قصه جديده
المحتويات
وجدته يقف خلفها بطلته المخيفة وهيبته الطاغية ويداه تتشابك خلف ظهره بينما كانت ملامحه كما عهدتها قاسېة بل أقسى من ذي قبل وعينيه متوهجة مشټعلة وكأن الشمس اختارتها مسكنا لها.
_منذ متى وأنت هنا!
_منذ أن طرح إياد سؤاله عليك ألست سعيدة بعودتي
_وهل يمكن ألا أفعل
لم تهتز نظراته أو تفارقها إنما قال بخشونة موجها حديثه إلى الصغير
تحرك الطفل وهو يقول بامتثال
_حسنا يا أبي.
كانت فرصتها الوحيدة للإفلات من بين براثن الأسد فهبت خلف إياد قائلة
_ انتظر سآتي معك.
ما كادت أن تمر به حتى اجتذبتها قبضته الغير رحيمة وبيده الأخرى أغلق الباب خلف الصغير لتجد أنها وقعت في الفخ المنصوب تماما
رجفة قوية ضړبت سائر جسدها الذي كان ينتفض بطريقة جعلت الدهشة تخيم عليه للحظات قطعها صوتها المرتجف حين قالت
_سأذهب مع إياد لأساعده في تناول طعامه.
فراس بفظاظة
_وما دور المربية إذن
عاندته بخفوت
_أنا والدته ويجب علي الاطمئنان على كل شيء يخصه.
اختصر حديثه في كلمات بثت الړعب في قلبها خاصة حين أصبحت لهجته خافته مخيفة
خفقة قوية ضړبت قلبها الذي كان يدق پعنف دوى طنينه بأذنيها ولكنها تذكرت كلمات والدتها حين أخبرتها بأنه لن ېؤذيها فقط أن تعرف كيف تتعامل معه لذا حاولت أن تجعل نظراتها صافية براقة وهي تناظره ورققت لهجتها حين قالت
_وكيف تريد مني أن أبرهن على ذلك
غزت نظراتها تلك شيء ما داخله فشعر بنبضة قوية تتعثر داخل قلبه
اكفهرت ملامحه وزوى ما بين حاجبيه قبل أن يخرج استفهامه حادا كنصل السکين
_لم أفهم كيف لا تستطيعين!
ابتلعت أكبر قدر ممكن من الأكسجين داخلها حتى تهدئ قليلا ورطبت شفتيها الجافة في حركة
_لم أستطع التأقلم على عودتك بعد كما أنني أشعر بأنني متعبة ومشوشة كثيرا لذا أرجوك لا تضغط علي.
خرجت من الغرفة بهدوء يتنافى مع ضجيج أفكارها وأغلقت الباب تاركة خلفها أسدا غاضبا للحد الذي جعله ينفث النيران من فمه وهو يخاطب أحدهم في الهاتف قائلا بۏحشية
_حبيبي ماذا حدث لوجهك!
_تذكرين ذلك الصديق الذي أخبرتك أنه ماټ واني احزن كثيرا على فراقه وأفتقده!
هكذا استفهم بلهجة ممتعضة فأجابته هناء على الفور
_نعم أذكره ما به!
لونت السخرية معالمه قبل أن بجيبها بجفاء
_إن أخبرتك بأنني افتقده مرة ثانية فاصفعيني.
هناء پصدمة
_ ماذا!
أجابها مغلولا
_ ذلك الضخم قد عاد من المۏت وأول ما فعله هو لكمي حتى كسر أنفى وتورمت شفتاي كما ترين.
شهقة قوية خرجت من جوفها إثر سماعها كلماته اتبعتها قائلة باهتمام بالغ
_آه يا حبيبي سلامتك إن هذا الرجل وحش بمعني الكلمة كيف يتجرأ ويؤذي صديق رائع مثلك!
شاهين بسخرية
_وغد ذو فم كبير لا يقدر قيمة الأصدقاء الرائعين أمثالي.
_أنا وحدي من يعرف قيمتك يا حبيبي فمن يملك شخصا مثلك بحياته يجب أن يقضي الباقي من عمره يحمد الله.
أصابت كلماتها وترا حساسا بداخله وروت تربته القاحلة التي لا تحتاج سوى الاهتمام والدلال لذا لمعت عيناه بنظرات توحي بمدى تأثره حين الټفت إليها قائلا بلهجة خشنة
_لي موعد اليوم مع ذلك الثغر الرائع سأخبره عن مدي امتناني لهذا الشهد الذي يقطر منه.
تشابهت عينيها مع نبرتها التي تتضور رغبة حين قالت
_ أتحرق شوقا لذلك الموعد.
لم يكد يجيبها حتى اخترق صوت الهاتف خلوتهما فأطلق سبة نابية من فمه وهو يلتقط الهاتف ليجيب على والده الذي ما أن فتح الخط حتى صاح بغلظة
_ أريد رؤيتك والآن ولا أريد أي أعذار يا شاهين الأمر لا يحتمل التأجيل.
تجهمت ملامحه وكذلك نبرته حين قال
_لدي عمل سيستغرق ساعتين ثم سأعود إلى البيت.
زين بصړاخ اخترق آذانهم جميعا
_لن أنتظرك لأكثر من نصف ساعة لقد تحدثت مع والد هدى وهو ينتظرنا لنذهب ونراضيها وستأتي معي وإلا سأتبرأ منك ليوم الدين.
لم يهتز لټهديد والده وقد كانت هناء بجانبه تحترق غيظا نجحت ببراعة في تجاوزه وهي تشير إليه بالموافقة فانكمشت ملامحه بحيرة قبل أن يقول بإذعان كان نادرا بالنسبة إليه
_حسنا أنا قادم.
أنهى المكالمة ونظر إليها بحنق تجلى في نبرته حين قال
_لم كنت تشيرين برأسك
متابعة القراءة