قصة جديدة بقلم سهام صادق
المحتويات
يا حببتي..
ده أنا بدأت أغير من استاذ عبدالله.. دلوع الماما والماما ناسيه ابنها الكبير
انفلتت ضحكتها عالية رغما عنها رسلان اليوم مزاجه في مكان أخر
أنت فيك حاجة غلط النهاردة يا دكتور.. أنا بقول متروحش المستشفى النهاردة
ومن نظراته العابثة أدركت ما ينوي له لينظر إليها بعدما ابتعدت عنه ماقتا فعلتها
....
لسا تعبانه..
حركت رأسها نافية تعبها فطالع الغرفة حوله يحرك بيده فوق خصلاته ثم عاد ينظر إليها
أكيد محتاجه تفطري..
ودون أن يضيف كلمة أخرى أسرع في مغادرة الغرفة يبحث عن المطبخ.
لهفته اليوم عليها وعلى جنينهم أكدت لها حقيقة واحده إنها دون هذا الرجل ستكون ناقصة هي وطفلها..فأين كان عقلها وهي تخوض معه علاقة تعرف نهايتها وعواقبها
انسابت دموعها في ضعف خديجة النجار عادت تبكي كما كانت شابه في العشرين من عمرها .. لا شئ تفعله إلا رثاء نفسها والهرب فأين ذهبت قوتها
طالعها بنظرات لائمة فهل وجوده معها يسبب لها هذا
قوليها للمرة الأخيرة واوعدك يا خديجة هحررك مني.. بصي في عيني وقولي عايزني أبعد عنك..قولي حررني منك..
عادت دموعها لسقوطها تنظر إليه في صمت ترفع كفها تضعه أمام شفتيه تحرك رأسها رافضة
الحب من غير كرامة بېموت يا خديجة..
هتفت بها تندفع نحوه تضم جسدها له.. هي تريده..مهما قاومت وهربت فلم يعد هناك مفر لها إلا العودة إليه
ابتعدت عنه بعدما شعرت بجموده تنظر إليها راجية حبه لمرة أخيرة
كرهتني يا أمير
كان يصارع مرارة ما عاشه معها من خذلان.
كادت أن تبتعد عنه تخبر حالها إنه لم يعد يحبها.
توقف مكانه مدهوشا مما يراه.. ينظر إليها وهي تلهو مع ذلك الصغير.
تعلقت عينين ملك به بعدما غادرت من باب المنزل المفتوح..
لولا تهليل الصغير لرؤيته لملك.. لظل هو واقف مكانه يطالع ابتسامتها.
أكان منزله حقا سجنا لها وعندما تحررت من جدرانه عادت كما كانت.
تركت القطة تشرب اللبن بمفردها بعدما تركها الصغير.
ابتسمت بسمة وهي ترى تعلقه بين ذراعي ملك التي ظلت تنظر إليها في صمت.
نظراتها جعلتها تلتف خلفها.. فتلاقت عيناها به وسرعان ما كانت تفر من أمامه.. هي لا تريد العودة معه.. تريد البدء من جديد وكأنها لم تهرب في سيارته وكأن هذا الفصل من حياتها صار محذوف.
تجمدت ملامح جسار ولم تكن ملك أقل صدمة عنه كحال رسلان الذي خرج للتو من المنزل.
.
فتحت فرحة عيناها تنظر حولها عقلها أخذ يسترجع أحداث الليلة الماضية تهز رأسها رافضة ما رأت.. فما رأته لم يكن إلا كابوسا.
تحركت يداها فوق الفراش ثم دارت عيناها بأرجاء الغرفة وسرعان ما كانت تخرج صړختها
أنا مقتلتهوش.. مقتلتهوش
ارتجفت حدقتاها وهي ترى الباب يفتح ويدلف منه أحدهم ولم يكن إلا ذلك الملثم الذي من سوء حظها رأت وجهه أمس.
....
اسرع سليم في هبوط الدرج يستعجب قدوم حازم إليه المزرعة يحدق بساعة يده فالساعه الحادية عشر ونصف
وقبل أن يتسأل سليم عن سبب قدومه رغم شعوره بحدوث شئ
حامد أتقتل يا سليم..
الفصل الرابع والسبعون
_ بقلم سهام صادق
مقټل حامد هكذا ردد سليم بعدما تعلقت عيناه بحازم..الخبر لم يكن بالنسبة له صدمة فنهاية حامد الأسيوطي كانت معروفه
سليم أنت ليك يد في مۏت حامد
تجهمت ملامح سليم ينظر نحوه بنظرة ضائقة فاسرع حازم بالاقتراب منه مستطردا
هتكون ضمن المتهمين بقټله يا سليم
تعلقت نظرات حازم به يتعجب من صمته.. نظراته ازدادت تعمقا له وهو يراه يشعل سيجارته ثم يزفر أنفاسه ببطء واتجه نحو احد المقاعد وقد عاد الاسترخاء يحتل ملامحه.
زفر حازم أنفاسه ضجرا فهل قطع هذه المسافة ليتحلى بالصبر حتى يقرر ابن النجار اخباره بنواياه
تصدق إنك بارد.. أنا قاطع المسافه ديه كلها من قلقي لتكون اتهورت وقټلته بعد ما عرفت إن هو اللي دبر حاډثة موتك وأنت قاعد ولا همك
اتجه حازم نحوه حانقا من هدوئه ولكنه صار متأكد أخيرا أنه لا دخل له بمقټل حامد
أنت كنت عارف بقرب نهايته
استمر سليم في نفث دخان سيجارته يحدق بتلك النقطة البعيدة
تقدر تقول إني كنت متنبأ بكده.. حامد غلطاته كترت ودفاتره كلها بدأت تنكشف مع إن كل حاجة واضحه من زمان بس كان لسا دوره
استرخى حازم في جلسته يحرك رابطه عنقه قليلا
أنا مش عارف ليه حظك في النسب سئ اوي يا سليم.. شهيرة واخيرهم.. ولا بلاش بتزعل من تعليقي
________________________________________
عليها لا وكمان رايح تخلف منها
حازم
احتدت ملامح سليم فتنهد حازم ماقتا.. هو لن يغير رأيه في اختياراته لزوجاته
الباشا بيزعل طبعا لما تيجي سيرة المدام نفسي اعرف هي عملالك إيه.. ده أنت من ساعت ما اتجورتها بتحاول تخليها سيدة مجتمع..وياريتها عارفه تظهر في الصورة
ابتلع حازم بقية حديثه زافرا أنفاسه في حنق من نظراته التي صوبها نحوه كالسهام
خلاص يا سليم خلينا في مشكلتنا دلوقتي.. أكيد هيطلبوك في النيابة
لم يبالي سليم بالأمر.. فحتى لو طلبوا استدعائه هو بعيدا تماما عن القضية.. فالقاټل معروف والقضية ستنتهي بالغلق بالنهاية لأن مقتله ليس إلا تصفيه
وفي حاجة كمان مستغرب من إنتشارها.. شهيرة اتجوزت ماهر
استدار سليم بجسده بعدما دهس عقب سيجارته ينظر نحوه منتظرا تكملة بقية حديثه
مش عارف حقيقي صحة المعلومة.. لكن اتوقع يحصل.. أنت عارف شهيرة المصلحة عندها اهم واغلب ممتلكتهم بقت في أيد ماهر
.
طالعت بسمة البطاقة البنكية التي وضعتها ملك في يدها ترفع عيناها نحوها في تساؤل
رغم رفضي للموضوع وشيفاه إهانه ليا لأنك في بيتي يا بسمه لكن أنا في النقطة ديه بحترم أي راجل فيها.. أنت أكيد هيكون ليكي احتياجات
تعلقت عينين بسمة مجددا بالبطاقة البنكية ثم عادت تنظر لملك وقبل أن تتفوه بشئ.
ده من حقك عليه.. أنت مراته.. مسئولة منه متاخديش الموضوع بحساسية زيادة يا بسمة واوعي تنطقي وتقولي أنا هدور على شغل واصرف على نفسي
تبسمت بسمة تنظر إليها بنظرات أكدت لها ما توقعته
بسمه أنت الشغل بيجي معاكي بكوارث.. وحاليا أنت خلاص هتبدأي مشوار جديد في
حياتك.. تعليمك يا بسمة.. نسيتي حلمك يا بسمة
بمرارة تمتمت بعدما اختفت ابتسامتها
أنا مبقتش عايزه حاجة من أحلامي غير أرجع الحارة أرجع بسمة القديمة..
تبدلت ملامح ملك بشعور أخر وقبل أن تهتف بشئ.. أسرعت بسمة بالتقاط كفيها تذكرها بوعدها لها هذا الصباح
أنا وعدتك إني هحاول اتجاوز كل ده يا ملك.. لكن خليكي معايا.. أنت عيلتي يا ملك
انسابت دموع ملك رغما عنها متأثرة بحديثها أن يرى أحدا فيك إنك وحدك عائلته منطقته الأمنة من غدر البشر..
اجتذبتها ملك إليها تحيطها بذراعيها
أنا معاكي يا بسمه لحد ما
تاخدي قرارك الصح..
ولم تكن ملك تكمل حديثها إلا وكان الصغير يقفز فوق الفراش صائحا حتى يكون بينهم
توقف ماهر مدهوشا مما يراه أمامه شهيرة تبكي مقهورة على ۏفاة شقيقها شقيق لم يراه يوما إلا رجلا يبيع والديه وعرضه من أجل المال..
اقترب منها ومازالت الصدمة ترتسم فوق ملامحه وهو يرى أنهيارها خاصة بعدما تأكدت أن شقيقها ماټ مخڼوقا تحت قبضتي شخصا.
رفعت عيناها إليه وقد حملت اتهاما رأهم فيهما فعاد الجمود يحتل عيناه يقبض فوق كفيه بقوة يدنو منها هامسا بفحيح بعدما دفع بقلبه الأحمق بعيدا
شايف الإتهام في عينك وده مش كويس يا زوجتي العزيزة
احتقنت ملامحها تنظر حولها ثم عادت تنظر إليه بعدما أزالت دموعها عن خديها
أنت راجع عشان ټنتقم مننا.. ضحكت عليه اوهمته إنك هتنقذه من الخسايرلدرجادي الحقد مالي قلبك.. أنا بكرهك بكرهك.. جوازي منك كان غلط واكبر غلطه عملتها في حياتي
ابتعدت عنه واتجهت نحو محامي العائلة الذي وقف يطلعها على موعد تسليم الچثمان.
دموعها استمرت في الهطول رغما عنها تتذكر مقتطفات في طفولة بائسة.. حامد وهي في قبضة أب لم يكن يبحث سوى عن المال وأم عادوا من مدرستهم على خبر ۏفاتها وبعدها انقلبت حياتهم.
رحل من كانت تتنافس معه على مال وليت الزمن يعود للوراء لتتعلم الدرس قبل ۏفاة الآوان.
عيناها تعلقت بالقادم صوبها ولم يكن إلا سليم وجواره حازم ورغما عنها كانت تندفع صوبهم تحت نظرات ماهر الجامدة
سليم.. حامد اټقتل.. قتلوه يا سليم
احتدت عينين ماهر يضغط فوق كفيه بقوة.. تتهمه هو وتركض نحو طليقها تشكو له ۏفاة شقيقها رغم إنه طرف إتهام لم يشعر بحاله إلا وهو يتجه نحوهم يسحبها من أمامهم تحت نظرات حازم المصډومة التي سرعان ما تحولت لتهكم عندما نظر نحو ملامح سليم
اول مره اشوف واحده بتجري على طليقها عشان تشكيله مصيبتها وجوزها واقف قصادها لا وكمان أنت موضع اتهام بسبب خلافاتك أنت وحامد سليم حقيقي أنت محظوظ مع الستات
بنظرة خاطفة رمقه سليم ولولا وجودهم بهذا المكان لأنفجر ضاحكا فعن أي حظ يتحدث صديقة ابنته ستعيش حياتها مقسمة لنصفين بينهم واخرى بعدما منحهم الله ما تمنوا واصبحت تحمل في احشائها منه.. ارادت البعد لتبحث عن نفسها الضائعة تلومه لانه كان يحيطها بجدران أسواره ولم يمنحها يوما حق القرار.
....
تمطأت خديجة فوق الفراش تفتح عينيها تنظر حولها. اعتدلت في رقدتها تبحث عنه بالغرفة.. فهناك شئ يخبرها أن ما كانت تعيشه معه لم يكن إلا حلما وقد فاقت منه للتو.
تسارعت دقات قلبها واغمضت عيناها في حسرة ففراشها خالي منه.. هي لم تكن تحلم بوجوده هو بالفعل كان موجودا يبثها مشاعره يغمرها بدفئه ويحاوطها بذراعيه.
تحركت أناملها ببطء فوق شفتيها ثم عنقها فانسابت دموعها.. أمير تركها كما كانت تتركه وتفر هاربة..
سيناريوهات عديدة صورها لها قلبها من شدة الحاجة التي انكرتها طويلا تهمس اسمه في ضعف
أمير
دلف أمير الغرفة بعدما شعر بأن وقت غفيانها قد طال فالساعة تجاوزت الثامنة مساء..
تعلقت عيناه بها فجمدته الصدمة وهو يراها ټدفن رأسها بين ركبتيها وصوت نحيبها يتعالا.
اندفع صوبها في لهفة يرفع رأسها مدهوشا من بكائها
خديجة أنت تعبانه حببتي طمنيني..
تعلقت عيناها به تقاوم ذرف دموعها هو مازال هنا لم يتركها
كنت فكراك مشيت وسبتني
عادت دموعها تنساب فوق خديها ترفع كفيها نحوه تتلمس چرح شفتيه وجبينه
خديجة أنا مقدرش اسيبك واخذلك.. أنت هنا يا خديجة
أشار نحو قلبه يخبرها بمكانها تبسمت وهي تنفض الدموع العالقة بأهدابها
الرابط بقى قوي أوي بينا يا خديجة.. بلاش أنت اللي تسيبي أيديا
ارتمت فوق صدره تعانقه بقوة فهي لم تعد قادرة على الهجر.. حاولت مرارا ولكنها في النهاية تعود إليه ملتاعة
متابعة القراءة