لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
المحتويات
الذي أصاب الأربعون كرمح لا يخطىء فوصل مداه بل وتخطاه بثلاثة كاملة مكتفيا بمهنته السامية وبنجاحه وبخطبة وحيدة أثمرت عن ستة أشهر لا أكثر بعدها هجرته لآخر أكثر مالا وسطوة صوت التلفاز أثار استياء الجارة في الشقة المقابلة علمت ذلك فور تطلعها لملامحها المنقبضة والغير راضية بالمرة بل وأنها حاولت مخاطبتها ببعض كلمات الأسف التي أصبحت تبتلعها كل صباح ومساء فلم يصل لسامعي جارتها والسبب صوت المذياع الذي انضم للحفلة المسائية التي يقيمها صغيرها دفعت الباب ووضعت أكياس البقالة پعنف ومضت نحو لوحة المفاتيح التي تتحكم بكهرباء المنزل وأطفأتها بحسم فڠرقت الشقة في ظلام دامس وبعد لحظات اصطدمت عيناها بضوء المصباح اليدوي المنبعث من كف صغيرها وهو يكتم ضحكاته فتقدمت منه غاضبه ونزعته من يده ووجهته نحوه وهي تقول پغضب بالغ
رد صغيرها
.. وأنا أعملك أيه أنت اللي بتتأخري وبحس البيت فاضي من غيرك
تهدلت كتفاها بتعب ونظرت إليه ولملامحه المشاكسة تماما مثل أبيه بارع وبشدة في إشعارها بأن الخطأ خطؤها بالأساس والذنب كان ذنبها بالأصل بل وعليها تقديم إعتذار فوري وحاسم فرفضت بعند تلك المرة وقالت
أجاب متبرما
.. عمرو في الدرس وحسين حاطط السماعات في ودنه ونايم
تركها ومضى فى الظلام يتحسس طريقه
.. حضرتلك الغدا مع عمرو اتغدى هوا قبل ما ينزل مع حسين وأنا قلت أستناك بس كنت غلطان
تمالكت ضحكاتها المختلطة بدموع الذنب وهي تراقب رحيله الغاضب نحو غرفته وهي تفكر بل هو أبيه أغلقت التلفاز والمذياع وتحسست بقية الأجهزة تحسبا وبعدها أعادت المفاتيح لوضعها وعمت الأنوار أرجاء شقتها الواسعة الغرف كلها مضاءة حتى حمام الضيوف! فصغيرها رغم شجاعته وحماقته اللامتناهية يرهب الوحدة كأي طفل في عمره دخلت غرفته التي يتشاركها مع أخيه الأوسط وهى تخاطبه
جعد أنفه بحركة صبيانية مشاكسة
.. وأنا مالي بأم أويق دي
عنفته سريعا
.. ولد! أتأدب ..ميصحش تقول عليها كده
ظل عابسا بل وصمم على مزيد من التجاهل همست وهي تقترب
.. اللي خلف ممتشطالع عنيد لأبوك
جذبته بحنان وقبلته بدفء وهي تعبث بخصيلات شعره الغزيرة الناعمة قائلة
واطمأنت قبل أن تخرج على الآخر الغارق بسبات نوم لا ينتهي إثر كل مباراة قدم يشترك بها فريقه ورفعت في طريقها للخارج ملابسه المتسخة التي ألقاها بإهمال وقبل أن تخلع ملابسها قامت باتصال هاتفي مع والدة صديق إبنها الأكبر والتي يقام فى منزلها درس الرياضيات لتطمئن على ابنها.
متابعة القراءة