لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
يتعلقون بوجه أمهم الخالي من الإنفعالات فقد أصبحت بارعة بحق بإستخدام مزايا تلك الشجرة حتى أنها أهدته ابتسامة باردة مستحقرة لكلماته ووصاياه فقالت بصوت لا معالم له
.. ماتخفش على الولاد بكرة تقول سالي عرفت تربي
فتمتم قبل أن ينصرف بظل هارب عارف وخرج لحديقة القصر يتابع سير العمل والأفكار تطرق رأسه بلا هوادة وقدماه تحثه للعودة للداخل مرة أخرى للحديث معها التبرير ما بدا لعقله سخيفا جدا في تلك اللحظة إذ إنها سويعات لا أكثر ووقفت هي تتابع خطواته المتنقلة من هنا لهناك تسترجع بخاطرها ذكرى زيجة أقيمت في تلك البقعة بالتحديد منذ سبع سنوات لم تكن حرفيا بليلة العمر إذ أنها اكتشفت أن زوجها رجل أحلامها ببساطة . . كاذب ولكنها تغاضت عن تلك الحقيقة ومضت بحياتها معه تمر مرور الكرام فوق كل إهدار لكرامتها وحقوقها وتسعد أيما سعادة بهفوة تقدير منه أليس لا كرامة في الحب وليس بين المحبين حساب لا ليس بالضرورة تلك أقوال النساء الخانعات وإلى متى تظل هي متشبثة بركبهن الحلم يتحقق
همسة عبرت شفتيها وهي تفرك رأسها لدى استيقاظها ليلة العمر بانتظارها رجل أحلامها فارسها المغوار حصلت عليه أخيرا ليعود إلى أحضانها مرة أخرى ستسقيه الشهد ألونا ستسكب في عروقه غراما لن يستطيع الفرار أو الفكاك بل وأنه قد يستغني عن خدمات الأخرى ولكنها سترسل له ليبقيها فمن يرعى الأطفال الصغار المعت عيناها بظفر وهي تقفز من فراشها الوثير اغتسلت وألقت بجوفها ذاك الشراب السحري وقامت ببعض التمارين السريعة جدا ومتى يصل اليوم لنهايته خاطرة ملحة مرت تطرق رأسها مرة بعد الأخرى واليوم مر وشمس الغروب تلقي بظلال خاڤتة على سماء نوفمبر الرمادية والتي تنذر بهطول أمطار خفيفة متوتر حائر بل وأطرافه ترتعش ببرودة عصبي المزاج نزق الأنفاس يبحث عنها بضراوة إذ تأكد من الحارس أنها لم تغادر القصر ولولا كبرياء نفسه الغبية لرج أركان القصر بصوته مناديا باسمها يرجوها فقط الظهور أمام ناظريه لف عقدة عنقه للمرة السادسة على التوالي ولكن ككل مرة ظهرت بشكل فوضوي أين هي أصابعها كانت دوما بارعة ياله من عديم الأحساس بحق أيتمنی ظهورها لتمم أناقة مظهره كي يخرج لإحضار عروسه من منزلها ! ! هز رأسه محتقرا لنفسه نادما مقرا ومعترفا أنه فقط يرجو رؤياها والتحدث معها بكلمات غابت عن سطور معجم العربية واللغات أجمع فهو لا يكاد يستجمع حرفا خرج من غرفته وعيناه تدور في كل الأركان حتى أبصر أمه تنظر له بقسۏة فقال بصوت أبح قلق
فقالت بصرامة
.. متدورش عليها خلاص كل شيء وليه آخر
اقترب منها بسرعة البرق وقال بأنفاس متقطعة
.. قصدك إيه سابت القصر ومشيت
ضحكت أمه بسخرية على حاله
.. لحد دلوقتي لاء بس اطمن أنت في طريقك توصلها لبراه
عقد حاجبيه غاضبا من إستهزاء أمه به وقال پعنف
مالت أمه بعكازها واقتربت من أذنه قائلة
.. زيك زي أي راجل یا جاسر
وعادت للخلف مرة أخرى لتواجهه بقوة قائلة وقد لمعت عيناها
.. غبي
احمر وجهه بشدة وقرر الإنصراف مهدئا نفسه كي لايصرخ بوجه أمه فيكون عاقا بحق ولكن خطواتها على عكازها العاجي كانت الأسبق نحو الأسفل لترحب بالضيوف قائلة بكلمات وصلت لسامعيه من وراء ظهرها ببرود تام
عاد فجأة دون إنذار إذ أنه اختفى منذ يومان راقبته وهو يدلف لحجرتهما بكلمات قليلة شملت فقط إلقاء السلام عليها فزفرت بعضب وتركت حاسوبها النقال ومضت لتعقد تلك المواجهة ولتنهي الأمر كما بدأته
.. زياد إحنا لازم نتكلم
خرج من حجرة الملابس وهو متأنق بقميص حريري ناصع البياض وسروال کلاسکی أسود حاملا سترته على ذراعه فقعدت حاجبيها قائلة بتعجب
قال بصوت مرح
.. أنت نسيت ولا إيه أنا توقعت أرجع ألاقیكی جهزت
اقتربت منه وقالت بنفاذ صبر
.. نروح فين
رفع حاجبيه وقال بهدوء
.. إيه یا آشري النهاردة الجمعة فرح جاسر
قالت حانقة
.. أنت بجد هتروح سيريسلي
هز رأسه وقال هازئا منها
.. آه سیوریسلی
جلست على طرف الفراش وهي تراقبه يرش عطره المفضل بوفره ثم قالت
فقال ببرود
.. اللي بيتجرح بيصوت بيعيط بیعترض لكن أديكي شايفه
لمعت عيناها وقالت
.. مش شرط على فكرة يمكن يكون كاتم جواه زي ما أنا كاتمة جوايا
الټفت لها وقال بهدوء
.. مش لوحدك یا آشري احنا الاتنين كاتمين جوانا وهيجي وقت وهنتكلم ونطلع فيه كل حاجه بس دلوقت قومي ألبسي
فقامت وقالت پعنف
.. ليه هه عشان نبارك لجاسر ولا عشان تظهر قدام أخوك ياريح مايهزك جبل
ضحك زیاد ساخرا
.. اسمها يا جبل ما يهزك ريح
فقالت بحدة
.. ایتس نوت ذا بوينت
عقد زیاد حاجبيه وقال وهو يضع كفيه على كتفيها مهدئا
.. أنا لازم أروح مينفعش ما أروحش کملي جميلك يا آشري واقفي جمبي
مضت تنظر له عاقدة الحاجبين وهي تزفر أنفاسها