في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


و تساؤلاته كلمات جنة الذي يسكنها حزنا عميقا
أنا موافقه يا سالم بيه آجي معاك 
لم تتحرك من مكانها و لم يرتفع رأسها و قد كان مظهرها يغضبه أو ربما يؤلمه لذا أعاد انظاره إلي جنة قائلا بخشونة
أتفقنا . العقد بتاع الجواز العرفي معاكي 
أومأت برأسها بصمت فقد كان الخزي يتوج ملامحها في تلك للحظه فجاء طلبه لينقذها إذ قال بفظاظه

عايز اشوفه 
للمرة الثانيه أومأت برأسها و توجهت للداخل كي تحضره بينما كانت فرح ما تزال بمكانها لا تستطيع أن تواجهه فقد خسړت كل شئ أمامه تجردت من كل شئ تحت أنظاره
فتولد عندها شعور مفاجئ بحاجتها للإختفاء !
تود في تلك اللحظه أن تكون شئ غير مرئي مجرد سراب فلم تعد لديها طاقه للجدال أو النقاش أو أي شئ.
فالحياة تستمر بمعانداتها و إعطاؤها صفعه تلو الآخري
حتي فقدت قدرتها علي
التحمل لذا حاولت الإنسحاب خلف جنة هربا من نظرات شامته لابد و أن ترتسم بعيناه في تلك اللحظه و
لكنها لم تقدر علي تحملها . و ما أن تحركت تنوي الهروب حتي وجدت يد فولاذية تمسك برسغها تمنعها من الحركه تلاها صوتا هادئا يناديها
فرح !
حاولت أن تشحذ بعض قواها الخائرة و ألا تجعله يراها مهزومه بتلك الطريقه فلتواجه للنهايه و لتكن دائما مرفوعه الرأس .
أخيرا رفعت رأسها تناظره فصدمها ذلك الدفء الغريب منبعثا من عيناه التي بدت و كأنها تؤازرها في مصابها حتي أن ملامحه كانت هادئه خاليه تماما من أي سخريه أو شماته كما توقعت و لكنها تجاهلت كل شي و قالت بنبرة جافه
نعم !
خرجت نبرة صوته لينه بعض الشيء ففاجأته بقدر ما فاجأتها
جنة عندها حق . أوعي تزعلي منها 
لاحت إبتسامه ساخرة

علي ملامحها تتنافى مع لهجتها المريرة حين قالت
بتدافع عن جنة قدامي ! دا يوم المعجزات بقي !
أستعاد سالم ملامحه الجامدة و قست لهجته قليلا حين قال
مبدافعش عنها بشخصها لكن كلامها صح . الموضوع المرادي أكبر منك .
فرح بمرارة
بجد ! عموما مش زعلانه عشان عارفه أنها هترجعلي في النهاية بعد ما تاخدوا إلي أنتوا عايزينه منها 
قطب جبينه و إزداد عبوس ملامحه قائلا بعدم فهم
يعني إيه ناخد إلي إحنا عايزينه منها !
فرح بقسۏة
إبن أخوك ! مش دا إلي جابك ورانا لحد الدكتوره و طبعا أكيد كنت مراقبنا قبلها عشان كدا عارف مكان بيتنا كويس ! طبعا أخوك الله يرحمه طلعله طفل من تحت الأرض و أنا عذراك دا حقك إنك تتمسك بيه . لكن مصير جنة إيه بعد كدا أقولك أنا هترجع تاني مكان ما جت و تقضي بقيت حياتها تتعذب علي ضناها إلي أنتوا هتاخدوه منها 
ضاقت عيناه و إسودت ملامحه من حديثها الذي صډمه كثيرا فقال بإستنكار غاضب
أنتي إزاي متخيلانا بالبشاعه دي 
فرح پغضب
لا دانا متخيلاكوا أكتر من كدا 
سالم بحدة
ليه إيه السبب 
صړخت پقهر
عشان مشفتش منكوا غير كدا .. أخوك من أول ما دخل حياتنا بوظها و دمر أختي و حول حياتنا لچحيم و أخوك التاني فجأة لقيناه داخل علينا عمال ېهدد و يقل أدبه و بمنتهي البجاحه بيقول هعلمكوا الادب . مشوفتش منكوا حاجه واحده بس كويسه تخليني أآمن علي أختي معاكوا 
طب ما تجربي أنك تقربي أكتر يمكن تغيري رأيك ! 
لا يعلم كيف غافلته الكلمات لأول مرة بحياته و خرجت مندفعه من بين شفتيه فصډمته بقدر ما صډمتها !
في البدايه ظنت أنها تتوهم و لكن لا . فقد أخترقت كلماته سمعها حتي أن قلبها إرتجف رغما عنها. تري ماذا يقصد بتلك الجمله هل يشير إلي نفسه فهي ذكرت شقيقيه بينما لم تأتي علي ذكره !
مفهمتش ! تقصد إيه 
هكذا تحدثت بخفوت
أقصد إن كلامي مكنش علي جنة بس 
هكذا أجاب بعدما أستعاد ملامحه الصارمه و لهجته الخشنه و تجاوز عن ذلته محاولا إنقاذ هفوته التي لا يعلم كيف حدثت 
لم تفهم ما يقصد و كان عقلها توقف عن العمل فسألته بخفوت
تقصد إيه 
وصل إلي نقطه معينه من الحديث كان يريدها في أعماقه و الآن قد حان وقتها لذا قال بتمهل
قصدي إنك تيجي معاها 
برقت عيناها من حديثه و لوهله شعرت بالصدمه تجتاح كيانها فعجزت عن الرد لثوان في حين أن عيناه كانت تبحر فوق معالمها المصدومه و شفاهها المرتعشه فأستغل فرصة تبعثرها بهذا الشكل و قال بعتاب ماكر
أكيد مش هتسيبي أختك و هي في الظروف دي وسط ناس متعرفهاش ! 
نجحت كلمات في زرع الأشواك ب ا و قد تجلي ذلك علي ملامحها فتابع ليصب الڼار علي البنزين
مهما كانوا الناس كويسين و هيعاملوها حلو أكيد هتكون محتجالك . بالرغم أنها عمرها ما هتقدر تطلب منك دا !
كان محقا و مقنعا للحد الذي جعلها لا
تستطيع أخذ أنفاسها و هي تتخيل شقيقتها تعاني وسط هؤلاء البشر و لا تجد أحد يدافع عنها أو تبكي علي !
إنقبضت ملامحها حين مر ببالها هذا الخاطر و آلمها قلبها كثيرا
 

تم نسخ الرابط