اسلام
المحتويات
معتيش تيجي عندنا أنت ولا
الولد اللى هناك دا
تنهد وهو يتقلب على الفراش بجانب زوجته ويتذكر ايضا وهو ينظر الى ملامحها وهى نائمة أنها كانت تجيد التعامل معه فى سنوات الشباب حتى نجحت فى الوصول اليه بسهولة
وأنه طوال حياته لم يفعل سوي الهروب من تلك المشاعر التى كان يخشاها ويبقي بالقرب من زوجته لبني لعلها تتركه
همس بها وهو يتذكر البارحة عندما وجد هاتفها ينبه باشعار رساله تظهر على الشاشة بان حسابها البنكى زاد سبعمائة الف
العدد نفسه الذي أتهمت به ياسمين بسرقته
هو لم يجعلها بحاجة الى المال أبدا فلما تسرق منه
رأسه يضغ بكل شئ لكن يسيطر عليه شئ واحد فقط يريد الفوز به
قام من فراشه وخرج من شرفتة بهدوء
صدم عندما رأى الفراش فارغا والساعه تتجاوز الواحدة صباحا نظر يميا ويسارا وبحديقه المنزل
لايوجد أثر لها فى أى مكان جاء فى خاطره أنها ربما هربت
فهرول الى خزانه ملابسها يتصفح ان كانت فارغة لكن كل شئ فى مكانه قلب الفراش ليبحث عن المال مرة أخرى ليراه كما هو
فى تلك اللحظة تسرب الي تفكيره
زفر طويلا واردف
اكيد من رامى هو الوحيد اللى بتمشي معاه
انارت بعيناه شعلة زادت وهجها أكثر فاخرج هاتفه وعقله ينسج له ردة فعل رامي عندما تخبره أنها فتاة
تنهد پغضب وهو يري هاتفه خاليا
من رقمها فاسرع بطلب رامي عدة مرات ولم يجيب
ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى
قالها رامي وهو يقود سيارته فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة
فقالت ياسمين وهى تتنهد
مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي عمى هيقول عليا ايه لو عرف
مالك يابني خاېف كدا ليه وعمك هيقول ايه يعني غير أنك مع صحابك
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد
وبعد عدة ساعات
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا يمتزج مع رائحة الصباح تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر
اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى أنت فاهم هتفت بها ياسمين الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته
ايه دا لا طبعا مش عاوز أنا كنت هشترى اساسا
بس بقي ياعم أمسك ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه
ابتسمت ياسمين وهى تنظر اليه وتميل رأسها بايجاب
وبعد أن خرجت من السيارة تابعها رامي بغرابة وهو يقول
أمرك عجيب يااسلام بس لازم عيوبك دي تتصلح
هتف بكلمته الاخيرة
وهو يدير مقود سيارته
صعدت ياسمين الى غرفتها وقد علمت أن عمها خرج الى عمله فدخلت غرفتها وهى تتنهد براحة وتنظر الى علبة الهاتف الجديد وهى تبتسم
جلست على فراشها
وبدأت تفتح علبة الهاتف ولم تنتبه الى الذي يجلس على الفراش مقابلا لها
مشفتش حد متسامح مع نفسه أكتر منك
مرت الكلمات على اذناها پصدمة لتلتفت بړعب اليه حتى خرجت شهقة من ثغرها وهى تراه جالسا على فراشها باريحيه
أنت هنا ليه أطلع بره حالا
أنت نسيت ان دا بيتي وانت مجرد لاجئ هنا جبت الجراءة دى منين ولا عشان فاكر لما اعرف بحالتك دي هشفقك عليك دا أنا
ردت ياسمين مقاطعة
مش هسمحلك تكلمنى بالاسلوب دا أنت فاهم
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف الخاص بأدم فنظر الى المتصل فقال
حظك حلو انى مش فاضيلك اسمع لازم ترجع الفلوس دي لرامي ايوة رامي مالك مصډومة كدا فكراني مش هعرف
ولمى نفسك
قالها وهو ينظر اليها بضيق ساخر وهى فقط تنظر اليه باستحقار وتقول
أنت فاكر رامي زيك
التمعت عيناه عند تلك الكلمة ليتأكد مما كان خائڤا منه فقال هامسا بسخرية وهو يقترب
من أذناها
وانا منتظر اشوف ردة فعله
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة وضغط على عدة أزار به حتى وصل اليه رنين فى هاتفه وهى تتابعه بغرابة
ثم ألقى الهاتف على الفراش وأردف
الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب هى واخواتى بمعني
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها غير بإذني
قالها وهو يشير بهاتفه اليها ويخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة
زفرت ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم
مين
ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم
مش هقدر يارامي أنا تعبان اووى
أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل فريق ولازم تيجي
خلاص خلاص هاجي
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها
فلم تعد تحتمل ۏجع قلبها الدائم ولم تعد تتحكم فيه فقط يزداد أكثر مع مرور الايام
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله
ان سيف ليس معهم فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان
دخلت الى غرفة تغير الملابس لتراها فارغه تنهدت براحة وهى تغلق الباب الرئيسي
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي فى عالم أخر
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم تجرى فقط مع الفريق وتارة اخرى مع الفريق المعاكس
حاجة مسكرة عاوزة حاجة مسكرة
شعر رامي بالڠضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء لكن فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ليشترى بعض العصائر الى الفريق
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب لتذهب الى الحمام رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها
والاسوء انه ينظر
اليها بضيق وخاصة بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب وارتدى ملابس رياضيه ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا
وأعتبرته حظا وفيرا
أغلقت الباب الرئيسي ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء
ايه الحر دا هموووت !!
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا حتى يمرر اليها الهواء
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير وبعض السكاكر بنهم
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة وصوتا قويا
يهتف
أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى تيييييتتت
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد
فقامت من على المقعد پصدمة مرعبة حتى سقط منها القميص فى مجرى المياة
ياحظك الهباب أعمل ايه بسرعه فكرى قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ليجرى الخۏف فى قلبها بسرعة ويقل الهوا فى رئتيها
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء وما أن انحنت حتى تلتقطه تم ركل بابها الخاص بدورة المياة
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب حتى لايستطيع ان يفتحه
فهتف سيف لها پغضب
مش هسيبك النهارده غير لما أربيك لو راجل افتح
فردت ياسمين عليه بتوتر
ياعم أنا مش راجل اقصد راجل ومش هفتح
وصل اليها هتاف سيف پغضب
كدا طيب
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة
مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى
الفصل الحادى عشر
حمدت الله عندما وجدت باقى الفريق يتحدث فيما بينهم فى وضع دائرة فأسرعت أكثر حتى خرجت من الباب الرئيسي
أما الاخر كان ملقى على الارض يشعر بالألم بجسده وعيناه شاردة فيما رأته من غرابة
فعندما رأه للمرة الاولى يلعب الكرة فى المتوسط دار الشك حول عقله لذا أراد أن يتأكد فقام بضربه بقسۏة ذلك اليوم أمام الجميع
أما الان يريد ان يكتشف ماحقيقة الشئ الذي رأه تنهد وهو يرفع نفسه لكى يقوم من الارض
فى تلك اللحظة دخل عليه رامي وعيناه جاحظة يرمقه بنظرات غريبة وسيف ينظر اليه طويلا يحاول أن يكتشف أن كان يعرف أم لا
لكن الضباب يملأ المكان بالغموض فقال سيف وهو يقف على قدميه
أن تعرف أن إسلام
وقفت شفتاه عن الكلام فرفع ببصره الى رامي ليرى عيناه متلهفة لتنصت الى كلماته لا يعرف لما اراد أن يخفى ما رأه وأردف مغيرا للموضوع
لو شوفته هقطعه ميهمنيش إن كان صحبك ولا لا
صاد الصمت بينهم للحظات ومن ثم خرج رامي من أمامه بدون كلمه واحدة
متجها الى غرفة تغير الملابس وقف أمام حزانة الملابس الخاصة باسلام وقام بفتحها بصعوبة بسبب غلقها المشيد عليها ليري حقيبة اسلام بداخلها
أسرعت الى المنزل وقلبها يرتجف پجنون تشعر أن الحياة تميل عليها بكل ثقل الايام دفعة واحدة ولا ترحمها بيوم تسترح فيه من كل
الآمها
صعدت الى غرفتها وهى تنهج بصعوبة على السلم الخشبي وتلتقط الهواء بصعوبة حتى يملأ رئتيها وما إن وصلت وجدت لبني تقف أمامها بعيناها الغاضبة
لبني !!
تعرف لما عمى جمعنا أمبارح عشان يقولنا عليك أنا مصدقتش أنت ليه كلك مشاكل متعيش بهدوء وحل
عننا مش كفاية سړقت الفلوس وهربت
ياريت بقي تخرج من
هنا ومعتش أشوف خلقتك تانى
برغم تعبها الشديد حاولت ان تتماسك وترفع ظهرها مستقيما وتقوم بمسح حبات العرق وتقول
دا بيت عمى وأعد فيه زى ما أنا عاوزة لو بتفكرى يالبني أنك تطرديني زى ما أبوك وأمك عملوا
يبقي
متابعة القراءة