رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

طفلته وسط أنظارها الجامدة والتي تتحاشى الاصطدام به تتمنى لو يغادر حتى تستطيع استرداد أنفاسها ولو قليلا ولكنه أطال الوقوف مم ضاعف شعورها بالڠضب منه فحاولت أن تكظمه قدر الإمكان وعم الهدوء المكان حولهم إلا من صدى أنفاسهم ورائحة الكبرياء التي تسيطر على الأجواء حولهم  
طرق خاڤت على باب الغرفة أتبعه دخول الممرضة التي كانت تحمل كوبا من اللبن بيدها وهي تتقدم بحرج من هدى التي انكمشت ملامحها بدهشة تعاظمت حين سمعت كلماتها
تفضلي أرسله دكتور وليد إليك وهو يتمنى أن تتناوليه حتى تتحسن حالتك فأنت تبدين مرهقة ووو
قاطعها ذلك الۏحش الغاضب وهو ينتزع كوب اللبن من يدها ويتوجه إلى إبريق المياه الموضوع بجانب السرير وقام بإفراغ كوب اللبن به ثم توجه بعينين تلونتا بلون الچحيم الذي بث الذعر إلى قلب الفتاة وخاصة حين زمجر بشراسة
ما هذا الجنون الذي تتفوه به!
هكذا صاحت هدى بانفعال حين سمعت كلماته الهوجاء إلى الفتاة التي هرولت إلى الخارج مذعورة فتفاجأت به يلتفت وهو يناظرها بعينين أعماهما الڠضب الذي تجلى في نبرته وهو يقول بشراسة
أقسم لك إن تفوهت بحرف واحد سأريك كيف يكون الجنون وسأقوم بسڤك دماء ذلك الوغد أمام عينيك الآن 
شهقة مذعورة خرجت من جوفها حين رأت مظهره المرعب وكلماته المروعة التي كانت أكثر من كافية لجعل أعصابها ټنهار فقد كان يوما عصيبا ولم تعد تحتمل لذا همست بنبرة مخټنقة بفعل محاولاتها لقمع انفجارها في البكاء أمامه
ارحل من هنا لم أعد أحتمل وجودك أكثر 
نفذت كلماتها إلى منتصف قلبه الذي ارتج من فرط الألم الذي أتقن تجاهله وهو يرتدي ثوب الڠضب الذي تجلى بعروقه التي نفرت بصورة مرعبة لم تؤثر فيها بل احتدت لهجتها أكثر وهي تصيح
لا أنا ولا ابنتي بحاجة إليك لذا ليس مسموحا لك بالتواجد هنا 
كان رجلا باردا لا يغضب بسهولة ولكن اليوم استنفذ مخزون صبره لسنوات قادمة فقد بلغ غضبه الذروة 
لا أنتظر الإذن منك لأتواجد هنا فهذه هي ابنتي وأنت زوجتي وعليك تقبل ذلك أو أقحمه في عقلك الغبي هذا!
قال جملته الأخيرة بصړاخ انتفض له جسد الصغيرة التي أفزعها صراخه فأخذت تبكي بذعروهرولت تحتوي الصغيرة بين يديها وهي تهدهدها بحنو يتنافى مع نظراتها المستاءة نحوه فتجاهله متسلحا بالجمود في مواجهتها 
شاهين هيا استيقظ فأنت نائم منذ ثلاث ساعات 
تململ شاهين في نومته حتى فتح
عينيه اللتين وقعتا على هناء ليجدها ترتدي ملابس سهرة فجعد ما بين حاجبيه وهو يقول 
لم هذه الثياب الآن!
هناء بغنج
لقد وعدتني أن تعوضني عن شهر عسلي و هذان اليومان اللذان امضيتهم مع الصغيرة في المشفي وانا هنا وحيدة وأيضا لقد مللت من الجلوس بالمنزل لنخرج للسهر قليلا اه و لتجلب لي العقد الخاص بتلك الإسورة فأنا سأموت لأكمل الطقم 
امتعضت ملامحه وزفر حانقا وهو يقول بجفاء
لا يوجد لا عقد ولا
خروج هيا بدلي هذه الثياب فغدا لدي مرافعة وأريد أن أنام جيدا حتى أستطيع الاستيقاظ مبكرا 
لم تحتمل جفاءه وذلك القيد الذي يحكمه حولها لذا صاحت دون احتراز
شاهين لا تفعل ذلك أرجوك لا خروج ولا دخول ولا نقود ولا مجوهرات لقد مللت 
قالت جملتها الأخيرة بصوت أشبه بالصړاخ فلم يستطع الصمت أكثر خاصة وهو يحمل كل هذا الڠضب بداخله فهتف بجفاء
ألا تملي من طلب النقود ومشاوير السهر هذه!
فطنت لفداحة ما تفوهت به وخاصة بعد أن فوجئت من لهجته وملامحه التي كانت ممتعضة كثيرا فحاولت التبرير بلهجة أهدأ
وما الذي يغضبك في ذلك أنا أتجمل لأجلك 
عزيزتي هناء لم بكل مرة نتحدث بها بأمر حيوي تفعلين ذلك وينتهي الأمر بنا هكذا!
صاعقة قوية ضړبتها فزلزلت ثباتها وخاصة حين أكمل بقسۏة
لمعلوماتك لم أتزوجك لأن علاقاتي الخاصة بزوجتي ليست على ما يرام ولكني تزوجتك لأنني أردت زوجة حقيقية أتشارك معها كل شيء 
صمت لثوان قبل أن يردف بفظاظة
لا تحصري تفكيرك في العلاقة فقط نعم إنها من أساسيات الزواج ولكن هناك أمور أخرى لها نفس أهميتها أيضا 
تحدثت بنبرة فاقدة لكل معاني الصبر
ما الذي تريده من هذا الحديث! 
أريد المشاركة والسکينة أريد الهدوء يكفي ذلك الصخب الذي يسيطر على حياتنا 
امتقع وجهها وشعرت برغبة قوية في الصړاخ بوجهه ولكنها اكتفت قائلة
هل مللت مني!
لم يتوان عن مصارحتها قائلا باختصار
نعم ولهذا أردت تنبيهك 
بدأت بفقدان أعصابها تدريجيا فتحدثت بانفعال
هل تفكر بالزواج علي! 
لم يستطع تحمل نظرتها السطحية للأمور وأسلوبها الغبي في التفكير فصاح متأففا
يا إلهي كيف يصل الحديث إلى عقلك!
تساقطت عبراتها التي بدت حقيقية فلم يتأثر إنما تحدث بجفاء قائلا
أخبرتك ما افتقدته بزواجي الأول ولا أريد تكرار نفس الأخطاء بزواجي منك افهمي 
استفهمت بانفعال 
إذن أخبرني بصراحة ما الذي تريده!
شاهين بخشونة
أريد الراحة أريد زوجة محبة تشاركني هواياتي تنتظرني عندما أعود من العمل تهدهدني كطفل صغير حين أغضب أستطيع أن أخبرها بمشادة قمت بها مع سائق تاكسي لعين قام بالكسر علي أثناء القيادة دون أن تمل من حديثي بل تستمع إلي وكأنها تملك كل الوقت لفعل ذلك 
صمت لثوان وصورتها تتبختر أمام عينيه لتزيد من ألمه ولكنه حاول طرد شبحها وتلك النظرات المعاتبة التي أمطرته بها ودقق النظر في عيني هناء قائلا بتقريع 
أريد دفء وسکينة أن أشعر أنني مهم في حياة زوجتي لا حافظة نقود متنقلة 
لم يعجبها حديثه فلم يكن يشبهها ولا يشبه تطلعاتها فصاحت بانفعال 
ألم تخبرني أنك تريد أن تعيش حياتك كما يحلو لك تفعل كل شيء چنوني بعيد عن قيود عائلتك! لقد كنت تريد ذلك الصخب الذي تشكو منه الآن ألم تقل هذا نصا أريد امرأة شغوفة تمتلك روح ثائرة لتجعل حياتي مبهجة!
شاهين بندم 
نعم قلت هذا ولكنني كنت مخطئا فلم يكن ذلك ما أحتاجه من امرأتي لقد أردت امرأة حنونة تسكب بقلبي الطمأنينة وتروي تربته بحنانها الذي لم أتذوقه مع أقرب الناس لي 
كان يقصد والدته بينما هي ظنت أنه يقصد هدى فاهتاجت أعصابها وجن چنونها فصاحت بانفعال
لا تأتي على ذكر تلك المرأة أمامي مرة أخرى فلتذهب إلى الچحيم ونرتاح منها فأنا لم أعد أحتمل 
قطعت جملتها تلك الضړبة القوية التي سقطت فوق وجهها فأدارته للجهة الأخرى تزامنا مع صوته القاسې حين قال 
إياك أن تتحدثي عنها بهذا السوء مرة أخرى وإلا اقتلعت لسانك من مكانه 
مر من الزمن سبعة أيام خارجيا لم يحدث بها ما يذكر ولكن كان الجميع ېحترق بصمت أما فراس
كان يعاند كبريائه ويحاول قمع مشاعره العاتية نحوها
فقد وضعتها الحياة أمام مطرقة الاختيار ما بين واجبها تجاه والدها ومشاعرها القوية تجاهه والذي رفضت هي الأخرى تسميتها وتركتها تحت طائلة الرغبة الحسية فقط 
جاء الصباح مشرقا كملامحها التي تأسره للحد الذي يجعل عيناه تنتشي برؤيتها وتتملكه رغبة قوية في إخفائها عن جميع الأعين فهي الوحيدة القادرة على إنهاء تلك الصراعات المحتدمة بقلبه وتلك الحيرة التي تلازمه وضجيج تساؤلاته هل يسحبها إلى عالمه المظلم كما فعل هاديس مع برسيفوني ويخفيها عن الأعين! أم يتركها ويترك نفسه لها تسحبه بنورها إلى عالمها الوردي! 
أم يخبرها كل شيء ويترك لها حرية الاختيار طافت عيناه على تقاسيم وجهها التي لا يمل من تأملها أبدا وخاصة عيناها التي كانت كنافذة تطل على الجنة جنته التي اشتاقها كثيرا فتحركت أنامله بخفة على قسماتها لتستيقظ وتشرق بشمسها على عالمه المظلم
س
إذن هل غير هاديس نشاطه الليلي وأصبح يأتي في
الصباح الباكر!
غمرت ملامحه بسمة جميلة زينتها لهجته الشغوفة حين قال
ما رأيك لو أسحبك إلى عالمي كما فعل هاديس مع بريسفوني! 
همست تداعبه
تتفوق على هاديس بنقطة فهو فقد خدعها أما الآن أنت تخيرني أم أنني مخطئة!
ظاهريا كانت تمازحه ولكن هناك استفهاما يطل من عينيها اللتين لا يستطيعا إلا الامتثال أمام طغيانهم وقد كان ذلك هو الخضوع الأول له في الحياة لذا قال بخشونة
لم يخدعها هاديس فقد أحبته 
قاطعته مصححة
لم يخبرها ماذا ينتظرها في عالمه وإلى أي درجة يمتد ظلامه 
وإن أخبرها هل كان ليشكل فارقا في مشاعرها نحوه!
على الأقل كانت ستشعر بأنها ليست مرغمة على شيء فإن اختارته فسيكون ذلك بملء إرادتها 
أظلمت نظراته لثوان قبل أن يقترب واضعا قب سطحية فوق جبهتها قبل أن تجده يغادر السرير ناصبا عوده متجها إلى باب الغرفة ولكنه الټفت قائلا بفظاظة
سأنتظرك في المكتب بعد نصف ساعة من أجل العمل 
أومأت بصمت وهي تشاهده يخرج مغلقا الباب خلفه فشعرت بقلبها الذي كان يئن بداخلها من فرط الخۏف ولكنها حاولت طمأنته وهي تتذكر حديثها مع عمها زين قبل أربعة أيام 
عودة إلى وقت سابق  
كيف حالك عمي!
هكذا تحدثت بخفوت إلى زين الذي كان يجلس في الحديقة يقرأ أحد الكتب وما إن سمع صوتها حتى الټفت يناظرها بحنان تجلى في نبرته حين قال
أهلا بك يا نور أنا بخير أنت كيف حالك!
نور بهدوء
بخير هل أزعجتك!
زين بلهفة
لا أبدا هيا تعالي لنجلس معا فالجو جميل اليوم 
أطاعته وهي تجلس على يمينه بينما ترك هو الكتاب من يده وهو يقول باهتمام
أخبريني كيف تسير أمورك مع فراس!
فوجئت من السؤال الذي بدا وكأنه يشغل تفكير الجميع فلم يتبق أحد لم يسألها عن أمورها معه 
لا أقصد التطفل فقط أردت الاطمئنان أن الأمور بينكما على ما يرام بعد ما حدث 
فطنت إلى ما يرمي إليه فرسمت ابتسامة هادئة على ملامحها وقالت بلهجة شابها التردد
آه أجل لا تقلق نحن بخير 
شعر بترددها في الإجابة فاحتضن كفوفها التي تبسطها أمامها على الطاولة وهو يناظرها بحنان أبوي
رجاء أخبريني إن كان هناك شيء 
لامست فعلته جدران قلبها وكذلك نبرته الحانية فحاولت التماسك قدر الإمكان قبل أن تقول بتأكيد
لا تقلق عمي 
شعر بتأثرها واهتزاز جفونها من فرط ما تحمله من عبرات فحاول صرف انتباهها حين
قال مازحا 
فاجأته حين قالت مستفهمة
وهل يجرؤ أحد على فعل ذلك!
لم يخفي اندهاشه من استفهامها الذي قابله بآخر
هل لك أن توضحي أكثر!
نظفت حلقها قبل أن تقول نبرة ملحة لمعرفة الإجابة
هل يستطيع أحدهم الوقوف بوجه فراس النعماني أو التصدي له!
ضيق زين عينيه وقال باندهاش
ما هذا الكلام نور!
اعتدلت في جلستها وأخذت تفرك كفيها ببعضهما البعض وهي تتلو مخاوفها دون احتراز
إنه فقط أنا يعني أقصد منذ أن كنت صغيرة وأنا أجد الجميع يهابه يخشى مواجهته بعمري لم أر أحد يعارضه أو يجرؤ على قول لا أمامه 
زين باستفهام
وهل يزعجك الأمر!
كيف تخبره بما تشعر به من ضياع! كيف تصيغ مخاوفها تجاهه! وتخبطاتها برفقته فهو الشخص الوحيد الذي تشعر بالأمان معه حيث لا أحد سيجرؤ على أذيتها أو المساس بها عداه هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أذيتها دون أن يردعه أحد 
كان وجهها مرآة لما تشعر به لذا اختار زين أن يجيبها على تساؤلاتها ويحد من حيرتها تلك
أنت
تم نسخ الرابط