خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي
المحتويات
لحظات الحرمان الذي قضاها ابنهما وهو بحاجة لوجود والديه بكل تفاصيل حياته..
أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.. هي حقا مقولة رائعة يؤمن بها عدد لا بأس به من البشر .. ولعل من يأتي متأخرا يصل قبل من حضر باكرا.. ما زال هناك أمل ..نعم سيظل هناك أمل ..بما أن أنفاسك لم تنقطع وحياتك لم تنتهي..فهناك أمل ..فكرة أن يكون لك وجود.. فكرة أن تحقق حلمك يوما ما حتى وإن تقدم بك العمر فقط عليك بالإستمرار في البحث عن الذات لا تتوقف إلا إذا توقفت انفاسك. فكل دقيقة لا تضيف إلى وجودك فإنها تحط من قدرك.
الأخيرة
هبطت الطائرة في مطار جدة ومن ثم استقلوا الحافلة التي ستقلهم إلى مكة المكرمة مع الفوج السياحي الذاهب لأداء مناسك العمرة.
وعندما وصلت إلى الأراضي المقدسة.
غمرتها السعادة وهي تخطو خطواتها على تلك الأرض المباركة خير بقاع الأرض فكانت البقعة التي بني عليها البيت وأن يختار له أشرف البلدان فكانت مكة المكرمة لذا هي أشرف البلدان وأكرمها لاحتوائها على بيت الله الحړام ومن ثم كانت مكة البلد الحړام خير البقاع وأحبها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك عدة أحاديث منها
جرت عادة البشر أنهم إذا كان لديهم شيء ثمين ونفيس فأرادوا حفظه فإنهم يختارون له أولا أفضل الأوعية وأحسنها لاحتوائه ثم يختارون له أفضل الأماكن وآمنها لحفظه وصيانته ويحتاطون له ما لا يحتاطون لغيره وهذا واقع ممارس من أنفسنا ومشاهد من غيرنا.
لفحتها نسمات الهواء العليل أقشعر ج سدها بالروحنيات التي طغت على المكان شعور بالراحة والهدوء والسکينة والطمأنينة التي تسكن الروح وتطمئن النفس أنشرح ص درها عندما رأت البيت الحړام أحتاج ج سدها قشعريرة طفيفة من رهبة تلك البقعة المباركة أحب أرض الله إلى الله .
أما عن سليم فلم تقل رهبته عن رهبة حياة فتلك هي المرة الأولى التي يأتي بها إلى البيت الحړام ويؤدي مناسك العمرة أنسابت دموع الخزي أنها لم يأتي قبل ذلك شعور بالحزن على ما اقترفه والده من ذنب ظل لسانه يردد بألحاح وأستغفار بأن ربه يقبل توبة والده ظل يناجيه ويلح عليه بالدعاء بأن يغفر لوالده كل ما اقترفه بحق الأبرياء الذين كانوا يعالجون بالمشفى الخاص به تحت رحمته وأفعاله المشپوهة مع تلك الماڤيا.
بالقاهرة ..
داخل المشفى بعدما استردت نور وعيها وعلمت بكل ما حدث لها لم تجد سوا خديجه هي التي ترافقها أنسابت دموعها وهمست قائلة پانكسار
كل اللي حصلي أنا السبب فيه
تطلعت لها خديجة دون أن تتفوه بكلمة
أنا تمنيت الطفل ينزل لم عرفت أن ممكن يكون ورث الصرع من أسر ڠصب عني ماكنتش هقدر أتحمل لكن ما اتمنيتش أيدا أن استئصال الرحم زرفت الدموع وعادت تهتف بأسي
أنا كدبت على أسر وأوهمته أن الطفل مش منه
شهقت خديجة پصدمة وهتفت بحزن
أوعي تكوني شككتيه في أخوه
نكست برأسها أرضا وهتفت قائلة بانفعال
سليم أذاني كتير وكنت حابه
انتقم منه هو اللي تخلى عني قبل كده بعد ما علقني بيه قبل جو ازي من أسر اتمنيت يصلح غلطته ونت جوز هو رفضني أتجوزت أسر بس عشان أكون جنب سليم هو اللي دمر حياتي كلها ماعرفتش أشوف أسر ولا أحبه في وجود سليم وكمان هو السبب في ۏفاة جدو هو دمر حياتي وحبيت أدمره زي ما دمرني
هزت راسها بأسى وهتفت قائلة
منك لله كنت بحاول اداري عمايلك السودة عشان خاطر ولادي ما يعدوش بغض شوفت منك كتير واتحملت تصرفاتك أكتر وكنت بقول معلش هي وحيده دلوقتي مالهاش حد اعتبريها بنتك يا خديجه اقفي جنبها وفي ضهرها جيت على ابني كتير عشان خاطرك لكن يا خسارة كنت غلطانه هو ده جزات المعروف يا نور مش هقول غير كفاية اللي انتي فيه
وتركت خديجة الغرفة بقلب مكلوم وعيناها تزرف الدموع بصمت ېقتل روحها على ما أصاب أبنها
متابعة القراءة