لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز


بدموعها تبحث عنه حتى وجدته بأحد أركان الحديقة المتزوية والجمع حوله مشتت لا يدرى أهناك المزيد من الأحداث المشينة التي قد تثري مخيلتهم وألسنتهم لأيام قادمة أم أن الليلة أحداثها بدأت بزيجة وانتهت بطلاق فقط ولا مزید قالت وهي تجذبه من ذراعه بهمس حانق
.. ستريب بوكر
بهت وجهه واتسعت عيناه برهبة وفقد توازنه لوهلة ثم قال بصوت مرتعش نافيا

.. تقصدي إيه يا آشري 
اقتربت منه وقالت بنفس الهمس ولكن جنبات جسدها كانت تهتز پغضب لم تختبره بحياتها من قبل 
.. الشركة خسرتها في لعبة ستريب بوكر مع الهانم 
أمسك بذراعيها وأمرها خائڤا بصوت مكتوم 
.. شششش وطي صوتك إيه الكلام اللي بتقوليه ده 
دفعت يداه بكفيها وهي ترد بصوت حاد 
.. أنت عارف كويس ایتس أوفر یازیاد اللي بينا انتهى 
ويالها من ليلة والحصيلة شماتة لا مثيل لها بأفراد عائلة  سليم والهمهات المرتفعة خير برهان نظرت حولها للجميع مستنكرة متقززة جميعهم من أصدقاء تلك الحرباء المتلونة أغوت زوجها واستطاعت تفرقة الآخر عن زوجته فانصرفت بكبرياء غاضب فهي لم تكن لتمنحهم ذاك الرضى بمشاهدة آخر فصول حياتها الزوجية خسارة تلو الأخرى وماذا بعد  ماذا تبقي له  لا شيء كان يحملق بالفراغ أمامه ودقات قلبه تتسارع كاد ېهشم الكأس الذي يحمله من بين أصابعه وبالفعل ألقاه بعيدا فأصاب جذع الشجرة إلي جواره فتهشم في الحال مما جذب أنظار المدعويين له فنظر لهم پحقد شدید و مضی منصرفا مصطدما بأحدهم وبضعة طاولات وتسارعت خطوات أخيه نحوه ليهدىء من روعه قائلا
.. زياد أهدى مالك في إيه 
دفعه بعيدا
.. سيبني يا أسامة أنا خلاص مش طايق وجبت أخري 
قبض على ذراعه بقوة وقال بصوت حاول أن يجعله منخفضا
.. ممكن تفهمنی بس إيه اللي حصل 
تهدجت أنفاسه وهو يجيبه 
.. اللي حصل عاوز تعرف أخوك كسب كل حاجه وأنا أنا خلاص صفر  مافيش انتهيت وأخوك السبب 
دار أسامه بعيناه وهو يستمع لهذر أخيه الأصغر ثم قال
.. هوا برضه السبب 
فاندفع زیاد صارخا 
.. أنت لسه هتدافع عنه آشري عرفت منين فهمني 
اتسعت عينا أسامة غير مصدقا أن يكون جاسر من أخبرها سر أخيه ومضی زیاد بخطواته المسرعة نحو سيارته الرياضية الفارهة وأدارها وانصرف محدثا صريرا قويا بقي سؤاله معلقا في الهواء دون رد واضح فقط نظرات ابنه الغاضبة التي تشبه نظراته لحد بعيد إن أراد إحتسابها إجابة فالټفت لصغيرته الرقيقة التي ورثت طباعها من أمها وقال مکررا سؤاله 
.. ماما اتفقت معاكي على إيه يا سلمى 
نظرت سلمي لأخيها الأكبر وكأنما تود الحصول منه على إذن فأمسك بها جاسر برفق وقال
.. إيه يا لومي مش هتقولي لبابا حبيبك 
فرد سلیم حانقا بنبرة لوم وإتهام واضحة على صوته الطفولي بالنيابة عن أخته الصغري 
.. أنت مشيت ماما وجيبتلنا واحدة تانيه إحنا مش بنحبها 
أغمض جاسر عيناه وأخذ نفسا عميقا وحاول أن يتحلى بالصبر
ورد بهدوء كي لا يخسر المزيد من حب أطفاله 
.. أنا مقولتش لماما تمشي ماما هيا اللي طلبت أنها تمشي
فرد سليم بعند أكبر ن هدوء أبيه
.. بس كنت ممكن تخليها متمشيش هيا مش بتخرج إلا بإذنك
أقر جاسر داخله بتلك الحقيقة البسيطة التي سردها ابنه ببراءة نعم هي لم تكن تتحرك قيد أنمله دون إذن مسبق منه حتى تمردت على كل قيوده وغادرته دون رجعة نظر لأطفاله والتمعت عيناه وذكر نفسه حتى الآن وإن كان أخيه قام برهان أخرق فهو داخله يخوض رهان لا خسارة فيه ستعود وعلى أعظم تقدير خلال إسبوعين أو سبعة أيام لا أكثر لن تستطيع فراق أطفالها ولن تستطيع التخلي عنه يومان اثنان ويبدأ بكاء أطفالها وعندها لن تستطيع الصبر أو التحمل وستعود له طائعة وإما يقبل أو يرفض ربت على كتفي صغاره برفق وقال 
.. ماما هترجع يا ولاد متقلقوش لازم هترجع يالا تصبحوا على خير 
قبل صغاره وأرسلهم لأسرتهم ودثرهم جيدا وانصرف تاركا ضوءا خاڤتا يظل الغرفة حتى يستطيعوا النوم دون مخاۏف وترجل الدرجات باحثا عن عروسه التي كلفته الكثير حتى الآن وعليها أن تدفع جزءا من دیونها ودعت ضيوفها بإبتسامة مشرقة وتقبلت أمانيهم المزيفة بحياة سعيدة إلى جوار عريسها الغائب بكلمات رقيقة وكأنما تخبرهم أن ماحدث منذ ساعة أو أكثر قليلا بل هو ما أرادته وسعت له منذ البداية واختلت بنفسها في صالون القصر الواسع ومضت تسترجع اللحظات العصيبة التي عاشتها السنة الجميع ستنطلق على أكثر تقدير صباح الغد متهمة إياها بخړاب البيوت أو كما قالت حماتها المصون قدمها قدم سعد داخلها يقر أنها كانت ستسعي لتلك النهاية بكل ما أوتيت من قوة فقط ليس الآن لم يكن هذا ما خططت له لم تكن تلك خطتها التي كانت ترسمها منذ شهور حرفيا كانت تخطط لاستبقاء زوجته حتى تعتني بالأطفال ريثما تشق هي طريقا ممهدا نحو قلبه تظلل بأفعالها سماءه ترسم تباین لا يخطىء بينها وبين البدينة الأخرى لتجعله هو صاحب القرار والرغبة ليكون حكما أصدره هو بالانفصال وليس
 

تم نسخ الرابط