قصه جديده

موقع أيام نيوز


الجربانة دي في الأمور اللي متخصكيش بدل ما أجيبك من شعرك وأفرج عليك كل اللي قاعدين في المطعم.
تصنعت أحلام البكاء وهي تتحدث مع زوجها بنبرة منكسرة تجعل من يسمعها يظنها امرأة مسكينة لا يمكنها أن تدافع عن نفسها وتمنع أي شخص من إلحاق الأڈى بها
شايف يا عماد بنتك وقلة أدبها!
أجابت آية بالنيابة عن والدها وهي تعقد ذراعيها وتضع عينيها في عيني أحلام التي كانت تستشيط من شدة الغيظ

أه يا حبيبتي جوزك شايف وسامع كويس أوي كل اللي بيحصل بس مش هيعمل حاجة لأن مبقاش ليه حق يتدخل في حياتي بعد ما جوزني زمان لياسين ڠصب عني وكمان راح اتجوزك ورماني أنا وأخويا برة حياته عشان يرضيك.
أضافت آية بلهجة ساخرة بعدما حولت بصرها نحو والدها
أنا مش هبعد عن شادي ولو مش عجبك روح افضحني وقول لحماتي.
حملت آية حقيبتها وخرجت من المطعم وتبعها شادي الذي كان يريد أن يلقن عماد درسا قاسېا ولكنه أدرك أن هذه ليست الفرصة المناسبة.
انتظر أحمد خروج والديه من الغرفة قبل أن يترك العنان لدموعه التي لا يذرفها إلا عندما يشعر أنه تعرض للخداع والخېانة.
تمنى لو أن ما يجري حوله كان مجرد كابوس سيستيقظ منه ويعود إلى الواقع حيث توجد هبة بجواره مثلما كان يحدث في السابق.
لا يمكنه أن يلوم هبة على كرهها له فهو يقدر تماما ما تشعر به بعد كل المصائب التي انهالت عليها ولكنه لا يمكنه أن يسامح مالك الذي قام بخيانته ووضع عينيه على الفتاة الوحيدة التي أحبها.
اقتحم رأس أحمد كثير من الذكريات التي تعود إلى فترة قصيرة قبل تعرضه للحاډث.
مالك يا هبة فيك إيه
قالها أحمد بنبرة قلقة بعدما اتصلت به هبة وأخبرته أنها تريد أن تراه بعد قليل في الكافيتريا التي يتقابلان بها دائما.
ذهب أحمد إليها وصدم عندما أعطته هبة شبكته وأخبرته أنها لا تريد رؤيته مرة أخرى وعندما ألح عليها حتى يعرف سبب هذا القرار المفاجئ علم أنها تظنه عاد للإدمان مرة أخرى.
حاول أن يتحدث معها عدة مرات حتى يقنعها أن كل ما تفكر فيه غير صحيح ولكنها لم تستجب لمحاولاته وهذا الأمر أثار غضبه وأطلق العنان لشيطان نفسه حتى يتصرف بالنيابة عنه في هذا الموضوع المعقد خاصة بعدما أجابت على واحد من اتصالاته ووبخته بقولها
أنا كنت غبية لما حبيتك لكن خلاص الغباء ده انتهى ولو أنت أخر واحد في الدنيا فأنا مستحيل أتجوزك فياريت تخلي عندك شوية كرامة وتبطل تتصل بيا.
أراد أن يتكلم ويدافع عن نفسه ولكنها قاطعته بلهجة قاسېة
لو عندك ډم وشايف نفسك راجل فانساني خالص ومتحاولش تكلمني تاني.
لم يكن هذا الأمر هينا على أحمد خاصة بعدما عرف منها أنها وافقت على العريس الذي تقدم لخطبتها وفي لحظة طيش منه قرر أن يستمع إلى نصيحة مالك وصديقه اللذان أخبراه أنه لا يوجد أمامه سوى وسيلة واحدة حتى يحافظ بها على وجود هبة بجواره وهي الټهديد والابتزاز.
في البداية رفض أحمد هذا الاقتراح ونظر إلى مالك وهو يصيح به مستنكرا فكرته
أنت اټجننت يا مالك ولا جرى حاجة لعقلك أنا مستحيل أفبرك صور لبنت وأنشرها على النت أو أعمل أي حاجة فيها شبه من الأمور المقرفة دي إزاي أصلا فكرت يا ابن عمي أن أنا ممكن أوافق على الموضوع ده!
ضړب مالك جبهته وهتف بهدوء موضحا وجهة نظره التي فهمها ابن عمه بشكل خاطئ
مين قالك يا ابني أن أنت هتفبرك صورها ولا هتعمل أي حاجة من الكلام ده! كل الموضوع أنك هتهددها بس مش أكتر وهي هتخاف وساعتها هتفركش كل حاجة مع العريس الجديد ده وهترجعلك.
هز أحمد رأسه هاتفا باعتراض موضحا من خلاله رفضه التام لهذه الفكرة التي يراها چنونية
لا يا مالك أنا مينفعش أعمل كده لأني مش عايز هبة تكون معايا وهي كارهاني وخاېفة مني.
مط مالك شفتيه وهز كتفيه قائلا بعدم اكتراث
خلاص براحتك بس ما تبقاش تزعل بقى لما تشوفها قاعدة في الكوشة جنب عريس الغفلة اللي اتقدملها ووافقت عليه.
ضړب أحمد يده بالحائط وهو يصيح بحزن
مش هقدر أستحمل أشوفها بتتجوز واحد غيري.
اقترب منه مالك وهمس بخبث وكأنه شيطان يوسوس في أذن إنسان ل
يريد أن يقوم بفعل خاطئ
هبة أكيد هتتضايق منك في الأول لما تهددها بس بعد كده هتهدى وتروق ووقتها أنت هتفهمها أنك كنت بتقول مجرد كلام وخلاص في لحظة ڠضب وأنك مستحيل هتنفذ أي كلمة من اللي قولتها.
وبالفعل استجاب أحمد لنصيحة مالك التي جعلته مچرما في نظر هبة وجميع المحيطين به.
دعت فادية الجميع لتناول الغداء في شقتها وبالفعل استجابت آية لطلب حماتها وكذلك لبى عمرو وزوجته الدعوة.
وضعت كل من آية ومروة الطعام على المائدة وهما تنظران إلى بعضهما بكراهية واضحة لا تخفى على أي أحد.
تناول الجميع الطعام في جو يسوده الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تقتلع كل ما يصادفها دون أن تبقي ولا تذر.
نهضت آية بعدما انتهت من تناول الغداء وحملت بعض الأطباق متوجهة بهم إلى المطبخ وتبعتها مروة التي انزلقت قدميها فجأة وسقطت أرضا بمجرد دخولها إلى المطبخ.
صړخت آية وتصنعت الصدمة وهي تتفقد مروة التي أطلقت صړخة مدوية بسبب الألم الفظيع الذي تشعر به أسفل معدتها
الحقيني يا ماما مروة اتزحلقت ووقعت على الأرض.
حضر كل من عمرو وفادية التي شهقت بعدما رأت الډماء التي لطخت ثياب مروة.
لم ينتظر عمرو سماع أي كلمة فقد قام بحمل زوجته والخروج بها من المنزل وهو يدعو الله أن يساعده في إنقاذ الجنين قبل فوات الأوان.
غادرت فادية المنزل واستقلت سيارة أجرة حتى تلحق بعمرو تاركة آية التي ابتسمت بتشفي وهي تنظر إلى أثار الصابون السائل الذي تعمدت وضعه على الأرضية قبل ثوان من دخول مروة للمطبخ حتى تحقق هدفها.
أحضرت آية قماشة قطنية ونظفت الأرضية بعناية شديدة حتى لا يشك بها عمرو بعدما يستفيق من صدمة خسارته للطفل الذي كان ينتظر قدومه بفارغ الصبر.
غسلت آية القماشة من أثر الصابون ثم سارت نحو الصالة وجلست أمام التلفاز وقامت بتشغيله على إحدى القنوات المشهورة بعرض الأفلام الأجنبية وابتسمت باستمتاع وهي تشاهد الفيلم الذي يتم عرضه على هذه القناة.
دلف عمرو إلى عيادة المستشفى وهو يحمل مروة التي تبكي بشدة واستقبلته الطبيبة التي تتابع معها الحمل برفقة بعض الممرضات فقد اتصل بها عمرو أثناء قيادته للسيارة وأخبرها بكل ما جرى.
وضع عمرو زوجته على السرير المتنقل وبالفعل تم أخذها إلى غرفة الفحص وهي تصرخ وتبكي من شدة الألم الذي تشعر به ېمزق جسدها.
مر وقت قصير قبل أن تصل فادية إلى المستشفى وتسأل عمرو عن وضع زوجته وكانت الصدمة بالنسبة لها عندما وجدته يبكي فهي ليست معتادة على رؤيته في هذه الحالة.
التزمت فادية بالصمت ولم تتحدث بعدما شاهدت حزن ابنها وبكائه فهي تقدر شعوره لأنها مرت من قبل بتجربة قاسېة عندما استيقظت من النوم على فاجعة مۏت ابنها ياسين.
خرجت الطبيبة بعد عشر دقائق من غرفة الفحص وأزالت قناعها الطبي وهي تهتف بأسف شديد
حاولنا كتير يا أستاذ عمرو بس مقدرناش ننقذ الجنين ربنا يصبركم ويعوض عليكم قريب إن شاء الله.
نهاية الفصل

 

عريس لقطة ... عنده 30 سنة وكان متجوز ومراته ماټت من سنتين ومعاه ولد صغير وحالته المادية كويسة وعيشته مرتاحه .
ترددت آمال في حديثها وهي تقول 
ايوه بس يعني ابنه الي معاه ده مسؤلية وكمان بنتي أول جوازه لها تتجوز واحد سبق واتجوز ومعاه عيل .
رفعت شقيقتها والتي تدعى منال حاجبها الأيسر وهي تردد باستنكار 
بقلك أيه يا آمال ياختي فكري في الموضوع وشوفي وضع بنتك .. متزعليش مني بس بنتك قطر الجواز عداها دي قفلت ال سنه مين بقى هيتقدملها ويكون أول جواز له ! أنا قلبي عليك وعلى بنتك الي لو قعدت تستنى العريس الي على هواها مش هتتجوز خالص وهتقعد جنبك بقية العمر .. التشرط ده كان بدري شوية من 4 سنين ولا حاجة لكن دلوقت خلاص بنتك بتلعب في الوقت الضايع ولو ملحقتش نفسها لما تتم ال مش هيبقى قدمها غير واحد طالع على المعاش ..
تغيرت معالم وجه آمال وکسى الحزن وجهها وهي تستمع لحديث شقيقتها الغير مراعي لشعورها ولكن شئ ما بداخلها يقر بصدق حديثها فكل ما قالته صحيح بشكل ما من سيتقدم للزواج من إبنتها التي قاربت على الثلاثين ! عانس لقب أطلق عليها منذ أن تخطت الخامسة والعشرين لقب تستمع له من أحاديث الناس وتدرك جيدا ما يقولونه عن إبنتها التي فاتها قطار الزواج كما يقولون .. إبنتها التي أضاعت عمرها في الدراسة ولم تكن تهتم بأمر الزواج رافضة كل من كان يتقدم لها أثناء دراستها وما إن انتهت حتى أصبح من يتقدمون لها بعيدون كل البعد عن المواصفات التي تريدها .. فإما مطلق إما أرمل وربما معه طفل أو أكثر .. والشخص الوحيد الذي تقدم لها منذ عام وكانت أول زواجه له وبشكل عام لم يكن لديها اعتراض عليه لكنه أراد أخذها معه في هجرته لأحد الدول الأجنبية غير مهتما بمكانتها التي وصلت لها بعد سنوات من الدراسة والاجتهاد فأصبحت المديرة التنفيذية لأحد شركات الأدوية بعد تخرجها من كلية الصيدلة وحصولها على درجة الماجستير ومع جهودها ومهاراتها التي أظهرتها في عملها منذ بداية التحاقها للعمل بالشركة استطاعت في سنوات قليلة الوصول لمكانتها هذة .. لذا رفضته بالطبع متمسكة بما وصلت إليه من مكانة ..
خلاص يا منال هعرض عليها الوضع وأشوف ..
أنهت بها آمال حديثها مع شقيقتها التي رمقتها بنظرة أخيرة غير راضية بتفكير شقيقتها أستعطي ابنتها حق في الإختيار مرة أخرى !
وعلى باب الغرفة كانت تقف تستمع لحديثهما منذ البداية .. دلفت لغرفتها بعد أن عادت من عملها للتو .. أغلقت الباب وقذفت حقيبتها على الفراش وبدأت في خلع بذلتها النسائية بملامح واجمة لا توشي بشئ .. ولكن الحقيقة أن خلفها كل شئ .. خلفها حزن وحسرة و ألم .. وجميع هذة المشاعر لم تنتبها سوى من أحاديث الناس .. وكأن هم الدنيا ليس كافيا ليزيدونه بحديثهم الذي لا يرحم ..
ياسر ..
فتحت باب الغرفة لتجده واقفا أمام خزانة الملابس ينتقي منها بعض الثياب التف على صوت فتح الباب ليدهش من وجودها بينما اتجهت له سريعا وهي تردد بملامح قلقة 
ياسر أنت كويس 
ترك ما في يده وهو يلتفت لها مجيبا بهدوء 
آه يا حبيبتي كويس أنت رجعت ليه 
زفرت أنفاسها براحة وهي تهتف 
عرفت أنك مش جاي الشركة قلقت عليك أنت عمرك ما خدت أجازة وكمان مقولتليش إنك مش هتروح رنيت عليك لقيت تليفونك مغلق قلقت أكتر فجيت .
معلش يا حبيبتي قلقتك أنا فعلا مكنتش ناوي أغيب بس عندي مشوار مهم لازم اعمله وافتكرته الصبح وتليفوني هتلاقيه فصل شحن مشحنتوش من امبارح بس مكنش في داعي ترجعي المشوار ده كله تاني .
طالعته بنظرات عاتبة وهي تردد 
يعني قلقي عليك ميستحقش
إني أرجع أشوفك وأنا مش عارفة أوصلك وبعدين أنا معايا عربيتي هو أنا راجعة مشي .. لو مكنتش عارفة إن طنط هتسمعني كلمتين لو اتصلت وسألتها عليك كنت كلمتها .
في

شركته بفضل مجهودها وكل ما تحصل عليه تستحقه وبجدارة ...
هتف بهدوء 
أنت عارفة ماما شايفة إن شغلك ملوش داعي وخصوصا إنك مصره تفضلي في وظيفتك القديمة وده بيضطرك تنزلي
 

تم نسخ الرابط