روايه بقلم ايمان حجازى
المحتويات
هو بالداخل من عمل الفحوصات اﻷخيره للتأكد ايوجد أمل اخر له في النجاه وان ذلك شلل مؤقت فقط ام سيستمر طوال حياته معه ولن يستطيع تحريك ذراعه مره اخري !! .. والذي
تبين لهم بعد ذلك انه شلل دائم بكامل ذراعه .. ترتب علي تلك اﻷصابه انه تم استبعاده واﻷستغناء عنه من العمل فتخلي عن وظيفته ليتأكد لعبدالله ان الجزاء كان من جنس العمل وان عمله ذلك الذي كان سببا في سجنه هو من تخلي عنه وتركه في اصابته ..
برقت عين عبدالله بالدموع ودق قلبه بسرعه شديده وهو يتذكر ذلك الصغير المرح حمدي .. الذي لطالما كان اخيه وصديقه وابنه ايضا .. الوحيد الذي كان يقترب منه ويحبه بشده دونا عن اخوته جميعا .. كان دائما ما يخبره بانه اقرب الاصدقاء اليه ويتمني له الخير والتوفيق بحياته وان ينعم بحياه سعيده مع من يحبها .. لن ينسي ذلك اليوم الذي اخبره فيه عن مرام .. مازال يتذكر السعاده التي ارتسمت علي وجهه في ذلك اليوم وهو يفقز فرحا من هول السرور الذي حل علي قلبه وهو يري اخيه اﻷكبر واخيرا وقع في الحب ...
اخرج عبدالله هاتفه من جيبه وضغط عليه لتظهر صورته امام عينيه بتلك الابتسامه الصافيه والوجه الحسن والروح البريئه الطاهره ليغمض عينيه في مراره وحزن بعدما فرت دموعه علي الرغم منه.. لمده دقيقه واحده وهو يقرأ له الفاتحه ويدعوا له بالرحمه والغفران ...
لم يكن سوي مسعد صديقه الذي ردد بتلك الكلمات وهو يدلف باب غرفته في سعاده مرتديا بدله رسميه ايضا
نهض عبدالله من علي كرسيه وهو يتوجه اليه مرددا بنفس لهجته مشفتش في ذكائك اقسم بالله .. يعني انت قلبت الدنيا كلها عليا ومحاولتش تدور في اوضتي !! ..
عبدالله بتريقه متوتر ليه ان شاء الله !! .. محسسني ان ده فرحك انت !!
مسعد بجديه لا يا عم مش كده .. بس لسه عارف دلوقت ان زهره حامل وقلقان عليها شويه .. انت مشفتش لما كانت حامل في نور حصلها ايه وكانت تعبانه ازاي!!
عبدالله بجديه وهو يربت عليه يا ابني سيبها علي ربنا وادعيلها وان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه وهتعيشوا مع في سعاده .. كفايه انكم بتحبوا بعض ..
عبدالله وهو يتصنع عدم الفهم انا ايه !!
مسعد انت كمان بتحب مراتك وهي بتحبك وحامل في ابنك التاني .. ليه مش بتعيش معاها في سعاده انت كمان !!
عبدالله بضيق لا خلاص مبقتش بحبها .. وبعدين هي مش مراتي انا رميت عليها اليمين من زمان ومبفكرش اردها .. وياريت تقفل علي الموضوع ده !!
عبدالله ببرود شديد ﻷن بكل بساطه
في عندي طفل بقيت انا محور حياته كلها ومستحيل اسيبه تاني .. هي كمان حامل بأبني ومش هسيبها لتهورها والهبل اللي بتعمله ده لحد ما ټموت ابني التاني .. انت شفت بنفسك ادم كان خاسس قد ايه وضعيف وحزين ..مرجعش لحياته غير وانا جنبه بس .. وانا مش هسيب عيالي تاني يا مسعد .. مش هسيبهم يتربوا بعيد عن امهم وابوهم ..
مسعد بحيره وجديه انت متأكد من اللي انت بتقوله ده !! .. انت بتكدب علي مين !! .. عليا ولا علي نفسك !! .. انت مبقتش تحب مرام !! .. مرام العيله اللي انت من يوم شفتها فيه دخلت قلبك وهي ضعيفه وخاېفه وبتعيط وشفت نفسك الحصن اﻷمن ليها وانت واقف جنبها وبتساعدها خطوه بخطوه كأنها بنتك الصغيره علي الرغم من انها كانت مراتك !! .. مرام اللي انت وقفت في وش عمها وكنت ھتموت تحت ايده بس عشان تحميها!! .. مرام اللي باسل كان هيفجرك وربنا انقذك في خلال ثواني برضه بسببها .. !! ولا بقه تكونش مرام اللي قررت تضحي بحبك وسعادتك حتي لو هتتعذب كل يوم في بعدك عنها لمجرد انك تحميها من سيف اللي كان عايزها بأي شكل !! .. ولا مرام اللي فضلت طول ال سنين وانت في سجنك مش في ايدك غير صورتها ومش بتسمع اخبار اي حد الا هي وكان نجاحها هو الحاجه الوحيده الحلوه اللي بتهون عليك ايام السچن المره .. ولا بقه يكون قصدك مرام اللي انت أجلت طار اخوك واڼتقامك من سيف لمجرد انك تبقي جنبها وتحميها وتحل لها في مشاكلها !! .. ولا مرام اللي لسه من شهرين بس كنت خلاص روحك بتطلع وانت تحت ايد الكلب اللي اسمه ناجي برضه بسببها وانت مكنش في بالك غير انك تحميها .. ولا مرام اللي فضلت جنبها حارس خاص وانت ھتموت وترجعها مراتك تاني وانت جاي علي نفسك ومش راضي تعمل ده لمجرد انك شايف ارتباطها بواحد رد سجون زيك مش هيشرفها !! ..
ما هو انت برضه لازم تفهمني يا عبدالله انت قصدك علي انهي مرام فيهم اللي انت مبقتش تحبها !!!
ليتابع مسعد وهو يري تغيرات وجه عبدالله دا البت ماشيه في كل حته تقول للناس انه جوزي وحبيبي اللي دافع عني ووقف جنبي في اصعب ظروفي !!.. اللي عماله تقول انه مهما حصلك سواء اتسجنت او اتنيلت علي عينك هتفضل تتشرف بيك وان اكبر إنجاز في حياتها أنها اتجوزت بطل زيك.. بتقول كده للناس بره وتيجي انت جوه تعذبها بالشكل ده ومتنيمهاش كل يوم الا وهي دموعها علي مخدتها لمجرد انها عايزه ترجع مرام مراتك تاني !!
كان عبدالله يتذكر كل مشهد مر عليه معها وبجوارها اثناء حديث مسعد وقلبه يخفق مع كل لحظه جديده تجول برأسه اثناء ذكره لها .. ليتوقف مسعد عن الحديث وكذلك عبدالله وهو يعود لواقعه ويردد بسخريه مرام اللي انت بتتكلم عنها دي حاجه ومرام اللي انا مبقتش بحبها حاجه تانيه .. رجعلي مرام العيله الصغيره اللي عندها 17 سنه تاني وانا هقولك اني بحبها وعمري ما هتخلي عنها .. لكن اللي قدامي دي واحده تانيه خالص مش مرام اللي عارفاني وواثقه فيا وبتقدرني ومبتنزلش كلمتي اﻷرض .. كنت بحب مرام اللي كانت بتحترمني وبتعتبرني مثل وقدوه ليا وبتحسسني فعلا انها بنتي ومهما عملت مش بتخرج عن طوعي وعارفه برضه اني مهما زعلتها هرجع اصالحها ..
لكن اللي قدامي دي لوقت مش مرام بنتي .. دي الشخصيه العالميه المشهوره مش مرام .. مش ميمتي ابدا دي .. انا يمكن حاولت كتير اطلع ميمه اللي انا اعرفها منها بس للأسف ملقتهاش جواها ... يمكن الحاجه المشتركه بين الاتنين ان هما الاتنين كانوا بيحبوني .. بس انا محبتش غير ميمتي وبس .. مش حضرت الدكتوره
مسعد بنفاذ صبر يا عبدالله ما انت اللي عملت .....
عبدالله منهيا ذلك النقاش في جديه مسعد كفايه كلام في الموضوع ده وخصوصا انك عارف مش دي الطريقه اللي انا
هقتنع بيها ..
مسعد مفيش فايده فيك .. انا مش عارف اعمل فيك ايه والله !!
عبدالله متعملش حاجه وخليك في حالك ..
قطع كلامهم ادم وهو يدلف الغرفه مرتديا بدله رسميه من نفس نوع بدله والده أو هي بالفعل نفسها ولكن في شغل اصغر .. بااااابي
قالها ادم في سعاده ومرح وهو يدور امام والده كي يظهر له البدله ليذهب اليه عبدالله مبتسما وهو يحمله ويلف به قائلا حبيب قلب بابي ودنيته كلها
قبله ادم علي خده قائلا احنا كده بقينا زي بعض بالظبط .. عشان لما حد يشوفني يعرف ان انت بابي وان انا ابنك ..
ضحك عبدالله وهو يعانقه بحراره مرددا طب كده يا باشا ممكن اللي يشوفنا ميفكرش ان انا ابقي بابي !!
رسمت ملامح الدهشه والضيق الشديد علي وجه ادم وكاد ان يبكي فور سماعه ذلك فأخذ يردد وهو يتفحص شكل بدلته ويقارنها بوالده ليه !! .. انا زيك اهوه في كل حاجه .. حتي لبست نفس الشوز بتاعك ...
ضحك عبدالله وهو مازال يحمله ثم توجه به الي المرأه وتناول فرشه الشعر واخذ يمشط شعره الفحمي الناعم الذي يعد نسخه اخر من شعر عبدالله بطريقه معينه مثل ما فعل مع نفسه مرددا عشان نسيت تسرح شعرك زيي ..
ما انتهي من تمشيط شعره حتي تناول زجاجه البرفان ووضع له منها عده بخات علي حلته مرددا ايضا ونسيت تحط نفس البرفيوم اللي انا حاطه
ضحك ادم مره اخري وقبل والده وهو يهتف كده بقينا زي بعض بالظبط .. !!
نظر عبدالله لنفسه في المرأه وكذلك ادم بجواره ليلاحظ الشبه العجيب بينهم وكأنه بالفعل نسخه مصغره منه فأخذ يتعجب .. كيف لم يلاحظ ذلك من قبل!!!!! ..
قطعه صوت دومي وهو يقول يلا يا بابا عشان نلحق نشوف العروسه والعريس من أول الفرح !!
حمله عبدالله لينزله ارضا وهو يردد يلا يا بطل .. !
وذهبوا جميعا الي ذلك العرس لهذا الثنائي الجميل بقصتهم الممتعه .. إيمان وعمر ..
الفصل الاخير ج
الجزء الثاني
الحلقه اﻷخيره جزء
هل العشق يجعل اﻷنسان مچنونا أم ان المجانين فقط هم من يعشقون لا ادري ولكن ما اثق به ان لا لوم علي العاشقين
تلأﻷت اﻷنوار في مختلف الوانها بداخل تلك القاعه الفخمه لتعلن عن عرس جديد من عائله مرموقه وهي عائله قطب
تقدم عبدالله ومعه صغيره الذي لم يفارق يديه طوال الطريق والي اﻷن الي تلك القاعه المعجوءه بالناس والصادحه باﻷغاني واﻷصوات المرتفعه لتملأ قلبه احساس من نوع غريب وعينيه تبحث عن عين اخري في ذلك المكان ولكن لم
متابعة القراءة