رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

اهتماما فقد كان مشغولا بتهدئة قلبه الثائر بقوة حين لمح الألم الذي يطل من عينيها ويلون ملامحها التي ذبلت والسبب هو  
تجعدت ملامحه وقست نظراته وتولى عقله مهمة إقناعه بأنه لم يخطئ وأن ما فعله كان صائبا لذا توجه إلى مكتب والده لينهي هذا الصراع اللعېن صافقا الباب خلفه 
لا بأس لم يحدث شئ انا بخير كلها عبارات معانيها بعيدة كل البعد عما تحمله من آلام يجيش بصدر قائلها فهو أكثر من يعاني في هذه الحياة و لين قلبه سببا قويا لشقائه لذا لم يخطئ من قال في السابق بليت بلين القلب ! فوداعه القلوب تتناسب طرديا مع مشقتها 
نورهان العشري 
نور حبيبتي هل أنت هنا بحثت عنك كثيرا ولم أجدك 
هذا كان صوت جليلة الذي اخترق مسامعها وهي تغادر غرفة والدتها التي ارتفع ضغطها فجأة ولأول مرة منذ وقت طويل تستوطن الفراش لمدة أسبوع كامل اعتزلت به الجميع وأولهم هي ولكن قلبها لم يطاوعها بتركها وحيدة فقد كانت تجلب لها أدويتها بنفسها وكذلك الطعام ولأن طيبة القلب أحيانا تكون سبب شقائه فقد كانت تأخذ النصيب الأكبر من ڠضبها بكل مرة تذهب إلى غرفتها وبالرغم من ذلك لم تتركها أبدا  
كنت أتأكد من أن أمي أخذت دوائها وتناولت الفطور هل تريدين شيئا
جليلة بنفي 
لا أبدا
سئمت الجلوس وحدي وأردت أن نتشارك فنجانا من القهوة 
خيم الحرج على ملامحها وجاءت كلماتها تحمل طابع الاعتذار 
أعتذر منك كثيرا فأنا كنت أنوي الذهاب لرؤية هدى فقد مضت على عودتها من بيت والدها أسبوعا ولم أستطع رؤيتها وأنت تعرفين ما حدث لها 
قاطعتها جليلة بتأثر 
أعلم وأشفق على تلك الفتاة كثيرا فما حدث ليس بالهين على أي امرأة 
أطلقت العنان لمشاعرها حين قالت بحزن
أتعلمين ما المحزن في الأمر أنها مجبرة على التعايش معه وتقبله 
جليلة بمرارة 
صمتت لثوان قبل أن تقول بترقب
أخبريني يا نور لو كنت بمكان هدى هل ستتقبلين الأمر وتنصاعين لتلك القيود أم ستنفصلين عن فراس 
كان سؤالا عابرا في الظاهر ولكن بينها وبين نفسها شعرت بأنه سهم مشتعل أصاب شيئا ما بداخلها فتألم سائر الجسد فأغمضت عينيها لثوان قبل أن تخرج الكلمات من أعماقها تحمل طابع التمني
لن أستطيع تقبل ذلك الأمر أبدا 
قطعت باقي جملتها وخبئته بصعوبة في جوفها فلم تكمل ما أرادت قوله بأنها تتمنى أن تنفصل عنه لأنه خائڼ قاټل وقد وبخها عقلها ونعتها بالجبانة لكونها لا تستطيع حتى التفوة بكلمات واهية لا تملك الجرأة على تنفيذها 
لم أشعر بأن لحديثك بقية!
هكذا استفهمت جليلة وهي تناظرها بأعين التمع
بهما الترقب والفضول فحاولت المناص منها إذ قالت مراوغة
تعلمين أنني لا أجرؤ على قول ما هو أبعد من ذلك والفضل يعود إلى هاديس أمير الظلمات الذي أنا زوجته وأيضا لقد أجبت على سؤالك 
بهتت ملامح جليلة من إجابتها علي الرغم من أنها تعلم جيدا كيف يمكن لولدها أن يتحول لهاديس بالفعل ولكنها أرادت معرفة إلى أي مدى يصل سوء الأمور فقالت باستفهام 
أجبت على نصفه فقط وبصدد إطلاقك عليه هذا اللقب أخبريني يا نور هل أمورك مع فراس تسير على ما يرام 
تنبهت إلى سؤالها الذي ترتاب في سببه كثيرا فلاحظت جليلة ذلك فأردفت موضحة 
لا أقصد التدخل في شؤونكم الخاصة ولكن ما حدث لم يكن سهلا خاصة بأن عودته لم تكن متوقعة وجاءت في أكثر توقيت سيئ لأي رجل 
أمي  
هوى قلبها بين قدميها حين سمعت صوته الذي يدل أنه سمع حديث والدته فانكمشت ملامحها پذعر ارتسم بقوة في عينيها التي برقت وتنفسها الذي علا إضافة إلى رجفة قوية ضړبت سائر جسدها حين شعرت به يقف خلفها مباشرة وغزا سمعها صوته الخشن حين قال
هل تعانين من الفراغ في مثل هذا الوقت من الصباح
كانت مشغولة بمراقبة نور التي ذكرتها بنفسها فقد كانت ترتعب من زوجها بتلك الطريقة ولكنه كان فظا غليظ القلب يخشاه الجميع لسوء طباعه ولكن فراس ليس هكذا بالرغم من هيبته وقوته
إلا أنه ليس سيئا أبدا 
هكذا تقال صباح الخير يا فراس!
شعرت بنظراته التي تخترق ظهرها من الخلف ولكنها لجأت إلى التجاهل في التعامل معه منذ ما حدث بينهما آخر مرة وكم كانت تتوق إلى أن يظل الأمر على هذا الحال بينهما للأبد هي تتجاهله وهو لا يكلف نفسه عناء الالتفات إليها حتى بأوقات العشاء التي يجتمعون بها لا تلمحها عينيه ولو مصادفة أو هكذا ظنت  
صباح الخير يا أمي 
تحمحمت بخفوت بعد أن استعادت صوتها الذي فقدته منذ أن شعرت بوجوده وقالت بجمود
سأذهب لأتفقد إياد وأرى إن كان تناول فطوره أم لا 
أريد فنجانا من القهوة بعد نصف ساعة على مكتبي 
حسنا 
اكتفت بكلمة واحدة بينما بداخلها آلاف من الصرخات التي تود لو تخترق جبهته ذلك القاسې المتجبر الذي يحادثها بأمر وكأنها خادمته  
تابعتها نظراته حتى اختفت عن الأنظار وقد لاحظ من خطواتها أنها غاضبة وقد التمعت عينيه باستمتاع قطعته والدته حين اقتربت تعانق ذراعه وهي تقول باستفهام 
لم تتعامل مع نور بتلك الطريقة الفظة
تقدم عدة خطوات برفقتها وهو يقول بلهجة فاحت منها رائحة الكبر
لا أرى أي شائبة بطريقتي معها 
تجعدت ملامحها باستنكار تجلى في نبرتها حين قالت
هل يعقل ذلك ألا تلاحظ أنك تخيفها كثيرا 
لم تتبدل ملامحه إنما تشابهت عينيه مع لهجته حين قال بجمود
القليل من الخۏف لا يضر 
اغتاظت من حديثه فقالت بحنق
القليل! إنها ترتعب منك أخبرني يا فراس هل تحب نور حقا
انكمشت ملامحه باستنكار ينافي تلك الدقة القوية التي شعر بها في صدره ولكنه تجاهلها وهدر باستياء
حب من أين أتيت بهذه الكلمة!
اغتمت ملامحها وقالت بتهكم مرير 
منك ظننت أنك فعلت ذلك بأشرف لأنك تغار على نور وتحبها 
اكفهرت ملامحه وقست عينيه ونبرته حين قال
فعلت ذلك به لأنه تجرأ على أملاكي وليس لأجل تلك الترهات التي تتفوهين بها 
لم يدهشها حديثه كثيرا ولكنها لم تمنع نفسها حين استفهمت بسخرية
هل الحب من وجهة نظرك ترهات 
أجابها باختصار متجاهلا شعورا مزعجا يجتاح داخله بقوة 
نعم  
لن تستسلم فقد رأت اهتزاز حدقتيه للحظة وهذا يعني أنه ليس صادقا بنسبة كبيرة لذا أرادت أن تعري ما بداخله فقالت بقوة وهي تقف معه أسفل الدرج 
أتعلم شيئا أرى بعمق عينيك مشاعر قوية تجاه نور وسأصلي وأدعو الله أن تعلم ماهية تلك المشاعر وتصلح علاقتك بزوجتك قبل أن تخسرها وقبل أن تكرهك 
لاح الاستنكار على ملامحه من تلك الكلمة التي رددها باندهاش
تكرهني
أجابته بمرارة
نعم فخۏفها الكبير منك قد يتحول إلى كره كبير قد لا تتحمله 
كلماتها أثارت
غضبه وزوبعة من المشاعر بقلبه لذا أراد إنهاء ذلك النقاش السخيف قائلا بفظاظة
أمي يكفي فوقتي ثمين ولن أضيعه في هذا العبث 
تجمعت جيوش الڠضب بداخلها من غباءه فهي ترى به الآن صورة مصغرة من زوجها وهذا أقسى من أن تتحمله لذا قالت بدون احتراز
أنت حقا تستحق لقب هاديس كما أطلقت عليك نور  
تحفزت فرائسه وانكمشت ملامحه پصدمة تجلت في صوته حين قال
هاديس! 
شعرت بالغبطة لصډمته وتأثره من ذلك اللقب وهذا يعني أن جموده وفظاظته ستار يخفي وراءه مشاعر يكنها لزوجته لذا قالت بتأكيد 
نعم سأخبرك شيئا وأتمنى ألا يمر عليك مرور الكرام 
تنبه لكلماتها التي لامست شيئا بداخله
إن أعطتك الحياة فرصة ثانية لا تكرر أخطاء الماضي مرة أخرى واعلم أن بعض الأشخاص خسارتهم قد تكلفك عمرا بأكمله 
ظلت كلمات والدته تتردد بأذنه وهو يفكر ماذا سيكون موقفه إن خسرها مرة أخرى 
لم يكن عاشقا لها حين تزوجها إنما كان زواجا مرتبا من قبل العائلة وقد وافق كلا منهما عليه دون أي اعتراض ولكن بأعماقه
كان هناك انجذاب قوي تجاهها ومشاعر عميقة تجتاحه بمجرد أن يتردد اسمها على عقله فهو 
أخرجه من شروده طرقها الخاڤت على باب الغرفة فسمح لها بالدخول فانفتح الباب لتطل عليه بطلتها الآسرة لطالما أعجبته كامرأة على الرغم من ضآلة حجمها ولكنها كانت ترضيه وتشعل الشغف بجوفه فيصبه عليها نيرانا حاړقة  
هل تريد شيئا آخر!
هكذا تحدثت بجمود بعد أن وضعت القهوة على المكتب أمامه وعيناها تراوغ حتى لا تتقابل مع عينيه التي طافت عليها بنظرات تحمل وميض الشغف والرغبة فأظلمت أشعتها التي أشعلت شيئا ما بداخلها لم تعرف كنهه وخاصة حين قال بخشونة
إذن أنت أطلقت علي لقب هاديس أي أمير الظلام 
رهبة قوية اجتاحتها جراء استفهامه مما جعلها تلتف موجهة أنظارها إلى النافذة وهي تقول بتوتر
من أخبرك هذا 
شعرت بحرارة تكتنف جسدها إثر اقترابه منها مما جعل حزمة قوية من الوخزات تغزو عمودها الفقري فحاولت الثبات قدر الإمكان لتأتيها نبرته التي كانت تحمل وعيدا مبطنا 
لا يهم المهم الآن هل حقا تريني بتلك الصورة! 
صمتت لثوان لم تسعفها الكلمات وخاصة وهو بهذا القرب الذي يثير بداخلها زوبعة 
بارتباك قائلة 
وهل أجرؤ على قول الحقيقة 
في تلك اللحظة كان أسيرا للزيتون الذي يتلألأ بإغواء في حدقتيها اللتان لمعتا بهما ومضة من التحدي راقت له كثيرا فقال بخشونة
نعم أريد سماع الحقيقة منك 
لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة فقد خرجت الكلمات مندفعة من بين شفتيها
نعم أطلقت عليك هذا اللقب لأنك بالفعل تملك قلبا مظلما متوحشا لا يليق سوى بأمير الظلمات 
ومن أين تعرفين أن قلبي مظلما!
صدمة كبيرة اجتاحتها من سؤاله غير المتوقع فقد ظنت أنها ستكون فريسة لغضبه المريع ولكن نظراته ولهجته الهادئة أمرا يدعو للدهشة أو ربما الريبة هكذا حذرها عقلها ولكنها تجاهلت تحذيراته وتوهجت نظراتها التي كانت مفعمة بالتحدي وهي تواصل هجومها السافر قائلة 
إن لم يكن كذلك فمن المؤكد أنك كنت ستشعر بالبشر من حولك ولكنك 
توقفت حين وجدته يعض على شفته السفلية بطريقة بعثت الرجفة إلى أوصالها التي شعرت بها ترتخي حين قال بهسيس مرعب
أتعلمين كل ما أشعر به الآن أنني أريد سحق عظامك  
أخفت ذعرها خلف ستار الاستنكار حين قالت تتوارى خلف خداع واه 
ستقتلني لأنني أخبرتك الحقيقة
ارتفع أحد حاجبيه باندهاش قبل أن يقول مستفهما
من أين اتيت بفكرة القټل الآن
بللت حلقها قبل أن تقول بسخرية 
ألم تقل إنك تريد سحق عظامي
وما هو السبب إذن!
غافلته الكلمات وانبعثت من بين شفتيه حين قال بلهجة خشنة وعينين تشملها بنظرات متوهجة تطلقان سهاما مشټعلة إلى سائر كيانها 
لأنك تبدين فاتنة بدرجة يصعب علي احتمالها 
ما الذي تقصده لا أفهم
هذا لأنك تثرثرين كثيرا 
و الصبوة معا قائلا بهسيس قاټل 
أريك كيف تسحق العظام 
هكذا تحدث زينات بتهكم وهي تنظر إلى هدى التي كانت تتابع تحضير الطعام في المطبخ فجاءها صوت حماتها البغيض فاندلعت شرارة الڠضب بداخلها ولكنها حاولت قمع حنقها والټفت تجيبها ببساطة مٹيرة للاستفزاز 
لم أسمعك 
نجحت في استفزازها فقالت ساخرة
لم تسمعيني وأنا في أسفل الدرج وأنت في منتصفه ترى هل أصبت بالصمم أم
تم نسخ الرابط