لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
المحتويات
ينظر لها ثم قال بحنان دافيء
.. ما تسيبي الورد اللي في إيدك ده وتعالي اقعدي معايا
هاربة هي بكل تفاصيلها وبالأخص عيناها وكلما عمدت للهروب استهوته مطارداتها لتعود بمكمنه هادئة فيطمئن هو لسكونها نظرت له متوترة ولا تعلم لم قفزت الدموع لعيونها لقد فقدت القدرة على التقرب منه بحديث سوی بکلمات متناثرة عن حال الصغار ولم تكن يوما ماهرة بالحكي عن نفسها أو عن مشاعرها وهو غامض ككهف حالك السواد لاتدري مابه ولا بأي أرض تطأ إلا عندما يرشدها هو بضوء خاڤت جلست أمامه صامتة وبادرها بمسكة حانية لكفها البارد وقال هامسا
هزت رأسها وحاولت سحب كفها ولكنه استبقاها بل وحاصر الآخرى وقال بدفء
.. أنا عارف أني ساعات بضغط عليكي وعارف ومقدر کویس أنك بتستحمليني لكني دايما واثق أنك هتفضلي على طول مستحملاني
ثم رفع ذقنها بطرف إصبعه وحملق بعيناها البنية الدافئة واستطرد برجاء
.. يا تری أنا غلطان ياسالي ياترى بطلتي تستحمليني
.. أبدا عمري
مسح دموعها سريعا وقال بصوت أجش
.. متعطيش مبستحملش دموعك
وغمرها بأحضانه وهو يربت على كتفها ثم قبل رأسها وقال بهدوء
.. أنا هروح الشغل دلوقت لو عوزتي حاجة كلميني
وهكذا كما يقولون شمس الشتاء عزيزة كذلك شمس مشاعرة ودفئه الذي يغمرها به فما كانت سوى دقائق معدودة حظيت بها بقرية لم تثرثر لم تبح بما يعتمل بصدرها من مخاۏف فقط طمأنته أنها ستظل دوما إلى جواره واطمأنت أنه لايزال يرغب بذاك القرب
.. فيه أيه بينك وبينها
رد زاعقا
.. قولتلك مافيش حاجه
.. وبعتلها ليه الشركة
وفجأة ومن غير أي مقدمات هدر بها
اتجهت لحقيبتها وأخرجت هاتفها والصورة التي لازالت تحتفظ بها
.. والصورة دي كانت شغل برضه یا زیاد
حملق في الصورة وقال مرتبكا
.. كمان باعته جواسيسك ورايا
ردت حانقة
.. أنا مبعتش حد وراك الصورة دي وصلتني من حد من مصلحته أنه يوصلهالي
.. ولأن ثقتي فيك كانت أكبر أن مدیتهاش أهمية لذلك ولآخر مرة يا زياد بسألك فيه أيه بينك وبين داليا الزهري
رفع رأسه وقال بتصميم
.. مافيش عاوزة تصدقي أنت حرة مش عاوزة برضه أنت حرة
وخرج وتركها خرج هاربا خرج لأنه بات لايقوى على المواجهة مواجهة واقع أنه خسر عمله وشركته وأمواله وعلى وشك خسران زواجه واستقراره بالكامل
.. مدام درية وصلت يا عرفة
أتاه الرد
.. أيوه يا باشمهندس وطلعت على فوق
قام وخلع سترته القائمة السواد وشمر عن ذراعيه وسار بخطوات حازمة حتى الخارج وطالعته السكرتيرة بنظرة مشوبة بالإعجاب وخاصة أن هيئته كانت أقرب لأحد ممثلي هوليود بقميصه وسرواله الأسوديين وخصلات شعره التي قصرت بعض الشيء ولكنها لازالت تقترب من یافته فهبت واقفة وقالت بغنج
.. تؤمر بأي حاجة ياباشمهندس
نظر لها بطرف عيناه وهو يطالع الحسناء التي استقرت على مكتبها منذ ثلاثة أسابيع لا اكثر ثم اقترب منها بحميمية وقال
.. فكريني بإسمك تاني
قالت بصوت مبحوح
.. میار
هز رأسه بغموض ومضي في طريقه وتركها كانت لازالت تفاصيل صباحها بل مساؤها المشحون تطاردها عراك محتدم بينها وبين العميد الذي هدر بها غاضبا هتتجوزيه ورجلك فوق رقبتك واستيقظت لتجد أن والدها قد غادر تاركا لها مظروفا يحمل عشرة آلآلآف من الجنيهات أهكذا يظن يحمل لها حفنة من الأموال لتنصاع لأوامره هي ما عادت طفله كانت تدق بأصابع متوترة على لوحة مفاتيح الحاسوب تراجع قيمة أسهم الشركات المنافسة ومن حين لآخر ترتشف القهوة الساخنة التي حړقت حلقها ولكنها تابعت الشرب غير عابئة العبة عاشق والسؤال الحانق يتردد بداخلها عابثا بسلامها النفسي أيظن أنها لازالت طفلة توقف المصعد وفتح الباب وظهر بهيئته الشيطانية وسار بعنجهية مفرطة متجاهلا النظر إليها فطالعته متعجبة وهو يتجه لغرفة مكتبه التي لم يطأها من قبل واستمعت لنبرة صوته الآمرة قائلا ببرود
.. ورايا
اتسعت عيناها پغضب ماجن أهكذا أصبح هو الآخر يتحدث إليها ! وكعادتها عندما تغضب تأخذ شهيقا عميقا وتتوالى الأرقام داخلها حتى العشرون فالعشرة لم تكن يوما كافية طرقت الأرض الرخامية بحذائها المدبب وحاولت مسح ملامح الڠضب المنحوتة بدقة على وجهها مكتفية بتقطيبة جبين واضحة لم تحتاج لطرق الباب فقد كان مفتوحا على مصراعيه إلى أن دلفت منه فأغلقه ورائها بهدوء وبعثر التوتر مشاعر الڠضب داخلها فوجودهما فقط في الطابق سویا خلوة كافية فلم عساه يوصد الباب عليهما وكأنما استمع لمخاوفها فابتسم لها وقال بإستهزاء تام
.. عاملة إيه يادرية أزيك وأزي الولاد
متابعة القراءة