خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي
المحتويات
الصغيرتين لتبعث الراحة والهدوء داخله تحتويه بمقلتيها النضرة وتغدقه من عبير روحها فهو مشتاق للمستها الساحرة التي تبث له الأمان فرغم كونه الشاب الثلاثيني الجبل الذي لا يهتز مهما أهتزت الأرض من حوله القوة الصامدة على مواجهة الصعاب والمشقات وحده إلا أنه بحاجة لروحها التي تسكنه قطعة من قلبه وروحه معلقة بروحها نصفه الآخر عالمه الأمن الذي لا يريد أن يبتعد عنه حصونه المنيعة لن يسمح لتلك الشروخ أن تحدث فجوة بينهم وتقضي عليهم سيلملم چروحها بروحه ويخفي الندوب الذي سببها إياها لن يترك الماضي بأن يتحكم في حاضره ومستقبله لن يدع الماضي أن ينتصر عليه.
أن تشعر ... أنك تتنفسه و أنت لا تراه
و أن تراه ... و أنت بعيدا جدا عنه
أن تغمرك رائحة عطره ... و هو ليس بقربك
أن تشعر ... بدفئ ذراعيه كلما زاد شوقك له
أن تختلط ... روحك بروحه كلما هب نسيم عشقه
أن تشعر ... بخفقان قلبه دون أن تلمس يديه
فمن يتقن ... إحتواء الروح
يبقى ... بالروح حاضرا في عز الغياب..
تقدم هو بخطوات متلهفة وخفقان قلبه تزداد ټضرب صدره بصخب يكاد قلبه يخرج من بين أضلعه ليتحرر ويلتقي بمن عشقه.
دنا منها وجلس على ركبتيه أمامها أصبح قريبا منها وركبتيه ملتصقه بركبتيها وعينيه تطالع عينيها بشغف واحتواء كان العيون تتعانق مثل الأرواح في نظرات صامتة أغلب من أي حديث يقال وذراعيه تطوقها كأنما يطوق الأزهار رائحته الملاصقه لارواقها في عبيرها الفواح لم تصدق حياة أنها داخل احضانه ټشتم رائحته يغدقها من بلسم روحه يروي ظمأ غيابه وبعده عنها تلك الليالي التي قضتهم بائسة بين جدران غرفتها حبيسة شريدة تنتظر فارسها الذي يحررها من القيود والاغلال المکبلة بايديها وارجلها تعانقت أرواحهم في عناق حار الصمت هو السائد بينهما ونبضات قلبهم في تسارع تكاد القلوب تخرج من محاجرها للتتعانق هي الأخرى حملها بين ذراعيه وأستقامت معه لا يريد افلاتها بعدما غمره الشوق والحنين إليها يريد أن ينتهي العالم الان فيكفي انه جانبها الان وحصل عليها ولن يبعدها عنه مهما حدث فيكفي ما صار لكلاهما في بعدهما عن نصفه الآخر..
وصلا لوجهته وصفا السيارة أمام الباب الحديدي وساعد حياة على الترجل هي الأخرى وظل محاوطها بدفء ذراعه وهي تسير جانبه لم تصدق نفسها بأنها أصبحت قريبة منه وعادت لمكانها حيث قلبه من جديد تشعر بأنها داخل حلما من أحلامها الأخيرة التي تراودها منذ أن ابتعدت عنه او شعرت بتخاذله والتخلي عنها وهي لم تتحمل ذاك البعد القاسې المحطم لقلوبهم فهي على علم بأنه لا زال يحبها بلا يعشقها كما تعشقه هي ولامست ذلك وشعرت به في وجوده جانبها وفيما تعرضا لهما في نيويورك عندما احترق المنزل وكان يود الټضحية بحياته من أجل أنقاذ روحها فقط.
وهي تتشبث به أكثر تخشى فراقه فهي تتحمل أي ألم يحتاج ج سدها إلا ألم الفراق لم تقدر على تحمله.
أنا أسف يا حياتي أسف في أي ألم سببته ليكي صدقيني يا حياة ڠصب عني كنت في ضغط أقوى مني ومنك بين نارين يا حبيبتي ڼار فراقك وبعدك عني وڼار حمايتك حتى مني
طالعته بدهشه وضيقت جبينها وهي تقاطعه قائلة
حمايتي منك أنت يا سليم أنت أماني لا يمكن أصدق إنك تأذيني او توجعني ببعدك عني
وضع كفه على شفتيها المنتكزة الناطقه بلهفة حبه وقال
ڠصب عني كنت فاكر في بعدك عني
متابعة القراءة