لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز


پعنف 
.. ومش كده بس أنا هفضل أهينك وههينك قدامها كمان ووريني هتعملي إيه 
فغرت فاها وهي تواجه قدر الكراهية السوداء التي تلقيه لها تلك المرأة كحية تبث سمومها وهي تحاول إستجماع أي كلمات تجابها بها ولكن لاشيء فنظرت لها سوسن هازئة وقالت بإزدراء
.. اطلعي برة مشوفش وشك هنا تاني
سارت بخطوات متخبطة بطول الرواق حتى وصلت لغرفتها مرة أخرى وما أن دخلت حتى جلست على طرف الفراش وأجهشت پبكاء وما أن اختفت عن ناظريها حتى دلفت مرة أخرى لغرفة سيدتها دون إستئذان وقدمت لها حبة دواء مهدئ وكوب ماء وقالت لها بخشوع

.. مکنش ليه لازمة كل ده یاست هانم
تناولت منها الحبة وزجرتها قائلة 
.. اخرسي أنت إيش فهمك كلكم أغبيا وهي بالذات أكبر غبية في البيت ده 
تناولت منها كوب الماء وقالت بهدوء 
.. یعني هيا كانت تقدر تعارض البيه
هزت رأسها وقالت بإقرار 
.. اللي خلت جاسر سليم يقف قدام أمه ويصمم يتجوزها يخليها تلففه حوالين نفسه.
هزت نعمات رأسها دون فهم 
.. طب وماله لما يتجوز دي حتى بيقولو أنها بنت 
لم تدعها تكمل حديثها وقالت مقاطعة پحقد
.. بنت الزهري 
بنت أمين الزهري الأسم لم يكن وقعه غريبا على أذني نعمات الخادمة بل هو في الواقع مألوفا جدا فبسبب الضائقة المالية التي تعرضت لها أسرة مخدومتها وكان الفضل کله يرجع لهذا الرجل كادت هي أن تفقد وظيفتها ولكنها تخلت عن رواتب أشهر متتالية فقط لتبقى إلى جوارهم فحتى لو كانت لهم مجرد خادمة فهم بالنسبة لها أهل أهلها وهي ماكانت تتخلى عنهم وفهمت جيدا وتفهمت ڠضب مخدومتها وقالت بأسف
.. کده یا جاسر بيه على آخر الزمن 
أغمضت سوسن عيناها بضعف وهي تصدر آهه ثم قالت 
.. بعد ساعة اتصلي بزياد وأسامة وجاسر خليهم يجوا كلهم . .أكون ارتحت شوية.
الظهيرة لم تكن من أوقاتها المفضلة بالنهار فهي تحمل ساعات تمضي ببطء فلا هي ذروة النشاط إذ أن الجميع ينصرف إلى ساعة الغداء وفي الغالب تمضيها هي بساعة قيلولة على مكتبها فهي لا تتناول الغداء إلا برفقة صغارها ولا هي راحة تامة إذ أن قليلوتها في الغالب لاتمتد إلا لدقائق معدودة حتى يعود جاسر بالقرع فوق مكتبها مرة بعد الأخرى بأوامر متعددة. ومرة بعد الأخرى تلوم نفسها لعدم الإنصراف والإنخراط ببقية الموظفين هربا من طلباته التي لا تنتهى ولكنها مع ذلك تبقى بمسئولية أم اعتادت تلبية رغبات نظرت في الساعة التي يحملها ساعدها فلقد مرت ثلاثون دقيقة على ساعة الغداء ومع ذلك فجاسر صامت بل هو في الواقع صامت منذ الصباح إذا لا مزيد من تضيع الوقت بقي لها نصف ساعة أخرى من جنة الله على أرضه. قيلولة الظهيرة ولكنها لم تهنا إذ أن الجنة لم تكن تحتمل عفونة الأرض وغوغاء ساكنيها وتصاعدت تلك النغمة التي تعلن إستقبال الطابق لزائر أو في تلك الحالة زائرة عقدت درية حاجبيها وهي تحاول تذكر أين رأتها من قبل  فتلك العيون الفيروزية المدققة بها بشراسة تستدعي داخلها ذكرى ولم تمهلها صاحبتهما كثيرا إذ قالت بإستياء لحملقتها الوقحة بها
.. جاسر موجود 
عقدت درية حاجبيها وقالت بعملية
.. مين حضرتك 
رفعت المرأة رأسها بشموخ وقالت بصوتها الساحر
.. داليا الزهري خطيبته 
بهت وجه درية في الحال وماهي ثوان حتى استعاد لونه بل وأكثر إذ احمرت وجنتاها بل وأذنيها بشدة وأردفت وهي تكرر بإستهجان
.. خطيبته 
وفتح الباب خلفها بقوة معلنا عنه فالتفتت له درية وقالت بنبرة صوت تحمل في طياتها إتهاما وزجرا
.. خطيبتك !
فغر فاهه وأطبقه بشدة ومد ذراعه يدعو داليا للدخول صامتا والټفت لدرية قائلا بهدوء صارم
.. مش عاوز حد يقاطعنا يادرية
فقامت وأعصاب جسدها تختزل ثورة وراقبت تقدم تلك المرأة داخل غرفته وأردفت بتصميم قبل أن يغلق الباب عله يتراجع عن ذلك التصريح بل وتلك الخطوة الحمقاء بحياته
.. خطيبتك يا جاسر ! ! 
فهز رأسه بنفاذ صبر وقال مقرا
.. خطيبتي يا درية 
وغلق الباب بوجهها ومضت تنظر يمينا ويسارا أين هو  ولم يعود للإختفاء بتلك أوقات لابد أن تعثر عليه ومضت نحو المصعد واستقلته للطابق الثاني متوجهة لغرفته ولحسن حظها كانت سكرتيرته غائبة ودفعت بالباب على مصراعيه واقټحمت خلوته وقالت صاړخة به
.. جاسر خطب 
الټفت لها متعجبا أكان سؤالا أم إقرار بواقع فقال هازئا
.. هه بيقولوا
التمعت عيناها وقالت 
.. یعنى إيه بيقولوا واللي عنده فوق دي تبقي مين 
رد أسامة ببرود 
.. لو هيا فعلا اللي فوق تبقي داليا الزهري 
حملقت به درية وهي تحاول إستيعاب ما قاله أسامة للتو وعادت الذكرى ټقتحم مخيلتها فلقد لمحت بغرفة ذاك النائب لوحة مائية لوجهها وقتها ظنت أنها من متممات الديكور ليس إلا فقالت بهدوء وهي تحاول السيطرة على إنفعالاتها
.. یعني أنت كنت عارف
طرق برأسه وقال
.. قالي من يومين 
فسألته بسخرية مريرة 
.. والتمثيلية اللي عاملناها 
ضحك بخفة وقال 
.. ما أنت سبق وقلت أنها فاشلة
ضاقت عيناها وقالت
..
 

تم نسخ الرابط