روايه ظلها الخادع بقلم هدير محمد
المحتويات
شعره منك طول ما انا عايش على وش الدنيا...
همست مليكه بحزن
بس هو عنده حق...التلاميذ بيجولي علشان مبقدرش عليهم و اهاليهم علشان بيقدروا يضحكوا عليا في تمن الدروس غير كده محدش كان جالى انا عارفه انى مدرسه فاشله و شرحي مش كويس.......
قاطعها بحزم
متقوليش كده انتي شاطره .. و شرحك جميل ومبسط سهل ان الاولاد الصغيره يفهموه بسهوله و........
غمغمت مليكه بصوت منخفض بينما تعقد حاجبيها بدهشه
وقف ينظر اليها بارتباك عدة لحظات لا يدرى ما الذى يجيب به عليها دون ان يكشف امره و شغف....
شهقت سوما بخضة
ايه اللى بتعمليه ده يا ميس مليكه..!.
شعر نوح الذى كان يوليها ظهره بالارتباك فور تعرفه على صوتها
اقتربت منهم هاتفه بلوم
بقى انتى عايشه هنا حياتك.... وسيابنى قلقانه عليكى تحت....بس مكنتش اعرف انك خلبوصه كده......
خلبوصه ..! خلبوصة ايه لا على فكره... نوح ...نوح يبقى جوزى....
صاحت سوما بانفعال و فرح بينما تقترب منهم
جوزك...انتى اتجوزتى طيب ليه معزمتنيش لا انا زعلانه منك يا م.....
لكنها ابتلعت باقى جملتها فور ان وقعت عينيها على وجه نوح
ايييه ده هو انت...و لما انت جوزها كنت بتكدب عليا ليه...
انتوا تعرفوا بعض...!!
اجابها نوح سريعا بينما يمسك ذراعيها
لا.....
قاطعته سوما هاتفه باصرار
لا ايه....ايوه اعرفه كان بيجى هنا كل يوم يشوفك وانتى بتشرحى وكان مفهمنى انه بيعمل كده علشان عنده اولاد وعايزك تديهم درس
لتشهق سوما قائله بانفعال
انت كنت بقى بتراقبها علشان مش واثق فيها لييه كده با استاذ نوح ده الميس مليكه محترمه و....
اتكتمي الله يخربيتك.......
اكملت سوما غير واعيه للكارثه التي ارتكبتها مربته فوق ذراعه مليكه التي كانت شاحبه كشحوب الامۏات
متزعليش...يا ميس مليكه هما الرجاله كلهم كدا تلاقيك بس علشان في اول جوازكوا وميعرفك........
اطلعي
براااا....برااااا
همت سوما بالاعتراض لكنها اغلقت فمها پخوف فور رؤيتها للنيران المشتعله بعينيه الټفت هاربه من امامه على الفور مغادره المكان بخطوات مسرعه بينما تجر قدمها المصابه...
اقترب نوح من مليكه علي الفور محيطا وجهها بيديه هامسا
مليكه اللى قالته ده مش حقيقى......
ازاحت يديه من فوق وجهها پحده هاتفه بصوت مرتجف
كنت بتراقبنى علشان خاېف انصب على حد تانى مش كده...طيب كملت ليه مراقبتك ليا لما عرفت انى بدى دروس مش بڼصب علي حد
لتكمل بسخريه لكن جاء صوتها الضعيف المرتجف مظهرا مدي الالم الذى تشعر به
لتكون افتكرت ان ممكن اخد الاطفال اللى عندى و ابيع اعضاءهم
هتف نوح مقاطعا اياها پحده
مليكه..متخرفيش.....
هزت رأسها بيأس بينما تبتعد عنه پحده
انا بالنسبالك واحده نصابه و بتتسلى بها...هبله
بس انا اللى استاهل انا اللى رخصت نفسى معاك....
انهت كلماتها تلك هاربه من امامه كالصاعقه مغادره المكان تاركه اياه واقفا يتطلع بيأس الى اثرها قبض علي شعره جاذبا خصلات شاعرا پألم غريب يضرب قلبه اطاح بقدمه المقاعد المتراصه امامه صائحا پشراسه و ڠضب.....
!!!!!!!!!!!!!
بقصر الجنزورى....
كانت مليكه مستلقيه بالفراش دافنه وجهها بالوساده تنتحب بشده
ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي كان يضرب بداخلها ما قلبها فقد اصبح لا يطاق ولا يحتمل
دخل نوح الغرفه بهدوء باحثا بعينيه عنه شعر بضعف غريب يستولي عليه فور ان وقعت عينيه عليها و وجدها على حالتها تلك اقترب منها بهدوء شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان رأى وجهها المنتفخ وعينيها المحمرتين من كثرة البكاء لعڼ نفسه و تلك الحمقاء التى سممت عقلها بافكار بعيده كل البعد عن الحقيقه مرر يده بحنان فوق وجهها يزيح بعيدا خصلات شعرها المبتله
عن عينيها هامسا بضعف
مليكه.... علشان خاطرى اهدى الموضوع مش زى ما انتى فاهمه..
هتفت بصوت مرتجف بينما تنفض يديه عن وجهها مبتعده عنه
لا انا فاهمه كل حاجه كويس.......
قاطعها بحزم جاذبا اياها نحوه مره اخرى مشددا ذراعيه من حولها
لا مش فاهمه حاجه انا لو كنت بجيلك السنتر ..فده علشان كنت بحب اشوفك و انتى بتشرحى... و انتى بتتعاملى مع الشياطين الصغيره اللى كانوا بيطلعوا عينك....
توقف انتحابها فور سماعها كلماته تلك شاعره بدقات قلبها تزداد پعنف بينما الامل ينبض بداخلها همست بصوت اجش ضعيف من اثر بكائها
بجد......!
قبل جبينها بحنان هامسا بصوت دافئ
بجد.....
هزت رأسها قائله باستفاهم محاوله الشك الذى لا يزال ينبش بداخلها
طيب ليه كنت بتيجى من غير ما اعرف...و كدبت على سوما..!!!
مرر يده بحنان فوق وجنتيها يزيل الدموع العالقه بها قائلا
بصراحه..مكنتش عايزك تعرفى علشان تبقى على راحتك وانتى بتشرحى.....
ليكمل بحزم بينما يتصنع التقطيب
بعدين لو كنت عرفتي كنت هتطردينى و مكنتيش هترضى تخليني ادخل المكان تانى تنكرى....!
هزت رأسها بالنفى و قد ارتسمت ابتسامه خجوله فوق وجهها
لا منكرش.....كنت فعلا هطردك
اطلق نوح ضحكه عميقه عند اجابتها هاتفا بمرح
صريحه اوى...
نهض من فوق الفراش بهدوء فور سماعه الطرقات فوق الباب اتجه نحوه فاتحا اياه وقف عدة لحظات متحدثا مع شخصا ما بكلمات هادئه منخفضه ثم عاد الى داخل الغرفه يحمل بين يديه صينيه ممتلئه بالطعام قد امر الخدم فى طريقه الى هنا باحضارها فقد كان يعلم انها لم تتناول شئ منذ الصباح وضع صينيه الطعام فوق قدميها بينما يعود الى مكانه فوق الفراش
يلا علشان نتعشا سوا....
اومأت رأسها بصمت بينما تعتدل جالسه بجانبه فوق الفراش اخذت تتطلع الى الطعام بجوع فقد كانت تتضور من الجوع فلم تتناول شئ منذ عشاء ليلة امس ملئ نوح صحنها بتل من الطعام تناولت اول ملعقه منه مصدره تنهيده بطيئه ثم بدأت تلتهم كل ما يضعه امامها
كان نوح يتناول طعامه و على وجهه ترتسم ابتسامه حانيه بينما يراقبها تتناول طعامها بهذا الحماس
تخضب وجه مليكه بالحمره فور ان رفعت رأسها عن الطعام و رأت نظراته المسلطه عليها ابتلعت ما بفمها بصعوبه هامسه بحرج
اصل كنت جعانه....
قال بهدوء
بالهنا والشفا....
ليكمل غافلا عن انفاسها التى تسارعت
عايزك تهتمى باكلك شويه..بعد كده هخلى نوال تحضرلك اكل تاخديه معاكى و انتى راحه الشغل
تغضن وجهها فور سماعها كلماته تلك تراجعت الى الخلف مستنده الى ظهر الفراش مغمغمه بحزن
شغل ايه بقى...مستر حسان مش هيسبنى فى حالى....
لتكمل بصوت ضعيف بينما بدأت عينيها تمتلئ بالدموع
مش هيسبنى في حالي مادام حطنى فى دماغه...
ازاح نوح صنيه الطعام من فوق ساقيها واضعا اياه بالطاوله التى بجانب الفراش
مش قولتلك متخفيش محدش يقدر يقرب منك طول ما انا عايش على وش الدنيا....
ليكمل بينما يرفع وجهها اليه
مستر حسان ده مش هيقدر يقرب من السنتر بتاعك تانى...بعد اللى عملته فيه...
همست مليكه بينما تهز رأسها باستفهام
عملت فيه ايه !
مرر
متابعة القراءة