قصه كنت معاها بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
وتتفوه بالكثير الذي يدين ابنتها دون قصد من فجعتها
يبقى علشان كده جيتي وطردتي الخدم .يالهوي تقتلي جوزك بعد كل اللي عمله علشانك حرام عليك يا بنتي ليه عملتي كده
أما هي اخذت تنفي برأسها وتستنكر صاړخة وهي تكتم فم والدتها
اسكت يا ماما اسكت انا معملتش حاجة هتوديني في داهيةلتوجه نظراتها لمن حولها وتستأنف بنبرة غير متزنة وهي تنفي برأسها تدعي البراءة
كدب....كدب انا معملتش حاجة ومش هروح معاكم في حتة... انا مش هتحرك من بيتنا أنا مظلومة فاضل مستحيل يصدق ويتخلى عني هو بيحبني...سيبوني
لم يعيروا صړاخها أي اهمية فقد
السابع والثلاثون
مؤلم أن تتصنع الابتعاد وأنت من الشوق تكاد ټنفجر.
جبران خليل جبران
إكده والله ما ليك حج واصل
قالتها قمروهي تدخل لها غرفتها وتجدها منكمشة بالفراش وساهمة في نقطة وهمية في الفراغ إلى ان استحوذت على انتباهها وردت عليها
لأ ليا حق ومتدافعيش عنه
يا حزينة ده الراچل كان هيتخرع عليك وجت ما كنت غميانه ده جطع جلبي وهو هيصرخ بأسمك وكان راسه وألف سيف يچيب حكيم عشان يطمن
هو فين
يهمك أمره بعد ما طردتيه بنص الليل
رفعت نظراتها لها وهي تشعر بالضيق مما فعلت فلم تغمض عيناها وظلت تفكر به وبكل كلمة نطق بها فهي رغم عنادها تعلم انها مخطئة وخطئها فادح بالنسبة له وكم كانت تتخوف من تبعات اخطائها وردود أفعاله نحوها ولكن تقسم أنها لم تتوقع قط أن يتركها ويتخلى عنها دون أن يعير أنه هو حصن أمانها و ملجأها الوحيد منذ صغرها فتعودت تركض إليه حين تخطئ وهو بدوره يتفهمها ويتهاون مع أخطائها ويتغاضى عن أفعالها ويحاول بشتى الطرق احتوائها ولكن هي لم تقدر وتمادت وظنت أنه يفعل شيء اعتيادي لا قيمة له بالنسبة لها ولكن ما حدث من توابع لذلك اليوم المشؤم جعلها تدرك أنها لا تنتمي لشيء في حياتها بقدر ما تنتمي إليه وحقا ذلك ما اوجع قلبها انها اكتشفت ذلك مؤخرا وقبل أن تحصد توابع اخطائها.
انتشلتها قمر من دوامة افكارها لتتلعثم مكررة بلهفة حاولت اخفائها
هو بات فين يا قمر
اعتلى حاجب قمر واجابتها
مخبراش و محدش نضره من وجتها وشكله إكده يأس وعاود البندر يشوف اشغاله
ابتلعت ريقها پخوف وهبت من الفراش متسائلة بلهفة جعلت قمر تتعجب
من حالها
مشى...وسابني
واه مش أنت اللي محچرة راسك وعاوزة إكده
نفت برأسها وهرولت من امامها تتفقد أمره وهي تكاد ټموت ړعبة كونه تركها مرة أخرى فقد بحثت عنه في كافة الغرف وحتى ساحة البيت ولكن لم تجده لتخرج من الباب وتجول محيط المكان بعيون غائمة وأنفاس متلاحقة وقلب يلتوي بين ضلوعها يقصد إيلامها كونها لم تستمع لصرخاته وعصته في سبيل عنادها لتقترب منها قمر متسائلة
نفت برأسها...لتخمن قمر
يمكن عاود صوح ده حتى عربيته مش موچودة
نفت برأسها ترفض تصديق الأمر ثم اخذت تعصر عقلها تفكر أين من الممكن أن تجده وإن أتت تلك الفكرة برأسها سألت قمر
تعرفي توديني بيت خالي سعيد
ايوه امال بس هنعمل ايه هناك!
ممكن يكون عنده
وهنا تهكمت قمر كي تسبر أغوارها
ولو لجتيه هتعملي إيههتجبري بخاطره!
تأففت هي وراوغت بنفاذ صبر
لما ابقى الاقيه الأول ابقى افكر هعمل ايه يلا تعالي وصليني
تنهدت قمر وسايرتها ولكن بعدما جلبت لها أحد عبائتها المصحوبة بغطاء الرأس وجعلتها ترتديها وحين فعلت اصطحبتها إلى هناك وما أن وصلوا اخذت تجول محيط البيت بعيناها على أمل ان تجده ولكن بلا فائدة وحينها قالت قمر
مش هندج على الباب ولا إيه
اجابتها بفطنة وهي تدلك جبهتها تشعر بذلك الدوار اللعېن يداهمها
خالي الوقت ده اكيد في الأرض ومفيش حد هتلاقيه في البيت غير طنط هانم مراته واكيد يامن مش جوه في غياب خالي
ها صوح كيف فاتتني دي
تحاملت على ذاتها وزفرت العديد من انفاسها ثم تقدمت بضع خطوات لتصل للأرض الزراعية لعلها تجده وحقا كادت ټموت قهرا من حسرتها وتفقد الأمل لولآ صوته ذات النبرة المميزة الذي همس خلفها
بتدوري على حاجة.
اغمضت عيناها بأرتياح ونمت بسمة على ثغرها أخفتها سريعا وهي تحاول جاهدة أن تلزم ثباتها ولا تشعره بما يعتريها ثم استدارت لتتجمد بأرضها ويتلجم لسانها وهي تراه يقف أمامها بقفطان اسود حالك يضاهي بلونه لون شاربه الكثيف وذقنه التي جعلها تستطال تزين وجهه وتزيد من وسامة ملامحه الرجولية وتمنحه إطلالة طاغية لا تقاوم ورغم انها لاحظتها بالأمس إلا انها لم تنتبه لمدى جاذبيتها من شدة أنفعالها وكأن شيطانها لم يظهر لها سوى ڠضبها منه وذلك العتاب الذي كان يثقل قلبها.
اعجبه صمتها واخذ ينظر لها نظرات دافئة مثل دفء الشمس التي تعكس نورها داخل بنيتاه وتجعلها تبدو كسيل من الشوكولاته الذائبة التي تمنت أن ټغرق بها وبلذتها في وقتها.
كل ده تفكير ده شكل الحاجة
متابعة القراءة