رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

في المنزل هكذا وأيضا أنا غاضبة منه كثيرا فمنذ أن عدنا من ما يسمى بشهر العسل لم أره ويريد مني الالتزام في البيت كامرأة عانس لا خروج ولا سهر ولا أي
متعة هذه ليست الحياة التي كنت أظن أنني سأحياها برفقته 
منذ أن كان عمرك ثمانية عشر عاما وأنت تخرجين وتسهرين كل يوم ألم تملي من فعل تلك الأشياء اللعېنة لمدة عشر سنوات!
هناء بانفعال
هذه هي حياتي ولأجل ذلك تزوجته لكي يوفر لي الإمكانيات لعيشها بطريقة أفضل 
زفرت صابرين بتعب قبل أن تصيح 
إذن سيضيع شاهين من يدك وحينها ستخسرين ولا تظني أنه بإمكانك أن تستندي حقوقك التي لا تساوي قرشين أمام أمواله الطائلة  
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
داهمتها حوافر القلق فأخذت تشرد أمامها وهي تفكر في حديث والدتها التي قالت بجفاء
فكري مليا واعلمي أن هذا الرجل ذكي جدا فهو يمهلك الفرصة كي تكوني مثلما يريد وإن تماديت أو فكرت بخداعه سيلقي بك عند أول مفترق طرق ولن يتلفت إلى الوراء أبدا 
كانت تجلس في شرفة غرفتها تنظر بشرود حولها وعقلها يعمل كالآلة تريد الخلاص ولا تدرك أين تاه دربه تقف عند مفترق طرق أن خطت قدماها بأيا منهما لن تستطيع التراجع أبدا ناهيك أن خطوتها القادمة ستحدد مسار حياتها القادمة إن كانت جنة برفقته أو چحيما من دونه وللحظة تمنت أن تراه الآن لتستند 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فراس 
باغتها حين قال بلهجة خشنة
كنت تفكرين بي أليس كذلك!
عاندت شوقها واحتياجها إليه وهي تحتال عليه قائلة
لا من أخبرك ذلك!
كان يتوقع إجابتها لذا قال بتخابث
إذن لما خداك محمران بتلك الطريقة المغوية
هبت من مكانها وهي تقول باندفاع
هل تراني! أين أنت! هل أتيت!
وصلها صوت قهقهاته الرجولية التي أثارت زوبعة من المشاعر داخل قلبها وخاصة حين قال يعري شوقها الضاري له
هذا يعني أنك كنت تفكرين بي لما الكذب إذن!
تعاظم الحنق بداخلها كونه فطن إلى كذبها فهدرت پغضب
لأنك مغرور لعين 
ابتسم على ڠضبها وقال محذرا
لسانك يا فتاة أعدك بأن ثاني شيء سأفعله
ما إن أراك هو معاقبة ذلك اللسان السليط 
تراقصت دقات قلبها على أنغام كلماته وهمست بخجل
وما هو أول شيء ستفعله إذن!
أجابها فراس بنبرة موقدة تحمل الشغف واللوعة
مفترس 
أجابها صوته الرجولي الخاڤت
لا بل مشتاق 
تراقصت أضلعها بداخلها من فرط السعادة فقد كانت تشبه أرضا قاحلة تتعطش لقطرات المطر حتى تلتئم صدوعها وشروخ قلبها لذا حاولت أن تغترف من عشقه المزيد فتظاهرت بأنها لم تسمع حين قالت
لم أسمع جيدا ماذا قلت!
شعر بحاجتها إليه التي كنقطة في بحر احتياجه لها فقال بهمس محترق
ألم أقل أنك مفترس!
باغتها حين قال بلهجة خشنة مستعرة بلهيب الصبوة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وذلك المفترس يريد رؤيتك الآن 
لم تكد تجيبه حتى فوجئت بسيارته التي دخلت من بوابة القصر فقالت بلهفة
هل أتيت!
لا بل سيارتي هي من أتت لتجلبك إلي فاليوم سأتأخر وهناك بعض الأوراق الهامة التي أريدك أن تجلبيها إلي 
ما إن أنهى جملته الأخيرة حتى تولد شعورا بالقلق داخلها أدى إلى ارتجاف صوتها حين قالت 
أي أوراق!
فراس بعجالة
هل تذكرين الملف الذي أعطاني إياه شاهين ذلك اليوم الخاص بشحنة الأسلحة!
هوى قلبها بين ضلوعها وتلاحقت الأنفاس بصدرها وهي تجيبه
نعم أذكره 
أحتاج إلى هذا الملف الآن ولا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي هل تستطيعين ذلك!
لم تعد أقدامها قادرة على حملها فهوت على الأريكة خلفها فها هو القدر يضعها وجها لوجه أمام مطرقة الاختيار بل ويجبرها على المواجهة التي كانت تحاول بكل الطرق الهروب منها 
نور هل تسمعينني!
هكذا صاح فراس بنبرة مرتفعة فأجابته بارتباك
نعم أنا اسمعك أجل أستطيع 
فراس بعجالة
حسنا في غرفة الملابس تحديدا في الرف الثالث ستجدين مفتاح الخزانة اجلبيه وقومي بفتحها وجلب الملف ثم اغلقيها جيدا وأعيدي المفتاح إلى مكانه وسيأتي بك السائق إلي 
اكتفت بقول كلمة واحدة
حسنا 
أغلقت الهاتف وهي تغمض عينيها پألم شعرت به يغزو سائر جسدها فقد وصلت إلى نقطة اللا رجوع وعليها الاختيار الآن على أي الجانبين عليها أن تقف 
تشعر وكأنها مکبلة من عنقها بأصفاد قويه تجذبها تجاه حق والدها و الأخذ بثأره علما بأنه هناك شيء داخلها يخبرها بأن الأمر ليس كما تصفه والدتها وأصفاد أخرى منبعها قلبها الذي يتعلق بعشقه ولا يريد التفريط به بل ويتمسك به بكل ما أوتي من قوة ولا ينفك أن يردد على مسامعها بأن فراس ليس ذلك الشخص السيئ كما تحاول والدتها أن تصفه وكلما أحكم أحد الطرفين على موقفه تشعر بأنها تختنق حتى كادت أن تصرخ بملء صوتها قائلة
كفى فلم يعد بمقدورها التحمل أكثر 
توجهت إلى حيث أخبرها عن مكان المفتاح ووجدته في مكانه فأخذته والتقطت حقيبة يدها لتتوجه إلى الأسفل وهي تحاول أن تصم أذنيها إلى الاستماع لأي من تلك الأصوات التي تزأر بداخلها ونفذت ما أمرها به وحين أمسكت بالملف توقفت للحظات تنظر إليه وإلى الهاتف في يدها الأخرى تنازع رغبة تحثها على نسخه وأخرى تنهاها عن ذلك وتذكرها بأنه يثق بها للحد الذي يجعله يضع ملفا بهذه الخطۏرة بين يديها بينما أخذت كلماته تنخر بقلبها وهو يقول
لا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي 
حسمت أمرها وقامت بمسح عبراتها التي كانت تتدحرج على خديها حتى سقطت
على الملف في يدها وتوجهت
إلى حيث ينتظرها السائق واستقلت السيارة تحاول أن لا تفكر فيما فعلته وماهي عواقبه بعد نصف ساعة كانت تترجل من السيارة أمام الشركة لتشق طريقها بين الموظفين قاصدة الطابق التاسع حيث مكتبه الذي ما إن وصلته حتى سحبت نفسا قويا بداخلها عله يهدئ من توترها قليلا قبل أن تقوم بطرق الباب ليأتيها صوته يأمرها بالدخول وما إن أطلت برأسها من الباب حتى وجدته يترك كل شيء 
أي سحر تمتلكين بين ضفتي التوت خاصتك !
أخفضت رأسها خجلا فقام برفعها وهو يقول بصوت أجش
لا تخفضي عينيك عني فلو تعلمين إلى أي درجة أشتاقهم 
همست بخفوت
أخبرني إذن 
ألا تشعرين!
تحدث وهو يناظرها بعينين تتوهجان بنيران العشق الذي لم يفصح اللسان عنه بل تشاركت القلوب به سرا ولكنها ولأول مرة بحياتها كانت جشعة نهمة لكل شيء منه لذا قالت تحثه على الحديث أكثر
لقد كنا معا في الصباح أي منذ خمس ساعات هل اشتقت إليهما بتلك السرعة!
يعلم إلى أين تريد الوصول ولكن كان هناك الكثير مما يعوقه إضافة إلى أنه كان حديثا في صف العاشقين فلم يكن يعلم كيف يصيغ كلماته لذا قال بخشونة
سأترك الأمر لإحساسك أن يخبرك 
اغتاظت من إجابته فقالت بنبرة يشوبها الحدة
ولم لا تخبرني أنت!
لست ممن يجيدون صياغة الكلمات 
هكذا أجابها بسلاسة ليزداد إصرارها وهي تقول
لا يهم فلا أريد كلمات منمقة أو عبارات مزخرفة أريد معرفة كيف تراني عينيك حتى أنني سأكتفي بتشبيه يماثل ما تشعر به هنا  
تشبهين الأمان لبلدة يحيط بها القصف من جميع الاتجاهات  
لم يترك للخوف مكانا بقلبها فقد احتل عشقه كل شيء حتى عقلها خلع عباءة الحذر معه وانصاع خلف وهج الحب الذي احتدم بقلبها ما أن سمعت كلماته التي كانت اعترافا رائعا بالحب لم تتوقعه أبدا لذا اندفعت تحتويه بكل ما أوتيت من شغف احتوتها ذراعيه في لقاء اكتملت به أرواحهما وتوحدت نبضاتهما بعزف سيمفونية العشق الأبدي الذي لا يقدر عليه سلطان 
أخرجهما من لجة مشاعرهما ذلك الرنين المستمر للهاتف فأطلق فراس لعناته وهو يتركها على مضض ليتوجه إلى مكتبه مجيبا بينما كانت هي ما زلت تعاني انخفاض في ضغط القلب الذي لم يستطع تحمل كل تلك المشاعر التي يبثها إياها فبقيت بمكانها لدقائق ريثما ينهي مكالمته ثم توجهت بخطوات هلامية تضع الملف المنشود أمامه فالتف يناظرها بعينين أظلمتا لثوان قبل أن يعيد انتباهه إلى مكالمته التي ما إن انتهت حتى باغتته كلماتها حين قالت بعتب
لم تفعل هذه الأشياء السيئة!
قابل استفهامها بآخر حذر
أي الأشياء السيئة
تقصدين!
أجابته نظراتها حين تفرقت بينه وبين الملف الملقي أمامه على المكتب فأخذ الأمر منه ثوان قبل أن يجيبها باقتضاب
ليست كل الأشياء كما تبدو في الظاهر 
لم تكن تنتظر منه إجابة قد تشفي ظمأ فضولها الذي قمعته بداخلها خوفا من معرفة حقائق قد تعيدها إلى غياهب الألم مرة أخرى لذا قامت بفتح حقيبتها وإخراج تصميم الفندق الذي كلفها به ووضعت التصميم أمام عينيه اللتين كانتا تراقبان معالمها بترقب وسرعان ما تبدلت نظراته إلى الدهشة حين وقعت على تصميمها الرائع والذي كان عبارة عن فندق على شكل صدفة بها لؤلؤة كان بها بنيان الفندق فقد بدا التصميم رائع ولكنه اكتفى بأن يقول باختصار
تصميم جيد ومختلف  
انكمشت ملامحها بحنق من كلماته البسيطة والتي كانت لا تفي تصميمها حقه فهدرت حانقة
هل هذا كل ما استطعت قوله!
فطن إلى حنقها مما جعل بسمة هادئة تلون ثغره فقال باستمتاع
أرى أنك مؤخرا تخليتي عن طبيعتك القنوعة 
عاندته ساخرة
أنت الذي ما زلت تتمسك بطبيعتك البخيلة  
تعجبه شخصيتها الجديدة التي تشاكسه ولا تنفك عن مواجهته ومبارزته فقد كان يريد إخراجها من ثوب الضعف الذي كان يتلبسها 
توالت المكالمات حوله وانغمس في ممارسة أعماله وهي جالسه بصمت ضاقت ذرعا به فوثبت قائمة تلملم حاجياتها وهي تنتظر أن ينهي مكالمته حتى تخبره بعزمها على المغادرة 
هل مللت!
تأثرت بقربه حتى خرجت لهجتها مبحوحة
أنت وهو بمثابة مكافأة من القدر لي 
لم تستطع منع نفسها من الالتفات تناظره بتوسل يناقض حدة لهجتها حين قالت
إذن حافظ على نفسك لأجلنا 
أخبريني ما الذي يؤرق تفكيرك هكذا!
ألا تخاف من ممارسة تلك الأعمال! أنت تخالف القوانين ودولتنا لا تتهاون في مثل تلك الأمور 
بعثرة كلماتها كانت مرآة لهلعها الذي تحول لدهشة حين قال بفظاظة
قانون الدولة لا يشملني  
لم تكد تجيبه حتى جاء الطرق على الباب وقد كانت مديرة مكتبه تخبره عن موعد الاجتماع بعد عشر دقائق مما جعلها تقول بجفاء
سأغادر الآن نلتقي مساء في المنزل 
أومأ بصمت فغادرت تفر من أمامه ومن وطأة ۏجع قاټل لا ينفك أن يعود إليها مرة أخرى مهما حاولت لفظه بعيدا عنها استقلت السيارة تنوي الذهاب إلى أي مكان عدا القصر فهي لا تريد رؤيه أحد وهي في تلك الحالة فأمرت السائق أن يتوجه إلى المقاپر وها هي تجلس أمام قبر أبيها تذرف أطنان الۏجع
الكامن بصدرها على هيئة عبرات لا تنضب ولا تنقص من ۏجعها شيء 
أعلم أنك لو كنت موجود لما كنت أجرؤ على التفوه بحرف مما يدور بداخلي ولكن أنت غير موجود وأنا أكاد أموت ألما ولا أجد أحدا بهذا العالم أستطيع إخباره بۏجعي 
هكذا تحدثت پقهر موطنه قلبها الذي تآزر به الۏجع واستبد به الذنب فأخذت تنوح باكيه حتى اخترق صوت نحيبها هدوء وسکينة المكان من حولها
أرجوك أن تسامحني يا أبي لم أستطع فعلها أنا
تم نسخ الرابط