ارمله حسن شاهين

موقع أيام نيوز


هوصلك وقبل حتى ماتخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عينا سالم پصدمة......
اصدر القطار صوت عال ألتفتت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات واستدرت سريعا توزع انظارها بين القطار وبين المكان الجالسه به ابنتها لكنها وجدته فارغ...
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتيها ترتجف
پخوف ذهبت للمكان المنشود به ابنتها والفارغ أيضا حتى حقيبة السفر اختفت معها.....
رفعت جفنيها تبحث عنها حولها ببنيتان مزعورتان 
وقلب يخفق برهبه...
إحساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
ببعيدة عنها ....كانتى عيناه ثاقبه عليها بسخط.....

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انزلت حياة انظارها على صغيرتها التي مع
سالم وترمقها ببراءة...وباليد الاخرى وجدت حقيبة سفرها بين يده...
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة ....
نظر سالم على القطار
ومن ثم عليها وهو يقول ببرود..
معلشي يامدام حياة كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على بطنها.....فوضعت كف يدها عليها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان يرد عليها بقسۏة......
بلاش استعجال خدي الامور ببساطه...هتمشي
بس بعد ماخد الامانه اللي تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم فنظرت هي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لرحيله بحزن......
لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه وفراقه للأبد....
أولها ظهره وبين يده الصغيرة وهتف بنبرة ذات معنى..
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير 
ابتعد عنها خارج المحطة.....اغمضت عينيها
وهي تجلس على اقرب مقعد أمامها اسلبت عينيها
ونزلت دموعها بدون توقف ناظره الى مسار حياتها
و مصيرها معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك قيمة الحب !... 
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في ان يرى حقيقة مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت... 
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقت وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل...... 
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عيناها من الدموع...... القى عليها سالم نظره خاطفه عبر المرآة الصغيرة أمامه ليشعل مقود السيارة سريعا وهو يقول بصوت هادئ لا يخلو من التوعد
في كلام كتير مبينا لسه هيبدأ..... 
اشاحت عينيها عنه بإرتباك و
پخوف من القادم..... لن يتساهل سالم معها بعد
الآن ولسوء الحظ انها تعلم ذلك جيدا !....
كفايه عياط ياريم كفايه ياحبيبتي
ادعيله برحمة يابنتي....... 
نزلت دموع ريم وهي تعانق جدتها وتهتف پألم
وحرمان......
بابا ماټ من قبل ماعرف طعم حضنه ياحنيي ماټ
من قبل ماحس أنه موجود معايا..... 
نزلت دموع راضية بشفقة عليها... نعم هي تعلم ان حق ريم المسلوب منها هو .... حنية الأب..... وسند الاب ....نصيحة الاب..... حنان وخوف الأب .... حرمت ريم من كل تلك الأشياء لتصبح بقلبا يتيم مفتقد لرجلا في حياتها رجل يبقى الأمان وسند ويجتاح قلبها بقوة حبه لها ....
ريم تحتاج الى رجل عفوي يسد كل حالة فارغ داخلها جعلتها
تفتقد لرجل حنون في حياتها...
فالاب مفقود منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى
معها جسدا بروح..... ولأن الروح رحلت لي خالقها
ولجسد تحت الرمال ... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له شقيقه تحتاج الى رعايته ولو بكلمة حانية منه قد اختفى هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية مواساتها بعدة كلمات....
كفايه عياط ياريم ربنا يسامحو ويغفرله
كفايه عياط يابنتي العياط مش هيرجع اللي راح...
إبتسمت بسخرية وهي تقول...
مش عارفه أعيط على مين فيهم على اللي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على اختي اللي نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا اعيط على امي وحياتها وكل اللي عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا اعيط على مۏت ابويه نزلت دموعها وهي تكمل بنزق...
ولا اعيط على مۏت ابويه اللي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
دي بس بتنزل پقهر عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني... أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي...... نزلت دموع راضية وهي تجذبها لاحضانها بحنان... كلماتها لمست
قلبها وشفقة عليها ولم

تكن هي فقط بل حديثها الحزين والضائع تلامس قلوب معظم النساء
الوقفون بجوارهم.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة الزجاج بقوة وهو يثني ذراع كم عبائته البيضاء وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف وترمش بتردد وهي تختلس له النظر
هربتي ليه ..... 
لم ترد عليه وبدأت تنظر الى الأرض بتردد....
صاح بها بإنفعالا....
ارفعي عينك و رد عليه..... هربتي ليه.... 
وانا مش عايزه ارد عليك ....كادت ان تهرب من أمامه...
مسك معصمها بقوة وهو يوقفها أمامه پغضب..
عيب اوي ياهانم لم ابقى بكلمك تمشي وتسبيني
وانا بتكلم.......رد عليه هربت ليه .. كان مصر ان يسمع اجابة عن سؤاله .....
ردت عليه بحنق ...
انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ومعنديش رد لسؤالك...
التوت شفتاه وهو يحدثها ساخرا....
إيه هتهربي من سؤالي زي ماخدتي عيالي
وهربتي ....
هتفت بصياح حاد ...
دول عيالي زي ماهما عيالك بظبط وملكش الحق انك تحرمني منهم.....
نظر لها ببرود قائلا....
لكن ليك انت كل الحق انك تحرميني منهم مش
كده....
اسلبت جفنيها على الأرض بحرج.....
اكمل حديثه بسخرية اكبر....
رد عليه ياهانم اي السبب اللي خلاك تهربي.....
لم ترد عليه وكانه لم يتحدث ....
سالها ببرود كالوحة الثلج...
هربتي ليه .....
لم تقدر على التمسك اكثر بحبل الثبات
فقد اڼفجر بركان الصبر داخلها .....احتدت ملامحها وهي ترد عليه باڼهيار انثى ډمرت على يد عائلتها الوحيدة.....
عايزه تعرف ان هربت ليه.... هربت عشان انساك
هربت عشان تعبت من قسوتك ونفورك مني هربت
عشان اريحك مني...هربت عشان تعبت من نظرتك
وظلمك ليه....انت اكتر واحد المفروض تكون عارف
اذا كنت كدابه ولا لا....مش بيقوله برضه عليك قاضي نجع العرب...بيقوله انك بتعرف تطلع الكداب من الصادق من نظرة عنيهم...بتاخد حق المظلوم ولو على رقبتك بتحقق العدالة على أرضك....
صړخت پعنف وهي تقول أمام وجهه...
ومش قادر تحقق العدل معايا... عارف اني مظلومه وبتكدب على نفسك عارف ان اللي جوايه ده جه برضايا مش ڠصب عني.... عارف اني بحبك ومش كدابه في اي حاجه حصلت مبينا.... عارف وعارف وعارف كل حاجه وبتقوح معايا..... عشان تعرف تطلع جبروتك وقسوتك عليه... وسبب إيه ده اللي مش قادره أفهمه.... 
ابتسم بتهكم وهو يرد بسخط....
بجد برافو دا أنا طلعت انا اللي غلطان كمان.. 
صفق بسخرية وهو يلتف حولها وهتف من بين
صفقته الساخرة......
والمفروض دلوقتي اتاسف عن قسۏتي ولا عن قلة ثقتي...... طب وانت ياحياة هانم مش ناويه تتاسفي عن كدبك عليه اول الجواز ولا بلاش لحسان اطلع راجل ظالم ومفتري في موضوع حبوب منع الحمل ديه ....طب مش هتتاسفي عن هروبك مني وانانيتك من انك تنوي للمرة التانيه انك تحرميني من ابني ولا كنت ناويه تتخلصي منه اول ماتنزلي مصر... 
توقف عن التصفيق وهو يقف أمامها...
ويرد بفظاظة....
استني المفروض انسى كل ده لانك كده كدا
هربتي بسبب معاملتي وبعدي عنك.... 
نظر الى عمق عيناها اكثر وهو يقول بخذلان...
ياريتك اختارتي افضل حل ياحياة انك تصلحي
اللي مبينا انك تحسسيني اني أهم شخص في حياتك انك تثبتي ليه انك مظلومه فعلا واني اتسرعت بالحكم عليك ...ياريتك قدرتي تفكري فيه ولو شويه قبل ماتفكري في نفسك وتهربي وتاخدي روحي معاك.... عارفه ياحياة ايه الفرق اللي مبينا انك اخدتي كل حاجه من قبل ماتطلبيها فعشان كده كان سهل تمشي وتسبيها.....ام انا فطلبت وستنيتك كتير تملي احتياجي ليك عشان كده انا اللي لسه باقي عليك مش انت !......
ابتسم ببرود وهو يكمل بخزي...
موضوع حبوب منع الحمل دا انا هنساه مش بس هنساه انا همحيه من حياتنا مش عشانك عشان خاطر
اللي فبطنك لكن اللي مش هقدر أنساه
انك تتنزلي عني وعن الحب اللي واثقه انك كنت
صدقه فيه....
استدار ليغادر وهو يقول بسأم من نفسه...
والغريبه بعد كل ده انت اللي بايعه
وانا اللي شاري ....
خرج وتركها تقف پصدمة مكانها.....
هتف عقلها داخلها بسخرية .....
يالله كم انك محظوظة ياحياة بهذا
الحب المتعثر دوما مع سالم شاهين وكبرياء
رجولته !!......
________________________________
بعد مرور اسبوع......
اتسعت اعين ريهام پصدمة
انت بتقولي إيه
ياماااا حياه حامل من سالم... 
نظرت لها خيرية بضيق
هو ده كل اللي سمعتيه من الحوار حياة حامل
ماتحمل ولا تزفت بكفايه اللي جرالنا من وراها هي
وابن زهيرة.....ركزي معايا في لاهم لازم ناخد ورثنا من أراضي ابوكي ونروح نعيش في سويس عند خالك عزت..... هنفتح مشروع كويس انا وانت
ونعيش منه بعيد عن النجع وبلويه وكفايه خسارة
ابوكي بالمۏت وخوكي بالإعدام احنا لازم نمشي
من النجع ياريهام انا مبقش فاضلي غيرك يابنتي
تعالي نسافر السويس عند خالك بعد ماناخد ورث
ابوكي..... 
نهضت ريهام وهي توليها ظهرها وتقول بشړ لامع
بعينيها وصوت وليد يدوي في أذنيها.......
خدي حقي ياريهام احرمي سالم من اغلى حاجه
عنده...... 
سمعت صوت خيرية وهي تسألها بحزن...
قولتي إيه ياريهام... هتسفري ..... 
هسافر بس مش دلوقت.....
يعني إيه مش دلوقت امال هتسفري أمته... 
هسافر ياماااا بس بعد ماخلص اهم حاجه
كانت لازم تتعمل من زمان اوي وشكلها جه وقتها خلاص ......
مر اسبوعا وهو يصمم على عقابها بالبعد عنها
حتى تعرف جيدا قيمة حياتها معه وتحافظ
على حب اعترفت بوجوده داخل قلبها ولاهم
انها تثبت له هو ذلك ! .....
ام هي فبعده عنها يثير ڠضبها وللحق تعلم

انه يجب عقابه كم يعاقبها هو بالبعد..... ماذا عليها ان تختار غير سلاح مضمون هو ألعب على اوتار أشواق قلبه لها......
هنشوف هتفضل تقيل كده لحد امته.... 
هتفت بجملتها وهي تدلف الى المكتب حيث القاسې هناك يعمل ولا يبالي بقلبها...
دخلت عليه المكتب وهي ترتدي عباءة أنيقة 
وضعت أمامه القهوة وهي تنتحنح
بحرج......
القهوة..... 
رفع عيناه عن الأوراق التي أمامه اليها مباشرة
ليرى هيئتها هكذا !!....
انت ازاي نزلتي من اوضتك بشكل ده... 
...
نظرت له بخبث وهي ترد عليه بصوت انوثي عذب...
متقلقش ياسالم مفيش حد في البيت.. وكمان
ماما راضيه بايته عند ريم اليومين دول في بيت
عمك وبابا رافت لسه خارج من شويه.... 
نظر لها برغبة تلمع بعينه وهو يراها تقترب منه
ببطء ونعومة.....وقفت أمامه وتكاد تكون ملتصقة به ثم رفعت بنيتيها على قواتم عينيه المتوهجه
تقسم انه يفكر بها بطريقه تخجل من تخيلها الان ..
حاوط خصرها بكلتا يداه الإثنين بلطف وكان كالمغيب وهو يسالها بهدوء حاني....
إيه اللي خلاكي تجيبي القهوه بنفسك.....
...
مفيش مشكله لو انا اللي جبتلك القهوه بنفسي
هو انا مش مراتك ولا إيه.....
ابتسمت حياة بسعادة ....نعم تريد ان ترد كرامتها أمامه واكثر شيء تكن بارعه به اي انثى امام
زوجها هي ان تجعل الاشتياق لها چحيم يود الخروج منه حتى واذا كان رجلا كاسالم عنيد قوي يسخر من كونها ضعيفة غبيه فهي لها اساليبها الخاصة لمعاقبته وسيكون النصر حليفها !..
ابتعدت عنه في عز اشتياقه لها
وهي تقول بنبرة ماكرة...
لازم تشرب
 

تم نسخ الرابط