مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
لها وهو ينهض أقتربت منه قبلت كتفه وقالت حرما يا بابا
ضحك بوقار وقال يابنتى أسمها تقبل الله هقولك كام مره
ضحكت وهى تقول
ماشى يا حاج تقبل الله
قال وهو ينظر إليها بأبتسامه حانيه
والدتك قالتلى على حكاية العريس دى هو محامى ولا وكيل نيابه ولا ايه بالظبط
قاطعهم دخول والدتها التى قالت
يلا الغدا جاهز تعالوا كملوا كلامكوا واحنا بنتغدى
ها أحكيلى بقى
وضعت دنيا الملعقه وهى تقول
هو بيشتغل فى مكتب الاستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنه ويبقى وكيل نيابه
أومأ برأسه وهو يقول
ممتاز يعنى شاب مكافح
قالت بحماس
ايوا يا بابا وعنده اصرار يبقى حاجه كبيرة
قاطعتهم والدتها وهى توجه حديثها لزوجها
ألتفت سمير لزوجته وقال
الموضوع مش موضوع حلاوة يا ام دنيا انا بدور لبنتى على راجل يشيل مسؤليتها وابقى مطمن عليها معاه ولو الولد جد ومكافح وأخلاقه كويسه
زى ما سمعت يبقى الطلبات دى تيجى بعدين وعلى مهله
يعنى ايه الكلام ده انت ناوى تتساهل معاه ولا ايه
تدخلت دنيا وقالت بسرعه
يا ماما مش أحنا أتفقنا هتبقى خطوبه بس كده لما نشوف هنعمل ايه
نظر اليها والدها بتساؤل
يعنى ايه الكلام ده يعنى ايه خطوبه بس كده
ارتبكت دنيا وقالت
قصدى يعنى يا بابا هنعمل خطوبه لحد ما يكون نفسه يعنى مش أكتر
خلاص خليه يجى بكره بعد العصر ان شاء الله
تدخلت والدتها مرة أخرى وقالت پحده
مفيش كلام فى كتب كتاب يا سمير خطوبه بس فاهمنى
الټفت الى دنيا ينظر إلى ردود افعالها تجاه كلام والدتها فوجد علامات الارتياح على وجهها فعلم أنها موافقه على ما تسمع فهز رأسه وقال
اللى فى الخير يقدمه ربنا
توقفت والدته تحت البنايه التى تسكن بها دنيا ووقفت تنظر حولها وتقول تصدق انا كنت فاكره أن فى فرق كبير بينكم طريقة كلامها لما شوفتها أول مره خلتنى افتكر أنهم ياما هنا ياماهناك لكن طلعوا أهو ناس عاديه الفرق مش كبير يعنى ولا حاجه
أبتسم فارس وهو يحثها على دخول البنايه وقال
شوفتى بقى علشان تعرفى انها مش هتتكبر عليا زى ما كنتى فاكره يا ست الكل
كان أستقبال والدة دنيا لهما باردا جدا شعرت به والدته منذ اللحظة الاولى التى وطأت بها باب بيتهم
أقبل عليهم والدها فى ترحاب شديد وبعد لحظات من الحديث مع فارس ووالدته شعر بالارتياح تجاهه وبمدى أحترامه لوالدته وتوقيره لها وهنا اقبلت دنيا بكامل زينتها ورحبت بهما وشعرت والدته ببعض البرود ايضا تجاهها وقد كان متبادل بينهما بمعنى أصح
تشجع فارس كثيرا عند حديثه مع والدها وهو يرى علامات الارتياح على وجهه وبكلماته المشجعه الداعمة له فقال
عاوزين يا عمى بعد اذنك نحدد معاد الخطوبه ان شاء الله
أبتسم والدها وهو يقول
أدينى بس يومين تلاته كده اسأل عليك وانا هكلمك بنفسى أحدد معاك المعاد ان شاء الله
تدخلت والدتها قائله
بمناسبه الخطوبه عندك استعداد تجيب شبكه بكام
تدخل سمير قائلا
مش وقته الكلام ده دلوقتى لسه فى قاعده تانيه وبعدين الشبكه دى هدية العريس لعروسته
نظرت له زوجته پحده تتوعده بنظراتها وقالت بعصبيه
أزاى يعنى لازم نحدد من دلوقتى ولا نيجى نلاقى الحكايه كلها دبلتين وخلاص
شعر فارس بالحرج من الحوار الدائر بينهم وقال
ان شاء الله مش هنختلف على حاجه اللى دنيا تطلبه فى حدود أمكانياتى مش هتأخر بيه
كادت والدتها ان تهتف بعصبيه مرة أخرى ولكن دنيا كانت تجلس بجوارها فضغطت على يدها وهى تظهر السعاده على وجهها وقالت بسرعه
مش مهم تمن الشبكه المهم معناها والتفتت الى والدتها وقالت وهى تضغط على يدها مرة أخرى
مش كده يا ماما
زفرت والدتها وقالت وهى تنهض أنا هقوم أجيب الشاى أحسن
أنتهى اللقاء بتحديد موعد بعد ثلاثه ايام ينهى فيهم والدها سؤاله عن فارس ويعلمه بالنتيجهكان فارس يشعر بالاطمئنان من لقاءه بوالد دنيا فلقد رآه رجل حكيم ويعرف كيف يحكم على الرجال ولكن والدته قالت وهى تدلف من باب منزلهم وتغلق الباب بعصبيه خلفها
سبحان الله البت طالعه لامها نسخه طبق الاصل صحيح على رأى المثل أكفى القدره على فمها تطلع البت لامها
ضحك فارس قائلا
مرحبا بيكى يا ست أم فارس فى عالم الحموات
ضړبته على كتفه وقالت
انا حما يا فارس تبقى انت لسه متعرفنيش
ضحك
عارفك والله يا ست الكل بس معلش أستحملى أمها شويه ولما دنيا تبقى فى بيتى هتاخد على طبعنا ومع العشره هتحبيها بأذن الله
شعرت والدته بالضيق التى تشعر به دائما كلما ذكرها بأن دنيا ستعيش معها فى مكان واحد فى يوم من الايام
مر يومان وهاتفه والدها كما وعده وأخبره بأنه ينتظره لمقابلة أخرى للأتفاق على ميعاد الخطبه وبقية التفاصيل
لم تكن المقابله باقل توتر من المقابلة السابقه بل على العكس زادت عن المرة الاولى لما فيها من تفاصيل ماديه ولقد كان فارس يتوقع ذلك لذلك لم يأخذ معه والدته حتى لا تسمع كلمة تحرجها أو تشعر معها بقلة الحيلة ولقد كان محقا فلقد أستشاطت والدتها ڠضبا عندما علمت المبلغ الذى حدده فارس للذهب المطلوب للشبكه وكادت أن ترفض الارتباط من قبل ان يبدأ لولا
محاولات والد دنيا التى هدأتها قليلا ولكنها لم تنتهى عن عباراتها المؤلمھ حتى نهض فارس واقفا بحزم وهو يقول ده اللى عندى ودنيا عارفه كده كويس
تدخلت دنيا لحسم الامر بشكل نهائى وقالت بلهجه قاطعه
وأنا موافقه يا ماما وزى ما قلت قبل كده الشبكه بمعناها مش بتمنها
وتم تحديد موعد نهائى للخطبة بشكل رسمى بعد أسبوع وأنتهت معركة الذهب وهو يحمد ربه على عدم حضور والدته مثل هذا المزاد الرباعى وما قيل فيه من ألفاظ جارحه
عاد ليخبر والدته بالموعد النهائى الذى تم الاتفاق عليه لم تكن تعلم هل تشعر بالسعاده لخطبة ولدها أم تشعر بالاسى لاجله فقلبها ينبأها بفشل هذه الزيجه من قبل أن تبدأ قامت توضأت وصلت سجدت لربها وهى تدعو بحراره قائله
يارب لو فيها خير يسرله أمره ولو غير كده ابعدها عنه ومتكسرش قلبه ياااااارب
الفصل الخامس
كانت عزة تعد الطعام فى المطبخ بصحبة عبير أختها وهما يتضاحكان ويمزحان حين دخلت والدتهما وقالت
أعملوا شاى يا بنات لخالتكوا أم فارس
قالت عزة بهمه
هعملوا أنا يا ماما حاضر ثوانى بس
ضحكت عبير وهى تقول
اه طبعا هتعمليه جرى النشاط حل عليكى دلوقتى
نظرت لها عزة پحده وارتباك وهى تضع براد المياه على الشعله أقتربت والدتها منهما وهى تقول بتردد
فارس هيخطب يوم الخميس اللى جاىأرتعشت يدها وسقطت المياه على الشعله فأطفأتها
على الفور أقتربت منها أختها بلهفه وهى تنظر ليدها وتقول الحمد لله الميه كانت بارده لسه
زاغت نظرات عزة وهى تشعر ان المياه كانت ساخنه لا انها فعلا كانت شديده السخونه ولكنها لم تسقط على يدها وأنما سقطت على قلبها نعم ستحرقها بحرارتها المرتفعه ولكنها فى النهايه ستطفىء النبته التى كانت تنبت بداخله من مشاعر يتيمه من طرف واحد
قاومت دمعة كانت ستقفز من عينيها وقالت بأنفاس متقطعه
معلش يا ماما هعمل غيرها حالا أخذت عبير براد المياه من يدها وقالت بشفقه
أستنى يا عزة انا هعمل الشاى
جاهدت عزة لترسم ابتسامه مصطنعه وهى تقول
أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى واى بسرعه
توجت الى الحمام دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها توضأت فأختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاةوقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفز على وجنتيها بل أنسابت بأنهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا يستطيع ان توقفها اى كلمات عزاء او مواساة
نعم كانت تعلم أنها ستسمع هذا الخبر يوما ما ان آجلا او عاجلا ولكنها كانت تمنى نفسها بأنه لن يحدث بل كان الامل لديها يزداد كلما تذكرت شخصية دنيا المختلفه تماما عن فارس لماذا تمنيت ونسجت خيوط الامل حول أمنيه بعيده لا يراها سواى ألقى قلبى فى بحر الاحلام فاستيقظ لاجد نفسى وقد ڠرقت قدماى فى لجة مظلمه لا أكاد أن أرى يداى من شدة ظلمتها أصرخ فلا يسمعنى أحد
أستغيث ولا مغيث لى الا الله وحدهامن الممكن ان يكون عقاپا من الله !نعم ولم لا لقد ملك علي قلبى أكثر مما يجب كنت أنتظره وأنسى صلاتى وأخرها لاجلهأحرص على رضاه ولا احرص على رضى خالقىأبيت الليل فى سهود أحترق بحبه ولا أقوى على القيام لربى ركعتين فى جوف الليلأعتمدت على الاسباب ونسيت مسبب الاسبابنعم والله كان حقا على الله يعذب قلبى بمن شغله عنه نعم انا فى الظاهر فتاة صالحه اقوم بفرائضى ولكن وقود قلبى ليس حب الله وطاعته وأنما هو الهوى وحظ نفسى والدنيا فكنت أشقى بشقاؤه وأفرح لسعادته لذلك شقيت به وسأظل أشقى ان لم أفيق الى نفسى سريعا وأنظر لماذا خلقتقفزت المزيد من العبرات على وجنتيها ولكن هذه المره كانت دموع من نوع آخر لها مذاق آخرمذاق محبب
وقف فارس أمام المرآه يتأنق ويتألق فى حلته السوداء وهو لا يصدق نفسه أخيرا سيرى دنيا بعد ساعه أو يزيد ويزين أصبعها بخاتم الخطبه لتكون له وحده ارتسمت ابتسامه لا اردايه على شفتيه فى سعاده وهو يربط ربطة عنقه بدقه وأناقه ثم ينظر نظرة أخيرة فى رضا تام عن مظهره ألتفت ليجد والدته تقف على باب غرفته مبتسمه فى حنان وهى تقول
ماشاء الله زى القمر ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان وبدموع الامهات الحاضره دائما أختلطت أبتسامتها بدموع سعادتها به
توجه فارس اليها مسرعها ووقال بلهفه
ايه ده يا أمى هو انتى تزعلى تعيطى
أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطه والمتلاطمه وقالت
صحيح والله ده انا نسيتهده بره مستنيك
خرج فارس ليجد عمرو جالسا امام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الاخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه
ايه
يابنى انت قاعد على القهوة يلا أتأخرناقاطعته والدته وهى تقول
هنروح احنا التلاته بس يا فارس
الټفت لها قائلا
يا ماما دى خطوبه على الضيق كده يدوب اهلى واهلها بس مفيش حديلا بينا يا جماعه هنتأخر كده
ضحك عمرو وهو ينزر لوالدة فارس
مستعجل اوى على ايه بكره ټندم يا جميل
ضربه فارس على كتفه وقال
طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور
ثم تابع بمكر
اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل ده البيت لزق فى البيت
ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول
خفيف اوى ياخويا
وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأه أندفعت مهره تجاههم تدفعهم تاره وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد ان يسقط وهى تصيح ماليش دعوه هاجى معاكوا الفرح ووالدتها تجرى خلفها
مسرعه وهى ممسكه بعصا صغيره وتهتف بها پغضب
يابت تعالى هنا بقولك والله هتضربى يا مهره لو ابوكى عرف بعمايلك دى هكسر عضمك
وضع فارس يديه بين مهره والدتها وهو يقول
فى ايه بس ايه الحكايه
قالت الام بأحراج شديد
والله أسفين يا أستاذ فارس البت دى مش عارفه مالها كده مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها ماشى يا مهره والله لقوله على اللى بتعمليه ده
صړخت مهره من خلف فارس
انا معملتش حاجه انا عاوزه اروح الفرح بس
تدخلت والدة فارس قائله بحنان
خلاص علشان خاطرى يا ام يحيى متضربيهاش أقولك خليها تيجى معانا مفيهاش حاجه
أم يحيى
ازاى بس يا ست أم فارس هو أنتوا خلفتوها ونسيتوها
قاطعتها فارس بعتاب
لاء كده أزعل منك أوى يا أم يحيى أنتى عارفه ان مهره أختى الصغيرة طب ايه رايك بقى هاخدها معايا
أم يحيى
مينفعش يا استاذ فارس مش شايف منظرها
ألتفت عمرو وفارس ووالدته ليروها بوضوح لاول مره منذ دخولها عليهم كالعاصفه
هى كما هى بشعرها الاشعث دائما وغرتها المبعثرة على جبينها بغير هدى ولكن زاد عليها شىء واحد جعلهم يضحكون بغير توقف كانت تضع أحمر شفاه على شفاهها بطريقه مضحكه جعلها مثل مهرجين السيرك
وقفت تضع يديها فى خصرها وتقول بحنق
بتضحكوا على ايه
قال عمرو وهو مازال يضحك
ايه اللى انتى حاطاه على بؤك ده
ده روش أنت متعرفش المكياش ولا ايه
ضحك الجميع وهم ينظرون الى بعضهم البعض وقال فارس لعمرو
كسفتنا يا جاهل فى حد ميعرفش المكياش
هجمت والدتها عليها وأخذت بشعرها وجذبته منه وهى تقول
والله ما هسيبك يا مهره لازم تضربى النهارده
أبعدتها أم فارس عنها وخلصت شعر مهره من بين يدى والدتها وقالت بحسم والله لتسبيها انا حلفت باللهوايه رايك بقى هتيجى معانايالا خديها ولبسيها حاجه كويسه وسرحيلها شعرها
هتفت مهره بسعاده وه ىعند أرجل أم فارس حاولت والدتها الاعتراض ولكن أم فارس حسمت الامر وأغلظت الايمان عليها فأضطرت بالقبول
خرجت أم يحيى بصحبة مهره لتبدل لها ملابسها
نظرعمرو الى فارس مداعبا وقال
كنت مستعجل أديك هتقعدلك نص ساعه على الاقل ثم اردف قائلا بقولك ايه احنا ممكن نهرب من مهره ولا دى محدش بيعرف يروح منها فين
ضحكت أم فارس وقالت
طب والله البنت دى زى العسل محدش يعرفها أدى انا هدخل اعملكوا شاى لحد ما تنزل ان شاء الله مش هتتأخر
جلس فارس أمام التلفاز وهو يقول
وأدى قاعده منك لله يا مهره هتبقى السبب فى طلاقى فى يوم من الايام
ضحك عمرو وهو يقلب قنوات التلفاز فقال له فارس هامسا
مش ناوى بقى تتقدم انت كمان ولا ايه يا عم المهندس أنت
جلس عمرو وظهرت علامات الشرود على وجهه قائلا
مش عارف يا فارس والله
فارس
ليه يا عمرو
ثم اشار له قائلا
أوعى تقولى انى فهمت غلط
أشاح عمرو بوجهه وقال
لا مش غلط بس اولا لسه فاضلى سنه فى الكليه ثانيا مش متأكد منها خاېف ترفضنى
ربت فارس على كتفه وقال بابتسامه
خلاص
متابعة القراءة