روايه بقلم ايمان حجازى

موقع أيام نيوز


تسمح لنا بتصفيه امرها كما كلفنا فحسب .. لقد افتتح الصرح داخل مصر وهذا هدفنا .. فلما الانتظار !
اكمل رعد حديثه ايضا قائلا اجل سيدي .. نحن معنا توكيلا لتصفيتها .. لكنك مصر علي ان تبقيها علي قيد الحياه !
نظر اليهما ناجي في هدوء وقال في برود ليست طريقه الډم التي ستقتل بها .. بالفعل امتلك توكيل لتصفيتها ولكن يجب ان ټموت بطريقه مدروسه جيدا وهذا ما افعله الان .. فقط علينا الانتظار وايضا احببت التسليه مع ذلك الحارس الخاص 

قال روبرت مفكرا اعلم ذلك سيدي .. انت تقصد امر الدواء ولكني اتذكر جيدا ان الطبيب الذي صنعه اخبرك بانها بعد اول شهر ستحتاجه بشده وتكاد تصل الي ثلاثه زجاجات بالشهر ولكنها لم تفعل ذلك .. يوجد شئ خطأ 
اعتدل ناجي في جلسته وهو يتذكر ذلك الكلام ايضا ولكن مرام لم تطلب منهم الدواء بكثره في الشهر التالي فشعر بالقلق حيال ذلك فقال معك حق .. هناك شئ خطا .. 
بعد ثوان معدوده دلفت أولفت اليهم قائله مش معقول عبدالله ده طلع ذكي جدا .. مش لازم نستهين به يا ناجي 
في حين استدار لها ناجي قائلا في ترقب احكيلي حصل ايه وقالك ايه !! .. وعملتي ايه مع مرام رجعتي لها تاني !
اولفت لا مرام مشفتهاش .. 
وبدأت تقص عليه بالحرف ما حدث بينها وبين عبدالله وكيف

خلص مرام من كل الديون التي تسبب بها ناجي .. ردد ناجي مذهولا وهو لحق يحسب كل ده امته ولا جاب الورق منين !!
اولفت قلتلك عبدالله ذكي جدا ودارس محاسبه كمان فما بالك لما الامر يتعلق بمرام .. دا مضاني علي كل حاجه في غمضه عين ومقدرتش افتح بوقي بحرف وهو حاطط قدامي كل الورق وكانه بيقولي مش هتعرفي تهربي !.. وانا طبعا نفذت كل اللي قالي عليه زي ما امرتني !
ناجي بعصبيه مكنتش متوقع انه الامر بخصوص الديون وانه ممكن يحلها بسهوله كده .. انا كنت عايزها تفضل مديونه وبعدين انتي ليه مقولتليش ان المبالغ دي كانت بتوصل لحسابك !!
اولفت بارتباك ما هو .. احنا متحاسبناش يا ناجي .. وبعدين مكنتش اعرف
لا الكلام تقوليه لعبدالله اللي قلبك من فلوسك كلها لكن انا مش هتعمليهم عليا .. طبعا صرفتيهم و ما صدقتي فرصه .. حلو اهو دلوقتي انتي اللي مديونه ليا يا أولفت وانا بقه مش ناوي افك دينك ده عشان تلعبي بديلك تاني من ورايا .. 
اولفت بقلق وخوف ناجي .. اسمعني انا .. !!
ناجي بصرامه شديده اخرسي .. مرام فين وايه اخر اخبارها!
اولفت مرام لقيتها تعبانه ومعرفتش اوصلها .. تقريبا بسبب الدوا 
ناجي اخر مره طلبت منك الدوا ده امته

اولفت بتفكير من اكتر من شهر اول ما انتقلت علي بيت عبدالله
ناجي بذهول وصدمه وانتي ازاي مقولتليش علي حاجه زي دي !! 
اولفت لانها حاجه مش مهمه .. وانا متطمنه انها بتاخد الدواء بدليل اني بشوفها بتتعب كتير !
تركها ناجي وهو يركلها پعنف قائلا اخرسي .. انتي غبيه 
اخرج هاتفه مسرعا وقام بالاتصال برقم معين منتظرا الرد..
ناجي بيه .. تحت امرك..
انتي قلتي ان الدوا في الشهر التاني مفعوله بيزيد وهتطلب اكتر صح !
مش ممكن !
هو ايه اللي مش ممكن !
الشهر التاني قرب يخلص وهي لسه مطلبتش القزازه التالته..
مستحيل .. ده ملهوش غير معني واحد..
اي هو !
انها بدأت تتعالج بالمصل المضاد وبكده كل حاجه هتنتهي..
لااااااا مش ممكن ده يحصل ..
اهدي يا ناجي بيه .. في حل لكل حاجه .. انتي جيتلي في الاول وانا وعدتك اني مش هسيبك الا ومعاليها چثه مفيهاش روح .. يبقي الظاهر كده ان وقتي جه !
انتي متأكده!
عيب عليك يا ناجي بيه .. سيبلي كل حاجه واوعدك اني هنفذ وعدي ليك..
انا مش عايز غلطه..
وانا من امته غلطت ! ..
انهي ناجي الاتصال بها ثم نظر الي اوفت قائلا پحده انتي غبيه يا أولفت .. 
اولفت وقد ارتفعت نبرتها هي الاخري انا مش غبيه .. انت اللي فكرت نفسك بتواجه حد عادي واستهزيت بقدرات عبدالله .. واهو دلوقت انتصر عليك وكشفك 
ناجي بعصبيه شديده لاااااا مش هسمحله .. عمره ما هينتصر عليا ومرام بكره ھڨتلها قدامه وبعدها الجو يخليله عشان استمتع بتصفيته علي رواااق ... 
اولفت برضه لسه بستهزي بيه ! .. براحتك يا ناجي بس انا حذرتك 
ناجي هو مجرد صرصار افعصه بأيدي وقت ما احب .. بس لسه وقته مجاش .. لكن قرب .. قرب قوي !
اولفت بقلق طب انا دلوقت ايه وضعي ! .. 
ناجي بحذر ابعدي عن مرام نهائي الفتره دي .. اكيد عبدالله شاكك فيكي حتي لو مش مبينلك ده .. والباقي حد تاني اللي هيكمله
ثم اضاف مفكرا اما نشوف اخرتها ايه مع ابن الحسيني !
صباح الخير انت ليه بعيد عني ! 
كلماتها كانت كفيله بان تمس اوتار فؤاده فأغمض عينيه في مراره وهو بقوه وقلبه يخبره بانها الان بين يديه طالبه قربه وعقله يقول لن تسامحك ان فعلت هذا وستطلب منك اخبارها بالحقيقه وحينها ستفقدها للأبد .. تنهد قائلا ڠصب عني يا مرام .. هييجي وقت واحكيلك كل حاجه 
مرام بهمس طب حتي مش مسموحلي شويه ! 
بدأت زقزقه العصافير تداعب نسمات النهار مع طلوع الشمس الذهبيه .. نهضت

مرام من بين يديه وقالت معقول انا نايمه من امبارح الظهر!
معلش يا بابا .. بقالك اكتر من يوم منمتيش دا غير ان العلاج بيخليكي تنامي كتير .. خلاص كلها يومين بالظبط وترتاحي 
تذكرت مرام ما اخبرها به عبدالله بامر ذلك العلاج وما رأته في
التحاليل والاوراق .. شعرت بالقهر والمهانه وكم كانت مضغه سهله بين ايدي الذئاب يريدو انهائها.. اغمضت عينها في ألم وحزن فأمسك عبدالله بوجهها قائلا ميمه ! .. خلاص صدقيني الموضوع قرب ينتهي متجيش علي النهايه وتزعلي .. فكري بس ان ربنا نجاكي من المړض ده واللي كانو عايزين يعملوه فيكي خلاص مش هيقدرو يعملوه تاني 
لو مكنتش جنبي كنت ھموت يا عبدالله ... كنت هعمل ايه لو انت مش موجود قلي! .. ليه عايزين ېموتوني يا عبدالله ! .. ليه !
عبدالله بحنو وهو يربت عليها معرفش يا مرام .. لحد دلوقت مش عارف ليه وهيستفادو ايه من موتك .. لكن كل اللي اقدر اوعدك بيه اني احميكي وافديكي بروحي واني عمري ما هسيبك ولا ابعد عنك تاني يا ميمتي 
نظرت اليه بلوم والدموع ټغرق عينيها لو كنت موجود من الاول ومسبتنيش مكنش كل ده حصل 
ذلك السؤال المتكرر لديها والذي لم يدري الي متي سيظل هكذا معلقا دون اجابه .. تنهد عبدالله في حزن قائلا ارجوكي يا مرام .. متصعبهاش عليكي وعليا .. سيبي الايام تقول كلمتها ومسيرك هتعرفي.. 
مرام بعد ان شعرت بالامان طيب خلاص مش هفكر في الموضوع تاني .. هما الولاد فين !! .. ادم وتمارا وحشوني قوي 
ابتسم عبدالله بتلقائه وقال الواد ادم ده متتخيليش خطڤ قلبي قد ايه !! .. بجد حاسس اني اعرفه من زمان ومش غريب عني .. حاسس بحاجه غريبه شاداني للولد ده .. حبيته قوي يا مرام 
راقبته وهو يتحدث عن الطفل وبداخلها صراع ما بين اخباره الحقيقه وبين انتظاراها الي ان تعرف لما تركها سبع سنوات ورحل .. ولكنه منذ دقيقه اخبرها بعدم رحيله مره ثانيه وتركه لها .. قالت في تردد وقد حزمت امرها عبده .. في حاجه عايزه اقولك عليها بخصوص ادم 
تذكر عبدالله حديثه مع ادم الليله الماضيه وقال انا كمان عايز اقولك حاجه .. بس قولي انتي الاول
ظلت تنظر اليه في قلق وارتباك وخوف وهي مازالت متردده اتخبره ام لا !! .. لكنها ما ان رأته يتحدث عن الطفل بتلك العاطفه لم تريد اخفاء الحقيقه اكثر من ذلك ..
طب اقفلو الباب عليكم طيب ولا انتو ناسيين ان في ناس تانيه في البيت !
قطع حبل افكارها حديث مسعد وهو يقف علي باب الغرفه فانتبه له عبدالله وقال الناس بتقول صباح الخير علي فكره الاول
مسعد بضحك صباح النور متشكر .. 
ثم وجه حديثه الي مرام قائلا طلبوكي في المستشفي يا مرام عشان تشوفي حاله داليدا .. يلا اجهزي 
مرام وهي تنظر اليه شاكره حاضر .. هقوم اهوه متشكره 
اومأ لها برأسه وتركهم في حين قال عبدالله خلاص نكمل كلامنا في وقت تاني .. المهم دلوقت تجهزي نفسك عشان تروحي المستشفي .. واعملي حسابك انا هاخدك من هناك علي مكان تاني .. مش هينفع نقعد هنا اكتر من كده 
مرام بايماء حاضر .. اي اوامر تانيه ! 
ابتسم لها بحب قائلا تخصلي بسرعه عشان الفطار الاول 
تركها وغادر وهي لم تجرؤ علي اخباره الحقيقه .. تنهدت بحزن وهي تلوم نفسها علي عدم اخباره بأن ذلك الطفل ابنه من لحمه ودمه ...ليس يتيما ..
وصل عبدالله بصحبه مرام الي المستشفي المحتجزه بها داليدا وما ان صعدت الي غرفتها..
دكتوره مرام ! .. كويس انك جيتي .. مش متخيله سعادتي لما بشوفك والامل اللي بيتكون جوايا
قال ذلك دكتور يوسف حين راها امامه فرددت شاكره متشكره يا دكتور يوسف .. ايه اخبار داليدا دلوقت !
يوسف بحزن حضرتك اكتر واحده عارفه حالتها .. للأسف لسه مفاقتش 
مرام لسه من شويه بتقول ان بيبقي عندك امل لما بتشوفني .. وانا مطمنه وعندي ثقه في ربنا انها هترجع تاني .. عن اذنك اطمن عليها 
بعد ان انتهت مرام من فحص داليدا خرجت لتلتقي بيوسف مره اخري وضع قلبها مستقر تماما .. ليه لسه مفاقتش ! 
يوسف بحزن مش عارف ! 
مرام بتفكير بعد 24 ساعه لو مفاقتش كلمني وبلغني وانا هرجع تاني ..
بس الاول نسيبها تاخد فرصتها علي مهلها.. وياريت رعايه تامه 
يوسف بلهفه انا مسبتهاش من يوم ما جت ولا هسيبها لحد ما تفوق! 
ربتت عليه مرام في ابتسامه حنونه وحزينه بينما عبدالله يشاهد المنظر دون تعليق ..
انهت مرام عملها وودعت يوسف واتجهت مع عبدالله الي السياره قائله دلوقت بقه رايحين فين !
عبدالله بهدوء رايحين علي بيت جديد زي ما قلت لك وفي مكان يليق بمعاليكي عن المنطقه دي ..
مرام ليه حاساك مش مبسوط ! .. في حاجه ضايقتك!
امممم .. مين

دكتور يوسف ده يا مرام ! .. استنيتك تقوليلي لوحدك ومتكلمتيش
لأنه ببساطه انت مسألتنيش .. دا غير انه مش حاجه مهمه عشان اقولها لوحدي...
عبدالله پحده بسيطه يا سلااام !!! .. دا علي اساس ان اي دكتور بتتكلمي معاه بالطريقه دي ويقولك بفرح لما
 

تم نسخ الرابط