اسلام
المحتويات
يكز على أسنانه بضيق حاد
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم
كان الاستقبال
مثل ماتوقعه اسلام بالظبط فنظرات أدم المشټعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى الذي يمنع ادم من التكلم
ولا يختلف شعورهم عن بعض فالقلوب عند بعضها تقرأ من
حتى تشعل عين أدم
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها وأن مابه يكفى فأراد أن يجعلها ټندم فذهب الى مكتب أدم وهتف
قول لمراتك تبعد عنى كل
لما تشوفنى تتلزق فيا وأنا مش طايقها أساسا
حدث اسلام نفسه
مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي
وقف أمامه يراقبه بضيق وهو يأخذ اموال الحساب حتى لمح صديقه رامي يأتى اليه فى الصيدلية ليشترى منه وبعد أن تكلموا كثيرا
أنت يا تيييت مش عارف أوصلك تبقي أنت هنا ليه يا أدم مقولتليش
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار
لكن رامي سحب اسلام الى الخارج وقال
أنت تيييت ياض كل الفترة دي متكلمنيش وأنا قاعد أدور عليك
يعن أنت مش عارف اللى أنا فيه
لسة فى غيبوبة
ربنا يشفيها معليش ياحبيبي بكرة تبقي تمام شد حيلك أنت بس عشان لو شافتك بمنظرك دا هتتعب أكتر
أنتبه أسلام
الى كلمه حبيبي فنظر اليه طويلا وصاد الصمت لحظات
فأردف رامي
بكره هاجى أفوت عليك عندى ليك مفاجأة
مش هعرف
يييه عليك
اسمع الكلام
جعلت قلبه يرتاح لدقائق حتى رأى يد فتاة تخرج من الشباك الاخر فانقلبت الابتسامه الى عبوس
فى اليوم التالى
ذهب اسلام مع رامي الى منزله بعد ألح عليه فكان يخشي من وجود سيف هناك ولكن استسلم بإلحاح رامي ولأن فضوله ينهكه بالتفكير أراد أن يعرف بأمر الفتاة التى كانت معه البارحة
دهش اسلام وهو ينظر الى هذا القصر الكبير ينظر يمينا ويسارا وأعلا وأسفل ويد رامي تسحبه الى غرفته
شوفوا مين هنا يااااه وحشتيني يااسلام قالها سيف وعلى وجهه ابتسامه ساخرة
تصلب اسلام كالرمح وهو يسمع هذا الصوت الممزوج بصوت الافعى الذي يخشاه فالټفت له وهو يزدرد ريقه بصعوبة
فقال رامي بسخرية
مش وقتك ياسيف روح كمل لعب مع البنات بتوعك دلوقتى
لا بنات ايه دلوقتى وإسلام موجود
نظراته الخبيثة وعيناه التى تشع بالحقد تشعره أنه يعرف بأمره بسره الذي يخفيه عن العالم
رامي أنت جيبني هنا اتهزق قالها اسلام بتماسك
سيبك منه ياعم تعالا قالها رامي وهو يمسك بيد اسلام يدخله غرفته ويغلق الباب فقد تضايق رامي من أخيه سيف وتصرفاته المحرجه
نظر اسلام الى الغرفة بعجب فيوجد بها الكثير من الامور التى يتمناه الجميع
شاشه عرض كبيرة موضوعة على حائط الغرفة العاب الفديو فى كل مكان
قام رامي بفتح الشاشة الكبيرة وقام بتوصيل لعبه به FIFA تحت عينان اسلام المندهشه بعجب كبير
ايه دا FIFA 2019 جبتها ازاى أنا سامع أن صعب تبقي مع اى حد
مفيس صعب يلا مع رامي الامام
ضحك اسلام بسخريه وقال
هختار برشلونه وانت الريال
لا ياحبيبي انت الريال
خلاص مش لاعب
ياساتر عليك خلاص ياعم انت برشلونه
اوبا دا طول
عمرك محظوظ
شغل الأر دا مبحبوش
فانقلبت قسمات اسلام الى الضيق واحمر وجهه وقام من مجلسه والقى درع اللعبه على الارض وذهب الى الباب ليمشي
تابعه رامي وعلى وجهه السخرية
أنت قموصة يلا خلاص ياعم أنا اسف
قالها رامي وهو يمنع اسلام من الخروج من الغرفة ويمسكه بقوة من كامل جسده
أراد أسلام أن يخرج بسرعه حتى لا يري دموعه التى تعافر على الخروج
عشان خاطرى خلاص يااعم بقي حقك عليا
فدفعه اسلام لكى يبتعد عنه وجلس وهو يكتم شهقاته التى ترجمها رامي على أنه بسبب ظروفه الصعبة وندم على فعلته التى لم يكن يقصد منها سوي المرح كما يفعل ذلك مع باقى أصدقائه
رامي مين البنت اللى كانت معاك فى العربية امبارح
فى تلك اللحظه دخل أحد العاملين بالقصر يخبر رامي
يا رامى بيه أصحابك موجدين تحت فى الحديقه
ماشي ياعم حسين قولهم جاي اهو
هتعرف كل حاجه لما ننزل
أصحابك مين أنا مش عاوز أشوف حد
يابني متقلقش عشان اقولك على المفاجأة
ولأن اسلام يريد أشباع فضوله وافق على أن ينزل مع رامي فى الحديقه
هبت نسمات الرياح على أشجار الصفصاف تتراقص مع زهور الحديقه الملونة تحت ضوء القمر يتناغم مع أصوات ضحكات الشباب وهمسهم وهم يجلسون فى مقاعد ذهبية اللون وسط أشجار حديقه القصر
هو لسة رامي مصاحب اسلام محدش قالى ليه يارجالة ان الواد دا جاى هتف بها أدم وعلى وجهه الڠضب وهو يقوم من مجلسه
فقال أحدهم
أعد ياعم ملناش دعوة وبعدين أنته حاطه فى دماخك ليه أعد أعد
فأردف شابا أخر
شوف حتى لما شافك هو كمان مرداش يدخل ولف الجهه التانية
وأنا كمان مبقبلوش تحسه غريب كدا وحركات وشه مش عجباني
قال الاخر
فاكرين يارجاله لما كنا فى الثانوى ومسكنا فيه وسيف ضربه وقعد يعيط كنت حاسس ان بنت اللى بټعيط حتى حركات عنيه وهو بيتكلم بتخل جسمي يقشعر
بنت ايه ياعم فى بنت طولها 180 دا شكل واحد أستغفر الله حركات عيال تيييت مدلعة مشفوش قطم ظهر الرجاله
تعالات ضحكات الشباب الا أدم الذي كان يريد أن ينقض عليه ويذيقه من الضړب مايكفى لإخماد ناره
ماتيجي يابني قالها رامي وهو ينظر لاسلام برجاء
لا مش عاوز أعد مع الاشكال دى أنت نسيت عملوا فيا ايه أخر مرة
دا أدم معاهم ابن عمك
دا أكتر واحد تيييت فيهم
طب خلاص خمس دقايق بس عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول
تنهد أسلام فرامي كثير الحاح عليه ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار
فقال رامي معلنا أمامهم
يارجاله أنا عندى ليكم مفاجأة
لم يشعر أحد بدهشة الا عينان اسلام التى كانت مشتعله بالفضول وأذناه التى تترقب كل
حرف يخرج
طبعا أنتوا عرفين أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد وزى ماانتوا شايفين أنا بحب الكرة قد أيه قررت أنى اكون مسؤل عن النادى
وهو أعطانى الموافقة
وطبعا أنا هرجع ألعب تاني وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي
طب واللاعبين اللى فيه هتف بها أحدهم
هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس
هااه مين معايا إسلام
وافق الجميع على الدخول الا اثنان أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض
هتف أدم
أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ومش فاضي خرجونى منها
اردف رامي وهو يرى أسلام متردد
أنت كدا كدا معانا على فكرة
تمام يارجاله معادنا بكرة الساعه 10
هتف أحدهم
هى دى المفاجأة دا أنا قولت أن فى أحتفاليه جديدة
ما انت ناصح اهو يابرنس قالها رامي ويبدو علية السعاده
انتبه أسلام وقد نبض قلبه پجنون وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة
انا هتجوز هتف بها رامي أمامهم وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده
الفصل السابع
زاد خفقان قلبه پجنون وعادت أطراف الحزن الى اوصاله وهو يستمع الى ماكان يخشاه
الشئ الذي ېقتله أكثر هو هذا الشعور القاتم الذي يخدش قلبه بأنيابه أهو بسبب ان صديقه الوحيد سيبتعد عنه هو الاخر أم لأنه سيذهب لإمرأة
وقف من فوره ومشي بخطوات مسرعة يهرب من الجميع الذين يتابعونه بغرابة تمنى لو يهرب من نفسه التى لا تعرف ماذا تريد بل لاتعرف من هى وما هى حقيقتها !
وصل الى مبني المشفي الضخم نظر اليه طويلا حتى مرت الدقائق والدموع
أصبحت تعرف طريقها الى عيناه
بسهولة
حدث نفسه
أنت زعلان ليه يااسلام
ماكله هيعيش حياته وهيتجوز ادم لبني رامى وكمان زمايلك كلهم أنت اللى هتفضل كدا وحيد وأمك !!!
عندما جاء بخاطره والدته دخل مسرعا الى المبنى يقف أمام غرفة والدته الخاصة بالعناية المركزة يراقبها من الحائط الزجاجى
ماما لو خسړت كل حاجه فى الدنيا دى مش هيهمنى انا محتاجلك أنت خليك معايا
انا لوحدى من غيرك نفسي ابقا معاكي ماما
فى تلك اللحظة ظهر صوت صفير من جهاز ضربات القلب فجاء صوت رنين بكامل المشفي فأجتمع الاطباء والممرضين بسرعة امام عيناه فانتفض يدخل ورائهم الى الغرفة وينظر الى والدته الكل يتحرك الكل يصيح لم يسمع هتفاتهم فقط ينظر الى تلك العينان التى تتابعه وتبتسم وتمتم بحروف وصلت الى عروق قلبه قبل أذناه
زهرة الياسمين
توقف كل شئ و صاد الصمت وأنعدمت رؤياه عن الجميع فقط يرى والدته تبتسم بوجها المضئ كالبدر وتنظر اليه وهذا الهواء البارد الذي يعصف و يحيط جسده وقلبه
الجميع يربط علي كتفيه وهو واقفا كالرمح لايتحرك عيناه تذرف الدموع ولا تتوقف وتنقله الى ذكريات الماضي وصوتها يردد فى أذناه
أنت عارفة ياياسمين انت أحلا حاجه فى حياتي أنت عاملة زى النجمة اللى جتلى من السما برغم أن باباكى وحش فى حقي بس بستحمله عشان جابك ليا
أنت طالعه حلوة لجدتك الكبيرة كانت تمشي فى الشارع الناس كلها تقف عشان تبصلها ويااه لما تتكلم حنان الدنيا كله بيبقي على لسانها
هفضل طول عمرى معاكى ومش هسيبك أبدا حتى لو أتجوزتى هاجى عشانك هتفضلى طول عمرك مهما تكبرى بنتى
الصغيرة
صړخة صامته صدرت من قلبه وهو يراها لاتتحرك
ماما ردى عليا يلا عشان نمشي أنا بردان دفيني ياماما
ردى عليا أنت قولتى انك مش هتسبيني
طلب الطبيب رجال الامن لكى يأخذوه بعيدا
لكنه قاومهم بقوة وأقبل بتحطيم كل شئ امامه وهو لايتوقف عن الصياح حتى سقط
متابعة القراءة