في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


لا تعلم من أي جهة تسرب الى قلبها 
عشان حاسة اني غريبة عن كل حاجه حواليا . الفستان دا مش بتاعي الناس دول مش شبهي المكان دا مش ليا. حتي انت!
تنبهت جميع حواسه عند كلمتها الأخيرة و خرجت الكلمات منه ثابتة بقدر هشاشة قلبه في تلك اللحظة
انا ايه 
حاولت أن تبدو لهجتها ثابته و هي تقول بصراحه اذهلته 

انت عايز مني ايه 
لم يتردد لحظة قبل أن يقول 
عايزك تكوني مرتاحه
إجابته اخترقت شئ ما بقلبها فولدت شعور قوي جعل العبرات تترقرق في مقلتيها و لكنها جاهدت في منع سيل الدموع التي سيأتي بعدها انفجار عڼيف لن تستطيع السيطرة عليه 
ليه انا افرق معاك في ايه 
بين الرمش و الجفون بين الضلوع و في ثنايا الروح يوجد أنت..
هكذا أراد أن يخبرها بما تعني له و لكنه تجاهل كل ذلك و قال بجمود 
انت فكرتي في السؤال قبل ما تسأليه 
تراجعت حين اصابتها كلماته في صميم قلبها و قد كان سؤاله يحوي إجابة مزقتها لذا قالت بصوت حاولت أن يكون قوي 
انا عارفه دوافعك يا سالم بيه و مقدرة كرمك معايا ومع جنة بس انا مابحبش الشفقة أبدا و لا بتقبلها. و اسلوبك معايا مالوش تفسير غير كدا و دا انا مش هقدر اقبله 
يعلم بأنها اختارت أقل الحلول ضررا لكرامتها بتلك الكلمات وقد آلمه هذا كثيرا يتمنى لو أنها فقط تعطيه بعض الامان حتى يخبرها ماذا تعني له و لكنه لا يأمن لڠضبها و كبريائها و هواجسها اللعېنة و لهذا لن يستطيع الإفصاح عما يشعر به لذا تجاهل منحني الرد لتتابع هي 
فكرة جوازنا دي مچنونة و أنا بعفيك منها و من محاولتك لإنقاذي و إنقاذ سمعتي . انا عارفه هتصرف ازاي و هحل أموري ازاي متقلقش . 
زفر ڠضبا هائلا بين طيات أنفاسه الملتهبه و قال بفظاظة
مبقتش فكرة مچنونة بقت أمر واقع و المفروض انك تكوني بدأت تتأقلم عليه 
فرح پغضب
دفين 
اديني سبب واحد عشان اقبل بيه و ابتدي أتأقلم عليه 
سالم باختصار 
حسيت انك اكتر حد مناسب ليا .
اغتاظت من

شح إجابته و قالت بتهكم
انت شايف أن دا سبب مقنع للجواز 
سالم بخشونة
فكري و خدي وقتك لحد ما تقتنعي أن هو دا الصح 
فرح بعناد
ولو مقتنعتش 
ارتسم العبث علي ملامحه حين قال بخفوت
بكدا هضطر ادخل و اقنعك بطريقتي!
حاولت السيطرة علي نبضاتها الهادرة حين قالت بيأس
انت ليه بتعمل كده ليه بتحارب علي حاجه معتقدش انها بالنسبالك لها أهمية كبيرة في حين انك ممكن تاخد اللي احسن منها..
سالم بنبرة قاطعة دهشتها
بس انا عايزها هي . و اختارتها هي . سيبي كل حاجه تاخد وقتها يا فرح. 
قال كلمته الأخيرة بنبرة أرق مما جعل الحيرة تنهش بعقلها فقالت بقلة حيلة 
سالم انت عايز ايه 
أجابها بكل ما يملك من لين 
عايزك تكوني مرتاحه. مش عايزك تجهدي نفسك عالفاضي . بطلي تفكير شويه . 
تفاقم اليأس بداخلها و ظهر بوضوح في نبرتها حين قالت
مينفعش!
شعر بما يعتمل بداخلها وإرهاقها الواضح فقال بهدوء
طب انت عايزة ايه وانا هعمله 
هل حقا سيقوم بتنفيذ ما تريده و هل تريد الابتعاد عنه هل تجازف بهذا الطلب 
مش عيزاك تضغط عليا!
شعر بالارتياح لطلبها و تجاهلها لفرصة الخلاص منه كما تدعي و لذلك قال بإختصار 
حاضر .
دهشتها إجابته فقالت بذهول
بالبساطة دي 
سالم بحنو لم تعتد عليه 
لو ده هيريحك هعمله. 
و لكنه
تابع بلهجة خشنة محذرة
بس خليكي فاكرة انت اللي اخترتي القرار يبقى في ايدك. يبقى تتحملي نتيجته أيا كانت . عشان أنا هفضل واقف في مكاني مستني قرارك دا. 
قرعت دقات قلبها كالطبول و خرجت كلماتها مرتعشة من بين 
هتستنى كتير!
موافق!
اجابها بإختصار فقالت بتأكيد و داخلها تتمني أن ينفي حديثها 
هتزهق اكيد 
لمس رجاء صامت بعيناها لم يستطيع خذلانه
اطمني. انا نفسي طويل. و خصوصا لو عشان حاجه تستاهل .
خفقة قويه ضړبت أنحاء ا حين سمعت حديثه و لكنه لم يتركها تستوعب ما يحدث فقال بلهجة ودودة جديدة كليا عليه
ممكن بقى ناخد هدنه من كل الحروب دي و نتعامل بطريقة بروفيشنال عن كدا يا بروفيشنال انت.
ارتسمت ابتسامة ارتياح علي ملامحها قبل أن تقول بسخرية 
أخيرا اعترفت !
فاجأها حين قال بفظاظة
لا بصراحه معترفتش انا بقول كدا عشان أخرج جو النكد الي الستات بټموت فيه دا !
اغضبها حديثه و ما أن أوشكت على الحديث حتى جاء من خلفه صوت ذو نبرة رفيعة يشوبها الكثير من الغنج 
أنت هنا يا سالم قلبت عليك الفرح كله 
أخيرا وصل سليم إلي غرفة عدي و داخله ملئ بالڠضب والترقب لما قد يخبره به عدي و قد كان بداخله حدث قوي بأنه أمر يخصها و قد كان يتمنى لو أنه يخبره بأي شئ قد يبرأها أمامه من كل خطاياها التي يراها كل يوم في منامه و يقظته و كأنها شياطين تلاحقه .
قام بالنقر عدة نقرات على باب الغرفة وسمع صوت مؤمن يحثه علي الدخول فدخل بالفعل و لكنه تفاجئ بعدي الذي كان يمسك بالهاتف بيده و
 

تم نسخ الرابط