قصة جديدة

موقع أيام نيوز


أنا بفتح الدرج المفتاح وقع تحت المكتب نزلت اجيبه لقيت دكتور ماجد جايب محمد واحد من أفراد الأمن بتاع الجامعه و عمال يتخانق معاه ويقوله انت ايه جابك مش قولتلك خليك معاهم لحد ما اجيلك و أنا هظبطلك موضوع الغياب بتاعك فمحمد
رد عليه قاله متقلقش حمو هناك واخد باله كويس انا قولت أظهر في الصورة عشان محدش يشك فيا وبعدين بصراحة كدا انا محتاج فلوس فماجد زعقله و قاله انا اديتك نص الفلوس قبل ما تنفذ و قولتلك هديك الباقي بعد ما العمليه تخلص فمحمد قاله لا انا غيرت الاتفاق و هزود الفلوس شويه دا خطڤ مش لعب عيال ممكن يوصلني لحبل المشنقه و أنا عايز أأمن عيالي لقيت ماجد بيقوله خلاص روح دلوقتي و تعالي بكرة هديك

عشر الاف جنيه محمد قاله لا عشرين فماجد قاله موافق و محمد قاله هجيلك الساعه عشرة الصبح أخدهم منك فماجد قاله تاخدهم و تطلع عالمكان اللي حاطينهم فيه و مشوفش وشك هنا تاني و بعد كدا خرجوا و أنا استنيت شويه لما اتأكدت أنهم مشيوا و جيت جري على هنا عشان ابلغكوا 
انهت سهى كلماتها لاهثة ليكور مازن قبضته و يلكم الحائط خلفه قائلا پغضب 
الحيوان والله لهندمه عاليوم اللي اتولد فيه 
كان أدهم يستمع إلى الحديث و داخله بركان يزداد توهجه أكثر فأكثر فمنذ أن دخل هذا المدعو رامي الى البيت وهو يود الفتك به و جاء حديث تلك الفتاه ليزيد بركان غضبه أكثر و كان علي هو الآخر ينفث النيران من أنفه و هو يتوعد لذلك الماجد بأقسى انواع العقاپ فنظر يوسف إلى ثلاثتهم و قال بسخريه 
مناظركوا انتوا التلاته دي هتوصلنا لطريق مسدود احنا دلوقتي مسكنا طرف الخيط عايزين نحسب خطواتنا الجايه صح ماجد دا اكيد مش لوحده و احنا لازم نتحرك بسريه تامه عشان اي غلطه البنات اللي هتدفع تمنها 
انفعل مازن قائلا 
الكلب دا انا هروح اجيبه من قفاه و اطلع عين اهله لحد ما يقول وداهم فين 
عارضه علي قائلا بصياح 
انا اللى هروح اجيبه و هعرف اربيه ازاي 
أيدهم أدهم في الرأي قائلا 
دا لازم يتجاب و ياخد بالجزمه لحد ما يعترف وداهم فين و عمل فيهم ايه 
تحدث رامي باستنكار آثار جنون أدهم 
لا طبعا غلط جدا اللي انتوا بتقولوه دا كدا ممكن يخلي الناس اللي معاه تأذيهم 
نظر يوسف إليهم پغضب قائلا
انا شايف أن انتوا التلاته متفكروش خالص الزفت دا محدش هيلمسه و لا هيحط أيده عليه غير لما البنات ترجع بالسلامه 
أوشك علي على الحديث فتابع
يوسف بلهجة أكثر حدة
احنا منضمنهوش ممكن يعمل ايه هو والي معاه دا واحد دكتور كون أنه يفكر التفكير الغبي دا مع طالبه عنده لمجرد أنها رفضته أو أنه تتخانق مع خطيبها يبقي مريض وده متوقع منه أي حاجه 
زفر أدهم قائلا بعصبية 
طب و الحل يا يوسف هتفضل قاعدين حاطين إيدينا على خدنا كدا وهما بين ايدين المچنون دا 
أجابه يوسف بتعقل
لا طبعا احنا هنراقبه لحد ما نعرف مكانهم 
و هو اهبل ما اكيد عامل حسابه عشان محدش يشك فيه 
هكذا أجاب علي بحنق ليجيبه يوسف قائلا بغموض 
متقلقش انا عندي خطه هتخلينا نعرف مكانهم
فين بالظبط 
كانت نيفين تطالع زين و هو يلهو و يلعب مع روفان في الحديقه بنظرات يملؤها الكره فلم يكن يكفيها كل تلك المشكلات ليأتيها ذلك الفتى الصغير و يسحب البساط من تحت قدميها فجدها أصبح و كأنه مهووس به فكان يدلله كثيرا وهذا ما اغضبها و تلك الحرباء المسماة بسميرة يجب أيضا التخلص منها فقد استمعت لحديثها مع ذلك الغريب و الذي كانت تتخلله بعض العبارات الوقحة و الإيحاءات البذيئة التي توضح أن علاقتهم ليست بالبريئه فهي
لابد أن تستخدم تلك النقطة لصالحها حتى تستطيع أن تتخلص منها نهائيا و عندها ستكون هي بمفردها أمامهم و عليها أن تضع خطة محكمة للتقرب إليهم جميعا واستمالتهم وذلك بتمثيل دور الضحېة الذي يروقها كثيرا أن تلعبه و لهذا فعليها أن تبدأ في تنفيذ أولى خطواتها لتحقيق مبتغاها 
توجهت نيفين الى غرفة والدها الذي عاد ليلا في ساعة متأخرة و طرقت عليها عدة طرقات بسيطه فأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت بخطوات سلحفيه مطأطأة رأسها و قالت بصوت خفيض
كنت عايزة اتكلم معاك شويه ممكن 
تهللت أسارير مراد الذي كان يفكر في كيفية
التقرب إليها و إعادة بناء الشرخ القائم في علاقتهم فقال بلهفة و هو يدعوها للجلوس بجانبه علي الاريكه
طبعا يا نيفين تعالي اقعدي هنا جنبي 
تقدمت نيفين و جلست بجانبه و أخذت تفرك كفيها ببعضهما و كأنها تبحث عن كلمات لتبدأ بها فبادرها الحديث قائلا 
حقك عليا يا نيفين انا عارف اني اهملتك اوي و عارف انك كنت كتير بتتاخدي في الرجلين بسبب المشاكل اللي بيني و بين امك لكن اوعدك اني هعوضك عن كل اللي فات 
طالعته نيفين بنظرات المسكنه و الحزن و قالت بنبرة منكسرة 
انا مش زعلانه منك يا بابا انا اللي جايه اتأسفلك عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش حقك عليا أسفه 
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي 
حقك عليا يا بنتي انا اللي آسف انا اللي اهملتك و ظلمتك كتير انا مش زعلان منك ليك حق تقولي و تعملي اكتر من اللي عملتيه انا مقدرتش مشاعرك بس
ڠصب عني مۏت ميرفت كان صدمة بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي 
قاطعته نيفين بلهفه مصطنعة 
متبررليش يا بابا دا حقك و حقه حقه يعيش وسطنا انا صدقني مش ضده بالعكس أنا بحاول أأقلم نفسي على وجوده انا بس ليا رجاء واحد عندك 
أجابها مراد بلهفه 
أؤمريني يا حبيبه بابا 
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال 
متنسانيش وسط اهتمامك بزين متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني اديني و لو جزء بسيط من وقتك عشان أنا محتجالك اوووي 
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن
تترجاه ليعطيها بعضا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمة الساخرة المرتسمه على شفاه الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر 
وقتي كله ليك يا حبيبتي حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليك تحتاجيلي تاني و متلاقينيش هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميك من كل حاجه وحشه و أولهم أمك 
فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفة مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه 
ياريت يا بابا تحميني منها ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي 
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام 
ليه يا نيفين حصل منها ايه عشان تقولي كدا 
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود 
م مفيش مفيش حاجه 
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
نيفين بصيلي هنا و قوليلي في ايه 
التفتت إليه نيفين قائله باڼهيار 
مفيش حاجه ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا 
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم 
ممكن اعرف انت موديني على فين 
كانت تلك
الكلمات لهند التي أخذها رائد في رحلة غامضة و الذي جعل الړعب يدق في قلبها خوفا من أن يعيد فعلته الدنيئة معها مرة آخرة فأجابها هو بلهجة حانية قلما تظهر منه 
من وقت ما خرجنا من الشركه و انت مش على لسانك غير السؤال دا ممكن تثقي فيا شويه 
تحدثت هند و قد كانت كلماتها تقطر الما و مرارة 
ما انا وثقت فيك قبل كدا و النتيجة كانت ايه معتقدش اني ممكن اثق فيك تاني !
ذكرته كلماتها بذنب مغروز كالشوك في قلبه و لكنه حاول أن يغير مجرى الحديث و أن يضفي بعض المرح على الأجواء 
ورد عامله ايه في الدراسة لسه بردو بتعمل بطنها ۏجعاها عشان متروحش المدرسه 
توترت هند لسؤاله عن أختها فمنذ ذلك اليوم المشؤوم و هو لم يسأل عن أحد من أفراد أسرتها فلماذا يسأل الآن ترى هل علم بما تخطط له حاولت أن تسيطر على توترها حتى لا يظهر في نبرة صوتها و قالت باقتضاب 
كويسه الحمد لله عادي هي ورد هتتغير !
قهقه رائد و هو يتذكر موقف حدث أمامه من تلك الشقيه ورد و قال من بين ضحكاته
مش قادر انسى منظرها لما عملت مغمي عليها هنا في العربيه و قال ايه ضغطها وطي و كل دا عشان متروحش المدرسه ! تصدقي وحشاني و نفسي اشوفها 
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إليها نظرة ذات مغزى فشعرت بالړعب يدب في أوصالها من حديثه ونظراته لتلتفت الى الجهة الأخرى خوفا من أن يرى ذلك الخۏف المرتسم على ملامحها وهي تدعو الله في سرها بألا يكون قد كشف مخططها ليقف هو السيارة و يقوم بوضع أصابعه تحت ذقنها و أدار رأسها تجاهه ثم نظر داخل عينيها قائلا بنبرة مشبعة بالذنب 
انا عارف اني أذيتك و ظلمتك معايا بس اديني فرصه اخلص من كل العك اللي انا فيه دا و اوعدك هعوضك عن كل حاجة وحشة شفتيها بس خليك جنبي و اصبري عليا شويه 
كانت كلماته أشواك تزرع في قلبها الذي لو أطلقت له العنان لكانت الآن مرتميه بين طيات قلبه تبكي حبها و ألمها و حماقتها فلو كان الأمر يخصها هي فقط لتركت كل شيء و خطت معه نحو المجهول ولكن الأمر
يصل إلى من هم اغلى و أنقى منها بكثير فلم يعد لها مفر سوى حمايتهم من تلك اللعڼة التي أصابتها وهي لعنه عشقه
فرت دمعه هاربه من طرف عيناها تلقتها أطراف أصابعه بحنان و
قال بلهجه ناعمه 
انا جايبك اغلى مكان على قلبي و هكشفلك سر مفيش مخلوق في الدنيا يعرفه 
أضاءت كلماته وميض الفضول داخلها لتنظر حولها و إذا بها ترى لافتة منقوش عليها مشفى الأمراض العقلية 
فقطبت جبينها قائلة باندفاع 
هو انا كنت متأكدة مليون في الميه انك مچنون بس انك تبقى معترف
 

تم نسخ الرابط