظات أن يعقب بشيء من الغموض حاجات كتير كده هتتغير! لم تكترث بالمغزى وراء عبارته هذه بل ولم تهتم على الإطلاق بما قرر فعله أثناء أشهر غيابه المهم لديها الآن أنها استعادته وأصبح معها من جديد. بناء على ميعاد مسبق ومرتب له التقى بها في غرفة مكتبه التي بدت أصغر من تلك التي يشغلها شقيقه الأكبر في المقر الرئيسي لشركات الجندي ومع ذلك لم يكن ممانعا من هذه المظاهر الفارغة فحينما تأتي اللحظة المناسبة سيقوم بتغيير الأوضاع وإعادة الأمور لنها الصحيح. انتظر مهاب ذهاب سكرتيرته الخاصة بعدما وضعت فنجاني القهوة الساخنة أمامه وكذلك أمام ضيفته ليصغي إليها مجددا في انتباه كامل وهذه البسمة العذبة تحتل تيه تعرف أنا مش من السهل أتعود على حد. داعبت ناريمان خصلة شعرها المتطايرة على جبينها وطرحتها للخلف أن تستأنف استرسالها بنبرتها المرحة بس إنت فيك حاجة غريبة غامضة مش مفهومة هي اللي دايما بتشدني ليك. طالعها بهذه النظرة المزهوة السعيدة بقرب تحقيق واحد من أكبر انتصاراته فبعد أشهر من التخطيط والترتيب وعدم التعجل استطاع بمهاراته إيقاع هذه الطريدة الجديدة ذات الطباع المستعصية وجرها إلى حبائل وهم عشقه. بهدوء الصياد المحنك علق عليها مقتضبا وفي جدية مشوبة بالاحترام ده ليا. ارتت القليل من قهوتها وأضافت في تحمس وهي تعيد وضع فنجانها في موضعه صحيح في دمج جديد هيحصل ما بين فرع شركتنا وشركتكم. حرك رأسه معقبا سامي بلغني بده. سألته في فضول ونظرة حيرى تطل من عينيها إليه إنت ليه مش ماسك معاه الإدارة أو زي ما بيقولوا صلاحياتك تعتبر أقل منه! جاء رده مثل تعابيره هادئا الفترة دي مش فاضي ورايا حاجات تانية أهم. أبدت اهتمامها بما قاله فسألته بلطافة لائقة على تدللها زي إيه كالعادة حينما يحب استطالة الحديث مع إحداهن وإظهار مدى تفرده عن غيره من الرجال أتى جوابه في صيغة تساؤلية كدكتور ولا كرجل أعمال مطت فمها قليلا ثم هزت كتفيها هاتفة زي ما تحب. رفع يده ليمررها في خصلات شعره ثم أخبرها بما صدمها تماما بالمناسبة أنا مسافر تاني واحتمال أغيب فترة. لاحظ بعينيه الثاقبتين تبدل تعبيراتها المرحة إلى قليل من الضيق رغم محاولتها لإخفاء ذلك لم تتوقع ناريمان مثل ذلك الرد ابتلعت غصة في حنقها وسألته كنوع من المزاح لتغطي على ش الانزعاج الذي تسلل إليها ناوي تتجوز ولا إيه نظر إليها بعمق فتوردت بشرتها من طريقة تطلعه ليقول بعدها في مكر وبكلمات موحية ذات مدلول خطېر لو نويت مش هيكون غير عشان واحدة وبس ده لو وافقت. تحفزت في جلستها بشكل مربك وسألته وهي ترمش بعينيها مين دي في بطء وتمهل أرجع ظهره للخلف وقال في غموض مثير أفضل أحتفظ بالجواب لنفسي حاليا مش حابب أخسرها وخصوصا بعد ما بقت أقرب واحدة ليا. تلميحاته المفهومة لها جعلتها تزداد اهتماما به حاولت مواراة ما تكنه ناحيته وردت في ابتسامة رقيقة كعادتها ا معه ما تسافر عرفني جايز أودعك في المطار. بادلها الابتسام الماكر وأومئ برأسه مؤكدا لها حاضر بالعكس أنا حابب ده. استمرت على تبسمها الخجل أن تمسك بفنجان قهوتها لتكمل ارتشاف ما تبقى منه ونظرات مهاب تتفرس فيها كحيوان ضار يتربص بطريدته الشهية. بشكل غير اعتيادي انتفخت عروق وجهه واسودت كامل ملامحه حتى عينيه تحولتا للون القاتم عندما أبلغه رفيقه بعد عودته من سفره بمسألة حمل تهاني أحس مهاب بالغباء لكونها نجحت في إخفاء هذا الأمر الجلل عنه تماما فلم يشك للحظة بها ولم يشعر بأنها تحيك مکيدة من خلفه اشتاط ڠضبا لوضعه في موقف الأحمق الجاهل وصاح معنفا صديقه في غيظ وإنت إزاي تسمحلها تحمل مش عامل احتياطاتك معاها ولا إيه استغرب ممدوح من الانفعال الذي أصبح عليه وسأله في برود مناقض له محاولا سبر أغواره الغامضة وده يضايقك في إيه صاح في تشنج غريب وكأنه اتخذ الأمر على محمل شخصي أه طبعا مضايقني لأن المفروض نخلص من تهاني وجودها مالوش لازمة في حياتنا دلوقتي. للغرابة استمتع ممدوح للمرة الأولى برؤيته على هذه الحالة الحانقة بدا وكأنه تفوق عليه بعد صراع ممتد معه استرخى في جلسته ونظر إليه بقدر من العجرفة أن يخبره بس هي أمرها يهمني. رمقه بهذه النظرة الڼارية وهو يسأله في تحفز وده من إمتى ادعى ممدوح تثاؤبه وقال من زمان بس مكونتش متأكد. استفزته طريقته في التعامل مع جدية الوضع بهذا القدر من اللامبالاة والاستهتار فته في التخلص منها ازدادت بعدما توطدت صلته ب ناريمان وبطبيعة الحال لم يحبذ أبدا أن تكون على أي نوع من الصداقة معها وإلا لكت لها الصندوق الأسود لشخصيته الة لهذا علق عليه في تعصب أكبر ودلوقتي بقيت مش قادر تستغنى عنها إنت بتستهبل يا ممدوح كان الأخير في أوج ته أخبره في لؤم مغيظ له أيوه وخصوصا بعد ما بقت حامل في ابني... ثم تصنع الضحك بعدما رأى هذا التعبير الغاضب متجسدا على وجهه ليزيد من سوء الأمر بإتمام جملته كده عيالنا هيبقوا إخوات. لم يتحمل سخافاته المستفزة فهدر به في انفعال جلي ما تسكت بقى يا ممدوح! لم يكف عن مضايقته واستمر يقول في تسلية شوف الزمن والحظ مين كان يصدق. حذره مهاب بلهجة غير متساهلة حينما ظل على طريقته المستثيرة للأع ممدوح!!! توقف عن إغاظته فقد نال مبتغاه منه نهض من مقعده قائلا بوجه مبتسم على الأخير واضح إن أعك تعبانة أسيبك ترتاح من السفر وأروح أنا لمراتي وابني... و أن يغادر أخبره لو عايز أبعتلك أوس يومين خده... ثم غمز له بطرف عينه متابعا كلامه العبثي ما إنت عارف الحوامل بيحبوا الحنية والدلع وأنا سيد من يدلع! بالكاد ضبط مهاب أعه لئلا يستفز أكثر من ذلك وانتظر انصرافه ليطيح بكل ما على سطح مكتبه في عصبية مبررة. لم يهدأ داخله وظل متقدا ومستثار في انفعالاته هب وا بعدما دفع مقعده للخلف واتجه إلى النافذة محادثا نفسه في توعد أما إنك ماطلعتيش سهلة يا تهاني بس نهاية الموضوع ده عندي!!! بعد ليلة ة عاصفة محملة بكل ما كانت تتوق إليه لتروي ظمأ جسدها وتطفئ لهيب مشاعرها المتأججة أراحت تهاني رأسها على زوجها وخللت أناملها في أعه لتتشابك يداهما معا تأوهت في صوت خاڤت وهي تشعر بلمسة يده الأخرى على جلد بطنها الناعم استمتعت بهذه المداعبات الدافئة وهي غارقة في أحضانه رفعت رأسها لتنظر إليه عندما همس لها بما يشبه التحذير عايزك تاخدي بالك كويس من نفسك الفترة الجاية. سألته في استغراب وقد تقلصت المسافة بين حاجبيها ليه بتقول كده يا ممدوح أجاب بعد زفرة بطيئة ليوحي لها بأنه يستصعب الأمر مهاب عرف إنك حامل وده مجننه على الآخر. تصلب جسدها وارتفعت بكتفيها عن مستوى رقودها لتتساءل في ضيق وهو ماله أعادها إلى موضع استرخائها الأول ومرر طرف إصبعه على ذراعها صعودا وهبوطا في رقة وخفة أن يجاوبها غيران يا حبيبتي إن بقى عندك عيلة وحياتك مستقرة مع الشخص اللي بتحبيه. استسلمت للخدر المغري المصاحب للمساته الرقيقة واعترفت له بتقاسيم عابسة أنا ما بكرهش في حياتي أد مهاب أبشع إنسان في الكون. استغل الفرصة ليقول في مكر قاصدا بذلك تعميق العداء بينهما ده ممكن يقلب ابنك عليكي. مرة ثانية انتفض جسدها وتحفزت وهي تسأله معقولة استحالة ده بقى متعلق بيا أكتر من الأول. نظر إليها قائلا في لهجة اكتسبت طابعا جديا شوفي يا حبيبتي لو مافيش شوية حزم مننا معاه صدقيني عياره هيفلت. دون تفكير منحته الإذن ليفعل ما يريد بتأكيدها اللي إنت شايفه صح اعمله إنت ليك كل الصلاحيات معاه! ثم تقوست تاها عن ابتسامة طامعة بها دعوة مرحبة تقبال ما يقدمه لها من إغراء احترافي لتشرئب بها لته قائلة أنا مابقتش بثق في حد غيرك. برقت عيناه بهذا الوهج الشيطاني الخبيث وخاطبها بعدما استدار في خفة لح ممددة أسفل منه مسح على شعرها بنعومة وأنا هكون أد الثقة دي يا حياتي !!! يتبع الفصل الثاني والثلاثون الفصل الثاني والثلاثون التوأم منذ أن عاد إلى المنزل وكل شيء تغير أو الأحرى أن يوصف الوضع بأنه بات كما كان من حتى الوقت الذي كان يقضيه بصحبة والدته تقلص للغاية وأصبح لبضعة دقائق تكاد تعد على أع اليد لتشرع بعدها في الالتصاق بزوجها وكأنها ظله تخشى مفارقته فيهجرها مجددا تحول إلى كتلة مهملة وغير مرئي. انزوى أوس في غرفته مشحونا بغضبه الداخلي ومحاولا تفريغ هذه الشحنات الحانقة في مة لعبة الرماية بالأسهم. في كل مرة يخطئ في إة الهدف كان يجبر نفسه على المران أكثر لإتقانها. في خضم تركيزه اقتحم ممدوح غرفته لافتعال المشاكل معه كعهده ا من أجل الاستمتاع بتقريعه وتوبيخه وكأنه ينفث عن طاقته الاڼتقامية به. هدر به عاليا وهو يقف مستندا بذراعه على الإطار الباب الخشبي مش بنادي عليك لم ينظر أوس تجاهه وعامله بتكبر حين خاطبه ماسمعتش. رد عليه ممدوح في تحفز قاصدا تصيد الأخطاء له ولا قاصد تطنشني تجاهله الصغير متابعا ما يقوم به فألقى بالسهم تجاه اللوح الخشبي وأ المنتصف فابتسم في ا لنجاحه في التسديد اشتاط ممدوح ڠضبا مما اعتبرها عجرفته المستفزة واڼفجر صائحا فيه بعدما اندفع تجاهه ليمسك به من تلابيبه شوف يا ابن مهاب إنت هنا موجود بأمر مني ولو حبيت أزيحك مش هتاخد في إيدي تكة. دفعه الصغير بعيدا عنه وهدده علنا بتحد وأنا لو قولت لبابا عنك هتزعل. ازداد ڠضبا من جملته تلك وهدر به هي حصلت بتهددني بأبوك ثم خفض من يده لينتزع حزام بنطاله الجلدي قاصدا تقريعه به ما إن جذبه حتى ثنى طرفيه معا ليبدو كالسوط ثم رفعه وفرقع الهواء به مكملا تهديده بابتسامة خبيثة إنت فعلا محتاج تتربى. أن يدنو منه صوب أوس بالسهم تجاهه فأه في معصمه فانفلت الحزام من يده وصړخ ممدوح من الألم الشديد ليلعنه بعدها
متابعة القراءة