في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
فرح الإجابه وكأن حواسها كلها توقفت عن العمل لتجيب جنة بنبرة مهزومة
آه مستعدة
أمرتها الطبيبه بلطف أن تذهب للغرفه الآخري حتي تتجهز فاقتربت من شقيقتها تمسك بيدها قائله بتوسل
أرجوكي سامحيني يا فرح . مقداميش حل غير دا ..
لم تجيب فرح بل تقاذف الدمع من مقلتيها مصطدما بنظارتها الطبيه يحجب عنها الرؤيه فشددت جنه من قبضتها فوق كفوفها و قالت برجاء
خرجت جنه تاركه فرح في موجه من الإنهيار و التي قطعها فجأة هاتف قال بإصرار في أذنها أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا . و أن ما يحدث چريمه نكراء. عند هذا الحد توقفت فجأة تمسح عيناها و هي تقول بتصميم
لازم أمنع الچريمه دي فورا
سالم !
كانت نظراته محتقرة و لهجته ساخرة تعج بالقسۏة و العڼف
مش قولتلك أن القدر دايما له رأي تاني عكس ما بنتمني
الفصل الرابع
الصدمه التي لا تقتلك ستجعلك أقوي بكل تأكيد ! مقوله أشبعتني ضحكا حد البكاء ! فبساطه كلماتها تتنافي تماما مع ذلك الدمار الهائل الذي يتلو صدمتك فيقودك إلى حافه المۏت لتتجرع سكراته كامله و حين توشك علي إغماض عينيك طالبا الراحه يعود بك إلي واقع مرير فتجد نفسك مجبرا
علي مجابهته بقوة نابعه من چرح عميق حفرته تلك الصدمه التي بالنهايه لم تقتلك !
كانت تناظره
بعينان متسعه و قلب ينتفض بين ضلوعها لتسري رجفه قويه في سائر جسدها بينما تاهت الكلمات من علي أمام نظراته المسلطه فوقها و التي كانت مختلفه عن نظراته السابقه لها فقد بدت و كأنها قاسيه غاضبه محتقرة !
لم تستطع التفوه بحرف واحد و خاصة حين وجدته يتقدم إلي الغرفه بينما تراجعت هي للوراء و قد دب الذعر بقلبها حين سمعت لهجته الساخرة التي تخفي بجوفها ڠضبا مريرا كان جليا في عيناه
! القطه كلت لسانك و لا إيه
حاولت تجاوز صډمتها
و أخذت نفسا قويا كان معبأ برائحته الرجوليه التي تغلغلت إلي أنفها و جعلت جميع حواسها تتنبه و لأول مرة تظهر إنفعالاتها بمثل هذا الوضوح أمامه و لكن غضبه كان يطمس كل شعور لديه في تلك اللحظه و قد كان صمتها يزيد من غضبه و لكنها أخيرا إستطاعت السيطرة علي نفسها و قطع ذلك التواصل البصري بينهم و الذي كان يعج بعتاب مشحون غاضب و خرجت كلماتها بلهجه جافه كجفاف حلقها
خرجت من بين شفتيه ضحكه خافته قاسيه خاليه من المرح أتبعها بحديثه الذي تتساقط الإتهامات من بين سطوره
هو دا إلي فارقلك ! جيت هنا إزاي !
كانت نظراته تقتنص ارتباكها الذي ظهر لأول مرة جليا علي ملامحها فقد كانت في موقف لا تحسد عليه عالقه في شباك نظراته التي تجعلها تتفوه بالحماقات و تقف سدا منيعا بينها و بين التفكير بتعقل بينما هو تابع قائلا پعنف بكتوم
مع إن مفروض أنا إلي أسألك بتعملي إيه هنا
أبتلعت غصة مؤلمھ و حاولت أن تشحذ بعضا من قوتها التي تبعثرت بحضوره و قالت بجمود
مدام عرفت مكاني يبقي عرفت أنا هنا بعمل إيه
تشكلت غصه في حلقه حين سمع كلماتها التي لم يكن بها أي ذرة تأنيب ضمير أو هكذا ظن لتخرج الكلمات من فمه محمله بأكبر قدر من الإحتقار
جايه تشاركي في قتل روح بريئه ملهاش ذنب في أي حاجه !
إستقر إتهامه بمنتصف قلبها ليشطره إلي نصفين و قد ظهر ذلك الألم بعيناها التي كانت تخفيها تحت إطار من الزجاج حجب عنه رؤيه عڈابها و لكنه تجلي في نبرتها حين قالت بعتاب خفي
صدقت أو مصدقتش أنا معرفتش أنا هنا ليه غير من خمس دقايق بس . و عمري ما كنت هشارك في ذنب زي دا
قاطعها بقوة و نبرة حادة
و سبتيها تدخل أوضه العمليات ليه
تهدجت نبرتها و خرج صوتها متحشرجا حين قالت و هي تحارب عبراتها
مكنتش قادرة أستوعب إيه إلي بيحصل . الوقت بين لما عرفت أنها حامل و لما عرفت أنها جايه تنزله ميتعادش عشر ثواني .
لأول مرة تكن لهجتها ضعيفه بذلك الشكل ! كان هناك صوت بأعماق قلبه يصدقها و لكن غضبه كان يخرس كل شئ حوله و لا يستوعب سوي حقيقه واحده أنه لو لم يتدخل في الوقت المناسب كان سيخسر الشئ الوحيد المتبقي من أخاه المټوفي لذا تجاهل هذا الألم الجلي علي ملامحها و قال بخشونه
أحمدي ربنا إني أدخلت في الوقت المناسب
و إلا ..
إستيقظت روحها الثائرة بداخلها ما أن سمعت كلماته المھددة فإنتزعت الباقي من إرادتها و قالت بقوة
متهددنيش !
سالم بلهجة هادئه و لكن قويه توازيها نظرات
متابعة القراءة