في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
. سليم لحقني قبل ما يوصلولي
قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر نحوه في خلسه بينما زينت وجنتاها حمرة الخجل و تزايدت ضربات قلبها إثر نظراته التي كان بها شئ مختلف و هو يناظرها و لكنه سرعان ما غلف نظراته بأخري لا مباليه تتنافي مع إرتجافه قلبه لدي رؤيه ذلك الشعاع الذي يطل من بحرها الأسود الواسع الذي أصبح عليه المقاومة حتي لا يغرق به أكثر .
مش عارفه أشكرك إزاي يا سليم بيه .
قاطعها حين قال بخشونه
أنا معملتش حاجه . أي حد مكاني كان هيعمل كدا
لم تتفاجئ من إجابته فهي تعلم مقدار عجرفة تلك العائله و للحظه إشتبكت عيناها بخاصته و التي وجدت بها نظرة غريبه أربكتها و لكنها سرعان ما تحولت لساخرة تتنافي مع لهجته حين قال أخيرا موجها حديثه لجنة المستلقيه علي الأريكه
أومأت برأسها و هي تقول بخفوت
متأكدة
كانت تهاب سالم كثيرا و تجلي ذلك بوضوح في عيناها و قد تذكر ذلك اللقب الذي أطلقته عليه و هو الديكتاتور فهو قد سمعها و هي تخبر الفرس بذلك و لذلك إرتسمت بسمة خاڤتة علي ثغره سرعان ما محاها فقد كانت دقيقة في
وصفها لشقيقه فهو بالفعل ديكتاتور و لكنه تذكر بأنها أطلقت عليه لقب هتلر و جزء منه قد وافقها الرأي فهي لم تري منه سوي الجانب المتوحش فقط .
تفرق الجميع و توجهت حلا إلي غرفتها تبحث عن هاتفها الذي فرغ شحنه و قد وضعته علي الشاحن و من ثم نسيته تماما في ظل ما حدث فتوجهت إليه و قامت بفتحه لتتفاجئ من مظهره الغريب خارجيا و حين فتح الجهاز تجمدت الډماء بعروقها حين شاهدت تلك الصورة التي كانت لذلك المعيد الذي دائما ما يوقعها حظها العاثر معه .
أخيرا حضرتك تكرمتي و فتحتي التليفون
جفلت من صراخه و قالت بتلعثم
إيه هو حصل إيه . و تليفون مين دا
جاءها صوته الغاضب حين قال متهكما
بذكائك كدا هيكون تليفون مين دا
آه صحيح تليفون مين دا
نفذ صبره و قال بصړاخ
تليفوووني.. إلي حضرتك أتلخبطتي و خدتيه و سبتيلي تليفونك .
أيقظها صراخه من حاله الصدمة التي سيطرت عليها و قالت بحدة
مسمحلكش تكلمني كدا علي فكرة و بعدين ماهو أنت لو مكنتش ظلمتني و قولت عليا غشاشه مكنش زمان كل دا حصل
متبدأيش بالعبط بتاعك دا عشان أنا علي آخري و مش فاضيلك و بسببك اضطريت أأجل سفري و كل حاجه أتعطلت
خرج صوتها فرحا حين قالت
إيه دا بجد هو أنت مسافر
إندهش من نبرة الفرح التي تخللت صوتها و قال بإستنكار
ومالك فرحانه أوي كدا إني مسافر
خرج الكلام بإندفاع من بين
والله دا يوم المني لما تسافر . علي الاقل أضمن إني مسقطش !
دا أنا إلي هضمنلك أنك متنجحيش طول حياتك لو تليفوني مجاليش دلوقتي أهوه سامعه
كان صوته غاضبا يتخلله ټهديد صريح جعلها تدرك ما تفوهت به و حجم الموقف الذي وضعت نفسها به بسبب إندفاعها فقالت تحاول تهدئته
طب و إيه العمل دلوقتي هجبلك تليفونك إزاي أنا
أجابها بإختصار
أنتي ساكنه فين
حلا بغباء
أشمعنا
ياسين بتهكم
أبدا جاي أطلب إيدك !
للحظه شعرت بخفقه قويه في قلبها إثر كلمته التي أتبعها صوته الغاضب حين قال
أكيد عشان آجي آخد تليفوني يا ذكيه !
خرج صوتها متلعثما حين أجابته بلهفه
لا طبعا تيجي فين مش هينفع خالص .
كان الڠضب يأكله من الداخل من هذا المأذق الذي وضعته به الظروف و لكن كان هناك سببا آخر كان يستبعده و هو تلك الصورة لها مع ذلك الشاب التي كانت خلفيه لهاتفها و لا يعلم
لما شعر بالڠضب حين وجدها نعم كانت تجذبه كفتاة جميلة و لكنه لم يكن يشعر بأكثر من ذلك لذا حاول تناسي الموضوع برمته و لكنه لم يستطيع
فظل طوال الليل ينظر إلي تلك الصورة بمشاعر مختلطة منها غاضب و منها متهكم و خاصة و أنه يتذكر جيدا أنه لم يجد خاتم خطبة في إصبعها مما جعل هاجس يهاجمه بقوة وهو أنها فتاة لعوب و لكنه تخلص منه علي الفور و نهر نفسه ألا يكون شخصا ظالما و حاول بكل ضراوة أن يقمع فضوله الذي كان يغريه بالعبث بهاتفها حتي يتأكد من ظنونه و ظل علي حاله طيله الليل إلي أن غفي و الهاتف بيده و أستيقظ متأخرا و حاول مرارا و تكرارا الإتصال بها علي هاتفه و لكنه كان دائما مغلق مما أثار جنونه .
أنتي عايزة تجننيني هو إيه إلي
متابعة القراءة