قصه كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
بين يديها دليل دامغ يدين خېانة نادين الراوي ... ويصحبه جملة واحدة لم يذكر غيرها أذيقها من نفس الكأس فكانت مشدوهة لا تعرف كيف تتصرف أو تأخذ قرار في حينها وظلت تساؤلات عدة تدور برأسها إلى أن توصلت لأجابة واحدة استقر عليها عقلها.
فماذا يا ترى سيكون خيارها هل ستغفر ولن ترد الأڈى بلأذى أم سترد اعتبارها وترد الصاع صاعين لمن تتسببوا في بؤسها.
السادس والعشرون
ولو كانوا يعرفونك حقا لعرفوا أن تغيرك هذا لم يأتي من فراغ لعلموا أنك متعب جدا وأنك تعلمت دروسا قهرية كان ثمنها غاليا من نفسك لكنهم يعرفون فقط أنك أصبحت إنسانا آخر ويعرفون كيف يستنكرون ذلك منك ويلومونك عليه باحتراف هذا ما يعرفونه فقط.
أنت أزاي مهملة كده وسمحتي للولد ينزل يلعب ويقف يتكلم في الشارع مع كل من هب ودب
قالها هو بسخط غريب وبصوت حاد وكأن لم يغيره شيء
لتجيبه هي بشراسة هجومية اكتسبتها بعد نكبتها بعدما طيبت خاطر صغيرها و أمرته أن يلزم غرفته
أنا مش مهملة والولد مكنش في الشارع ده كان في جنينة البيت والمربية كانت معاه وانا كنت متابعه من البلكونة واللي كان واقف معاه ده جارنا وبعدين انت مش من حقك تتهمني بالإهمال دول ولادي و حتة من قلبي ومحدش هيخاف عليهم أدي
زاغت نظراته ودافع عن ذاته بنفس الحدة
أنا كمان ابوهم ومن حقي اخاڤ عليهم ولا انت مكنتيش عايزاني أجي كمان وهتحرميني منهم
ابوهم...طب كويس انك لسه فاكر يا بشمهندس!
ده أنت اول حاجة عملتها جنابك أو ما افتكرتهم أنك زعلت الولد وزعقتله ورميت كورته اللي بيحبها بدل ما تخدوا وتطبطب عليه وتقوله وحشتنى
بس طبعا معرفتش تفصل مشاكلك معايا وبولادك اللي لازم يحترموك ويفضلوا يحبوك علشان ببساطة انت ابوهم و دي الحاجة الوحيدة اللي مش هعرف اغيرها
ابتلع رمقه بتوتر واعتلى الندم معالم وجهه وهو يجلس على الاريكة ويخرج علبة سجائره يشعل احدهم وينفث دخانها قائلا بنبرة تستشيط غيظا
أنا اتعصبت لما لقيته واقف مع الدكتور الزفت ده اللي طردني ومعرفتش اتحكم في اعصابي انا كنت مستنيه بس يتكلم علشان كنت هطلع غل اليوم ده كله فيه
مكنش قصدي ازعل شريف يا رهف صدقيني ولا كان قصدي اتعصب عليك أنا حتى كنت جاي اشكرك علشان اتنازلتي عن القضية
برر هو بخزي من نفسه بعدما جلدته بنظراتها وجعلت يتيقن أنه بالفعل اندفع بتصرفه.
تنهدت هي وربعت يدها وهزت رأسها بلا فائدة قائلة
متعتذرش دي حاجة مش غريبة عليك طول عمرك كده ومش هتتغير
وإذا كان على القضية انا اتنازلت علشان انا مش قليلة الأصل زي ما حضرتك فاكر ولا مؤذية وعلشان مهما عملت هتفضل أنت أبو ولادي اللي شايلين اسمه ومش عايزة يعاتبوني في يوم من الأيام إني سجنتك.
قالت جملتها بثقة استغربها كثيرا فمن تلك و أين رهف خاصته الحائرة التي كانت تستجدي حبه!
لم يفكر بالأمر حين وجد ذاته يقترب منها قائلا بحسره وبعتاب ليس بمحله بتاتا
يااااااه بالسهولة دي يا رهف ده حتى اسمي مش عايزة تنطقيه!
اسمي اللي كان بيطلع بحب ويرشق في قلبي وعمري ما حسيت بحلاوته غير وهو طالع منك أنت...
رهف أنا اعتذرت مرة واتنين بس انت مش عطياني فرصة حتى ادافع عن نفسي أنا مش عارف اعيش من غيرك وحاسس
أن حاجة كبيرة ناقصاني...
نظرت له نظرة محملة بالكثير من خيبة الأمل ولم تعطيه مجال ليكمل حديثه حتى فقد انتفضت كالملسوعة من لمسته وصړخت به بشراسة لم تكن ابدا من طباعها
إياك تفكر تلمسني انت فاهم ...
لتثور انفاسها وتسترسل وهي تستغرب كيف يتقرب منها ويخبرها بإشتياقه لها بعد ذلك العرض السخي الذي أوكل خالته به
انت انسان متناقض مش طبيعي...
زمجر غاضبا وهو يشعر پقهر من تغيرها المبالغ به ويستغرب بشدة ما اصبحت عليه ف رهف خاصته الآن تنفر منه ولا تطيقه
رهف انا مش متناقض أنت لسة مراتي وعلى ذمتي ولو على الكلام اللي قولته لخالتي فأنت اللي اضطرتيني لكده رفضك ليا وچرحك لكرامتي كل ما اجيلك
لو حجتك إني لسه على ذمتك فهانت يا بشمهندس كلها كام شهر واخلص منك
زفر بنفاذ صبر وهدر وهو يمرر يده بخصلاته الفحمية پعنف يود لو أن ينزعهم
تخلصي مني للدرجة دي كنت عبء عليك يا رهف
لوحت بيدها باستخفاف لطالما كان يخصها به بالماضي و تأففت بنفس السأم
يووووه انا زهقت مش كل شوية هنكرر نفس الكلام...لو سمحت انا معنديش أزيد من اللي قولته قبل كده ...
زفر بضيق واحتل اليأس معالم وجهه ثم تناول علبة سجائره من جديد يتناول واحدة منها ثم يشعلها ينفث دخانها على مهل وظل صامت
متابعة القراءة