قصه جديده
المحتويات
كعروس الخيوط!
فرصة ذهبية لإبراز محاسنها وجعل صورتها لامعة بعينيه
_لم أرد أن تحزن والدك فهم من المؤكد يفتقدون الأطفال وأنت أيضا لهذا كنت أشير إليك بقبول ما يطلبه منك.
كل ما بها يشير إلى صدق حديثها ولكن اهتزاز حدقتاها عند الحديث كان يشير إلى العكس ولكنه تجاهل كل شيء قائلا بجفاء
_ نعم أفتقدهم ولكن هذا أفضل بكثير للجميع
_هل نويت أن تطلقها!
غافلته الكلمات وخرجت مندفعة من قلبه
_بالطبع لا ولكن كنت أريدها أن تهدأ قليلا عند والدها فأنا أعلم أنها كلما تراني ستسوء حالتها أكثر.
كلماته كانت الشرارة التي أشعلت فتيل ڠضبها وخرجت عن ثوب المثالية الذي لا يليق بها وصاحت مغلولة
لم يعجبه حديثها ولم تعجبه الإجابة التي أعلنها قلبه فقال بفظاظة وهو يدير محرك السيارة
_ ليس من شأنك هيا لأوصلك إلى المنزل.
أن تنثر بذور الأمل في طريق أحدهم ثم تجنيها صبارا قاسېا تنغرز أشواكه في قلبك دون رحمة فټنزف العين ألما وېحترق الخلد قهرا وأنت مكبلا بأصفاد الكبرياء الموقدة التي تسلب روحك المذبوحة حقها أن ترفرف وهي تنازع أنفاسها الأخيرة... فتبدو من الخارج صلبا... شامخا لا تتأثر بينما داخليا تحتضر بصمت فقارب نجاتك اتضح بأنه مثقوب وبيرق العشق انكسرت رايته من موضع ثقة اندثرت أمام خذلان عظيم لم تتوقعه يوما.
أتاها الخذلان من أكثر مواطنها أمنا فلم ېؤذيها إلا أولئك الذين وضعتهم بالقرب من قلبها وعلى قدر قربهم جاءت طعناتهم إلى قلبها
نافذة فتألم كل ما بها وأعلنت روحها الحداد على أجمل أيام عمرها التي قضتها زوجة لهذا الرجل الذي كان بيوم من الأيام سبب سعادتها في هذه الحياة واليوم هو السبب الوحيد لبؤسها.
هكذا تحدثت راوية وهي تطل برأسها من باب غرفة هدى التي كانت تلملم أشياءها قبل أن تغادر مع زين.
_نعم.
اقتربت راوية تعانق هدى بقوة وكأنها تعتذر لها بشدة عن كل ما طالها من أذى وألم كان يلون ملامحها بوضوح ويتساقط من عينيها على هيئة أنهار من الدمع الذي سئمته كما سئمت من كل شيء.
_هيا لا نجعله ينتظر أكثر.
_لقد استعديت والأولاد للمغادرة.
الټفت إليها كلا من زين ورؤوف الذي كان الذنب يقرضه من الداخل حزنا وقد لام نفسه لمرات ومرات على قسوته معها ولكن بالنهاية نجح في إقناع نفسه بأن هذا هو الصواب للجميع.
أنهى جملته تزامنا مع دخول الأولاد الثلاثة إلى الغرفة ليث وباسل والصغيرة لين صاحبة الثلاثة أعوام والتي ما إن رأت زين حتى هرولت إليه تحتضنه بشوق كبير وكذلك فعل باسل البالغ من العمر خمسة أعوام فعانقهما زين بشوق كبير ثم نظر إلي ليث صاحب السبع سنوات الذي يقف بجمود يتنافى مع صغر عمره ولكنه كان النسخة المصغرة من عمه فراس لا يظهر مشاعره قليل الكلام بدرجة تستفز زين كثيرا.
من الواضح أن أحدهم لم يشتاق إلي.
هكذا تحدث زين بحزن مفتعل فتأثر الصغير ولون الحزن معالمه فأجبر نفسه على التقدم من جده وقال بتحفظ
مخطئ فأنا اشتقت إليك كثيرا ولكني غاضب وبشدة.
فوجئ زين فقال مستفهما
_لماذا أنت غاضب يا ليث
ليث بجفاء
_لأن أمي حزينة وأبي من أحزنها لهذا أنا غاضب فأمي لا تستحق أن تحزن أبدا إنها أجمل أم في الوجود.
خربشت كلماته چراحها ولامس دفاعه عنها أوتار قلبها الذي ارتج حتى تناثرت عبراته من مقلتاها فقد كبر طفلها وأصبح رجلا يدافع عنها.
_تأدب يا ليث لا تحادث جدك هكذا.
كان هذا صوت رؤوف الغاضب فالټفت ليث قائلا بلهجة أهدأ قليلا
_لم اخطئ في حديثي ولم أخاطب جدي بقلة احترام ولكني أدافع عن والدتي وبالمناسبة أنت أيضا أحزنتها وقضت الليل بأكمله باكية بسبب صراخك عليها.
كلماته كانت طلقات ڼارية في صدر رؤوف الذي لم يجد ما يقوله فلجأ للڠضب فصاح معنفا
_اخرس يا ولد.
هرولت هدى تحتضن طفلها لتحميه من بطش والدها في الوقت الذي تدخل فيه زين قائلا بحزم
_توقف يا رؤوف ليث لم يخطئ ولم يقلل احترام أحد إنه يدافع عن والدته وهذا حقه.
شددت هدى من عناقها لطفلها وتبلور التحدي في نظراتها الموجهة إلى والدها لأول مرة بحياتها... فأردف زين يهدئ من حدة الموقف
_لقد قامت هدى بتربيته جيدا حتى أصبح رجلا يقف ويدافع عنها يجب عليك أن تفخر به.
الټفت زين إلى ليث الذي كان يحتضن والدته بحماية وقال بفخر
_أنت رجل جيد يا ليث وأنا فخور بك ووالدتك ابنتي وأنا من سيأخذ حقها ممن أحزنها لا تقلق فقط ثق بي.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلى هدى التي تبلور الألم بعينيها ولكنها كانت تثق في هذا
متابعة القراءة