لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
المحتويات
مثالية أعلى جبهته وهو يتقدم منها فاستدارت تواجهه ليقول بحدة
.. الساعة ۱۱ کنت فين كل ده
تناولت الحقيبة الورقية السوداء اللامعة التي كانت مستقرة على الفراش وقدمتها له قائلة بهدوء .. كنت ناوية استنی کمان ساعة كل سنة وأنت طيب
عقد حاجبيه شاردا وهو يستدعي الذكري مطالعا هديتها الثمينة دبوس ذهبي صنع خصيصا له يحمل حرفي اسمه كان واثقا أن زواجهم يعود لفصل الصيف وعندما طال صمته قالت بنفاذ صبر
ارتسمت ملامح الدهشة على وجهه وقال بصدق
.. أنا فعلا كنت ناسي محستش أصلا أمتي الشهر دخل متشکر
تنازعت الكلمات على طرف لسانها ولكن بقي الصمت القاهر الأقوى يتربع فوق عرش شفتيها وهي تنظر له وعيناها تحمل تأنيبا إتهاما رفضا لما سوف يصارحها به وإذعانا في الوقت نفسه لما سوف يطلبه منها أمسك بكفيها وهو يشعر بالذنب يتاكله حملت له هدية ليحمل لها خيارا أقسى مايكون بل هو أقرب لطعڼة قائلا
هربت بعيناها وسحبت كفها الدافيء بعيدا عن مرمي كفه البارد فهي غير قادرة على المواجهة حتى لو ظنت أنها مستعدة لها لا ليس بعد فاستبقته بكلمات تتسارع على لسانها بإهتمام بالغ
.. جاسر هوا طنط مش كان المفروض تعمل عملية تانيه بعد اللي عملتها من سنة
.. آه . بتسألي ليه
تجاهلت سؤاله وأردفت
.. ليه معملتهاش
رد بنفاذ صبر
.. الدكاترة اختلفوا على أهمية العملية وفيه اللي حذرنا إنها ممكن تفقد ذاكرتها بسببها
اتسعت عيناها وقالت بعصبية
.. وفيها إيه لما تفقد الذاكرة مش أحسن من العڈاب اللي هيا عايشه فيه
.. مش فاكر ياسالي. مش فاكر ليه وقتها أنا وأسامة قررنا أنه مالهاش لازمه وقتها كانت آراء كتير من الدكاتره وحتى الدكتور اللي قالنا على موضوع فقدان الذاكرة ده مکنش معروف أوي عشان نمشي وره کلامه
لمعت عيناه وهو يخلع قميصه ويواجهها بقوة وبنبرة شرسة قال
.. أيوا أفهم بقي السؤال ده لازمته إيه دلوقت ياسالي من إمتی الإهتمام بحالة أمي ومرضها ومن أمتي بتصعب عليكي
هزت رأسها بيأس وقالت بتهكم
.. كل حاجه عندك لازم يكون لها سبب كل إهتمام صادق لازم يكون وراه دافع ولو مهتمتش يبقى بكره ولو اهتميت يبقى فيها إن . . وبعد ده كله تقول على نفسك أنك مهما تعمل مش عاجب
فضحكت وهي تدفع بدموعها بعيدا وأردفت
.. والله أنا احترت أراضيك أزاي!
ظلا يتبادلان النظر بصمت لوهلةفقط لوهلة حتى تمتمت بخفوت وهي تبتعد عنه نحو باب الحمام
.. ولا أقولك . . .
والټفت له وقالت متعمدة جرحه بسخرية حاړقة
.. أصلا معدش يفرق عندها
رسمت شياطين السعیر درب المصارحة التي كان ينتويها بكل شراسة بدلا من ملائكية ضميره المعذب بالذنب لنر إن كانت حقا فقدت الإهتمام وما مدى قوة لامبالتها لنر إن كان ما سيقوله سيصنع فارقا أم لا كما تدعي فقال بقوة
.. سالي أنا قررت أتجوز التفتت له
وقالت يإزداراء أشعل الڼار في هشيم روحه
.. ألف مبروك
فاقترب منها وهمس بفيحیح وكأنما يرجو طعڼة أخرى
.. الخميس الجاي
فعادت له بخطوتان وقالت وعيناها تتصلب في مواجهته
.. خليها الجمعة أحسن
فاقترب بدوره وهمس فوق شفتيها
.. یعنی أنت موافقة
رفعت له رأسها وقالت بصوت أبح
.. موافقة جدا
زم شفتيه وقال ورأسيهما يكادان يتعانقا ولكأنما يعقد معه رهانا
.. حتحضري كتب الكتاب
هزت رأسها وطردت دموعها بعيدا وقالت هامسة
.. أكيد
زم شفتيه المرتعشتان وهو يواجه صلابتها المنحوتة بدقة فوق معالم وجهها لن تشجب لن تصرخ لن تعترض أو ترفض ولن تبكي بعویل إمرأة قرر رجلها لتوه الزواج والتمتع بأحضان أخرى هي لم تحبه يوما وعشقها كان بالأصل وهما لربما كان واجهة مثالية بوابة ذهبية للعبور نحو حياة أكثر رفاهية وربما ولكنه كان يريد فقط أن ينالها لربما نال معها ولو دمعة واحدة . . .ولكن كلا هي لم تبالي شفتيها باردة كالجليد لم تنال منها الرعشة ولا من أطراف جسدها المحتبسة بين أحضانه دفعته ببرود عندما انتهى وحررها بإرادته وتركته وتورات خلف الباب تاركة
متابعة القراءة