بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز

دي 
لأ بقولك ايه ابعد ملكش دعوه بيا لو قربت هزعلك
لم تتوقع رده فعله بينما هو ظل صامتا وهو يحاصرها بعينيه 
بحبك
وأنا كمان بحبك
عمار من يديها لصدره بحنان 
عارف 
مشهد تمثيلي لعمار وزينه ! المشهد اللي فوق ده بالظبط ياجماعه هيعجبكم جدا ياريت محدش يكمل قراءه غير لما تشوفوه عشان بجد فضلنا يوم كامل نعمل فيه 
مين بسنت دي يا عمار !
الدكتوره اللي معانا 
عمار مبهزرش انا يسأل مين بسنت بالنسبه لك 
علي الرغم من شعورها بصدق كلماته ولكن حديث بسنت معها عنه يجعل بداخلها بعض الشك ولكنها قررت تصديق عمار 
متأكد !
أمسك عمار خدها يداعبه بمرح مرددا 
انا مبحبش غير مراتي زيتونتي المجنونه دي بس ! وبعدين ما بسنت أعرفها من زمان متجوزتهاش ليه يعني ولا فكرت فيها حتي 
تحول وجهه مسرعا وتحدث بجديه 
أما بالنسبه للكلام اللي عماله تقوليه بقالك ساعه ده هنتحاسب عليه بس مش دلوقت !
نظرت زينه له بشراره أيضا وتحدثت بانفعال 
نتحاسب عليه إيه أنا اللي لسه هحاسبك انت مردتش ولا جاوبت غير علي بسنت بس مع اني مش مصدقه أوي لكن برضه لسه مجاوبتش علي كل أسالتي 
وقبل أن يجيبها عمار حتي استمع لصوت حوله أبتعد عمار عن زينه سريعا وذهب الي الباب فوجد بسنت تقف أمامه شعر عمار بالتوتر ونظر إليها 
بسنت ! انتي هنا من أمته وبعدين الباب كان مقفول
أبتلعت بسنت ريقها بصعوبه وهي تحاول التحكم بعينيها كي لا تنهمر أمامها رددت بصوت ضعيف وهي تخفض بصرها عنه كي لا تلتقي عيناهم 
لسه واصله دلوقت ! قلقت علي زينه لما اتأخرت فكنت بدور عليها مش اكتر هي جوه صح !
نقل عمار بصره
بينها وبين زينه ولا يدري بما يجيبها فأسرع مرددا وهو يفتح لها الباب 
أه زينه جوه كانت جايه تشوف حاجه لأديها مچروحه !
أبتسمت بسنت بإنكسار شديد وټحطم 
وهي جايالك انت عشان تداوي چروحها ولا أي مش المفروض انا الدكتوره وده شغلي !
انا اللي حبيت اتكلم معاها عشان أشوف ليه عملت كده في نفسها نظر لزينه علي العموم هي هتروح معاكي دلوقت
عشان تشوفي إيديها خلاص كلامي خلص معاها 
نظرته لزينه وكأنه يخبرها بعينيه أن تذهب الان ولهم لقاء اخر شعرت زينه بتوتره وبنظرته الجاده ولكن سألت نفسها لما لا يخبرها بأنها زوجته لما ذلك التردد والنظره المريبه بعينيه ما أن وجدها بسنت !
مضت معها زينه وخرجوا سويا من مكتبه اغلق عمار الباب خلفهم وجلس علي مكتبه ليرتاح قليلا من ذلك الموقف الذي وضع به
علي الرغم من تأكده بأن بسنت أستمعت لحديثه حيث أنه يعلم بمشاعرها له أو أحس بشئ مثل ذلك وكذلك راي الحزن بعينيها ولكن لم يقوي علي التفوه بأي شئ فهناك من لم تفق من صډمتها بعد وتراقب حديثهم بدقه وحتما لو حاول فعل أي شئ ستفسره بالخطأ 
يعلم أنها من حقها بأن تغير عليه أو هي الوحيده التي لها الحق بأن تغير عليه ! هي من أحبها واحبته واختار بأن تشاركه حياته ولكنه عاد ليشعر ببعض الرضا حينما استمعت بسنت إليهم ! كي تعرف أنه لا يكن لها أي مشاعر سوي الأخوه فقط
ومن ناحيه أخري تكون بداخله بعض الڠضب من الموقف بأكمله ! لم يكن يريد حدوث كل ذلك ! الأمر والمكان الذي به اكبر من تلك الأمور النسائيه الفارغه
قرر التحدث مع بسنت في ذلك الأمر غدا كي لا يفلت لسانها يمينا أو يسارا وأخذ يحمد ربه إنها الوحيده التي رأت أو استمعت لشئ
مثل ذلك 
ولكن هيهات لتفكيره البعيد ! لم يكن يدري أن هناك ثعبانا أخر راي المشهد من أوله لأخره في حاله من الذهول الشديد وكان أحدا سكب فوقه دلوا من الثلج 
وعلي الناحيه الأخري استلقي محمد أرضا في مكانه مره اخري بعدما استمع هو الأخري لكل ما دار بين عمار وزينه حينما رآها تدلف غرفه مكتبه وهو خلفها بقليل
كانت صډمه كبيره له أيضا حينما وصل اليه طبيعه العلاقه بينهم ! لم يكن يتوقع أبدا أنها زوجته تنهد پغضب شديد وغيظ حيث كان معجبا بها واراد الفوز بها أيضا عندا وكرها بعمار ولكن الأمر بات صعبا وبشده حينما علم حقيقه زواجهم وأيضا حبهم الكبير الذي رآه بعيونهم 
أسمعيني بقه انا جايبلك أخبار إيه وعايزك تعملي إيه والنهارده قبل ما كل حاجه تروح من إيدينا !
وفي غرفه أخري دلفت بسنت مع زينه في صمت تام لكل منهن ! بداخل كل منهم الف سؤال وسؤال وحيره كبيره وقهر والم أكبر !
كان معتز أيضا يقف بنفس المكان ولكن علي مسافه معينه 
أخرجت بسنت زفيرا كبيرا معبئ بكل ما يحمله القلب من هموم وألم وكأنها تخرج چرح قلبها للخارج أطلقت لدموعها العنان فعرفت طريقها بعينيها وانهمرت بقوه وهي تشعر پألم يعتصر فؤادها 
مش لما تحبي ټعيطي لوحدك تتأكدي انك فعلا لوحدك !
أرتجفت بسنت من الصوت فتوقفت عن البكاء ونظرت إليه تحت ضوء القمر الذي كان بدرا تنهدت بحزن مكبوت وهي تجفف دموعها 
معتز ! مكنتش مفكره أن في حد هنا 
انا كمان مكنتش مفكر انك ممكن تكوني هنا دلوقت وفي الحاله دي !
أبتسمت بسخريه وألم 
الظاهر أن كل حاجه بنتوقعها بتحصل عكسها تماما !
وضع معتز يديه داخل جيوبه ناظرا إليها 
مالك 
علي الرغم من سؤاله البسيط ولكنها شعرت أن ما بداخلها لا يمكن وصفه بالكلام ! ودت لو تخبره بأنه لا يوجد ولكن يعتصرها ألم شديد و طاقه كبيره مكبوته لم تشعر بنفسها إلا وهي تردد 
عارف أحساس لما تحب حد وهو مش بيحبك 
أبتسم معتز پألم أيضا وكأنها وضعت ملحا علي جرحه نظر للقمر بشرود وظل صامتا عده ثواني قبل أن يخرج بما يكنه قلبه من ألم 
هتصدقيني لو قلت لك مش عارف مش عارف بجد بقيت مش عارف و لا فاهم مش عارف انا مش فاهم علشان غبي ولا عمري هافهم زي ما إتقالي ولا مش فاهم علشان انا حبيت بجد ومتحبتش 
عارفه زمان لما كنت أسمعهم بيتكلموا عن الحب من طرف واحد كان كل تفكيري إنه حد بيحب التاني من غير ما
يصارحه إنه بيحبه بس طلعت في دي كمان مش فاهم إكتشفت إن الحب من طرف واحد إنك تعترف لحد بحبك و يرفضك تقوله بحبك ومش عاوز غيرك فايبعد عنك و يحرمك منه 
عارفه المشكلة الحقيقية إيه إنه يتحكم عليك بالوحده بعد ما جربت معني الونس إن حلمك الوحيد مايتحققش رغم بساطته إنت مش عاوز كتير كل اللي طالبه إن ربنا يجمعك باللي حبيته إنت ماطلبتش إنك تحبه في الأول ربنا هوه اللي زرع حبه في قلبك و زرعه حبه كبرت جوه قلبك و خضرت و عمرت قلبك و غيرته للأحسن و بعد كل ده مطلوب منك إنك تنسي بقي أكنه ما كان مطلوب منك ترتبط بحد تاني و إنت قلبك مليان حد الإمتلاء بالأولاني مطلوب منك تنسي كل الدعوات اللي لسه لغايه دلوقتي بتدعيها إن ربنا يجمعكم مطلوب منك تلاقي حد تعيش معاه و إنت مش شايفه و لا سامعه و لا حاسه لإن حواسك كلها مشغوله بغيره مطلوب منك تظلم نفسك و تظلم حد تاني معاك لإنك مش بتحبه و عمرك ما هاتحبه لإنه هايفضل دايما الطرف الخسران في مقارنة محسومه وكل اللي متشاف إنك مش فاهم و لا هاتفهم 
عارفه إنتي مش عارف تنامي و لا ترتاحي ليه و كل شوية قلقانه و تعبانه علشان عقلك رافض إن قصة حياتك تكون نسخة مكرره من القصص اللي دايرة حواليكي عقلك رافض إنك
تنتهي زيهم وتجربتك تبقي زي كل التجارب الفاشلة اللي بيحكيهالك أصحابها و هما مستنيين منك المواساه عقلك رافض إنك تتخلي عن حلمك و ترضي تبيعي قلبك علشان عارف و شايف النهاية هاتكون إزاي عقلك بيوريلك صورتك في المستقبل و إنتي زيهم زي اللي قاعد مع واحد علي القهوة بتشتكي إن مش دي حياتك اللي كنت بتحلم بيها بتشتكي إنك طول السنين اللي فاتت كنت بتحاول تستحمل علشان المركب تمشي و ماتغرقش بيكم بتشتكي إن مش ده شريك حياتك اللي إتخيلته و إنه بيهدك مش بيبنيك و إنك خلاص فاض بيك و مش قادر تكمل عقلك بيقولك إنت أهه معاهم في نفس الدايرة حياتك هاتبقي كده زيهم كلهم
هاتبقي متسول للمواساه منهم و بتستعطفهم مايفتكروش إن العيب منك و تحول تقنعهم إنك مغلوب علي أمرك عقلك بيقولك هيا دي إختياراتك التلاته اللي فضلالك هاتعيش مع حب عمرك ولا هتفضل لوحدك ولا متسول للشفقة 
اخترقت كلماته قلبها ونظرت له بحيره شديده 
يااااه ! كل ده جواك أنت كمان بتحب حد مبيحبكش ولا إيه 
أدار معتز رأسه أليها وألتقت عينيهم في نظره طويله قليلا ولم بجيبها أو لم يدري بما يجيبها انفلتت منه ضحكه حزينه وردد 
في حاجه كده بتعبر عن الموقف ده بتقول
عارف لما تحب حد وهو مبيحبكش 
ولما حد يحبك وانت مبتحبوش 
ويبقي مشاعركم متلزمكش ومتلزمهوش
يمكن انت نحس وهو برضه منحوس
هو ده سوء أختيار ولا الدنيا حظوظ
طب وليه تلوم اللي حبيته ومحبكش
طب ما انت كمان أتحبيت ومحبتش
نظرت بسنت للقمر هي أيضا في شرود
معاك حد ! ما انت كمان أتحبيت ومحبتش انا مكنتش متوقعه أن في حد كئيب زيي كده وعايش نفس معاناتي !
كل واحد جواه حاجات كتير واجعاه مش شرط يقولها أو يوضحها لحد !
نظرت له بسنت ببعض الخبث 
أمال قلتلي انا ليه 
مش عارف

! بس حسيت انك محتاجه اقولك يمكن تعرفي انك مش لوحدك
وبعدين يا معتز المفروض نعمل ايه في قلبنا المهزق ده 
علي الرغم منه انفلتت ضحكه سريعه منه مرردا
انتي بتسأليني انا كان القرد نفع نفسه يا اختي ده انا واقف من هنا قبلك
لم تشعر بسنت بنفسها إلا وهي تشاركه الضحك أيضا علي كلمته تلك لمست بداخله ألمها أيضا من بين طيات كلماته التي يلقيها بين الحين والأخر
ظل الحوار قائم بينهم لأكثر من ساعه وصوت ضحكهم وصل لأصدقائه الذين خرجوا وأخذوا يشاركونهم الضحك أيضا حتي خلدوا للنوم جميعا مستعدين ليوم جديد 
ومع أشراقه يوم جديد نهض الجميع التدريب مره أخري بوسائل مختلفه كل علي حسب دوره في الخطه المعده لهم
!
بدأوا التدريب بالجري بعض الكيلومترات وما أن انتهوا حتي عادوا مره ثانيه منهكين قليلا وقبل أن يتناولوا أفكارهم أخد كل منهم يرتاح قليلا بطريقته منهم من ذهب للأستحمام ومنهم من انعش جسده بشرب المياه ومنهم من استراح بالهواء الطلق 
كانت اعين زينه علي عمار الذي لاحظته أيضا يراقب بسنت وكذلك لاحظها محمد وأنتظر اقرب فرصه للحديث وما أن سنحت له حتي
تم نسخ الرابط