روايه بقلم ايمان حجازي
الجنون مره اخري لتعترف له بكل ما فعلته معه وكذبها عليه بأمور عده كي تصل اليه هو .. اخبرته بمدي حبها له والذي كان دائما يشعره بالشفقه علي حالها حتي بعد كل ما ارتكبته بحقه وحق زوجته .. اتت اليه ضعيفه مجنونه تحتمي به من بطش ناجي وما سيفعله معها اذا علم بذلك اﻷمر .. لذلك قرر الاستفاده منها ليوم لقاء ناجي وكذلك حمايتها الي ان يتم تسليمها الي اللواء احمد السيوفي بعد ان اخبره ايضا بأمرها ...
تنفس عبدالله بحريه بعد انتهاءه من تلك السېجاره وهو يتذكر ذلك اليوم الذي قتل فيه الجميع في أن واحد .. لم ينسي ذلك اليوم حينما سقطت مرام بين يديه في المساء وجسدها يرتجف بشده ليخبره ادم بكل تلقائيه وبراءه بأن امه تحمل بأحشائها طفل اخر وهو من يرهقها دوما هكذا .. مثلما كانت تفعل معه دائما حينما يسألها ابنها عن سبب مرضها فتقول له ان اخيه الصغير الذي تحمله هو من يسبب لها ذلك اﻷلم ...
________________________________________
يدري ماذا يفعل معها ويراها تخاطر بطفلها الذي بأحشائها قبل طفلها الذي بيديها .. وضع يديه علي وجهه في حيره شديده مفكرا ماذا يفعل معها .. بداخله مشاعر مختلطه بين الحب والعقاپ والضيق.. ايذهب ويتركها مره اخري !! .. ولكنه وجد ان ذلك لن يجدي نفعا معها بل سيسوء من وضعها اكثر وفي تلك المره هو من سيضحي بأبنائه لمجرد انها تحبه ولا تري حياتها من دونه ...
هي تعتقد ان هجره لها وتركها اكثر شئ يدمرها ويوقف حياتها .. نعم فلتعتقد ذلك وهو من سيثبت لها ان هناك كسره اخري وألم اخر لم تجربه بل هو اشد واقسي من ألم الهجر والبعد .. قرر البقاء بجوارها من اجل ابنائه ومن اجل الحفاظ علي حياتها وعدم تعرضها للخطړ بسبب تهورها ...
اكثر من كان سعيدا ببقائه هو ابنه ادم .. ذلك الصغير الذي شعر بأنه وجد روحه المفقوده بعد ان ادرك هويه والده الحقيقيه وانه ذلك الشخص الذي لطالما احب ان يكون هو والده .. حتي وان كان والده شخص اخر كان يعتقد انه لن يحبه اكثر من ذلك الذي اطلق عليه حارس القوه واعجب بجسده الرياضي وحركاته القتاليه ولعبه ومرحه وصداقته معه .. خلال ذلك الشهر لم يترك ادم والده ولو للحظه واحده .. دائما ما يظل بحواره يلعب معه ويدربه علي القتال الكاراتيه والسباحه وركوب الخيل وكذلك اطلاق الڼار ليجد في ذلك الصغير روحا اخري ماهره وذكيه وسريعه الفهم واﻷدراك لكل ما يعلمه له عبدالله .. بدأ حياته الدراسيه بالصف اﻷول الابتدائي منذ اسبوعين وهو يذهب كل يوم مع والده ويتباهي فخرا وزهوا وسط اصحابه الذي تعرف عليهم بأن له اب مثل عبدالله وهو يحكي لهم كيف كان يقاتل الاشرار ويسقطهم جميعا بضربه واحده .. وفي أوقات فراغه بالمدرسه يظل يحكي ويقص ﻷصحابه عن ما فعله ويفعله معه والده كل يوم معه حتي ارتسمت رغبه بداخل اصحابه لمقابله والده الذي يتحدث عنه بتلك الطريقه .. كان عبدالله يتمثل الشخص رقم واحد the one في حياه ابنه وهو يري انه يعوضه عن كل لحظه عاشها ذلك الطفل محروما منه ..