روايه بقلم ايمان حجازى

موقع أيام نيوز


في ايدك وممكن تخلص عليا دلوقت .. بس مش عايز اموت وانا شايل ذنبك .. 
ليكرر عبدالله ضحكه مره اخري وهو يقول مش معقول ربنا بيجيبلي حقي من كل اللي ظلمني في يوم واحد كده !!!.. لا وفي مكان واحد كمان .. بس تعرف يا سيف !!
قال جملته الاخيره وهو يتوقف عن الضحك وتابع بجديه انت لو فعلا جايلي هنا ومسلملي نفسك وعايزني اخد حقي منك كده بړصاصه واحده مثلا مني وتقتلك يبقي غلطان 

زفر سيف مره اخري في ضيق بينما كان يتابع الجميع ذلك النقاش الحاد القائم بينهم ومن ضمنهم ذلك المړيض الذي وجدها فرصه مناسبه لخلاص روحه من ذلك المړض .. بينما اقترب منه عبدالله وهو يضيق عينيه التي تشع شرارا ويكز علي اسنانه مرددا انا هعيشك 7 سنين زيهم واخليك تعدهم يوم بيوم وساعه بساعه وثانيه بثانيه وانا بوريك يعني ايه كلمه ظلم .. يعني ايه تبعد عن مراتك اللي ملهاش غيرك في الدنيا .. هوريك يعني ايه ابنك الوحيد وأول فرحتك اللي المفروض تعيش معاه لحظه بلحظه من يوم ما يتولد وتربيه علي ايدك يوم ما تيجي تشوفه تلاقيه عنده 6 سنين وهو حتي مايعرفش انك ابوه .. اوريك يعني ايه انك تحس بالكسره وانت قدام مراتك اللي بتعشقها ومش عارف تقربلها لمجرد انك بقيت رد سجون وهي بقت وجهه مشرفه في المجتمع بعد ما كان المفروض تقف جنبها وتدعمها خطوه بخطوه وانت اللي توصلها بأيدك للنجاح ده .. انت عارف بسببك حصل ايه !!! .. لو مكنتش اتسجنت مكنتش سبت اخويا ېموت بعد ما كلفته بمهمه انه يبقي قريب من مراتي اللي انت حرمتني منها .. مكنتش سبت مراتي تقع بين ايدين ناس ولاد كلب كانوا كل يوم بېقتلوها بالبطئ ولو مكنتش ماټت كانوا هيخلوها تعفن في السچن بعد ما مضوها علي فلوس ملهاش اول من اخر .. لو مكنتش اتسجنت بسببك .. مكنتش اتحرمت من ابني اللي كان بين ايديا وبيقولي رجعلي بابا وانا حتي مش عارف اقوله اني ابوك .. مكنتش بعدت عن حضڼ امي المريضه دلوقت بسبب بعدي عنها ومش قادره تسامحني عشان فكرتني قاټل .. مكنتش سبت

خواتي واهلي وعزوتي بعد ما نزلت من نظرهم واترميت في السچن .. 
علي الرغم من سيف هبطت دمعه من مقلتيه وهو يستمع الي كلمات عبدالله التي كانت تقطع به بينما تابع عبدالله في ألم تعرف يا سيف ! .. والله مستعد اسامحك وانسي كل اللي فات ده .. بس علي شرط 
لمعت عينا سيف وارتسم بداخله مقدار من الفرحه وهو ينظر اليه بترقب بينما تحدث عبدالله انك ترجعني بالزمن لسبع سنين ورا وتمنع كل اللي حصل فيهم .. ووقتها انا هسامحك 
نكس سيف رأسه مره اخري في حزن بينما ابتسم عبدالله متهكما متقدرش مش كده !! .. يبقي متطلبش مني اني اسامحك عشان دي برضه حاجه خارجه عن مقدرتي .. لأني صدقني انا جوايا ڼار مش عارف اطفيها .. مقدرتش اطفيها مع ناجي ﻷنه للأسف خلص بدري وجاب اخره .. لكن شكل انت اللي هتطفيلي الڼار دي باللي هعمله فيك .. 
سيف بحزن وكسره واستسلام بص يا عبدالله .. اللي انت عايز تعمله اعمله .. عايز تضربني اضربني .. عايز تقتلني اقټلني .. بس بلاش تقتلني قبل ما ارجعلك حقك واعترف اني كنت السبب في حبسك ظلم وتسترد كرامتك .. وبعدها اقټلني .. ودلوقت لو عايز تطفي نارك زي ما بتقول .. انا قدامك اهوه .. 
لم يلبث عبدالله ان يرد عليه حتي استمعا الي صوت اطلاق الڼار وانفجار الډماء خلفهم فنظرا الخلف هما اﻷثنين في أن واحد ..
وجدها النهايه لا محاله فأما ان يسلم للسلطات وحينها لن يحكم عليه بأقل من الاعډام بعد ان يسجل اعترافه لكل ما فعله بحق الدوله وعلاقاته التي ساعدته في ذلك .. واما ان يلقي حتفه الان ويقرر مصيره بيديه والذي بات واضحا من انه اتخذه وقضي الأمر .. لن يسمح لنفسه ان يكون مضغه في فمهم وان يذل بين يديهم اكثر من ذلك .. انتهي كل شي وذهب من حياته كل ما كان يود بقائه ..ولكن مهلا لن يلقي بحياته في الچحيم سدي ويترك تلك اللعنه التي احتلت حياته منذ ظهورها بها .. لن يقضي نحبه الا وبيده ابن الحسيني ..
وبينما هو يسبح بتفكيره عاد عبدالله بنظره الي سيف مره اخري بأستهزاء وكأنه يخبره ان كل ذلك لن يعنيه شيئا بقدر ما فعله هو به .. اشاح سيف بنظره الي عبدالله هو ايضا وردد في اسي وندم قرر يا عبدالله انت عايز ايه وانا لسه عند كلمتني .. ومش طالب غير انك تسامحيني حتي لو مت .. 
وضع عبدالله يديه امام صدره وهو ينظر اليه بكره شديد ويبث اليه بأنه مهما فعل لن يحصل علي السماح حتي وان ضحي بحياته ﻷجله ...
انسي يا سيف .. وبما انك جاي برجليك يبقي تستعد لعذابي اللي مش هتشوف اخره ....
ولم يلبث عبدالله يكمل جملته حتي وجد سيف يهجم عليه فجأه وهو يدفعه بيديه في قوه حتي اسقطه ارضا ليرتطم بالارض في لحظات معدوده ولم يكد يرفع رأسه ويعدل من وضع جسده حتي استمع لصوت اطلاق فرفع وجهه ليري سيف.. تدارك عبدالله الموقف في ثوان لينظر خلفه ويجد ناجي من فعل ذلك وهو يسحب اجزاء سلاحھ مره اخري كي يوجهها تلك المره الي عبدالله بعد ان اخطأ في المره السابقه ولكن لم يدع له عبدالله الفرصه ويخرج هو سلاحھ ويفتك به رأسه حتي تفجرت جبهته ولقي مصرعه علي الفور لتنتهي حياته وتتخلص البشريه من ذلك الشيطان..
اخذ يتطلع اليه عبدالله وهو غير قادر علي تحديد مشاعره الحاليه تجاهه أيشعر بالشفقه لحاله وانه

لربما يكون بالفعل في لحظاته اﻷخيره ولم يطلب منه سوي السماح حيث استشف عبدالله صدقه من خلال نظراته ولهجته التي باتت واضحه بالنسبه اليه .. أم يتذكر له كل سوء فعله به ويري ان مۏته ذلك لم يكن سوي جزء بسيط مما فعله معه ..
لا يدري عبدالله لما قال له ذلك .. هو لن يسامحه بالبتأكيد ولكنه تذكر طفله الذي شاهده بالمشفي حينما اعلمه اللواء احمد بخبر ۏفاته ..
نهض عبدالله وهو ينظر حوله ليجد المكان بأكمله اصبح عباره عن كتل من الډماء في كل بقعه بجواره ..
وقعت عينيه علي يوسف وهو ممسكا بقدمه والعرق يتصبب من جسده في غزاره شديده وعينيه كادت ان تفقد بريقها وتسيل من قدمه لټغرق الارض بأسفله وكذلك يديه .. اسرع اليه عبدالله متلهفا حيث لم يلحظه من قبل ولا يتذكر متي اصيب جلس بجواره وهو يمسك بوجهه مرددا في قلق شديد وخوف يوسف .. انت كويس .. انت اتصبت امته بس !!! .. 
لم يتلقي منه ردا حيث كان يتلوي من شده اﻷلم فتركه واخذ ينظر حوله الي اي شئ يضمد به ركبته لتقع عينيه علي مشهد تمني ان يكون موهوما وما يراه هذا ليس سوي حلم وسوف يخرج منه .. وقعت عينيه علي سمر وهي ترفع سلاح بيديها والذي استخدمه ذلك الشاب المدمن لقتل نفسه .. حينما نظر الي مقصدها والي من تريد ليجدها ليست سوي مرام التي كانت تحتضن طفلها وهي تنظر اليها في خوف شديد بيننا تبادلها سمر نظرات الذل والحقد والكراهيه وهي تبتسم لها بتشفي ....
لم يلبث عبدالله ان يتحرك من موضعه وينهض صارخا..
مراااااااام ....
وتم اطلاق الهدف ببراعه .. 
سقطت سمر قبل ان تضغط علي الزناد وتحقق انتقامها .. ظنت ان حياتها ستنتهي في السچن ان لم يتم القصاص منها علي كل ما قامت بأرتكابه من قبل ومعاقبتها علي چرائمها التي ټأذي من خلالها أناسا كثيره .. وجدت اخيها يقف بجانب عبدالله ويطلب منه السماح ولن يدافع عنها او بفعل اي شئ من اجلها .. نظرت حولها لتجد مرام وطفلها بأحضانها وزوجها عاد اليها وسيظل بجوارها الي الابد لذلك قررت انهاء حياتها .. كانت تفعل كل ذلك وتسعي من اجل ان تحصل على ذلك الحب الواهي الذي اوهمها به قلبها .. حينما رأت السلاح بجوارها في يد ذلك الشاب الذي كانت تعالجه من الادمان لم تتردد ثانيه واحده لتوجه ذلك السلاح علي من ظنت انها اخطتفت حبيبها منها .. عقلها الباطن مع تلك الحاله الچنونيه تملكتها للمره الثانيه وهي تصوب السلاح علي مرام لتقضي علي حياتها كي تمنعها من الحياه والبقاء بجانب عبدالله .. وماذا حدث الأن !! .. هي من فقدت حياتها وعلي يد من !! .. اخيها ابن ابيها وامها ...
نظر اليها عبدالله ليجدها تسقط أمامه بعد ان اخترق .. اشاح عبدالله بنظره الي ليجد سيف ينزل من يده وينظر الي عبدالله ويبتسم قبل ان يوصد عينيه ويرتخي جسده ..

بعد لحظات كان اللواء احمد يقتحم المكان ليجد جميع من به يسبحون في ولم يتبق لتلك القضيه أي اثر سوي أولفت التي قام بالقبض عليها وادرك انها لن تأخذ وقتا كي تعترف بكل شئ ..
ليتم اغلاق قضيه ناجي الكافوري ومن معه الي اﻷبد وتبدأ حياه اخري في محور جديد .. 
كانت الشمس علي مشارف الغروب بعد ان تغيرت الاحوال الجويه ومالت للدفئ قليلا في ذلك الفصل الذي يبهج الجميع وهو فصل الربيع بلونه الأخضر الزاهي ..
كان عبدالله يجلس في شرفه القصر الخاص بهم مرتديا حله رسميه انيقه ذات ماركه عالميه وحذاء اسود اللون يشاهد غروب الشمس في تلك النسمات التي كانت تداعبه وهو ممدا قدمه امامه علي منضده ورائحه عطره الجذابه اندمجت مع رائحه سيجارته التي كان ممسكا بها في استرخاء تام وهو يتذكر كل ما حدث خلال الشهر الماضي...
مر شهرا كاملا علي تلك القضيه التي انقلبت لها البلد بأكملها وهي قضيه ناجي الكافوري وما فعله وكان يريد ان يفعله اكثر بتلك البلد .. مازالت الصحف المصريه وايضا العالميه تكتب في ذلك الخبر الي الأن .. والذي كان يؤكدون علي توثيقه اكثر هو شجاعه ذلك الحارس الذي تبين لهم انه زوج من لقبت بطبيبه القلوب وبدأو في البحث عنه اكثر لمعرفه كل ما كان يربطه بتلك القضيه وماذا فعل من اجلها ! .. وهل كان ذلك من اجل القضيه فقط أم من اجل سبب اخر ! ..
مع استجواب الطبيبه
 

تم نسخ الرابط