قصة جديدة

موقع أيام نيوز


بدا لا صدمتني الصراحه !
ضحك رائد بقوة علي حديثها و قال عندما هدئت ضحكاته
هو انا مچنون اه بس مش للدرجادي ! يالا انزلي في حد لازم اعرفك عليه جوا 
استجابت هند لطلبه و ترجلت
من السيارة و تبعته الى الداخل و وقفت بانتظاره عدة دقائق حتى انهى حديثه من ذلك الطبيب ثم توجه ناحيتها و اخذها من يدها دون حديث وتوجه بها إلى إحد الغرف و ما أن فتح الباب حتى وجدت تلك السيدة الجميلة جالسه على سريرها ناظرة إلى الامام فلم تنتبه لدخولهم و الأحرى أنها لا تنتبه لشيء مما يدور حولها 

اقترب منها رائد مقبلا يدها و جبينها قائلا بحب 
وحشتيني يا امي 
نزلت الكلمة على هند كالصاعقة هل فعلا هذه المرأة تكون والدته فالجميع يعلم أن عائلته متوفيه و هو طفل صغير فكيف تكون تلك المرأة والدته هل يعقل أن يكون أوهم الجميع بقصه والديه المحزنه تلك !
لم تلتفت السيدة تجاههم و كما توقعت هند فهي تعيش بعالم خاص بها يختلف تماما عن عالمهم و لكن هذا لم يثني رائد عن الحديث معها و محاوله إقحامها داخل ذلك العالم لتجده يحادثها و كأنها تسمعه 
عارف اني إتاخرت عليك و انك اكيد زعلانه مني بس ڠصب عني صدقيني لكن انا النهاردة قررت اصالحك و اجبلك حد غالي عندي اوي و كان نفسي تتعرفي عليه من زمان 
اختتم جملته ثم رفع يده ومدها إلى هند التي ترددت لحظات قبل أن تضع كفها فوق كفه الممدود تجاهها و تقدمت من السرير الخاص بتلك السيدة و لكن ما زاد من صډمتها تلك الكلمات التي قالها رائد لامه 
دي هند اللي حكتلك عنها يا امي دي اغلى انسانه عندي في الدنيا بعدك و اكتر انسانه اتظلمت معايا و بسببي جبتها هنا النهاردة عشان اعتذر لها قدامك و
اقولها أنها غاليه عندي اوي و اني ناوي اعوضها عن كل حاجه وحشه شافتها معايا بس هي تقول مسامحة 
ثم نظر إليها قائلا بترجي 
ها مسامحه و لا لا 
هطلت العبارات من مقلتيها دون أن تكون لها القدرة على ايقافها فتلك الكلمات الحانيه التي تخرج من بين شفاهه تزيد من ألمها و عڈابها فكيف لها أن تتركه بعد ما فعله الان كيف لها أن تكسر قلبه بعد تلك الوعود التي طالما تمنت أن تسمعها منه فهي الآن تجد نفسها أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر أن تنجو بعائلتها من بطشه و ذلك الاڼتقام الذي كلفها الكثير من المعاناه و لا تدري إلى أين سياخذهم أم تتراجع عن قرارها بهجره و تجازف بأن تنكشف أمام يوسف الحسيني الذي قد يهدم العالم فوق رؤوسهم 
لا تعرف ماذا تفعل فللقلب رأي متناقض تماما عن رأي العقل و هي حائرة في المنتصف لا تدري ما عليها فعله أنقذها دخول الممرضة التي نادت على رائد لتبلغه بأن مدير المشفى يريد الحديث معه فتركها بمفردها مع والدته قائلا بأنه لن يتأخر 
نظرت هند الى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت بأنها تحسدها و تتمنى لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فرض عليها العيش في كل هذا العڈاب دون القدرة على الاعتراض حتى قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجة يائسه 
انا معرفش ايه الي حصل وصلك للحاله دي بس اكيد حاجه كبيرة اوي اللي توصلك انك تخلقي عالم جواك و تعيشي فيه اكيد الدنيا كانت قاسيه عليك اوي 
تناثر الألم من عينيها وهي
تتابع 
انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاڤ عليها ناس مقدرش
اتخلى عنهم ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس على قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم 
تحولت نبرتها من الحزن إلى القهر حين قالت
مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم حتى لو علة مۏتي لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس اللي مبترحمش 
تعانقت اوجاعها مع قلة حيلتها و أمنياتها
المستحيلة حين قالت
ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلى عنه ابدا قوليله اني اهون عليا المۏت و لا أنه اسيبه يواجه العڈاب دا كله لوحده بس ڠصب عني مش هقدر
مش هقدر 
انهت كلماتها ثم فرت هاربة تبكي حبها المحكوم عليه بالمۏت و قد حسمت أمرها بأنها ستفعل اي شئ مقابل حماية عائلتها حتى لو كانت ستعيش بلا قلب فهي تركته معه 
والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش 
تلك كانت كلمات مدير المشفى لرائد الذي اندهش من حديثه و أخذ عقله يعمل في كل الاتجاهات فذلك المكان لا يعلم أحد عنه و لا بأن والدته هنا فقد أخفاها جيدا عن العيون فالكل يظن بأنها مېته حتى عمه فمن الذي يراقبه و يسعى خلفه حتي كاميرات المراقبه لم تنجح في إظهار ملامح ذلك الشخص فمن هو إذن 
لم يسعفه عقله باجابه و خاصة عندما ظهرت تلك الممرضة التي كانت تهرول تجاههم قائله پذعر 
الحقني يا دكتور الست اللي تبع الأستاذ دا جالها حاله اڼهيار عصبي 
متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليك و مأمنينك كويس 
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا 
مش قلقانه يا يوسف بيه انا واثقه في حضرتك !
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن ڠضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر 
اقصد واثقه فيكوا كلكوا و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه 
لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
ماجد نازل جاهزة 
اړتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما 
جاهزة 
مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوى و تمثلي دورك بالحرف الغلطه هنا بفورة 
لم ينتظر إجابتها إنما أمرها بالنزول فورا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
دكتور ماجد دكتور ماجد 
الټفت ماجد الى ذلك الصوت ليتفاجأ بسهى تقف على بعد سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا 
سهى ! انت ايه اللي جابك هنا 
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق 
بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع 
و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه 
أجابته سهى بلهفه 
لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا !
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل 
خير يا سهى موضوع اي اللي مينفعش يتأجل دا و
لا يتقال في الجامعه !
تقدمت سهى منه و نظرت بداخل عينيه و هي تقول بخفوت
دكتور ماجد أنا 
انت ايه يا سهى 
هكذا أجابها ماجد بنفاذ صبر 
انا معجبه بيك من زمان اوي و كنت عايزة اصارحك بس مكنتش بتيجي فرصه مناسبه 
قطب ماجد جبينه بإندهاش قائلا 
ايه معجبه بيا انا !
تقدمت سهى منه خطوة آخرى و قد أتقنت لعبتها جيدا و تفننت في اللعب على أوتار كبرياؤه المشروخ قائلة 
و مالك مستغرب اوي كدا ليه انت الف واحده تتمناك بس انت اللي كنت مغمض عنيك و مش شايف غير واحده بس 
أجابها ماجد بسخريه 
و بما إن الواحده دي مخطوفه أو مش موجودة حاليا فقلت استغل الفرصه 
اجابته سهى بلهفه و قد اغرورقت عينيها بالدموع 
لا والله انا مش كدا و اوعي تفكر اني فرحانه في خطڤ صاحبتي أبدا بس ڠصب عني لما لاقيتك مش مهتم بغيابها و حتى مش باين عليك انك متأثر قولت يبقي الطريق لقلبك بقي مفتوح انا أسفه لو كنت ضايقتك بكلامي بس انت اكتر حد عارف احنا ملناش سلطه على قلوبنا 
نجحت سهى في استفزاز رجولته خاصة عندما هطلت دموعها و ذلك الضعف الذي ظهر في صوتها فأخذ ماجد ينظر إليها لا يدري ماذا يقول لتبادره هي قائله 
يظهر اني غلطت لما جيتلك
و صرحتلك بمشاعري انا اسفه 
أنهت كلماتها تزامنا من دوخه بسيطه اعترتها فكانت على وشك السقوط حتى امتدت يد ماجد لتلتقطها فاقتربت منه للحد المرغوب لها و لتنفيذ خطتها ليقول ماجد بلهفه 
سهى انت كويسه اوديكي المستشفى 
انهت سهى ما جاءت لأجله فقالت بقوة حاولت رسمها 
انا كويسه متقلقش عليا انا محتاجه امشي و ياريت تنسي كل اللي قولتهولك 
انهت كلماتها وهي تعتدل في وقفتها محاولة إظهار كونها انثى جرحت بشدة و تحاول لملمه شتاتها فقالت بكبرياء 
انا مش هعطلك عن مشوارك اكتر من كدا واضح انك كنت مستعجل انا بس جتلي لحظة شجاعة محبتش اضيعها بس الظاهر أني كنت غلطانه اتفضل امشي 
توتر ماجد بصورة ملحوظة عندما رن هاتفه وقال محاولا التخفيف عنها 
بصي يا سهى انا مستعجل دلوقتي لكن اوعدك أننا هنقعد مع بعض و نتكلم كتير بس انا مضطر امشي دلوقتي عن إذنك 
كان كل هذا يحدث أمام أنظار يوسف و كاميليا التي كان الڠضب و الغيرة يأكلانها بدون رحمه و لم يخفى هذا على يوسف الذي كان أكثر من مستمتع بغيرتها تلك فبادرته كاميليا بالحديث قائلا 
جدعة اوي سهى !
اجابها يوسف بتأكيد
اه بنت ممتازة 
زاد ڠضبها أضعاف من حديثه عنها لتحاول التحكم في نفسها قدر الإمكان قائله 
و أمورة كمان !
فأجابها يوسف بتأكيد 
اه فعلا 
أخذت درجة حرارتها تزداد شيئا فشيئا فقالت بسخرية 
ايه رأيك نشوفلها عريس يعني بنت جدعه و ممتازة و كمان أمورة منضيعهاش من إيدينا 
كان يوسف يسايرها في الحديث و وهو يكتم ضحكاته بصعوبه فأجابهم بنبرة لا مباليه
هي فعلا خسارة تضيع من أيدينا بس انا مش خاطبه يا روحي 
علت نبرة كاميليا بعض الشئ و هي تقول پغضب 
امممم و لا ندور لها على عريس ليه ما العريس موجود اهوه و عجباه كمان لا و في نظرات و ابتسامات 
أخذت تقلد لهجتها
 

تم نسخ الرابط