قصه كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


ليها علاقة بيك لازم احبها حتى أختك وبنتها حبتهم جدا و كنت مبسوطة معاهم وكأني اعرفهم من سنين واتمنيت لو كنت بنتمي ليك زيهم يا حمود
تلجم لسانه عندما خصته بذلك اللقب المحبب على قلبه وابتلع ريقه بحلق جاف لم يصدق أن تلميحها له أصبح أكثر وضوحا بهذا الشكل أتظنه غبي لهذا الحد! لا هو ليس كذلك فقد غرق بها منذ الوهلة الاولى ولكنه كان يجاهد كي يبدو عكس ذلك ولكن الآن تداعت عزيمته على الأخير ولم يبقى بها ذرة ثبات واحدة فلو عليه كان يود أن يصرح الآن ويعلن للعالم أجمع كونها هي من زلزلت قاع قلبه ونسبت ملكيتها له ولكن ماذا يفعل إن تفوه بمشاعره ستكون بمثابة وعد صريح لها ولم يتعود أن ينقض الوعود وكيف لا يفعل وتلك الفوارق اللعېنة تعيقه وتحيل بينه وبينها

أما هي فقد اصابها إحباط من عدم رده فكم ودت لو صړخت الآن بوجهه وأخبرته أنها لا تطيق حالة التلبد التي هو عليها ولكن خشيت ردة فعله فماذا لو لم يبادلها حقا! هل سيظل صديقها كما يطلق على تقاربهم أم ستخسره حينها! حقا هي تخشي أن تفقده لذلك تتعمد أن تلمح له وتنتظر ليبادر هو
ولكن يا ترى إلى متى سيدوم انتظارها
تنهدت تنهيدة مسهدة بضجيج مشاعرها ثم قالت والإحباط يحتل معالم وجهها 
تصبح على خير يا حمود
لم تنتظر أن يجيبها وتدلت من السيارة لتجد
زوجة ابيها تتربص بهم و تقف تربع كتفيها وتنظر لهم نظرات حادة مشټعلة أثناء اقترابها من موضع السيارة متسائلة بخبث 
كنت فين وراجعة منين ولا هو علشان باباك مشغول بتستغلي الوضع وعايشه حياتك
قلبت ميرال عيناها واخبرتها بسام فأخر شيء ينقصها هي 
ملكيش دعوة بيا لو سمحتي واظن بابي بنفسه قالك قبل كده متدخليش في اللي يخصني
قبضت دعاء على ذراعيها قائلة بحدة ما أن حاولت ميرال تخطيها 
تعالي هنا عيب لما تسيبني وتمشي وانا بكلمك
نفضت ميرال يدها وصاحت بغيظ وهي تسير للداخل بخطوات واسعة 
قولتلك ملكيش دعوة بيا
كان يشاهد ما يحدث من جلسته خلف المقود ولكنه لم يشأ أن يتدخل فتلك الصفراء لا يروقه طريقة حديثها بتاتا ويغشى أن يزلف لسانه معها
ولكن لسوء حظه أنها بادرت بفتح باب السيارة وقالت بنبرة آمرة استفزته 
انزل وقولي الهانم دي كانت فين
تدلى من السيارة وهو يلعن ذلك الموقف الغبي الذي وضعته به فماذا يخبرها الان أيخبرها انها كانت بمنزله! لا بالطبع لن يفعل بل حاول ان يتصنع الجهل قائلا 
انا سواق مش دادة حضرتك وكل اللي بعمله إني استناها في المكان اللي بتقولي عليه لكن معرفش بتروح فين
اعتلى حاجب دعاء بغيظ وحذرته 
اسمع أنا مش مرتحالك واظن أمرتك قبل
كده توصلي كل تحركاتها بس أنت طنشت وانا صابرة عليك بس علشان اختك لكن قسم بالله لو ما تكلمت وقولتلي الهانم دي بتعمل ايه من ورانا لكون طرداك وقاطعة عيشك
جز على نواجذه بقوة كي يتحكم بلجام نفسه ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه فقد وجد كبرياءه ېصرخ قائلا دون أي تفكير بعقابات شيء 
قولتلك قبل كده الأرزاق على الله يا هانم وبعدين انت مش ولية
أمرها ولو في حاجة أنا بنفسي هبلغ فاضل بيه ابوها
اغتاظت من حديثه وهدرت 
بس أنا مرات باباها ومن حقي...
لأ مش من حقك ...انت مش أمها بلاش تعيشي دور مش بتاعك يا هانم...
قاطعها هو بحمئهة ودفاع مستميت جعلها تهدر بتعالي وهي تستشيط غيظا منه 
انت واحد وقح وانا غلطانة إني عطفت على أمثالك أتفضل أنت مطرود واستغنينا عن خدماتك وياريت متورناش وشك تاني...
استغفر ربه بسره ثم قال وعينه يشتعل بها الڠضب 
تعرفي لو مكنتيش واحدة ست أنا كنت عرفت ارد عليك
شملته بنظرة متدنية وقالت باشمئزاز وهي تؤشر بسبابتها صعودا وهبوطا على هيئته 
انا اللي غلطانة إني عملت قيمة لأمثالك
جز على نواجذه بقوة فلأول مرة يتعرض لموقف مشابه فقد تم اهانته والتقليل منه بشدة حتى أنها أشعرته بمدى ضئالته لذلك رد بحمئة شديدة وبدماء حامية 
امثالي يا هانم اللي مش عجبينك كنت انت واحدة منهم ياريت متنسيش اصلك وإذا كان على الشغل يغور مبقاش يلزمني اصلا
ليخرج مفتاح السيارة ويفتح التابلوه الخاص بها يخرج رخصتها ثم بكل كبرياء وعزة نفس ناولها إياهم قائلا بنبرة قوية اجفلتها 
شكرا لعطف سعادتك الله الغني يا هانم...
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يغادر ويقرر أن لا عودة من جديد بعد إهانته فحديث تلك الصفراء له كان بمثابة صڤعة قوية ليعرف حجم ذاته.
ورغم صرخات قلبه بعدم ترك من ملكته إلا أنه أخذ يقنع ذاته أن ما حدث كان صائبا ولابد أن يبتعد فتلك الفوارق الطبقية بينهم اسوارها عالية يصعب عليه تخطيها لذلك لايجب أن يغشم حاله اكثر ويغرق بها دون أمل.
استيقظ في صباح اليوم التالي بمزاج عكر للغاية فأخذ حمام دافئ يساعد عضلاته المتشنجة وأعصابه المشدودة على الاسترخاء وحين انتهى لف خصره بأحد المناشف العريضة
ثم خرج لينتقي
 

تم نسخ الرابط