لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
المحتويات
مخي الثمينة جدا في الرد على الأستاذ
فقال أسامة بأسف بالغ
.. أرجوك تعذريه وأنا متتصوريش متشکرلك أد إيه
سارت لتنصرف عندها استوقفها جاسر قائلا
.. استني يا دكتورة مش تاخدي حسابك الأول
نظرت له ريم من رأسه حتى أخمص قدميه وقالت بإستهزاء
.. خليهوملك
الټفت له أسامة وهو يتوعده سرا حتى أوصلها لسيارتها الفاخرة التي قادتها بسرعة فائقة وعاد له ليقول موبخا
أخفض جاسر رأسه متعبا فكم الكراهية والإستهزاء اللتان أصبح يتلقاهم بشكل دوري دائم أصبح أمرا مقززا مرهقا فهو لم يعتد أبدا الركون لمكانة زياد بالعائلة فقال بعند
لا وأنا غلطت في إيه ولا أنت عشان خاېف على منظرك قصدها!
لا أنا بحاول دائما أقدر الحالة النفسية اللي أنت أكيد فيها بس ده مش معناه إنك تتمادی یا جاسر أنا اللي يهمني أمنا
هز جاسر رأسه بأسف وهو يشعر بمزيد من السخط الغير مبرر فهو لم يعتد تكرار أخطاءه قائلا
لا نعمات مقالتش إيه اللي دايقها أوي كده
رد أسامة بغموض
ظل جاسر صامتا حتى قرر الرحيل قائلا
.. أنا رايح الشغل أنت راجع ولا وراك مشوار
ضاقت عينا أسامة وقال
.. مش هتدخل تطمن عليها قبل ما تمشي
هز جاسر رأسه نافيا وهو يتوق للهروب من تلك الأحداث المتلاحقة
.. أكيد نامت أما أرجع هبقي أشوفها
مضى يضغط على هاتفه لإعادة الإتصال مرة ثالثة وأخيرا أتاه صوت أخيه الناعس فقال ضائقا
دعك زیاد وجهه وقال
.. عند واحد صاحبي
غمغم أسامة مستفهما
.. سيبت البيت
فرد زیاد متبرما
.. رجعت لقيت نص هدومي متعبية في شنط عند السيكورتي
فقال أسامة
.. طب هات نص هدومك وتعالي اقعد معايا
هم زیاد بالرفض فقاطعه أسامة بصوت لا يقبل الجدال
.. أنا مش بعزم ولا بتحايل عليك هتيجي وهتقعد معايا لحد ما أمورك تتعدل ما هو أنا مش هفضل ألف وراكوا أنتوا الاتنين ده غير أمكم اللي تعبانه
.. ماما جرالها إيه
فغمغم أسامة
.. جاتلها أزمة كده النهاردة وأغمي عليها المهم أرجع ألاقيك في البيت عندي عشان نروحلها نطمن عليها سوا بالليل إتفقنا
هز زیاد رأسه مذعنا
.. اتفقنا
عودته للبلاد كانت مفاجأة سارة وأيضا حملت في طياتها أسئلة أرقت مضجعها خاصة عندما يقتحم مكتبها ويخصها بتلك النظرة التي بإمكانها دوما سبر أغوراها فرفعت أنظارها له بإبتسامة صافية
اقترب يسري الطحان من صغيرته الوحيدة وجلس قبالها
.. شوفي أنا عمري ما اتدخلت في قرارتك من وأنت بنت سبعتاشر صح!
أومأت آشرى برأسها هامسة
.. صح
فعقد أبيها حاجبيه قلقا
.. بس یا آشري أنت مش عجباني الحياة يا بنتي مش شغل وبس
فهزت رأسها نافية وهي تقول بصوت حاولت تضفي عليه المرح
.. يابابي ما أنت شايفني بخرج واتفسح و . . .
فقاطعها والدها
.. زیاد فین یا آشرى ليه مش بشوفه
صمتت لقليل من الوقت حتى قالت بهدوء
.. بابي أنا وزياد قررنا ننفصل
نکس والدها رأسه حزينا ثم قال راجيا
.. القرار ده نهائي یا آشري وبالمقابل
أومأت له برأسها مؤكدة
.. نهائي يا بابي وصدقني لما أقولك أنه كان مفروض ناخده من زمان
قام أبيها ليحتضنها وقامت هي وغاصت في أحضانه الدافئة وهو يقول لها
.. متستعجليش يا آشري خدي وقتك
جلست بعد إنصرافه وهي تعيد حساباتها مرة أخرى ولكنها كانت دوما تصل لنفس النتيجة أنها لم تخطيء باتخاذ مثل ذاك القرار ربما أخطأت في تقدير بعض الأمور وربما أخطأت أيضا عندما أخفت أموارا غاية في الأهمية عن زياد فتحملت لومه وتقريعه لها دون ذنب ولكنها لم تكن ترغب في إيذاء مشاعره الذكورية خاصة وهي الناجحة بعملها كانت تظن إن صارحته فسوف تزيد الفجوة بينهما وبالنهاية هذا ماحدث رغم جهودها المتواصلة لرأب الصدع بينهما ولذلك القرار يعد لصالحهما وقد اتخذته بوقت متأخرا بالفعل
شعور بالاختناق يكتنف صدره والأفق حوله يزداد ضيقا والهرب يبدو حلا مثاليا وتعثرت خطواته في الحديقة أمام صغاره جرت سلمی نحوه وتشبثت بعنقه بينما ظل نسخته المصغرة مكانه لم يتزحزح أنملة وبعيناه أسوء ما قد يراه أب خيبة أمل طعمت صغيرته وجنته بقبلة دافئة وهي تقول
.. وحشتني أوي يا بابا أنت كنت فين إمبارح!
ولم لم يقرر الهرب باكرا فهو فعليا عاجز عن الرد أو الإتيان بسبب مقنع فتنحنح وهو يسوق كڈبة لأسماعها البريئة وهو يضعها أرضا
.. معلش يا حبيبتي أضطريت أبات في الشغل إمبارح
فباغتته سلمي بقولها
.. شوفنا ماما النهاردة
هم بإعتدال ولكنه توقف واقترب أكثر ليحدق بعيناها التي تشع سعادة وتصاعدت خطوات سريعة من سلیم نحوها وهو يزجرها
.. سلمی يالا ندخل جوه عشان نعمل الواجب
فالتفتت له العنيدة كأبيها
.. لاء مش هعمل حاجة لحد ما ماما تيجي
متابعة القراءة