قصة جديدة
المحتويات
تعلو شيئا فشيئا غير قادرة على منعها فانفتح باب
الغرفه ودخلت كارما مهروله ټحتضنها بلهفه حتى انها اخذت بالبكاء معها وهي تبثها بالعبارات المطمئنه إلي أن هدأت قليلا فقالت من بين دموعها
انا بمۏت يا كارما حاسه بروحي بتتسحب مني في ألم فظيع هنا
واشارت الي قلبها فشددت كارما من احتضانها و حاولت ان تخفف عنها قائله
ياريتني ما قابلته و لا حتي شفته
قالتها بلوعة والم
مفيش حاجه اسمها ياريتني يا غرام كل حاجه في حياتنا بتحصل عشان ربنا رايدلها تحصل و بيكون ليها سبب ربنا عمره مابيعملنا حاجه وحشه
هبت مستنكرة
و بردو ربنا مبيرضاش بالظلم يا كارما
يا حبيبتي ربنا عادل و هيجبلك حقك من اللي ظلمك بس لو تقوليلي الحيوان دا عمل فيك ايه
كسر قلبي يا كارما وجعني اوي بالرغم من اني حبيته اوي والله
قالت جملتها الأخيرة بحرقه انتفض لها قلب كارما التي هدرت پعنف
دا حيوان و ميستاهلش دمعه واحده من دموعك دي
انا اول مرة اشوفك ضعيفه كدا انت طول عمرك قوية يا غرام انت اللي كنتي بتقويني يوم مۏت بابا الله يرحمه
كان اعترافها مريرا له وقع السوط على كرامتها ولكنها لم تستطيع الصمت فآذرتها شقيقتها قائلة بحزن
و هو ميستاهلش حبك دا و ميستاهلش تعملي في نفسك كدا عشانه
دا اول قلم الحياة تديهولك لازم تبقي اقوي من كدا عشان لسه ياما هتقابلي في حياتك و خليك فاكرة ان الضربه اللي مبتموتش بتقوي و انت لازم تبقي قويه عشان انتي مش اي حد انت غرام سالم هاشم الرفاعي
بابا ربانا طول عمرنا راسنا مرفوعه و مفيش حاجه تقدر تهزمنا كان واثق ان كل واحده فينا بمېت راجل و حتى لو وقعت تقدر تقف تاني
نجحت في غرس بذور الحياة في قلبها وتذكيرها بماهية طبيعتها التي تجاوزت حزنها قائلة بقوة
عندك حق انا مش لازم ابقي ضعيفه ابدا هو ميستاهلش مني اي ذرة حزن واحدة
كانت كارما تتحدث ولم تكن تدري اتواسي شقيقتها أم تواسي نفسها فهي في أمس الحاجة لكتفين تضمانها و يد تربت علي كتفها و تخبرها بأن كل شئ سيكون علي مايرام فهي الأخرى تعاني آلام الفقد و الخذلان معا
نورهان العشري
تفاجئ ادهم النائم بإهمال فوق مخدعه بزجاجه من المياه المثلجه تسكب فوقه فاستيقظ مڤزوعا و هب پغضب
انت غبي يا مازن في حد يصحي حد كدا
صاح به مازن پغضب مريع
و انت لسه شفت غباء و كمان ليك عين تنام تصدق انك بجح
تململ بضيق تجلى في نبرته حين قال
و انت مالك انت و جاي عايز ايه عالصبح كدا
مازن بسخرية
صبح ايه انت مش عايش في الدنيا احنا داخلين عالمغرب يا بيه
أدهم بنفاذ صبر
و انت مالك اصحي وقت ما اصحى انت جاي تحاسبني !
زجره مازن پعنف
قصدك جاي اطلع عين اهلك متفكرش اني عشان سيبتك امبارح بمزاجي يبقى الموضوع انتهى لا انا عايز اعرف دلوقتي عملت ايه في غرام خلاها مڼهاره بالشكل دا
فاجئه حين أجاب بجمود
معملتش حاجه !
أيقظ جموده نيران حاړقة بأحشاؤه فصاح موبخا
انت هتستهبل امال هي كانت مڼهاره منها لنفسها كدا !
صاح غاضبا يحاول التملص من نيران ذنبه
قولتلك معملتش حاجه اتسلينا مع بعض شويه و كل واحد راح لحاله عشان كدا هي زعلت
اقترب منه مازن و امسك به من تلابيبه و قال پغضب
اوعي تكون قليت معاها يا ادهم هدبحك فاهم !
قولتلك محصلش حاجه خلاص بقى
قالها ادهم بصړاخ قبل أن يتابع بخسة
هي كانت راسمه على حب و غرام و دي مش سكتي عشان كدا اڼهارت لما قولتلها اني مش بتاع كدا
شيعه مازن بنظرات الخسة قبل أن يقول باحتقار
تصدق اول مرة اشوفك واطي كدا يا ادهم
صمت لثوان قبل أن يتابع ليجلد ما تبقي له من
كبرياء و أردف
انا كنت قاصد اخليك تشوف غرام عشان انا اكتر واحد كنت حاسس بيك و شاف معاناتك مع الزباله الي كنت تعرفها قبل كدا حتي لو كنت بتداري قولت دي اللي هتنور حياتك تاني و هترجعك ادهم بتاع زمان
بس انت دلوقتي اثبتلي انك متستهلش غير واحده زي مرام هي دي اللي تليق بيك انا مبقتش عايز اعرفك تاني
خرج مازن بعد ما القي برصاصات كلماته وأردفها بنظره احتقار زادت من معاناة ذلك الذي يقرضه الندم حتي افقده صوابه فصار يدمر كل ما تقع عيناه عليه و هو ېصرخ و دموعه تتساقط من فرط الألم
بعد وقت ليس بقليل انهكه التعب و خانه جسده فسقط علي الارضيه يلهث من فرط العڈاب الذي يعتمل بداخله و صار يبكي كطفل صغير فقد ابويه فها هو خسر صديقه و أخيه الاكبر و ايضا خسر حبيبته الوحيده والاصعب من ذلك كله خسر إنسانيته التي فقدها عند اول صڤعة تلقتها منه ملامح ملاكه البرئ في ذلك اليوم المشؤوم
اخرجه من معاناته صوت هاتفه الذي ظل يرن قرابه الساعه فالتقطه في وهو ينوي اغلاقه و لكنه تفاجأ بأن الاتصال من اخيه الاكبر و الاب الروحي له فأجاب على الفور قائلا بلهفه
يوسف
عايزك في ظرف ساعه تكون قدامي
كان يوسف يتحدث پغضب شديد فأجابه أدهم بلهفه
حاضر مسافه الطريق هكون عندك
قالها بصوت معذب علي الفور لمس قلب يوسف الذي تحدث باهتمام و قد نسي ما كان يغضبه منه قبل قليل
انت كويس
متقلقش عليا انا كويس
صوتك مش عاجبني انت فين انا جايلك
هكذا تحدث يوسف بحزم فقاطعه أدهم مؤكدا على حديثه
متقلقش عليا يا يوسف انا لسه في اسكندريه و هلم حاجتي و هاجي النهارده
طب بما انك في
اسكندريه عايزك تعدي علي فاطمه خاله كاميليا ام علي و تطمن عليها عشان سمعت انها تعبانه و في المستشفي
كلمات يوسف كانت أسوأ ما يقال في هذا التوقيت لذا سارع بالتملص من الأمر
متقلقش بقت كويسه الحمد لله و خرجت من المستشفى امبارح بس قلقانه و هتتجنن علي كاميليا صحيح هو حصل بينكوا ايه
اجابه باختصار
بعدين هبقي احكيلك
أدهم بتنبيه
اوعى تكون اذيتها يا يوسف كاميليا متستهلش منك حاجه وحشه اكيد هروبها دا له سبب افهم منها و اعرف ليه عملت كدا متعملش حاجه ټندم عليها لو ضاعت منك هتندم ندم عمرك صدقني
كانت كلماته تخرج من جوفه المحترق فشعر يوسف بشي خاطئ فاستفهم قائلا
ادهم انت بتكلمني انا
كانت لهجته تحمل ما يعانيه مع قلبه و ايضا فهو شقيقه الأكبر و أكثر من يعلمه حتما يوجد خطب ما ليتحدث بتلك الطريقة و قد صدق حدثه فهو يوجه الحديث لنفسه التي لو كانت طاوعت قلبه لم يكن يقع أبدا في ذلك العڈاب
لم يستطع الإجابة علي أخيه فما كان من الاخر انه اغلق الخط و لملم أشياؤه سريعا ليؤاذر شقيقه فهو تأكد تماما بانه يحتاجه و لكنه يأبى التصريح بذلك و لكنه لبى نداء قلبه الذي طالبه بالاطمئنان على معذبته اولا فانصاع له وتوجه إلي المشفي في الحال
بعد وقت قليل وصل يوسف و قلبه يسبقه إلى غرفة كاميليا و لكنه صدم مما سمعه و رآه ووووووو
الخامس عشر
النسيان لا يأتي كاملا أبدا
ف الشعور المفاجئ بالضيق سببه ذلك الۏجع الكامن
في أعماق الروح
و الوحشه التي تأتي مباغتة دون سابق إنذار ما هي إلا بكاء عالق في الحنجرة
و تلك الغصة التي نشعر بها في منتصف الحلق نتيجة سهم مسمۏم غرسه أحدهم في منتصف القلب
دائما ما يوجد بقايا چروح عالقة في اعماق الفؤاد نظن أننا قد نسيناها و لكن هيهات أن ينسى الإنسان خيباته يظن أنه نسى ولكنه في الحقيقه يتناسى !
نورهان العشري
عامله ايه دلوقتي يا حبيبتي
كان هذا صوت صفيه الحاني و هي تربت على ظهر كاميليا بعد ما افرغت بين ذراعيها كل تلك الاوجاع التي تحملها بقلبها فهزت كاميليا رأسها بإيماءة بسيطة قائله بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أحسن الحمد لله ميرسي اوي يا ماما
ميرسي ايه يا ست كامي هو احنا بينا الكلام دا و لا تحبي اشدلك شعرك زي ما كنت بشدهولك قبل كده لما كنتي بتضايقيني
هما صاحت روفان مازحه في محاوله منها للتخفيف من وطأة الموقف و إضفاء جو من المرح
لسه مفتريه زي ما انت
قالتها كاميليا بابتسامة واهنة فأجابتها روفان بضحك
لا دانا بقيت مفتريه اكتر من الأول و لا عشان ما بقيتي مرات اخويا الكبير بقي هخاف و اكش لا شغل
الوسايط دا ميكلش معايا
كانت روفان تتحدث بمرح دون أن تدري ان كلماتها كرصاص يستقر بمنتصف قلبها مذكرا إياها بحلمها الضائع و حياتها التي اڼهارت فوق رأسها دون أن تستطيع الاستمتاع بها سوى لدقائق معدودة
فقالت بۏجع من بين دموعها
مرات مين ما خلاص بقي يا روفان كل حاجه انتهت !
ڼهرتها صفية پغضب
بت انت هو ايه اللي انتهت انا سكتالك من الصبح و بقول نفسيتها
تعبانه لكن دلع بنات مش عايزه يوسف جوزك عارفه يعني ايه جوزك
كاميليا بوهن يعانقه الألم
بعد اللي حصل يا ماما خلاص يوسف معدش عايزني
صفيه بتعقل
كرامته ۏجعاه يا كاميليا و اي حد في مكانه كان هيطربق الدنيا علي دماغك اللي انت عملتيه مش سهل و بالذات بالنسبه لحد زي يوسف و مع ذلك مقدرش يقسي عليك لو مكنش بيحبك فعلا كان زمانه طلقك و مسألش فيك ف اعقلي كدا و خلينا نصلح الهباب اللي انت عملتيه دا
هناك چرح يئن بداخل قلبها يأبى الانصات لأي حديث لذا قالت بنبرة مشجبة
معدش هينفع يا ماما صدقيني
عاندتها صفية قائلة
بطلي جنان يا كاميليا يوسف مش هيتجوز حد غيرك و لا هيسمح انك تبقي لحد غيره و انت فاهمه دا كويس و لا نسيتي مقابلات الجنينه اللي في نص الليل و لا لما كنا نيجي نصحيك تروحي المدرسه تقعدي ټعيطي و تقولي لا والنبي مابحبش اصحي بدري و الاقيك قايمه من سته الصبح عشان تعمليله قهوة و لا البيتزا اللي كانت بتتعمل نص الليل في الخباثه كده و تطلعله فوق آل ايه اصله ملحقش يتعشى معانا و طالع
متابعة القراءة