لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز


قهوة وحالا 
رفعت درية حاجبيها وتنهدت بعمق تحت أسماعه فتركها واتجه للداخل مغلقا الباب بقوة مما أثار فزعها فالتفتت وأناملها تحك بطرف ذقنها مرارا للباب المغلق بتوعد وبعد مرور نصف ساعة كاملة دخلت وقابلها بنظرة تحمل عنوان  الصبر يا رب  وضعت الفنجان على المكتب بحدة فتناثرت بضعة قطرات من القهوة فلطخته فنظر لها جاسر مستنكرا وتناول الفنجان الصغير ومسحه بمحرمة ورقية حتى زعق فيها

.. ده ساقع تلج 
فالتفتت له وتعبير الدهشة الكاذب يعلو ملامحها وقالت
.. هه معقول ! 
زم شفتيه غاضبا وقال بحدة 
.. خديه وهاتيلي واحد تاني سخن وحالا مش هستنا نص ساعة کمان
حملت الفنجان وسارت حتی النافذة وفتحتها وسقت النبتة المستقرة خارجها بالقهوة الباردة ولاحظت الدهشة التي تعلو ملامحه فقالت بإبتسامة باردة
.. سماد
وانصرفت تاركة للشياطين حرية التصرف بنبض عروقه المتنافرة وبعد مرور ربع ساعة أخرى رفع جاسر سماعة الهاتف وهو يفرك جبهته التي يكاد أن يفتك بها الصداع قائلا
.. فين القهوة يا درية 
ردت بهدوء 
.. البن خلص عندها صړخ
.. نعم يا اختي
فردت بنفس النبرة الهادئة 
.. أأقصد تاريخ صلاحيته خلص هيبعتوا يشتروا غيره
أخذ نفسا عميقا وقال بوعيد 
.. ورحمة أبويا درية اللي عمري مابحلف بيه لو مجاتش القهوة ومظبوطه زي مابشربها لأ . . .
عندها سمع دقا يتصاعد على الباب ونادل المشرب الخاص بالشركة يتقدم حاملا صينية لامعة تحمل فنجان قهوته ووراءه تسير درية والتي ابتسمت له بسماجة وهي تقول
.. تؤمر حضرتك بحاجة تانيه يا جاسر بيه 
وضع سماعة هاتفه بحدة وهو يفرك كفيه وقال بعند محتد
.. للوقت الحالي لاء 
وضع الشاب الفنجان بهدوء وانصرف وتبعته درية بخطوات متمهلة ريثما تأكدت من تناول جاسر الفنجان بل وشرع في إرتشاف القليل منه فخرجت مسرعة مغلقة الباب ورائها بقوة تفوق ذراعها أضعافا وسمعت صړخة جاسر من الداخل فتقدمت نحو مكتبها والبسمة تتسع على وجهها واتجهت لورقة بيضاء خارية وشرعت بالكتابة بصوت مرتفع متلذذ 
.. جاسر صفر اتنين درية
وتكررت فعلتها للمرة الثالثة على التوالي كلما خرجت من مكتبه أغلقت الباب بقوة فأطارت بصوابه فقام كأسد ثائر نحو الخارج وهو ينذرها بإصبعه 
.. آخر مرة يا درية ترزعي الباب كده وأنت خارجه أنت فاهمة !
رفعت له عيناها المطعمة بعوینتها السميكة ذات الإطار الأسود وقالت ببرود 
.. مش عاجبك إرفدني أو اقبل الإستقالة بغض النظر عن الشرط الجزائي
حدق فيها جاسر مغتاظا والشرر ينبعث من عيناه ثم قال بتسلية واضحة
.. لاء أنا هسيبك كده على مكتبك ده ومش هرفدك ولو زودتي يا درية هتشوفي. 
وأردف بتهدید واضح المعالم للمشقة التي سوف تلاقيها على يده
.. الله في سماه لأنقلك في كل قسم ومش هتقعدى فيه أكتر من تلت أيام بالكتير وابقي أعملي فيها جدعة بعد كدة 
واختفي داخل غرفته بعدما ركل الباب بقوة فأفزعها فقالت بوعيد 
.. الأيام بيننا یا ابن سوسن
كانت قد استيقظت فجرا بعد الليلة المنهكة التي قضتها تحت وطأة ذراعيه وقامت دون أن تحدث ضجيجا وتوجهت للحمام واغتسلت فرکت جسدها ولكن هيهات فالۏحشية التي اغتالها ورسمت آثارا وكدمات على جسدها فانهمرت دموعها كمدا وغيظا لعڼته ولعنت قسوته والأكثر أنها لعنت إندفاعها نحوه کفراشة انجذبت نحو اللهب فاحټرقت وسقطت أجنحتها تشعر بأنها محطمة تهشمت لألف قطعة بعثرها وستجعله يدفع الثمن وخرجت وارتدت رداء زفافها وداخلها يخطط لحساب قریب مع زوجها المتجبر لم يخلق بعد من یکسر داليا الزهري حتى هو رغم العشق الكامن بصدرها نحوه إلا كرامتها وغادرت القصر نحو شقتها بسيارة أجرة وعندما استقرت بها بدلت ملابسها بأخرى عملية ثم أتمت زينة وجهها كما يفترض بعروس مشرقة وتناولت فطورا شهيا وغادرتها نحو شركته وفي طريقها أجرت مكالمة هاتفية لمكتبه فردت عليها تلك المتحذلقة بنظرها فقالت
.. جاسر موجود 
ردت درية
.. مين معايا 
فقالت داليا ببرود
.. المدام 
فردت الأخرى بإستهزاء
.. أنهي فيهم 
ابتسمت داليا وقالت ساخرة
.. الوحيدة يا روحي
فاتسعت عينا درية وقالت بصوت حانق يشتعل ڠضبا
.. ثانية واحدة
حولت لمكتبه المكالمة الهاتفية وحين سمعت صوته قالت زاجرة وهي تشدد على لفظ الوحيدة 
.. المدام الوحيدة على التليفون 
أغلق جاسر عيناه وأخذ نفسا عميقا وعندما هم بالرد لم يجد إجابة فعبس مرددا
.. آلو آلو داليا آلو 
ولكن لا مجيب وبعدها اقټحمت درية مكتبه وهي تسأله بحدة
.. أنت طلقت سالي 
رفع لها رأسه وقال معنفا 
.. مش شغلك وإياك تدخلي مرة تانية في حياتي الشخصية 
زمت شفتيها وأخذت بالعد على أصابعها تحت أنظاره حتی أصابت العشرون وهدأت أنفاسها نسبيا ثم لمعت عيناها وهي تنظر له متوعدة 
.. افتكر إن أنت اللي طلبت
وضړبت بتهديده لها عرض الحائط فأغلقت الباب ورائها پعنف مما دفعه للصړاخ والطرق على سطح مكتبه بقوة قائلا
.. ياالله الصبر 
وليته كان جادا بطلب الصبر والعون من الله فما هي إلا دقائق حتى اقټحمت داليا مكتبه والڠضب المستوحش يلمع بعيناها فقام واتجه نحوها فقال عازما توبیخها فالھجوم كان دوما أفضل وسيلة للدفاع 
.. أظن مافيش عروسه تسيب بيتها 
رفعت يدها
 

تم نسخ الرابط