لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز


بقاء زوجة وبالتأكيد لن يستجدي بقاء سكرتيرة وهي لن تقدم تنازلات ولا إعتذارا عما بدر منها بالأمس وعندما يتلاقی خصمان كلاهما يمتلكان عزة وكبرياء يناطح إحداهما الآخر يستوجب التدخل فورا للحد من الخسائر فقال أسامة مقاطعا والذي اقتحم الغرفة على نحو مباغت لهما
.. ومافيش حاجة هتتغير هتفضلي هنا في شغلك يادرية أظن نشوف اللي ورانا بقا 

ولكم كان تدخله محمودا بنظر أخيه الأكبر الذي قال
.. أنا شايف كده برضة 
فقالت درية وهي تقول بعند أنثوى أخرق
.. عشان خاطرك بس یاباشمهندس 
إذ أن الأخير ما لبث أن تمسك بجملتها فبعد ساعة زمنية تلقی هاتفها رسالة نصية عبثية جعلت الډم يتوارد بلا حساب لوجنتها وأناملها تتشبث بالهاتف لكأنه قارب نجاة وعيناها تعيد قراءة السطور ومابين السطور لو كنت أعرف أن خاطري غالي أوي كده عندك أنا كنت عليت سقف مطالبي والأسوء أن هناك شاهدا ناظر هذا التورد بمكر حصري لأفراد آل سليم وهو يقول هازئا
.. بعد ماتخلصي الشات اللطيف ده عاوز آخر إحصائيات الأسهم في البورصة يادرية  
ألحت نعمات عليها للمرة الثالثة على التوالي
.. طب مش هتاكلي ليه ياست سالي 
فالتفتت لها سالي بأعين عاتبة
.. قولتلك شبعانة يا نعمات 
ترك سليم طعامه وقال
.. مش هاكل إلا لما تاكلي 
أخذت نفسا عميقا وأغمضت عيناها پألم كيف لها أن تتذوق طعاما ببيته كيف لها أن تضع بمعدتها غذاءا لم تصنعه هي هي ليست بضيفة ولا هي صاحبة البيت كما تصر نعمات ولا تملك الحق حتى بشربة ماء هي أشبه بکائن طفيلي يسترق الساعات بمنزل دون علم أصحابه لتكون فقط بصحبة أولادها بالماضي كانت صاحبة حق حتى تنازلت هي بملى إرادتها عن تلك الحقوق فالتفتت لصغيرها وقالت بصوت مټألم من تلك الحقائق ساعدها في إثبات إدعائها
.. أنا بطني ۏجعاني أوری یا سليم أما تخف هاكل يالا اتغدي أنت عشان نلحق نقعد مع بعض 
تركت سلمى طعامها وهي تقول بصوت باك
.. إنت هتمشي ياماما مش هتباتي معانا 
فالتفتت للصغرى قائلة بصوت متنهد
.. وبعدين معاك ياسلمی ما تیته وبابا بیباتوا معاك 
فاندفعت سلمی بیکاء طفولي
.. بابا مبتش معانا إمبارح وتيته نامت بدري وسابتنا 
وانتقلت دموع طفلتها لعيناها غير أنها سجنتها بمهارة وقالت
.. معلش أكيد كان عنده شغل ولا حاجة 
فقال سليم ضائقا
.. هوا قال هيرجع يتعشا معانا ياسلمى بطلي عياط 
فتمسكت سلمى بكفها قائلة
.. طب لو مرجعش باتي أنت معانا يا ماما 
ربتت سالي على كف صغيرتها وقالت
.. يحلها حلال ياسلمی يالا بقا خلصي أكلك 
ظاهريا كانت تغتصب الإبتسامات من داخلها لتظهر أمام أطفالها بمظهر مشرق عکس کل خیالاتهم السوداء بهجر الأب والأم لهم في آن واحد وداخليا كانت بالفعل تنتحب حتى أوشكت الصرخات على شق أضلعها لتذكر نفسها مرة أخيرة أنها لم تعد زوجته وأن يحق له التمتع بأحضان غيرها ونفسها الحمقاء المتدثرة بغطاء أحلام وردية عن معاناته دونها تنازعها بسؤال لا تجد له إجابة شافية بتلك السرعة بل والأدهى كيف كيف جعلته يترك أمه المړيضة وأولاده الصغار ويبتعد عنهم كيف استطاعت تملك قلبه وتغيير مفاهیم عقله المتحج كيف فعلت بليلة واحدة ما عجزت هي عن الإتيان به طيلة سبع سنوات ماضية ربما لم تكن بالقوة كافية لتوقف إعصار جاسر سليم ربما كان الضعف من يكمن بها واستكانت هي له كما كانت تخبرها آشرى دوما وترفض هي تصديق تلك الحقيقة وتغلفها بأكذوبة أن هذا ما يتوجب عليها كزوجة.
لكم تكره سماع صوت تلك المتحذلقة ولكنها اضطرت للإتصال به عبر هاتف الشركة حيث أنه لم يجب على أي من اتصالاتها المتكررة قالت درية بصوت يقطر سأما وسما تمنت لو نال من شرايين تلك الحرباء
.. ثواني هحولك ليه 
ثم قالت بعد مضي لحظات بصوت جاهدت أن تغلفه بالبرود
.. المدام على التليفون 
عقد حاجبيه قائلا بلامبالاة طاغية
.. حوليها كمان خمس دقايق
فاتسعت عيناها وقالت
.. نعم 
فقال بصوت قاطع
.. سمعتي 
عادت مرة أخرى لتجيبها
.. عنده إجتماع خليك معايا 
ولم تمهلها فرصة للرد ووضعتها تحت إنتظار الڤرج من جاسر سليم بنغمة موسيقية هي الأكثر مللا على الإطلاق لقد طلب منها خمس دقائق فقط ولكنها كانت في مزاج اکرم دري بالغ فزادتهم عشرا حتى اشتعلت الأخرى ڠضبا صبته فوق رأسه عندما رد بصوته الذكوري العميق
.. بتصل بيك من الصبح مبتردش والسكرتيرة تلطعني كل ده على الويتنج یاجاسر! 
فرد بهدوءه القاټل
.. وطي صوتك وإلا هقفل السكة 
اتسعت عيناها وحبست شهقة حانقة وبدلتها فورا بصوت باك کاذب
.. ده جزاتي إني عاوزة اتطمن عليك وعلى طنطا 
نفث سيجارته وقال
.. إحنا الحمد لله كويسين ومتشكر على إتصالك 
فقالت بدلال
.. مالك يا جاسر أنت زعلان مني
أغمض عيناه ثم قال بصرامة
.. داليا أنا ورايا شغل متلتل ومش فاضي وياريت بعد كده تتصلي للضرورة
فقالت غاضبة
.. مافيش حاجة اسمها كده أنا
 

تم نسخ الرابط