لعبه العاشق بقلم يسرا مسعد
تمادت هي الأخرى بالسباب والإهانة حتى طالت ذكرى أبيها المرحوم فاندفعت سالي بسباب مماثل لها تلك الشمطاء لم يكن سبابا بالمعنى الحرفي ولكنها فقط قالت أنها لن ترقى أبدا لتكون إنسانة حتى تسب مېتا لم ترى منه شړا قط ولمحت في عيناه رفضا وتخاذلا فلا هو أسكت أمه التي تمادت بالسباب في حضوره ولا هو واساها بعدها بل تلك النظرة المخزية التي تخبرها أنها خذلته اللعڼة عليه وعلى أمه وعلى خذلانه الوضيع كادت تلملم أشياءها فلا بقاء لها في منزل تحت سقفه أهينت ذكرى والدها الحبيب وكانت على وشك أن تجمع ملابسها وترحل للأبد ولكنها توقفت وكفت عن جمع الملابس بل ورتبتهم من جديد في هدوء بالغ وبديناميكية شديدة أعادت كل شىء لمكانه وكأنه كان بداية حريق أسقط فوقه دلوا مملوءا بماء بارد وانطفأ عندما همست لها نفسها الجبانة أنه أبدا لن يأتي ليسترضيها وسيتركها فى بيت أهلها حتى تتعفن وکرهت نفسها وکرهت تلك حقيقة وبقيت ونفسها تواسيها أن في بقاءها ڠضبا أشد لتلك الشمطاء فإن رحلت فهذا معناه أنها قد انتصرت عليها ولا تدري متى تحولت من إنسانة هادئة خجولة مطمئنة لتلك التى تترصد المضايقة والإنتقاد حتى لو كانت خاسرة فهي رابحة طالما الطرف الآخر خاسر مثلها متى فقدت طمأنينتها متى فقدت سلامها النفسى متى تحولت نفسها الحلوة لتلك المرة بل والسؤال الأهم متى ستسعيد صفاء روحها ونقائها وهل كان يستحق أكان جاسر يستحق تلك التضحيات
لم تلتفت لصړاخ صديقتها المقربة منها وقالت بسأم
.. بعت الصور لمراته
قفزت إنجي من على الكرسى الممدد تحت أشعة الشمس وجلست على طرفه لتقترب من صديقتها التي وبالرغم من جمال بشرتها إلا أنها تصر على صبغها بلمحة برونزية قائلة
.. ليه كده زياد ممكن يبعد عنك
.. ومين قالك إن زياد يهمني
شعرت أنها تتوه في مخطط صديقتها بالرغم من أنها كانت سابقا من تحركها بترتيبات لم يكن لعقلها قبل بها
.. داليا بجد أنا مبقتش فهماك
ون الهاتف ليقاطعهم فنظرت فيه قبل أن تناوله لها قائلة
.. ده زياد ..أكيد آشري مسكتتش
تناولت منها الهاتف وألقته في حقيبتها بإهمال فرفعت إنجي حاجبيها بتعجب
وضعت نظارتها من جديد وأجابتها بهدوء
.. توء
وأطلقت بعدها ضحكة عابثة عندما تلقت ملامح الخيبة والتبرم المرسومة بدقة على وجه صديقتها وقالت لها
.. الصبر يا إنجي ..كل شىء في وقته
استيقظ متأخرا على غير العادة فرغم تجاوز عدد ساعات عمله مؤخرا للعشرون ساعة أحيانا إلا أنه كان يحافظ على موعد استيقاظه بعد شروق الشمس بقليل يتريض لنصف ساعة في حديقة القصر وبعدها يتناول فطوره ويستمع ربما لشكاوى المحيطين به بدءا من صغاره لأمهأما زوجته فتكتفى بسلخه بنظرات غير راضية وأن أمن نفسه ضد هجمات عيناها سيظل فراشه البارد بها أو دونها دليلا دامغا على توتر العلاقة بينهما إلا أنها في الآونة الأخيرة أضافت لمجموعتها أداة تعذيب جديدة يراها من خلال إنعكاس مرآة سيارته كل ليلة وهي تنتظره في الشرفة لوقت متأخر وعندما يهم بالصعود لغرفتهم يجدها وقد تمددت فى الفراش متظاهرة بالنوم وفي الصباح تهمل حضوره كليا! واصبح لا يرى منها إلا ظلا غاضبا يتبعه طوال النهار ويلقي له بنظرات ڼارية فلا يجد سوى بحر العمل ليغرق فيه هربا من ضيق صدره وڠضبها المفتعل دوما لقد وبخ أمه كثيرا لتطاولها على ذكرى حماه رحمه الله فهو برغم كل شيء إلا أنه يحمل ذكريات طيبة لهذا الرجل الرائع ويحترمه وأحيانا يلقى على مسامع صغيرته سلمى حكايات عن جدها الحنون ولكن سرعان ما وأن عالجته أمه بعيون دامعة واعتذار صادق عن آلامها وما تسببه الأدوية التي تتعاطها ضيق خلقها مؤخرا بسبب من تعب بالغ بالاضافه لمرضها الذي لابراء منه تلك الآلام التي يقف عاجزا أمامها ويرقب أمه وهي تارة تحاربها وتارة تستسلم لها بإختصار إنها تذوي أمامه وبالبطيء بينما هو مكتوف الأيدى أمر قاټل ومع كل ماتمر به أمه من معاناة مع مرضها العضال يجد زوجته دوما سريعة الڠضب والإشتعال في كل ما يخصها ويبدو أنها لاتقدر مطلقا حجم تلك المعاناة مما يشعره بأنها ببساطة خذلته.
.. ألحقنى ياجاسر بيه
.. متقلقش شوية تعب بسيط.. هنغير بس فى بروتوكول العلاج وهنتابع
هكذا كانت كلمات الطبيب قبيل إنصرافه ولكنها بالتأكيد لم تنجح